Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أشعب .. بين الحمّامي والحلاق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أشعب .. بين الحمّامي والحلاق

    أشعب .. بين الحمّامي والحلاق
    كان اشعب اشهر الطفيليين في عصره ، واكثرهم طمعا ، واظرفهم حديثا ، واقبحهم وجها ، واجملهم صوتا ، واحذقهم في فنون الغناء ، وله حكايات ونوادر مشهورة .
    عاد الى المدينة ذات يوم من سفر ، وراى ان شعره قد طال ، وبدنه قد اتسخ من طول السفر ، فقال لخادمه : (( اختر لنا حماما نظيف البقعة ، طيب الهواء ، معتدل الماء ، وحلاقا خفيف اليد ، حديد الموسى ، قليل الكلام )) .
    فقاده الغلام الى حمام في السوق ، فدخلها اشعب ، فلم يرعه الا رجل قد دخل على اثره ، وعمد الى قطعة طين فلطخ بها جبينه ، ووضعها على راسه ، ثم خرج .
    ودخل آخر ، فجعل يدلكه دلكا يكد العظام ، ويغمزه غمزا يهد الاوصال ، ثم عمد الى راسه يغسله ويرسل عليه الماء ، واذا الاول قد عاد ، فراى الثاني منهمكا في دلكه ، فلكمه لكمة كادت تذهب باسنانه ، وقال له : (( يا لكع ! مالك ولهذا الراس ، وهو لي ؟ )) ، فقام اليه المضروب ، وعطف عليه بلطمة كادت تضيع صوابه ، وقال له : (( بل هذا الراس حقي وملكي وفي يدي ! )) .
    وتلاكما حتى تعبا ، وتجاذبا الاثواب ، وسارا يتحاكمان الى صاحب الحمام ، فقال له الاول : (( انا صاحب هذا الراس ، لاني لطخت جبينه ، ووضعت عليه الطين )) ، وقال الثاني : (( بل انا مالكه ، لاني غسلته ، ودلكت صاحبه )) .
    فقال الحمامي : (( ائتوني بالزبون اساله لأيّكما هذا الراس ؟! )) ، فذهب الرجلان الى اشعب ، وقالا له : (( لنا عندك شهادة ، فقم معنا ! )) .
    وكان اشعب ما زال في مكانه ، لم يفهم مما حدث امامه شيئا ، ولا ادرك لهذا الشجار معنى ، فنهض وسار معهما الى صاحب الحمام ، فابتدره الحمامي قائلا : (( يا رجل ! لاتقل غير الصدق ، ولا تشهد بغير الحق ، قل لي : هذا الراس ( واشار الحمامي الى راس اشعب ) لايّهما ؟ )) ، فوقف اشعب دهشا مشدوها لحظة ، ثم قال : (( يا عافاك الله ، هذا راسي انا ، قد صحبني طول الطريق من المدينة الى مكة ، ومن مكة الى عرفات ، وما شككت انه لي ! )) ، فقال له الحمامي منتهرا : (( اسكت يا فضولي ! )) .
    ثم مال الى احد الخصمين ، وقال له : (( يا هذا ! الى متى هذه المنافسة بينكما على راس صغير الشان قليل الخطر ؟ )) .
    ثم التفت الى الخصم الاخر ، وقال مهونا عليه : (( وانت يا هذا ! هب انك لم تر هذا الراس التافه ! ))
    فقام اشعب من ذلك المكان خجلا ، وارتدى ثيابه على عجل ، وانسل من الحمام ، فوجد غلامه المنتظر بالباب يقول له : (( نعيما ان شاء الله ! )) ، فهوى في الحال بكفه على قفا الغلام ، وصاح : (( انعم الله عليك بهذا ! )) .
    ثم اسرع بالذهاب الى منزله ، وما ان دخل ، حتى ارسل غلامه لياتيه بحلاق ، واوصاه ان يحذر هذه المرة ، فلا يحضره فضوليا ولا ثرثارا ، فحسبه ما لقي في الحمام ، وما لحقه فيه من سب وانتهار !
    فانصرف الغلام ، ثم عاد برجل ، دخل وسلم وما هو الا ان رأى وجه اشعب ، حتى قال له : (( جعلت فداك ! هذا وجه لا اعرفه ، فمن انت ؟ )) ، فقال اشعب : (( اسمي اشعب )) .
