Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقابلة خطيرة وعجيبة ... أدخل واقرأ وأحكم...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقابلة خطيرة وعجيبة ... أدخل واقرأ وأحكم...

    بسم الله الرحمن الرحيم
    منقول من ناقل
    لماذا رفض (آينشتاين) الصهيونية ؟

    هذه المقابلة منقووووووووووووووولة
    هذه المقالة المنشورة هنا هي جزء من فصل بعناون : (ألبرت آينشتاين..النسبية ، القنبلة ، وإسرائيل)...من كتاب بعنوان (زيارة جديدة للتاريخ) للأستاذ محمد حسنين هيكل...

    قمت بنسخ هذا الجزء بتصرف بسيط بسيط جداً...

    أثناء لقاء الأستاذ "هيكل" بالبروفيسور "ألبرت آينشتاين" تضمن اللقاء الكثير من المناقشات حول النظرية النسبية والقنبلة الذرية...وإسرائيل...وسنقوم هنا بنقل الجزء الخاص بإسرائيل والذي يتضح منه موقف "آينشتاين" من إسرائيل والصهيونية...ويبدأ هذا الجزء بسؤال مهم سأله "آينشتاين للأستاذ "هيكل" أثناء سيرهما في الحديقة حول ما ينتويه النظام في مصر نحو إسرائيل...
    يقول الأستاذ هيكل :

    وقال "آينشتاين" : " هذا ما أريد أن أسألك فيه . هل تعرف ما الذي ينوون عمله بأهلي " ؟

    ومرة أخرى كانت دهشتي حقيقية . ولاحظ . وأضاف مفسراً : " أهلي من اليهود…هؤلاء الذين يعيشون في إسرائيل ".

    وتذكرت لحظتها فقط – حقيقة ! – أنه يهودي . كان في وعيي وفهمي وتقديري بإستمرار أنه "العالِم" ، ولم أصنفه في خواطري على أساس ديني أو عرقي – وهاهو الآن يسألني عن " أهله في إسرائيل " . وأول سؤال !

    ***
    ولما لاحظ (آينشتين) دهشة (هيكل) أوضح له أكثر…

    يقول الأستاذ (هيكل) :-
    وأعتقد أنني لم أخطيء الظن كثيراً عندما تصورت أنه يشعر بحرج هو بالتأكيد رد فعل لما لاحظه من دهشتي لسؤاله الأول . بعد مسافة قصيرة من سيرنا تغلب على شعوره بالحرج وقال :-
    " يظهر أنني أقلقتك بما قلت ، وتعجلت اللحظة المناسبة له . ويستحسن الآن أن أعود إليه موضحاً . إنني كنت على وشك أن أطلب إليك أن تنسى سؤالي مؤقتاً وتدخل في أسئلتك على أن أحتفظ أنا بسؤالي إلى النهاية ، لكن أتصور الآن أن سؤالي سيظل معلقاً فوق حديثنا ما لم نواجهه صراحة ثم نضعه في مكانه الصحيح.
    سوف أقول لك…
    اهتمامي باليهود إنساني ، وكذلك اهتمامي بإسرائيل إنساني . إنني عشت معهم ما تعرضوا له في ألمانيا قبل الحرب . عشت معهم بدايته لكني تركتهم مبكراً وخرجت قاصداً هذه البلاد ( يقصد أمريكا) . إنني جئت إلى أمريكا أول مرة في صحبة (حاييم وايزمان) . كان وقتها رئيساً للوكالة اليهودية وأصبح بعدها أول رئيس لدولة إسرائيل. مجيئي هنا لأول مرة سنة 1921 كان مع (وايزمان).

    لقد أراد أن أشارك في حملة لجمع تبرعات لصالح الجامعة العبرية في القدس ، ووافقت . هم أهلي وأنا أعرف الناس بما تعرضوا له ، وكنت أشاركهم حلم الوطن .أن يكون لهم وطن لا يضطهدهم فيه أحد – هل أنا واضح ؟.. دعني أستكمل جملتي . بنفس الوضوح أقول لك أنني لا أريدهم بدورهم أن يضطهدوا أحد . فعرب فلسطين لهم الحق في الوطن الوحيد الذي عرفوه ، لا يستطيع أحد أن ينكره عليهم . ما كان يحزنني فيما جرى في ناحيتكم من العالم سنة 1948 أنه بدا لي صراعاً بين حقين . ما حدث سبب لي أزمة ضمير . أنا أحدثك بما أعتقد . لقد أسعدني قيام دولة يهودية في فلسطين . وأحزنتني المأساة التي تعرض لها العرب في فلسطين . وكان في ظني أن القوى الدولية المعنية تستطيع أن تعالج هذه المحنة . ولكن هذه القوى لم تستطع ، ولعلها أرادت - لمصالحها – تعميق المشكلة بدلاً من محاولة حلها .

