Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من الناس يود ويتمنى ولكن ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من الناس يود ويتمنى ولكن ...

    من الناس يود ويتمنى التوبة، والرجوع إلى الله والبعد عنالمعاصي والإقلاع التام عنها، لكن ترد عليه أفكار ووساوس كثيرة، تعوقه عن المضيفيما عزم عليه، هذه الأفكار والوساوس يعرضها ويرد عليها فضيلة الشيخ محمد المنجدفيقول:

    التوبة تمحو ما قبلها
    قد يقول قائل: أريد أن أتوب ولكن ماذا يضمنلي مغفرة الله إذا تبت، وأنا راغب في سلوك طريق الاستقامة ولكن يداخلني شعوربالتردد، ولو أني أعلم أن الله يغفر لي لتبت؟!.
    فأقول له ما داخلك من هذهالمشاعر داخل نفوس أناسٍ قبلك من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    ولوتأملت في هاتين الروايتين بيقين لزال ما في نفسك إن شاء الله.
    روى الإمام مسلم (رحمه الله) قصة إسلام عمرو بن العاص (رضي الله عنه) وفيها:
    "
    فلما جعل اللهالإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسطيمينه فقبضت يدي قال: "مالك يا عمرو؟ " قال: أردت أن أشترط. قال: " تشترط بماذا؟ " قلت: أن يغفر لي. قال: " أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرةتهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟ ".
    وروى الإمام مسلم عن ابنعباس (رضي الله عنهما): أن ناساً من أهل الشرك قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا ثمأتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، ولو تخبرناأن لما عملنا كفارة، فنزل قول الله تعالى: "والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر، ولايقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاماً" (الفرقانالآية 68)
    ونزل: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمةالله"

    هل يغفر الله لي؟
    وقد تقول أريد أن أتوب ولكن ذنوبي كثيرة جداً ولمأترك نوعاً من الفواحش إلا واقترفته، ولا ذنباً تتخيله أو لا تتخيله إلا وارتكبتهلدرجة أني لا أدري هل يمكن أن يغفر الله لي ما فعلته في تلك السنوات الطويلة؟!.
    وأقول لك أيها الأخ الكريم: هذه ليست مشكلة خاصة بل هي مشكلة كثير ممن يريدونالتوبة وأذكر مثالاً عن شاب وجه سؤالاً مرة بأنه بدأ في عمل المعاصي من سن مبكرةوبلغ السابعة عشرة من عمره فقط وله سجل طويل من الفواحش كبيرها وصغيرها بأنواعهاالمختلفة مارسها مع أشخاص مختلفين صغاراً وكباراً حتى اعتدى على بنت صغيرة، وسرقعدة سرقات ثم يقول: تبت إلى الله عز وجل، أقوم وأتهجد بعض الليالي وأصوم الإثنينوالخميس، وأقرأ القرآن الكريم بعد صلاة الفجر فهل لي من توبة؟
    والمبدأ عندناأهل الإسلام أن نرجع إلى الكتاب والسنة في طلب الأحكام والحلول والعلاجات. فلماعدنا إلى الكتاب وجدنا قول الله عز وجل: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلىربكم وأسلموا له" (الزمر، الآيتان 53، 54)
    فهذا هو الجواب الدقيق للمشكلةالمذكورة وهو واضح لا يحتاج إلى بيان.
    أما الإحساس بأن الذنوب أكثر من أنيغفرها الله فهو ناشئ عن عدم يقين العبد بسعة رحمة ربه أولاً.
    ونقص في الإيمانبقدرة الله على مغفرة جميع الذنوب ثانياً.
    وضعف عمل مهم من أعمال القلوب وهوالرجاء ثالثاً.
    وعدم تقدير مفعول التوبة في محو الذنوب رابعاً.
    ونجيب عن كلمنها.
    فأما الأول، فيكفي في تبيانه قول الله تعالى "ورحمتي وسعت كل شيء" (الأعراف الآية 56)
    وأما الثاني: فيكفي فيه الحديث القدسي الصحيح: قال اللهتعالى: "من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي، ما لم يشرك بيشيئاً" (رواه الطبراني في الكبير والحاكم انظر صحيح الجامع) وذلك إذا لقي العبد ربهفي الآخرة.
    وأما الثالث، فيعالجه هذا الحديث القدسي العظيم "يا ابن آدم إنك مادعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنانالسماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرضخطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة" (رواه الترمذي انظر صحيحالجامع)
    وأما الرابع، فيكفي فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التائب منالذنب كمن لا ذنب له" (رواه ابن ماجه انظر صحيح الجامع)
    وإلى كل من يستصعب أنيغفر الله له فواحشه المتكاثرة نسوق هذا الحديث:
    توبة قاتل المائة
    عن أبيسعيد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على راهب. فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة؟ فقال: لا ! فقتله فكمل بهمائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على رجل عالم فقال: إنه قتل مائة نفس فهل لهمن توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بهاأناساً يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء، فانطلقحتى إذا نَصَف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالتملائكة الرحمة: جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى. وقالت ملائكة العذاب: إنهلم يعمل خيراً قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم – أي حكماً – فقال: قيسواما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التيأراد، فقبضته ملائكة الرحمة " (متفق عليه) وفي رواية في الصحيح " فكان إلى القريةالصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها " وفي رواية في الصحيح " فأوحى الله تعالى إلى هذهأن تباعدي وإلى هذه أن تقربي وقال: قيسوا ما بينهما، فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفرله ".
    نعم ومن يحول بينه وبين التوبة ! فهل ترى الآن يا من تريد التوبة أنذنوبك أعظم من هذا الرجل الذي تاب لله عليه، فلم اليأس؟
    سـبـحـان الـلـه وبـحـمـده ـ ـ ـ ـ سـبـحـان الـلـه الـعـظـيـم


