من الناس يود ويتمنى التوبة، والرجوع إلى الله والبعد عنالمعاصي والإقلاع التام عنها، لكن ترد عليه أفكار ووساوس كثيرة، تعوقه عن المضيفيما عزم عليه، هذه الأفكار والوساوس يعرضها ويرد عليها فضيلة الشيخ محمد المنجدفيقول:
التوبة تمحو ما قبلها
قد يقول قائل: أريد أن أتوب ولكن ماذا يضمنلي مغفرة الله إذا تبت، وأنا راغب في سلوك طريق الاستقامة ولكن يداخلني شعوربالتردد، ولو أني أعلم أن الله يغفر لي لتبت؟!.
فأقول له ما داخلك من هذهالمشاعر داخل نفوس أناسٍ قبلك من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولوتأملت في هاتين الروايتين بيقين لزال ما في نفسك إن شاء الله.
روى الإمام مسلم (رحمه الله) قصة إسلام عمرو بن العاص (رضي الله عنه) وفيها:
" فلما جعل اللهالإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسطيمينه فقبضت يدي قال: "مالك يا عمرو؟ " قال: أردت أن أشترط. قال: " تشترط بماذا؟ " قلت: أن يغفر لي. قال: " أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرةتهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟ ".
وروى الإمام مسلم عن ابنعباس (رضي الله عنهما): أن ناساً من أهل الشرك قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا ثمأتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، ولو تخبرناأن لما عملنا كفارة، فنزل قول الله تعالى: "والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر، ولايقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاماً" (الفرقانالآية 68)
ونزل: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمةالله"
هل يغفر الله لي؟
وقد تقول أريد أن أتوب ولكن ذنوبي كثيرة جداً ولمأترك نوعاً من الفواحش إلا واقترفته، ولا ذنباً تتخيله أو لا تتخيله إلا وارتكبتهلدرجة أني لا أدري هل يمكن أن يغفر الله لي ما فعلته في تلك السنوات الطويلة؟!.
وأقول لك أيها الأخ الكريم: هذه ليست مشكلة خاصة بل هي مشكلة كثير ممن يريدونالتوبة وأذكر مثالاً عن شاب وجه سؤالاً مرة بأنه بدأ في عمل المعاصي من سن مبكرةوبلغ السابعة عشرة من عمره فقط وله سجل طويل من الفواحش كبيرها وصغيرها بأنواعهاالمختلفة مارسها مع أشخاص مختلفين صغاراً وكباراً حتى اعتدى على بنت صغيرة، وسرقعدة سرقات ثم يقول: تبت إلى الله عز وجل، أقوم وأتهجد بعض الليالي وأصوم الإثنينوالخميس، وأقرأ القرآن الكريم بعد صلاة الفجر فهل لي من توبة؟
والمبدأ عندناأهل الإسلام أن نرجع إلى الكتاب والسنة في طلب الأحكام والحلول والعلاجات. فلماعدنا إلى الكتاب وجدنا قول الله عز وجل: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلىربكم وأسلموا له" (الزمر، الآيتان 53، 54)
فهذا هو الجواب الدقيق للمشكلةالمذكورة وهو واضح لا يحتاج إلى بيان.
أما الإحساس بأن الذنوب أكثر من أنيغفرها الله فهو ناشئ عن عدم يقين العبد بسعة رحمة ربه أولاً.
ونقص في الإيمانبقدرة الله على مغفرة جميع الذنوب ثانياً.
وضعف عمل مهم من أعمال القلوب وهوالرجاء ثالثاً.
وعدم تقدير مفعول التوبة في محو الذنوب رابعاً.
ونجيب عن كلمنها.
فأما الأول، فيكفي في تبيانه قول الله تعالى "ورحمتي وسعت كل شيء" (الأعراف الآية 56)
وأما الثاني: فيكفي فيه الحديث القدسي الصحيح: قال اللهتعالى: "من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي، ما لم يشرك بيشيئاً" (رواه الطبراني في الكبير والحاكم انظر صحيح الجامع) وذلك إذا لقي العبد ربهفي الآخرة.
وأما الثالث، فيعالجه هذا الحديث القدسي العظيم "يا ابن آدم إنك مادعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنانالسماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرضخطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة" (رواه الترمذي انظر صحيحالجامع)
وأما الرابع، فيكفي فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التائب منالذنب كمن لا ذنب له" (رواه ابن ماجه انظر صحيح الجامع)
وإلى كل من يستصعب أنيغفر الله له فواحشه المتكاثرة نسوق هذا الحديث:
توبة قاتل المائة
عن أبيسعيد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على راهب. فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة؟ فقال: لا ! فقتله فكمل بهمائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على رجل عالم فقال: إنه قتل مائة نفس فهل لهمن توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بهاأناساً يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء، فانطلقحتى إذا نَصَف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالتملائكة الرحمة: جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى. وقالت ملائكة العذاب: إنهلم يعمل خيراً قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم – أي حكماً – فقال: قيسواما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التيأراد، فقبضته ملائكة الرحمة " (متفق عليه) وفي رواية في الصحيح " فكان إلى القريةالصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها " وفي رواية في الصحيح " فأوحى الله تعالى إلى هذهأن تباعدي وإلى هذه أن تقربي وقال: قيسوا ما بينهما، فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفرله ".