    هل قرأت الخطاب الذي شاركت في توقيعه إلى محرر الـ " نيويورك تايمس" احتجاجاً على زيارة "مناحم بيجن" لهذه البلاد في نهاية سنة 1948 ؟ لقد وصفناه بأنه سفاح وإرهابي ولا يصح أن يسمح له بزيارة أمريكا . إنه جاء وقد قاطعت كل المناسبات التي أقيمت أثناء زيارته واعتذرت عن استقباله في بيتي عندما أراد أن يجيء ، ومع أنه بعث إلي خطاباً يقول فيه أنه يريد أن يسمع مني ويتعلم كتلميذ – فإنني كنت أدرك أنه لا درس يجدي مع هؤلاء الذين يؤمنون بالعنف . لا أحد يستطيع أن يشفيهم .

    باختصار ..موقفي إزاء اليهود إنساني . موقفي إزاء إسرائيل إنساني . نفس موقفي إزاء العرب وإزاء فلسطين . إذا أردت أن تناقش هذا الموضوع بتوسع فأنا على استعداد عندما نفرغ من المشي ونعود إلى البيت . وربما كان في استطاعتي لحظتها أن أطلعك على بعض "الأشياء" . ربما كان فيها بعض ما يهمك أن تطلع عليه ".

    وكنا مازلنا نمشي على الطريق . وحين سكت عن الكلام لم يعد مسموعاً إلا وقع خطانا فوق الأوراق الطرية والجافة التي تفرشه بألوانها المتنوعة المتداخلة . وعاد إلى الكلام من تلقاء نفسه ودون سؤال مني :

    - " الحقيقة أنني لا أريد لليهود أن يقعوا في إسار الوطنية الضيقة . أخشى عليهم من ذلك . طوال تاريخهم كانت حياتهم وأفكارهم عالمية . تعرضوا للإضطهاد بسبب الجهل والتعصب وربما لظروف إقتصادية وثقافية ، وأحياناً حصروا أنفسهم في أحياء خاصة بهم (الجيتو) ، لكن ذلك كان ضرورة حماية وليس ضرورة حياة . إنهم أحسوا بحاجتهم إلى وطن يحميهم وكان هذا الحلم القديم – أو الوعد القديم – بفلسطين ، وقد ذهبوا إليه . الذين ذهبوا أقلية بين اليهود .

    الذين ذهبوا هم الذين قرروا أن الإنسانية ليست قادرة بعد على حمايتهم وأن الوطن قد يقدر . هناك منطق معين في هذا الكلام لكن وراء المنطق مشكلة الوطن اليهودي محصور والعرب لا يريدونه بينهم . لاحظ أن هناك يهوداً كثيرين لا يريدونه أيضاً لا في فلسطين ولا في غيرها . مشكلة منطق الوطن – كما أراها ، وفي حالة الحصار والرفض – أنها تستدعي حالة من "الوطنية الضيقة" عادة تصاب بما يمكن أن نسميه "اختناق المكان" ، وهذا يخلق نزعات عدوانية تعيش على العنف وبه ، وهذا يفسد روح أي شعب ويفسد بالتالي سياسته – منهجاً وأسلوباً . لا أريدك أن تنشر هذا الكلام الآن على الأقل . قد يثير مشاكل لا لزوم لها ويعقد ما لا داعي لتعقيده الآن . سوف نتكلم عن ذلك فيما بعد . لقد أردت أن يكون موقفي في إطاره الحقيقي لكي لا يحدث لبس في حديثنا من أول لحظة ….

    يهودي…نعم أنا يهودي بالطبع…وبالمعنى الإنساني.
    صهيوني…لا أعرف ؟ أظنني أوافق على أن يكون لليهود بيت ووطن يذهب إليه من يريد منهم . من يجد أن سلامه الحقيقي هناك . كنت معجباً بـ " وايزمان" ، و "بن جوريون" يحيرني أحياناً ، لكن "مناحم بيجن" يستفزني إلى أقصى الحدود لأنه يذكرني بالنازيين .
    إسرائيلي…لا أظن. إني أتعاطف مع الفكرة إنسانياً وأخشى من عواقب تنفيذها عملياً لأن "الوطنية الضيقة" – كما قلت لك – قد تحولها إلى بؤرة عنف تتناقض مع الفكرة . عندما تتصادم أسس أي فكرة مع عملية تجسيدها فإن هذا التصادم في حد ذاته يجب أن يدلنا على أن هناك خللاً ما في مكان ما . لابد أن نبحث عنه . وأن نكتشف موضعه . ثم نحاول إصلاح الخلل . هل هو "عندنا" . هل هو "عندكم" . أو هو "عضوي" في الفكرة ذاتها ؟