  • #2
    بل إن الأمر أيها الأخالمسلم أعظم من ذلك، تأمل قول الله تعالى: "والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولايقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاماً يضاعف لهالعذاب ويخلد فيه مهاناً. إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل اللهسيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً" (الفرقان، الآيتان 68 – 70)

    ووقفة عندقوله: "فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات" (الفرقان، الآية 70) تبين لك فضل اللهالعظيم قال العلماء التبديل هنا نوعان:

    الأول: تبديل الصفات السيئة بصفات حسنةكإبدالهم بالشرك إيماناً، وبالزنا عفة وإحصاناً، وبالكذب صدقاً، وبالخيانة أمانةوهكذا.

    والثاني: تبديل السيئات التي عملوها بحسنات يوم القيامة. وتأمل قوله "يبدل الله سيئاتهم حسنات" ولم يقل مكان كل سيئة حسنة فقد يكون أقل أو مساوياً أوأكثر في العدد أو الكيفية، وذلك بحسب صدق التائب وكمال توبته، فهل ترى فضلاً أعظممن هذا الفضل؟ وانظر إلى شرح هذا الكرم الإلهي في الحديث الجميل التالي:

    عن عبدالرحمن بن جبير عن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم (وفي طرقأخرى: جاء شيخ كبير هرم قد سقط حاجباه على عينيه وهو يدعم على عصا حتى قام بين يديالنبي صلى الله عليه وسلم) فقال: أرأيت رجلاً عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئاًوهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة " أي صغيرة ولا كبيرة " إلا أتاها، ( وفي رواية: إلا اقتطعها بيمينه لو قسمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم " أهلكتهم ")، فهل لذلكمن توبة؟ قال: " فهل أسلمت؟ " قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسولالله قال: " تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن ". قال: وغدراتي وفجراتي. قال: " نعم ! " قال: الله أكبر فما زال يكبر حتى توارى" (قالالهيثمي: رواه الطبراني والبزار ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن هارون أبينشيطة وهو ثقة. وقال المنذر في الترغيب إسناده جيد قوي. وقال ابن حجر في الإصابة هوعلى شرط الصحيح)

    وهنا قد يسأل تائب، فيقول: إني لما كنت ضالاً لا أصلي خارجاً عنملة الإسلام قمت ببعض الأعمال الصالحة فهل تحسب لي بعد التوبة أو تكون ذهبت أدراجالرياح.