نعم ومن يحول بينه وبين التوبة ! فهل ترى الآن يا من تريد التوبة أنذنوبك أعظم من هذا الرجل الذي تاب لله عليه، فلم اليأس؟
التوبة تمحو ما قبلها
قد يقول قائل: أريد أن أتوب ولكن ماذا يضمنلي مغفرة الله إذا تبت، وأنا راغب في سلوك طريق الاستقامة ولكن يداخلني شعوربالتردد، ولو أني أعلم أن الله يغفر لي لتبت؟!.
فأقول له ما داخلك من هذهالمشاعر داخل نفوس أناسٍ قبلك من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولوتأملت في هاتين الروايتين بيقين لزال ما في نفسك إن شاء الله.
روى الإمام مسلم (رحمه الله) قصة إسلام عمرو بن العاص (رضي الله عنه) وفيها:
" فلما جعل اللهالإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسطيمينه فقبضت يدي قال: "مالك يا عمرو؟ " قال: أردت أن أشترط. قال: " تشترط بماذا؟ " قلت: أن يغفر لي. قال: " أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرةتهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟ ".
وروى الإمام مسلم عن ابنعباس (رضي الله عنهما): أن ناساً من أهل الشرك قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا ثمأتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، ولو تخبرناأن لما عملنا كفارة، فنزل قول الله تعالى: "والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر، ولايقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاماً" (الفرقانالآية 68)
ونزل: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمةالله"
هل يغفر الله لي؟
وقد تقول أريد أن أتوب ولكن ذنوبي كثيرة جداً ولمأترك نوعاً من الفواحش إلا واقترفته، ولا ذنباً تتخيله أو لا تتخيله إلا وارتكبتهلدرجة أني لا أدري هل يمكن أن يغفر الله لي ما فعلته في تلك السنوات الطويلة؟!.
وأقول لك أيها الأخ الكريم: هذه ليست مشكلة خاصة بل هي مشكلة كثير ممن يريدونالتوبة وأذكر مثالاً عن شاب وجه سؤالاً مرة بأنه بدأ في عمل المعاصي من سن مبكرةوبلغ السابعة عشرة من عمره فقط وله سجل طويل من الفواحش كبيرها وصغيرها بأنواعهاالمختلفة مارسها مع أشخاص مختلفين صغاراً وكباراً حتى اعتدى على بنت صغيرة، وسرقعدة سرقات ثم يقول: تبت إلى الله عز وجل، أقوم وأتهجد بعض الليالي وأصوم الإثنينوالخميس، وأقرأ القرآن الكريم بعد صلاة الفجر فهل لي من توبة؟
والمبدأ عندناأهل الإسلام أن نرجع إلى الكتاب والسنة في طلب الأحكام والحلول والعلاجات. فلماعدنا إلى الكتاب وجدنا قول الله عز وجل: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلىربكم وأسلموا له" (الزمر، الآيتان 53، 54)
فهذا هو الجواب الدقيق للمشكلةالمذكورة وهو واضح لا يحتاج إلى بيان.
أما الإحساس بأن الذنوب أكثر من أنيغفرها الله فهو ناشئ عن عدم يقين العبد بسعة رحمة ربه أولاً.
ونقص في الإيمانبقدرة الله على مغفرة جميع الذنوب ثانياً.
وضعف عمل مهم من أعمال القلوب وهوالرجاء ثالثاً.
وعدم تقدير مفعول التوبة في محو الذنوب رابعاً.
ونجيب عن كلمنها.
فأما الأول، فيكفي في تبيانه قول الله تعالى "ورحمتي وسعت كل شيء" (الأعراف الآية 56)
وأما الثاني: فيكفي فيه الحديث القدسي الصحيح: قال اللهتعالى: "من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي، ما لم يشرك بيشيئاً" (رواه الطبراني في الكبير والحاكم انظر صحيح الجامع) وذلك إذا لقي العبد ربهفي الآخرة.
وأما الثالث، فيعالجه هذا الحديث القدسي العظيم "يا ابن آدم إنك مادعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنانالسماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرضخطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة" (رواه الترمذي انظر صحيحالجامع)
وأما الرابع، فيكفي فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التائب منالذنب كمن لا ذنب له" (رواه ابن ماجه انظر صحيح الجامع)
وإلى كل من يستصعب أنيغفر الله له فواحشه المتكاثرة نسوق هذا الحديث:
توبة قاتل المائة
عن أبيسعيد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على راهب. فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة؟ فقال: لا ! فقتله فكمل بهمائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على رجل عالم فقال: إنه قتل مائة نفس فهل لهمن توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بهاأناساً يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء، فانطلقحتى إذا نَصَف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالتملائكة الرحمة: جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى. وقالت ملائكة العذاب: إنهلم يعمل خيراً قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم – أي حكماً – فقال: قيسواما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التيأراد، فقبضته ملائكة الرحمة " (متفق عليه) وفي رواية في الصحيح " فكان إلى القريةالصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها " وفي رواية في الصحيح " فأوحى الله تعالى إلى هذهأن تباعدي وإلى هذه أن تقربي وقال: قيسوا ما بينهما، فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفرله ".
نعم ومن يحول بينه وبين التوبة ! فهل ترى الآن يا من تريد التوبة أنذنوبك أعظم من هذا الرجل الذي تاب لله عليه، فلم اليأس؟
تعليق