    هذا هو موقفي . هذه هي مخاوفي !
    ربما تختلف معي . أعرف أنك سوف تختلف معي . دع موضوع اليهود وإسرائيل كله إلى آخر حديثنا . دعني أسمعك فيما كنت تريد أن تسألني فيه " .
    ***
    واسأنفا الحديث في مواضيع شتى ، وأخذ الأستاذ (هيكل) يسأل العالِم الكبير في مواضيع مختلفة ، إلى أن عادا مرة أخرى إلى البيت…
    هنا عاد (آينشتين) إلى النقطة السابقة…

    يقول الأستاذ (هيكل) :-
    وظللت صامتاً أنتظره هو ليفتح الموضوع من أي نقطة يشاء ، ولم يطل انتظاري .

    قال :- - " أريد أن أعود بك إلى موضوع اليهود وإسرائيل . لكني أريدك أن تعرف أن اهتمامي "إنساني" . إنني قلت لـ "وايزمان" (يقصد "حاييم وايزمان") حتى من قبل سنة 1948 "إنني أريد بيتاً لليهود ولكني لا أتمنى ذلك على حساب شقاء العرب الفلسطينيين" . وحين أجابني "وايزمان" بأن "الله وعد اليهود بهذه الأرض" – كان ردي عليه "أننا يجب أن نترك"الله" خارج هذه المناقشة ، فالكل يرى أن "الله" معه . إذا كان "الله" قد أعطى اليهود وعداً في فلسطين فإن "الله" هو الذي أسكن الفلسطينيين فيها" "
    ولم أعلق بشيء . وواصل حديثه بسؤال :-
    - " إنك قلت لي أنك تعرف الجنرال "نجيب"…فهل تعرفه جيداً ؟..الصحف تقول أنك قريب من الجنرال وضباطه…فهل هذا صحيح ؟ وإلى أي حد ؟ "

    ورددت بأن كل ما أستطيع قوله الآن هو ما قلته في بداية لقائنا وهو "أنني أعرف الجنرال "نجيب" إلى حدٍ ما . كما أنني أعرف عدداً من الضباط الذين قاموا بالثورة في مصر".

    وقال (آينشتين ) :-
    إنني قرأت في إحدى الصحف أن الجنرال هو "واجهة" ، وأما السلطة الحقيقية فإنها في يد شباب الضباط . فهل هذا صحيح ؟ "

    قلت " إنه ليس هناك سر في ذلك ، فالجنرال فعلاً هو واجهة وقع عليها الإختيار ، وأما قائد الثورة الحقيقي فهو كولونيل شاب اسمه "جمال عبدالناصر" "

    وقال (آينشتين) :-
    - " لم أسمع به من قبل . لم أقرأه . هل تعرفه " ؟
    قلت مكرراً تعبيري السابق " نعم…إلى حدٍ ما "
    وعاد يسألني :
    - " ماذا يريد هذا الكولونيل الذي ذكرت اسمه" ؟
    ورحت أشرح له باختصار أوضاع مصر وقصة الثورة ودور شباب الضباط من الثوار . ثم شخصية "جمال عبدالناصر" .

    وقال :
    - " من كلامك يظهر أنك تعرفه جيداً . لكنك لم تقل لي ماذا يريد من اليهود وإسرائيل؟ "

    وقلت " إنني لا أظن أن الكولونيل "عبدالناصر" أو الجنرال "نجيب" أو غيرهما من شباب الضباط لديهم مشكلة مع اليهود كيهود . المشكلة مع إسرائيل الدولة وخططها العدوانية ضد الفلسطينيين والتوسعية ضد بقية العرب . هنا المشكلة ".