    وإليك الجواب: عن عروة بن الزبير أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال لرسولالله صلى الله عليه وسلم: أي رسول الله أرأيت أموراً كنت أتحنث بها في الجاهلية منصدقة أو عتاقة أو صلة رحم أفيها أجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أسلمتعلى ما أسلفت من خير " (رواه البخاري)

    فهذه الذنوب تغفر، وهذه السيئات تبدلحسنات، وهذه الحسنات أيام الجاهلية تثبت لصاحبها بعد التوبة، فماذا بقي!.



    كيف أفعل إذا أذنبت

    وقد تقول إذا وقعت في ذنب فكيف أتوب منه مباشرة وهلهناك فعل أقوم به بعد الذنب فوراً؟. فالجواب: ما ينبغي أن يحصل بعد الإقلاع عملان:

    الأول: عمل القلوب بالندم والعزم على عدم العودة، وهذا يكون نتيجة الخوف منالله.

    والثاني: عمل الجوارح بفعل الحسنات المختلفة ومنها صلاة التوبة وهذانصها:

    عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر اللهله " ثم قرأ هذه آية "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروالذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون" (آل عمرانالآية 135) (والحديث رواه أصحاب السنن انظر صحيح الترغيب والترهيب 1/ 248)

    وقدورد في روايات أخرى صحيحة صفات أخرى لركعتين تكفران الذنوب هذا ملخصها:

    1- مامن أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ( لأن الخطايا تخرج من الأعضاء المغسولة مع الماء أو معآخر قطر الماء ).

    ومن إحسان الوضوء قول بسم الله قبله والأذكار بعده وهي: أشهدأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ( أو ) اللهماجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ( أو ) سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. ( وهذه أذكار ما بعد الوضوء لكل منها أجر عظيم ).

    2- يقوم فيصلي ركعتين.

    3- يقبل بقلبه ووجهه عليهما.

    4- لا يسهو فيهما.

    5- لا يحدث فيهما نفسه.

    6- يحسن فيهن الذكر والخشوع.

    7- ثم استغفرالله.

    والنتيجة:

    1- غفر له ما تقدم من ذنبه.

    2- إلا وجبت له الجنة (صحيح الترغيب 1/94-95).

    ثم الإكثار من الحسنات والطاعات. ألا ترى أن عمر (رضيالله عنه) لما أحس بخطئه في المناقشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوةالحديبية، قال بعدها فعملت لذلك أعمالاً – أي – صالحات لتكفير الذنب.

    وتأمل فيالمثل الوارد في هذا الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: " إن مثل الذي يعملالسيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كان عليه درع (لباس من حديد يرتديه المقاتل) ضيقة، قد خنقته، ثم عمل حسنة فانفكت حلقة، ثم عمل أخرى فانفكت الأخرى حتى يخرج إلىالأرض " (رواه الطبراني في الكبير انظر صحيح الجامع 2192).

    فالحسنات تحررالمذنب من سجن المعصية، وتخرجه إلى عالم الطاعة الفسيح، ويلخص لك يا أخي ما تقدمهذه القصة المعبرة.