    فقال الحلاق : (( بابي انت وامي ، هذا اسم لا يجهله احد في المدينة ! ومن اين قدمت ؟ فاني ارى عليك اثر السفر ! )) ، فقال اشعب : (( من مكة )) .
    فقال الحلاق : (( حياك الله ! من ارض النعمة والرفاهة ، وبلد رسول الله ( r ) ، ولقد حضرت في شهر رمضان جامعها ، وقد اشعلت فيه المصابيح ، واقيمت التراويح … )) .
    وجعل يقص قصة طويلة لا آخر لها ولا معنى ، واشعب يصبر نفسه ، الى ان فرغ الحلاق من القصة ، فعاد يسال : (( واي شئ اقدمك ، اصلحك الله ؟ )) .
    فاجاب اشعب : (( اقدمني الزمن وتقلباته ، وساخبرك ـ اذا فرغت ـ بالامور على وجهها )) .
    فقال الحلاق : (( وتعرفني بالمنازل والطرق التي جئت عليها ؟ )) ، فقال اشعب : (( نعم )) .
    ومالت الشمس الى الغروب ، ولم يفرغ الحلاق من الكلام ، ولم يفرغ مما جاء له ، واخيرا قال : (( فهل ترى ان نبتدئ ( يعني بالحلق ) ؟ )) .
    فقال له اشعب : (( وماذا كنت تصنع فيما مضى من الوقت ؟ )) .
    ونهض فوثب بعيدا ، وما ان استوثق انه افلت من يد الحلاق ومواسيه حتى صاح بالخادم : (( علق هذا الحلاق من العقبين )) ، فهجم عليه الخادم ، وعلقه كما امره سيده .
    فدنا منه اشعب ، وقال له : (( جعلت فداك ! سالتني عن المنازل والطرق التي قدمت عليها ، وانا مشغول في ذلك الوقت ، وظننت انك مشغول بعملك ، فانا اقصها عليك الان ، فاستمع : خرجنا من مكة في المساء ، فنزلنا بئرا ذات نخيل في ظهيرة الغد ، يا غلام ( والتفت الى غلامه ) اوجع )) ، فضربه الخادم عشرة اسواط .
    فقال اشعب : (( وركبنا عند المساء ، فنزلنا عين ماء حولها عشب عند طلوع النهار ، يا غلام ، اوجع ! )) ، فضربه الخادم عشرة اخرى ‍.
    وقال اشعب : (( ثم ركبنا ضحى اليوم ، وسرنا الى نجع ، وقد اشرفنا على الاصيل ، يا غلام اوجع )) ، فضربه الخادم عشرة ثالثة .
    ثم قال اشعب : (( وبعدئذ ركبنا ، وسرنا حتى وجدنا .. )) .
    فصاح الحلاق مقاطعا : (( يا سيدي ، سالتك بالله الى اين تريد ان تبلغ ؟ )) ، فقال اشعب : (( الى المدينة )) ، فصاح الحلاق : (( لست تبلغها حتى تقتلني ! )) .
    فقال اشعب : (( اتركك على ان لا تعود الى الثرثرة والفضول ؟ )) .
    فصاح الحلاق متوسلا : (( والله لن اعود ابدا ! )) .
    فتركه .
    الدكتور اسامة الحاتم

  • #2
    درسنا الجزء الأول من هذه الرواية فى منهج المرحلة الأولى من الثانوية العامة
    ولا أعرف الفائدة منها حتى الآن
    لا إله إلا الله
    محمد رسول الله

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    تذكروا اموات المسلمين بالدعاء

    تعليق


    • #3
      درسنا الجزء الأول من هذه الرواية فى منهج المرحلة الأولى من الثانوية العامة
      ولا أعرف الفائدة منها حتى الآن
      هههههههههههههه
      فعلا حتى الجزء الثانى اكثر فكاهه
      وكنا يجب ان نحفظها
      تعليم متخلف
      !!!جميع الدروس المعمارية المجانية والغير المجانية والمشاريع المعمارية الكاملة !!!!

      تعليق

      يعمل...
      X