    وقال (آينشتين) :-
    - مع "ناس" مثل مناحم بيجين وما فعله في دير ياسين معك حق . لكن هؤلاء الناس ليسوا اليهود وليسوا فكرة إسرائيل . هؤلاء "الناس" نازيون في فكرهم وتصرفاتهم . أنا أتحدث عن غيرهم .
    - وقلت ما معناه " أن بن جوريون ليس أقل نازية من مناحم بيجين "
    وقاطعني "آينشتين" قائلاً :
    لا . لا. إن بن جوريون يختلف عن بيجين ، ثم إن هناك ناساً كثيرين "طيبين" في إسرائيل .
    وقلت ما معناه "إننا لم نستطع حتى الآن أن نعثر على هؤلاء "الطيبين" !"
    وقال :
    ربما أنتم لا تستطيعون ، ولكن أنا أستطيع إذا كانت هناك فرصة .
    ثم دخل مباشرة إلى ما ظهر لي أنه شاغله الحقيقي .
    سألني :
    هل تستطيع أن تنقل رسالة إلى الجنرال "نجيب" أو إلى هذا الكولونيل الذي كنت تتحدث عنه ؟ ماهو اسمه الذي ذكرته لي ؟
    قلت :
    جمال عبد الناصر .
    قال:
    نعم..نعم..هل تستطيع أن تنقل إلى الاثنين – الجنرال والكولونيل – رسالة مني ؟
    قلت ما معناه "أنه يشرفني أن أحمل رسالة من "ألبرت آينشتاين" كما أنني أظن أن "الجنرال والكولونيل" كلاهما يسعده أن يتلقى منه رسالة . وإن كان لابد أن أضع أمامه مقدماً أن الأمر كله يتوقف على طبيعة الرسالة وفحواها ".

    ولمحت على وجه البروفيسور علامات تردد ، ثم وجدته ينهض فجأة ويتجه نحو مكتبه ثم يعود – وفي يده مظروف كبير – إلى مجلسه أمامي بينما كنت أتابع حركاته وخلجات وجهه بإحساس مشحون بالترقب والفضول .

    أمسك المظروف الذي أتى به في يده ثم قال :
    طبعاً تعرف أن "وايزمان" ("حاييم وايزمان" أول رئيس لدولة إسرائيل) مات في أوائل الشهر الماضي "
    وهززت رأسي علامة أنني "بالطبع أعرف" .وواصلت النظر إليه وكانت أصابعه قد راحت تفتح المظروف وتخرج ما فيه من أوراق . وراح يرتبها فيما بدا ثم ناولني واحدة منها وقال :"اقرأ أولاً هذه البرقية"
    وناولني برقية أسرعت أولاً إلى نهايتها أستكشف شخصية مرسلها . كان التوقيع "آبا أيبان" سفير إسرائيل في واشنطن.

    يتبع.................
    لا إله إلا الله
    محمد رسول الله

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    تذكروا اموات المسلمين بالدعاء

  • #2
    تكملة اللقاء.......

    وبدت الدهشة على ملامحي وقال لي هو بحماسة ساذجة : "اقرأ...اقرأ" . وقرأت وزادت دهشتي.

    ثم ناولني خطاباً كان هو الآخر بتوقيع "آبا أيبان". وصلت به دهشتي إلى قمتها.

    ثم كان هناك خطاب ثان بتوقيعه هو "ألبرت آينشتاين" – وتنفست الصعداء .

    وكان الدور عليه هو الآن لكي يتأمل ملامحي ووقع ما قرأته لتوي من تعبيراتها .

    ووضعت الأوراق الثلاثة التي كانت في يدي : البرقية . برقية "آبا أيبان" . والخطابين . خطاب "أبا أيبان" ورده هو ("آينشتاين") عليه ، ولم أجد على لساني إلا قولي ما معناه "أن ما قرأته كان جديداً علي".

    وقال بنفس الحماسة التي بدت لي ساذجة : "لم أتوقعه على الإطلاق أنا أيضاً".

    واستطرد وقد زالت عنه فجأة نبرة الحماسة التي بدت لي ساذجة :
    إنني فوجئت عندما وجدتهم يعرضون علي رئاسة الدولة في إسرائيل بعد "وايزمان" . أعرف طبعاً أنهم يريدون "اسمي" وليس "جسمي" ، فهم في مشكلة بعد غياب شخصية معروفة ولامعة مثل "وايزمان" – لكنني لم أستطع القبول . اعتذرت لهم بأسف حقيقي لأني أعرف نفسي . لست مخلوقاً لكي أرئس دولة . هذا شيء خارج عن كل ما أعرفه ، بعيد عن كل خبرتي . اعتذرت لهم كما ترى لكني لا أظن أنه بوسعي – وقد طلبوا إلي ما طلبوه – أن أكتفي بالإعتذار . لابد أن أفعل ما هو أكثر من ذلك.