    عن ابن مسعود قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلمفقال:

    يا رسول الله إني وجدت امرأة في بستان ففعلت بها كل شيء غير أني لمأجامعها، قبلتها ولزمتها، ولم أفعل غير ذلك فافعل بي ما شئت. فلم يقل الرسول صلىالله عليه وسلم شيئاً فذهب الرجل. فقال عمر: لقد ستر الله عليه لو ستر نفسه. فأتبعهرسول الله صلى الله عليه وسلم بصره، ثم قال: " ردوه علي ". فردوه عليه فقرأ عليه: "وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرىللذاكرين"

    فقال معاذ (وفي رواية عمر) يا رسول الله أله وحده، أم للناس كافة؟فقال: " بل للناس كافة ". (رواه مسلم)
    سـبـحـان الـلـه وبـحـمـده ـ ـ ـ ـ سـبـحـان الـلـه الـعـظـيـم

    تعليق


    • #3
      أهل السوء يطاردونني
      وقد تقول أريد أن أتوب ولكن أهل السوء من أصحابي يطاردونني في كل مكان وما إن علموا بشيء من التغيير عندي حتى شنوا علي حملة شعواء وأنا أشعر بالضعف فماذا أفعل؟!.
      ونقول لك اصبر فهذه سنة الله في ابتلاء المخلصين من عباده ليعلم الصادقين من الكاذبين، وليميز الخبيث من الطيب.
      وما دمت وضعت قدميك على بداية الطريق فاثبت، وهؤلاء شياطين الجن والإنس يوحي بعضهم إلى بعض لكي يردوك على عقبيك فلا تطعهم، إنهم سيقولون لك في البداية هذا هوس لا يلبث أن يزول عنك، وهذه أزمة عارضة، والعجب أن بعضهم قال لصاحب له في بداية توبته عسى ما شر !!
      والعجب أن إحداهن لما أغلق صاحبها الهاتف في وجهها لأنه تاب ولا يريد مزيداً من الآثام اتصلت به بعد فترة وقالت عسى أن يكون زال عنك الوسواس؟
      والله يقول: "قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس. من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنة والناس" (الناس، الآيات 1 – 6)
      فهل ربك أولى بالطاعة أم ندماء السوء؟!.
      وعليك أن تعلم أنهم سيطاردونك في كل مكان وسيسعون لردك إلى طريق الغواية بكل وسيلة وبقد حدثني بعضهم بعد توبته أنه كانت له قرينة سوء تأمر سائق سيارتها أن يمشي وراءه وهو في طريقه إلى المسجد وتخاطبه من النافذة.
      هنالك "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة" (إبراهيم، الآية 27)
      سيسعون إلى تذكيرك بالماضي، وتزيين المعاصي السابقة لك بكل طريقة، ذكريات … توسلات … صور … ورسائل.. فلا تطعهم واحذرهم أن يفتنوك وتذكر هنا قصة كعب بن مالك الصحابي الجليل، لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة جميعاً بمقطاعته لتخلفه عن غزوة تبوك حتى يأذن الله: أرسل إليه ملك غسان الكافر رسالة يقول له فيها: " أما بعد فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك ". يريد الكافر استمالة المسلم حتى يخرج من المدينة ويضيع هناك في ديار الكفر.
      ما هو موقف الصحابي الجليل قال كعب: " فقلت حين قرأتها وهذه أيضاً من البلاء فتيممت بها التنور " الفرن " فسجرتها " أي أحرقتها ".
      وهكذا اعمد أنت أيها المسلم من ذكر وأنثى إلى كل ما يرسل إليك من أهل السوء فاحرقه حتى يصير رماداً وتذكر وأنت تحرقه نار الآخرة. "فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون"

