الحيــــــــــــــــــــــاء
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان الا على الظالمين ،،،
والصلاة والسلام على خاتم النبيين وامام المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجميعن وبعد:
الحياء : خلق حميد يبعث على ترك القبيح ، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق (( شرح النووي على صحيح مسلم ))
الحياء خلق نبيل يحول بمن يتمتع به وبين فعل المحرمات وإتيان المنكرات ويصونه من الوقوع في الأوزار والأثام .
وبهذا يكون الحياء بمثابة الرقيب على صاحبه فلا يمكنه من تجاوز الحدود التي يرسمها له الإسلام
فالحياء يدعو صاحبه للتحلي بالفضائل، والبعد عن الرذائل، فالحياء خلق أنبياء الله ....
الحياء فى القرآن الكريم
قال تعالى : { أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق14
قال تعالى : }إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1
وقال تعالى : {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ }غافر19
الحياء فى السنة النبوية الشريفة
الحياء من الايمان
( الايمان بضع وسبعون شعبة - او بضعة وستون شعبة - فأفضلها : قول لا اله الا الله . وأدناها إماطة الاذى عن الطريق . والحياء شعبة من الايمان )
" صحيح البخارى ومسلم "
عن ابن عمر رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل - وهو يعظ أخاه فى الحياء - فقال : ( دعه . فان الحياء من الايمان )
" صحيح البخارى ومسلم "
وقال صلى الله عليه وسلم : (الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار)
" صحيح سنن ابن ماجة"
وعن ابو امامة الباهلى قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الحياء والعي شعبتان من الإيمان ، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق) " صحيح الترغيب "
الخير فى الحياء
وفي رواية لمسلم قال الحياء خير كله أو قال الحياء كله خير
فإنه يكف عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق ويحث على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها.
وعن انس بن مالك رضى الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما كان الحياء في شيء قط إلا زانه وما كان الفحش في شيء قط إلا شانه) باسناد حسن
الحياء خلق الاسلام وسنة المرسلين
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خمس من سنن المرسلين: الحياء والحلم والحجامة والسواك والتعطر )
وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (زينوا الإسلام بخصلتين ، قلنا : وما هما ؟ فقال : الحياء والسماحة في الله لا في غيره) اسناده حسن
وعن عبد الله ابن مسعود قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( استحيوا من الله حق الحياء قالوا : إنا نستحيي يا نبي الله والحمد لله . قال : ليس كذلك ، ولكن من استحيى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى ، وليحفظ البطن وما حوى ، وليذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، ومن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء ) اسناده حسن
قال صلى الله عليه وسلم ( ان مما أدرك الناس من كلام النبوة الاولى : اذا لم تستح فاصنع ما شئت ) " صحيح البخارى ومسلم "
يعني أن هذه الحكمة النبوية العظيمة، الداعية إلى الحياء، مما توارثه الناس عن أنبيائهم جيلاً بعد جيل، حتى وصلت إلى أول هذه الأمة المحمدية. فمما دعا إليه أنبياء الله السابقين العباد التخلق بخلق الحياء.
وفى تفسيره اقوال :
1-الأمر للتهديد والوعيد، فيكون المعنى: إذا لم يكن عندك حياء فاعمل ما شئت فإنك معاقب مجازى على صنيعك، وقد يكون في الدنيا أو الآخرة أو في كليهما. وقد ورد في الذكر الحكيم مثل هذا السياق
قال تعالى:}اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير{ فصلت:40
2-الأمر للإباحة، فيكون المعنى: إذا أقدمت على أمر فلم تستح من صنيعه من الله ولا رسوله ولا الناس فافعله، فإنه يباح لك ذلك.
قال النووي: الأمر فيه للإباحة أي إذا أردت فعل شيء فإن كان مما لا تستحي إذا فعلته من الله ولا من الناس فافعله وإلا فلا.
3- الأمر للإخبار، فيكون المعنى أن المانع من فعل ما يشين العبد هو الحياء، فمن فقده انهمك في معاصي الله عز وجل.
يجب على المؤمن أن يتصف بالحياء تأسياً بالرسول
الحياء خلق يحبه الله
وخرج الإمام أحمد والنسائي من حديث الأشج المنقري قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن فيك لخلتين يحبهما الله عز وجل، قلت : ما هما؟ ، قال: (الحلم والحياء )، قلت أقديما كان فى أم حديثًا قال بل قديما ، قلت الحمد لله الذي جبلنى على خلتين يحبهما
الحياء صفة من صفات الله رب العالمين
إنَّ الحياء صفة من صفات الله رب العالمين ، والملائكة والمرسلين ، وصالح المؤمنين ، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم ربَّه بذلك فقال (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم ، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً خائبتين )) "سنن أبي داود ، والترمذي ، وابن ماجه" ،
وكل صفة وصف الله بها نفسَه وقامت الأدلة على وصف العباد بها فلا تظنن أن ذلك يعني مشابهة الله لخلقه – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً – قال تعالى :{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } ((سورة الشورى : 11)) ، فالفرق بين صفاتنا وصفاته كالفرق بين ذاتنا وذاته
وللحديث بقية ان شاء الله
ان كان فى العمر بقية
تعليق