    لو استطعنا أن نفعل شيئاً من أجل سلام إسرائيل وسلام الفلسطينيين أيضاً فإننا نكون قد أدينا مهمة طيبة ومفيدة..."

    وكنت أتابعه صامتاً . أحسست أن طواريء الموقف تفرض علي نوعاً من التحرز والحيطة ، فلم أكن أريد في مطلق الأحوال أن أجد نفسي في أرض محرمة أو ملغومة .

    وأحس قطعاً بتحفظي ، وقال :
    كل ما أريده منك أن تنقل رسالة مني إلى الجنرال "نجيب" . وإلى هذا الكولونيل – ما هو اسمه الذي ذكرته لي ؟ - لم أعد أستطيع بسهولة حفظ الأسماء ".
    وقلت له باسماً :
    عبد الناصر...جمال عبد الناصر !
    وقال :"نعم... نعم"
    ثم راح يحاول تحفيظ نفسه مقاطع الاسم ويكرره أكثر من مرة .

    وعاد يسألني :
    هل تستطيع أن تحمل رسالة مني إليهما ؟

    لدي ثلاثة أسئلة محددة

    هل هما مستعدان للسلام مع إسرائيل ؟...
    وإذا كان الرد بالإيجاب فما هي الشروط الواجبة – أو الممكنة – على الطرفين لتحقيق هذا السلام ؟
    ثم ما هو الأسلوب الذي يقترحانه لبحث القضية مباشرة بينهما أو عن طريق أي جهة دولية في البداية ؟...

    إنني لا أريد أن أعرض نفسي وسيطاً فأنا لا أصلح لذلك . ربما كنت – كما يقولون في الكيمياء – أصلح كعامل مساعد . لا أريد أن أقوم بدور سياسي . ما أريده هو أن اقوم بالدور الإنساني . تحقيق الإتصال ثم ترك التفاصيل لمن يعرفون أو من يقدرون أو من هم مهيأون لذلك !"

    وأحسست بحيرة حقيقية . من ناحية لم أجد ضرراً في حمل ثلاث أسئلة من "ألبرت آينشتاين" إلى "محمد نجيب" أو "جمال عبد الناصر" . ومن ناحية أخرى فإنني كنت أخشى أن أفتح باباً لا أعرف إلى أين يقود .
    وأحس البروفيسور بحيرتي ، وأثبت أن باعه في السياسة لا يقل ، رغم تواضعه ، عن باعه في العلم – وإذا هو يقول :
    إذا كنت توافق على حمل هذه الرسالة فأنا لا أمانع في أن تنقل صوراً من هذه الأوراق لكي يعرفوا في القاهرة أنني لا أقترح من فراغ .

    وسألته :
    هل أستطيع فعلاً أن أنقل صوراً من هذه الأوراق ؟

    وقال دون تردد :
    بالطبع .. لكني أريد كلمة منك ، وبضمير الإنسان ، أن لا ينشر شيء منها أو يستغل سياسياً مهما كان ردهم في القاهرة .

    ودعاني للجلوس على مكتبه كي أنقل أوراقه مستريحاً.. وجلست وأنا أقول ضاحكاً ما معناه "أنني أشعر على مقعده ووراء مكتبه أنني عالم كبير يستطيع أن يلم بأسرار الكون .

    وقال ببساطة :
    لم تخطر لي فكرة ذات قيمة وأنا جالس إلى مكتبي . أهم ما خطر على فكري خطر لي وأنا أمشي بين الشجر !.

    ولاحظته – مستغرباً – وهو يحمل إلي فنجان الشاي من حيث كنت أجلس معه إلى حيث جلست الآن على مكتبه ، ثم يكتشف أن الشاي في الفنجان قد برد ويأخذه بنفسه ليفرغ ما فيه في المطبخ ثم يعود به خالياً ليملؤه من جديد بشاي ساخن . ورجوته – صادقاً – أن لا يزعج نفسه.

    وقال :
    أنت الذي ستقوم الآن بالعمل الشاق . نقل الأوراق عمل ممل . كنا نستطيع تصويرها ، لكن ذلك يقتضي إرسالها إلى سكرتارية الجامعة ومعنى ذلك احتمال تسرب مضمونها.

    ورحت أنقل الأوراق وهو جالس أمامي يتابع ما أفعل.