      إنهم يهدونني
      أريد أن أتوب ولكن أصدقائي القدامى يهدونني بإعلان فضائحي بين الناس، ونشر أسراري على الملأ، إن عندهم صور ووثائق، ,أنا أخشى على سمعتي. إني خائف !!
      ونقول: جاهد أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً. فهذه ضغوط أعوان إبليس تجتمع عليك كلها، ثم لا تلبث أن تتفرق وتتهاوى أمام صبر المؤمن وثباته.
      واعلم أنك إن سايرتهم ورضخت لهم فسيأخذون عليك مزيداً من الإثباتات، فأنت الخاسر أولاً وأخيراً. ولكن لا تطعهم واستعن بالله عليهم ؛ وقل حسبي الله ونعم الوكيل.
      وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوماً قال: " اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم " (رواه أحمد وأبو داود انظر صحيح الجامع 4582).
      صحيح أن الموقف صعب وأن تلك المسكينة التائبة التي اتصل بها قرين السوء يقول مهدداً: لقد سجلت مكالماتك ولدي صورتك ولو رفضت الخروج معي لأفضحنك عند أهلك !! صحيح أنها في موقف لا تحسد عليه !
      وانظر إلى حرب أولياء الشيطان لمن تاب من المغنيين والمغنيات والممثلين والممثلات فإنهم يطرحون أسوأ إنتاجهم السابق في الأسواق للضغط والحرب النفسية، ولكن الله مع المتقين، ومع التائبين، وهو ولي المؤمنين، لا يخذلهم ولا يتخلى عنهم، وما لجأ عبد إليه فخاب أبداً، واعلم أن مع العسر يسراً، وأن بعد الضيق فرجاً. وإليك أيها الأخ التائب هذه القصة المؤثرة شاهداً واضحاً على ما نقول.
      إنها قصة الصحابي الجليل مرثد بن أبي مرثد الغنوي الفدائي الذي كان يُهرب المستضعفين من المسلمين من مكة إلى المدينة سراً. " كان رجل يقال له: مرثد بن أبي مرثد، وكان رجلاً يحمل الأسرى من مكة، حتى يأتي بهم المدينة. قال: وكانت امرأة بغيٌّ بمكة يقال لها عناق وكانت صديقة له، وأنه كان وعد رجلاً من أسارى مكة يحتمله، قال: فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائطٍ من حوائط مكة في ليلة مقمرة، قال: فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلي بجنب الحائط، فلما انتهت إلي عرفت، فقالت: مرثد؟ فقلت: مرثد. قالت: مرحباً وأهلاً، هلم فبت عندنا الليلة، قلت: يا عناق حرم الله الزنا. قالت: يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم قال: فتبعني ثمانية، وسلكت الخندمة (جبل معروف عند أحد مداخل مكة) فانتهيت إلى غار أو كهف، فدخلت فجاءوا حتى قاموا على رأسي وعماهم الله عني قال: ثم رجعوا، ورجعت إلى صاحبي فحملته، وكان رجلاً ثقيلاً، حتى انتهيت إلى الإذخر ففككت عنه أكبله (قيوده) فجعلت أحمله ويُعييني (يرهقني) حتى قدمت المدينة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أنكح عناقاً؟ مرتين، فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد علي شيئاً، حتى نزلت: "الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك" (النور، الآية 3) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا مرثد، الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك فلا تنكحها " (صحيح سنن الترمذي3/80).
      هل رأيت كيف يدافع الله عن الذين آمنوا وكيف يكون مع المحسنين؟.
      وعلى أسوأ الحالات لو حصل ما تخشاه أو انكشفت بعض الأشياء واحتاج الأمر إلى بيان فوضح موقفك للآخرين وصارحهم، وقل نعم كنت مذنباً فتبت إلى الله فماذا تريدون؟
      ولنتذكر جميعاً أن الفضيحة الحقيقية هي التي تكون بين يدي الله يوم القيامة، يوم الخزي الأكبر، ليست أمام مائة أو مائتين ولا ألف أو ألفين، ولكنها على رؤوس الأشهاد، أمام الخلق كلهم من الملائكة والجن والأنس، من آدم وحتى آخر رجل.
      فهلم إلى دعاء إبراهيم:
      "ولا تخزني يوم يبعثون* يوم لا ينفع مال ولا بنون* إلا من أتى الله بقلب سليم" (الشعراء، الآيات 87 – 89)
      وتحن في اللحظات الحرجة بالأدعية النبوية: اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا. اللهم اجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من بغى علينا. اللهم لا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين.