    البرقية أولاً :
    "البروفيسور ألبرت آينشتاين .
    معهد الدراسات المتقدمة – برنستون .
    إن حكومة إسرائيل طلبت إلي أن أتعرف على رد فعلكم إزاء مسألة شديدة الأهمية وعاجلة . وسوف أكون ممتناً لكم إذا استطعتم استقبال نائبي الوزير المفوض "دافيد جويثين" في برنستون في أي موعد تحددونه غداً الثلاثاء ، وبعدها فإنني أرغب في زيارتكم بنفسي يوم الأربعاء لكي أحصل ععلى ردكم . وأكون شاكراً إذا أبرقتم إلي بموافقتكم . مع كل الإحترام "
    "آبا أيبان"
    سفير إسرائيل – واشنطن

    ونحيت البرقية التي فرغت من نقل نصها . وقال "آينشتاين" موضحاً :
    إنني قلقت من هذه البرقية واتصلت بـ"آبا أيبان" تليفونياً وأخبرني بما لديه واعتذرت له في لحظتها ، وأصر على طلبه في البرقية بأن أستقبل نائبه الذي يحمل إلي خطاب حكومة إسرائيل بعرضها الرسمي علي قبول رئاسة الدولة.

    قابلت الرجل فعلاً وتسلمت خطابه وسلمته في نفس اللحظة خطابي بالإعتذار ...كلاهما أمامك "

    ورحت أنقل الخطاب الأول – خطاب "آبا أيبان" متضمناً العرض الرسمي لحكومة إسرائيل :

    "سفارة إسرائيل
    واشنطن
    عزيزي البروفيسور "آينشتاين"
    إن حامل هذا الخطاب هو المستر "دافيد جويثين" من القدس وهو الآن يخدم هنا كوزير مفوض لسفارة إسرائيل ، وسينقل لكم سؤالاً من رئيس الوزراء "دافيد بن جوريون" عما إذا كنتم على استعداد لقبول رئاسة الدولة في إسرائيل إذا عرض ترشيحكم على الكنيست ولقى موافقته. إن ذلك يتطلب موافقتكم مقدماً على حمل الجنسية الإسرائيلية.

    إن رئيس الوزراء يؤكد لكم أن قبولكم لهذا المنصب الذي يعرض عليكم لن يؤدي إلى تعويق حريتكم في مواصلة عملكم العلمي العظيم، وبالعكس فإن الحكومة والشعب في إسرائيل سوف يبذلان كل جهد لتمكينكم من ذلك إدراكاً منهم للأهمية القصوى لهذا العمل . إن المستر "دافيد جويثين" سوف يكون تحت تصرفكم في أية أسئلة تودون توجيهها إليه عن الظروف والترتيبات العملية لما يسألكم فيه رئيس الوزراء .

    إنني أفهم دواعي التردد التي أعربتم عنها حين تحدثنا معاً بالتليفون هذا المساء، ولكني أريد أن أؤكد لكم من ناحية أخرى أنه مهما كان ردكم النهائي على هذا العرض فإن مجرد التفكير فيه يحمل في طياته أحمق احترام الشعب اليهودي لواحد من أعظم أبنائه.

    إن إسرائيل دولة صغيرة برقعتها ولكنها ليست صغيرة بما تمثله من معانٍ وتقاليد روحية وفكرية في زمننا الحديث . إن رئيسنا الأول كما تعرف قد علمنا كما تعلمنا منك أيضاً أن نرى أقدارنا في مثل هذه المعاني الكبيرة .

    ومهما يكن مجرى تفكيرك الآن فإنني آمل أن تكون كريماً في تقديرك لهؤلاء الذين دعتهم دوافعهم النبيلة إلى مثل هذا الطلب إليك في لحظة هامة من تاريخ شعبنا.
    مع فائق الإحترام
    "آبا أيبان"

    يتبع.................
    لا إله إلا الله
    محمد رسول الله

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    تذكروا اموات المسلمين بالدعاء

    تعليق


    • #3
      تكملة اللقاء.......

      وبقيت الورقة الثالثة .الخطاب الثاني – رد "آينشتاين" . ورحت أنقل :
      "مركز الدراسات المتقدمة
      برنستون
      مكتب البروفيسور ألبرت آينشتاين
      عزيزي السفير
      إنني تأثرت لأبعد مدى من عرض حكومة إسرائيل ، وفي نفس الوقت فإنني حزين إلى درجة الشعور بالعار لأني لا أستطيع قبوله . إنني تعاملت طوال حياتي مع أشياء موضوعية وإني لأفتقر إلى أي استعداد طبيعي للتعامل كما ينبغي مع الناس ومع المهمام الرسمية ، ولهذا السبب فإنني لا أعتقد بصلاحيتي لهذا المنصب الكبير ، يضاف إلى ذلك أن عمري لا يسمح لي ببقية قوة أعطيها لما تعرضونه علي .
      إنني حزين لأن أتخذ هذا القرار لأن علاقتي الإنسانية بالشعب اليهودي مستمرة . كما أنني أتفهم الظروف الحرجة التي تحيط بدولة إسرائيل في العالم خصوصاً وأننا فقدنا الرجل الذي استطاع أن يقود شعبه أمام كل العقبات والمخاطر .
      وأخيراً فإنني آمل من أعماق قلبي أن تجدوا خلفاً له يملك الخبرة ويملك المزايا الشخصية التي تمكنه من قبول المسئولية الهائلة للمهمة الملقاة عليه .
      مع كل الإحترام"


      فرغت من نقل الأوراق الثلاثة ثم نهضت من مقعد البروفيسور الذي قمت باحتلاله عشر دقائق ، وعدت إلى مقعدي الذي كنت فيه قبل أن يدعوني – أو يغريني – بنقل برقية وخطابين متبادلين بين "آبا أيبان" وبينه .
      وكانت نظراته تتابعني وأنا أطوي الصفحات التي كتبتها وأضعها في الجيب الداخلي لبذلتي . وراح – وكأنه يحاول أن يسألني من طرف خفي عن رأيي فيما قرأ ونقلت – يقول :
      لم يكن أمامي غير الإعتذار . كما قرأت في رسالتي لـ "آيبان" لا أستطيع – بالمزاج أو بالضمير أو حتى بالسن – أن أقبل . لكن أن تعتذر عن وظيفة ليس معناه أن تتنصل من عمل إذا كان ذلك في مقدورك .
      ثم جاء سؤاله المحدد :
      هل تعتقد أنه يمكن عمل شيء ؟

      وقلت :
      إنني أريد أن نكون واضحين : عندما جئت إلى هنا لمقابلتك لم يكن يخطر ببالي أنني سأخرج بما أنا خارج به الآن .
      ومع ذلك فلقد فهمت أنك تطلب مني حمل رسالة وليس أكثر – لكنك الآن تسألني "هل يمكن عمل شيء " – فهل تقصد شيئاً بعد الرسالة ؟.

      قال باستقامة :
      فيما يتعلق بك كنت أتحدث عن الرسالة . ما بعد ذلك أفق آخر لكني قصدت بسؤالي عن إمكانية عمل شيء مجرد معرفة رأيك في "هل السلام مطلوب من جانبكم ؟ وهل هو ممكن ؟.
      وأجبت بما معناه "أن السلام مطلوب باستمرار ، لكن صميم القضية هو الجزء الثاني من تساؤله وهو "ما إذا كان السلام ممكناً ؟" – ثم قلت "إن الرد على هذا التساؤل تقع مسئوليته على إسرائيل . وإذا سمحت لنفسي أن أحدثه من واقع تجربتي الشخصية كمراسل حربي عاش سنة 1948 كلها وسط معارك الأرض المقدسة فإن تجربتي تقول إن إسرائيل لا تريد السلام ".

      ورحت أحدثه عما رأيته بعيني قبل بدء المعارك النظامية في "حيفا" "ويافا" والجزء الغربي من القدس ، وماذا فعلت قوات "الهاجانه" في المدنيين الفلسطينيين هناك . وحدثته عن خطط الحرب الإسرائيلية كما رأيتها على الأرض . وكيف حاول الجنرال "بيجال آللون" إحتلال العريش ليقطع خط الرجعة على المجموعة الرئيسية للجيش المصري في رفح "

      وقلت له "إنني خرجت من تجربة حرب فلسطين باستنتاجين رئيسيين :
      أولهما : أن إسرائيل لا تريد السلام وإنما تريد كل أرض عربية تستطيع بنيران أسلحتها أن تصل إليها .
      والثاني : أن إسرائيل تمارس أقصى قدر من العنف في حربها لأنها تريد خلق أسطورة فزع فيمن حولها ، وبالتالي فإن نزعة العنف التي أدانها في تصرف "مناحم بيجن" في "دير ياسين" ليست قاصرة عليه وحده وإنما هي سياسة مجتمع وربما بحكم طبيعة الظروف تكوينه ".
      كان "البروفيسور" يستمع إلي في صبر ، لكن احتماله تخلى عنه في النهاية فرفع كفيه يحاول أن يسد بهما أذنيه قائلاًً :
      لا أريد أن أسمع أكثر من ذلك ... لا أريد على الإطلاق .