      ذنوبي تنغص معيشتي
      وقد تقول: إني ارتكبت من الذنوب الكثير وتبت إلى الله، ولكن ذنوبي تطاردني، وتذكري لما عملته ينغص علي حياتي، ويقض مضجعي، ويؤرق ليلي ويقلق راحتي، فما السبيل إلى إراحتي.
      فأقول لك أيها الأخ المسلم، إن هذه المشاعر هي دلائل التوبة الصادقة، وهذا هو الندم بعينه، والندم توبة فالتفت إلى ما سبق بعين الرجاء، رجاء أن يغفر الله لك، ولا تيأس من روح الله، ولا تقنط من رحمة الله. والله يقول: "ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون" (الحجر، الآية 56)
      قال ابن مسعود رضي الله عنه: " أكبر الكبائر الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله " (رواه عبد الرزاق وصححه الهيثمي وابن كثير)
      والمؤمن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء، وقد يغلب أحدهما في بعض الأوقات لحاجة، فإذا عصى غلَّب جانب الخوف ليتوب، وإذا تاب غلَّب جانب الرجاء يطلب عفو الله.

      هل أعترف؟
      وسأل سائل بصوت حزين يقول: أريد أن أتوب ولكن هل يجب علي أن أذهب وأعترف بما فعلت من ذنوب؟
      وهل من شروط توبتي أن أقر أمام القاضي في المحكمة بكل ما اقترفت وأطلب إقامة الحد علي؟
      وماذا تعني تلك القصة التي قرأتها قبل قليل عن توبة ماعز، والمرأة، والرجل الذي قبل امرأة في بستان.
      فأقول لك أيها الأخ المسلم: اتصال العبد بربه دون وسائط من مزايا هذا التوحيد العظيم، الذي ارتضاه الله "إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" (البقرة، الآية 186) وإذا آمنا أن التوبة لله فإن الاعتراف هو لله أيضاً.
      وفي دعاء سيد الاستغفار: "أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي" أي أعترف لك يا الله.
      ولسنا ولله الحمد مثل النصارى، قسيس وكرسي اعتراف، وصك غفران … إلى آخر أركان المهزلة.
      بل إن الله يقول: "ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده" (التوبة، الآية 104) عن عباده دون وسيط.
      أما بالنسبة لإقامة الحدود فإن الحد إذا لم يصل إلى الإمام أو الحاكم أو القاضي فإنه لا يلزم الإنسان أن يأتي ويعترف، ومن ستر الله عليه فلا بأس أن يستر نفسه، وتكفيه توبته فيما بينه وبين الله. ومن أسمائه سبحانه الستير وهي يحب الستر على عباده، أما أولئك الصحابة مثل ماعز والمرأة اللذان زنيا والرجل الذي قبّل امرأة في بستان فإنهم رضي الله عنهم فعلوا أمراً لا يجب عليهم وذلك من شدة حرصهم على تطهير أنفسهم، بدليل أنه صلى الله عليه وسلم لما جاءه ماعز أعرض عنه وعن المرأة في البداية، وكذلك قول عمر للرجل الذي قبّل امرأة في بستان (لقد ستر الله عليه لو ستر نفسه )، وسكت صلى الله عليه وسلم إقراراً.
      وعلى هذا فلا يلزم الذهاب للمحكمة لتسجيل الاعترافات رسمياً إذا أصبح العبد وقد ستره ربه، ولا يلزم كذلك الذهاب إلى إمام المسجد وطلب إقامة الحد، ولا الاستعانة بصديق في الجلد داخل بيت، كما يخطر في أذهان البعض.
      ومن ذلك تُعلم بشاعة موقف بعض الجهال من بعض التائبين في مثل القصة الآتي ملخصها:
      ذهب مذنب إلى إمام مسجد جاهل، واعترف لديه بما ارتكب من ذنوب وطلب منه الحل. فقال هذا الإمام لابد أولاً أن تذهب إلى المحكمة وتصدق اعترافاتك شرعاً. وتقام عليك الحدود، ثم يُنظر في أمرك. فلما رأى المسكين أنه لا يطيق تطبيق هذا الكلام، عدل عن التوبة ورجع إلى ما كان فيه.
      وأنتهز هذه الفرصة لتعليق مهم فأقول: أيها المسلمون إن معرفة أحكام الدين أمانة، وطلبها من مصادرها الصحيحة أمانة، والله يقول: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" (النحل، الآية 43) وقال: "الرحمن فاسأل به خبيراً" (الفرقان، الآية 59)
      فليس كل واعظ يصلح أن يفتي، ولا كل إمام مسجد أو مؤذن يصلح أن يخبر بالأحكام الشرعية في قضايا الناس، ولا كل أديب أو قاص يصلح ناقلاً للفتاوى. والمسلم مسئول عمن يأخذ الفتوى، وهذه مسألة تعبدية. وقد خشي صلى الله عليه وسلم على الأمة من الأئمة المضلين. قال أحد السلف: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، فاحذروا عباد الله من هذه المزالق والتمسوا أهل العلم فيما أشكل عليكم " والله المستعان.
      سـبـحـان الـلـه وبـحـمـده ـ ـ ـ ـ سـبـحـان الـلـه الـعـظـيـم