      ثم استطرد :
      إن لي أصدقاء هناك وبعضهم كتب لي وما سمعته منهم يحمل أوجه شبه مع ما سمعته منك . والحقيقة أنه كان بين أسبابي الداخلية في الإعتذار الفوري عن رئاسة الدولة . وبالتأكيد فإن منطق الدولة في حد ذاته يستدعي إستعمال العنف وأنا ضده ، وأظن أنني كنت سأتحمل على ضميري عبء ما لم أقرره بمحض اختياري "

      ثم استدرك :
      لكني أريد أن يعرف الجنرال "نجيب" وكذلك الكولونيل الذي تقول أنه القائد الحقيقي للضباط الشبان أن لهم مصلحة في وقف الإنزلاق نحو العنف مع إسرائيل – على فرض أن كل ما يقال صحيح .
      أنا لا أريد – وغيري أيضاً – أن تكسب "فكرة إسرائيل" أرضاً ويكون الثمن أن تخسر "فكرة إسرائيل" روحها .

      ثم سألني واللقاء يصل لخاتمته :
      كيف أنتظر أن أسمع منك ؟
      وقلت " أنني سوف أجد الوسيلة لذلك ، وأغلب الظن أن واحداً من أعضاء البعثة المصرية الدائمة إلى الأمم المتحدة في نيويورك سوف يتصل بمكتبه في برنستون".
      وتطلع إلى ساعته القديمة في جانب القاعة الكبيرة التي كنا نجلس فيها ، ثم قال :
      هناك قطار بعد خمسة وعشرين دقيقة إلى نيويورك . أنا أعرف هذا القطار . آخذه دائماً إذا كان لدي عشاء هناك . نادراً ما أذهب "
      ثم راح ينادي شقيقته يطلب منها – بالألمانية – أن تستدعي بالتليفون سيارة تاكسي تقلني إلى محطة القطار !


      إنتهى....
      لا إله إلا الله
      محمد رسول الله

      سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
      تذكروا اموات المسلمين بالدعاء

      تعليق


      • #4
        مش عارف أقول ايه

        أنه بدا لي صراعاً بين حقين
        اينتشاين يبقي يهودي .. بميول اسرائيليه ..

        عدم تحمله للعنف واعتذاره عن رئاسة اسرائيل واحتقاره لوايزمان علامات جيده

        لكن الان وبعد 50 عاما تقريبا مازال خلفاء وايزمان يثبتوا لك يا اينشتاين ان هذه الدوله عنصريه وليس فيها طيبيبن او نبلاء .

        وان البعد الانساني اختفي

        وعلي ذلك فانه قريبا سيجئ الوقت للقضاء عليها

        تحياتي
        وما فتىءَ الزمان يدورحتى
        مضى بالمجدِ قومٌ أخرونَ
        وأصبح لا يُرى في الركب قومي

        وقد عاشو أئمته سنينَ
        وآلمني وآلم كل حرٍ
        سؤال الدهر أين المسلمينَ ?

        اذا لم تجد ما تحب فحب ما تجد

        تعليق


        • #5
          ممممممممممممممممممم
          معلومات جديدة وغريبة
          هل القصة روت على لسان هيكل ام ماذا ؟؟
          !!!جميع الدروس المعمارية المجانية والغير المجانية والمشاريع المعمارية الكاملة !!!!

          تعليق


          • #6
            من هيكل هذا ؟؟
            كل أقوالي وأفعالي وأعمالي أضعها بين أيديكم للنقد
            لا تقل بغير تفكير ، ولا تعمل بغير تدبير

            أخوكم
            .. .-. -. ...- ..-. -.. ..- ...- -.

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة youssef_23
              ممممممممممممممممممم
              معلومات جديدة وغريبة
              هل القصة روت على لسان هيكل ام ماذا ؟؟
              ↓↓↓↓↓↓↓↓↓
              هذه المقالة المنشورة هنا هي جزء من فصل بعناون : (ألبرت آينشتاين..النسبية ، القنبلة ، وإسرائيل)...من كتاب بعنوان (زيارة جديدة للتاريخ) للأستاذ محمد حسنين هيكل...
              اشكركم على المرور
              لا إله إلا الله
              محمد رسول الله

              سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
              تذكروا اموات المسلمين بالدعاء

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة العروسي
                من هيكل هذا ؟؟
                محمد حسنين هيكلالكاتب
                لا إله إلا الله
                محمد رسول الله

                سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
                تذكروا اموات المسلمين بالدعاء

                تعليق

                يعمل...
                X