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا على المواضيع القيمة.


        عن أنس رضي الله عنه قال
        : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرًا أخى على مواضيعك الرائعة
          لكن بصراحة أنا لا أقرأ معظمها بسبب طولها
          و أعتقد أن أغلب الأعضاء أيضًا يمر عليها مرور الكرام
          لذا فأرجوا الإختصار أو عمل نسخة مختصرة من الموضوع
          حتى يقرأها الجميع
          وخير الكلام ما قل و دل
          و الله أنا مقدر تعبك وبذلك الجهد فى مساعدة الآخرين
          لكنى لا أحب أن يهدر جزء من تعبك هبائًا أنت و أبو اسلام و ساجد و الكثير من الأعضاء الواعظين جزاهم الله خيرًا

          السلام عليكم
          لا إله إلا الله
          محمد رسول الله

          سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
          تذكروا اموات المسلمين بالدعاء

          تعليق


          • #6
            موضوع قيم بكل ما فيه ..
            وما فتىءَ الزمان يدورحتى
            مضى بالمجدِ قومٌ أخرونَ
            وأصبح لا يُرى في الركب قومي

            وقد عاشو أئمته سنينَ
            وآلمني وآلم كل حرٍ
            سؤال الدهر أين المسلمينَ ?

            اذا لم تجد ما تحب فحب ما تجد

            تعليق


            • #7
              أو ممكن بعد ما تكتب الموضوع تعمل برشامة للمستعجلين
              لا إله إلا الله
              محمد رسول الله

              سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
              تذكروا اموات المسلمين بالدعاء

              تعليق


              • #8
                جزاك الله خيرا على المواضيع القيمة.



                بأبي أنت وأمي يا رسول الله



                فدتك نجد و طيبة ومكة وأرض الأسراء


                اللهم احشرني مع نبيك يوم يكون اللقاء


                اجمل شئ في الحياة حينما تكتشف اناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة والبريق والنقاء قلوبهم مثل افئدة الطير
                اللهم اني احبهم فيك

                لك نصحي وما عليك جدالي ........وافة النصح ان يكون جدال

                دعوة لحفظ القرآن الكريم عن طريق المنتدى









                تعليق


                • #9
                  جزاكم الله خيرا

                  علاء مختار إن شاء الله
                  سـبـحـان الـلـه وبـحـمـده ـ ـ ـ ـ سـبـحـان الـلـه الـعـظـيـم

                  تعليق

                  يعمل...
                  X