Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دعوة لتصحيح العقيدة ( أرجو تثبيت الموضوع )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    الباب الثاني
    فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب


    من فضائل التوحيد :
    1-أنه يمنع الخلود فى النار إذا كان القلب منه شىء وإنه إذا كمل فى القلب يمنع دخول النار بالكلية .
    2-أن جميع الأعمال والأقوال متوقفة فى قبولها وفى كمالها وفى ترتيب الثواب عليها على التوحيد .
    3-أن الله تكفل لأهله بالفتح والنصر فى الدنيا والعز والشرف وحصول الهداية وإصلاح الأحوال .
    4-أن الله يدافع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة ويمن عليهم بالحياة الطيبة .


    م/ ( وقول الله تعالى : ﴿ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )

    معانى الكلمات :

    يلبسوا : يخلطوا
    بظلم : بشرك
    ولذلك روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : ( لما نزلت هذه الآية ﴿ ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ﴾ قلنا يا رسول الله ، أينا لا يظلم نفسـه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " ليس الأمر كما تظنون ، إنما المراد به الشرك ، ألم تسمعوا إلى قول الرجل الصالح : إن الشرك لظلم عظيم" ) .

    والظلم أنــــواع :
    أولاً : الشرك بالله ، وهو أعظم الظلم كما قال تعالى : ﴿ إن الشرك لظلم عظيم ﴾ .

    ثانياً : ظلم العبد نفسه بالمعاصي ، قال تعالى : ﴿ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ﴾ .

    ثالثاً : ظلم العبد لغيره ، وهو ظلم العباد بعضهم لبعض . قال تعالى : ﴿ إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب عظيم ﴾ .

    شرح الآية :

    يقول الله تعالى هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده ولم يشركوا به شيئا ً هم الآمنون يوم القيامة المهتدون فى الدنيا والآخرة .

    فإن من مات على التوحيد ولم يصر على الكبائر فله الأمن من العذاب فى الآخرة وهذا من فضل التوحيد .

    من فوائد الآية :
    1- دلت الآية على فضل التوحيد وتكفيره للذنوب ، لأنه من أتى به تاماً فله الأمن والاهتداء التام ، ودخل الجنة بلا عذاب .
    2- أنه كلما انتفى الظلم وُجد الأمن والاهتداء ، وكلما كمل التوحيد ، وانتفت المعصية ، عظم الأمن والاهتداء
    3- أن الشرك أعظم الظلم .
    4- أن الشرك يسبب الخوف في الدنيا والآخرة .



    م/( عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه ، والجنة حق ، والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل " متفق عليه

    ولهما من حديث عتبان : " فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله "

    ( من شـهد أن لا إله إلا الله ) أي من تكلم بها عـارفاً لمعناها ، عـاملاً بمقتضاها باطناً وظاهراً ، كما قال تعالى : ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله ﴾ وقوله : ﴿ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ﴾ .


    هل ينفع مجرد النطق بالشهادة ( ان لا إله إلا الله ) من غير معرفة لمعناها وعمل بمقتضاها ؟
    ان الشهادة لا تصح إلا عن علم ويقين وإخلاص وصدق .
    أما النطق بها من غير معرفة بمعناها ، ولا يتبين ولا يعمل بما تقتضيه من نفي الشرك وإخلاص القول والعمل ، فغير نافع بالإجماع.

    معنى ( لا إله إلا الله ) :

    أي لا معبود بحق إلا الله ( وحده ) تاكيد للاثبات ، ( لا شريك له ) تأكيد للنفى في كل ما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات .

    وأما من فسرها : لا إله في الوجود إلا الله ، فهذا ليس بصواب ، لأن الله أخبـر عن وجود آلهة كثيرة للمشركين ، كما في قوله تعالى : ﴿ وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم ، فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء ﴾ .
    وقوله ( لا إله بحق إلا الله ) توضح بطلان جميع الآلهة ، وتبين أن الإله الحق والمعبود بالحق هو الله وحده

    ومن أدلة ذلك قوله سبحانه : ﴿ ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ﴾ .

    لا بد في شـهادة أن لا إله إلا الله من سـبعة شـروط ، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها ، وهي :

    1. العلم المنافي للجهل ، والدليل قوله تعالى : ﴿ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ﴾ أي : بـ لا إله إلا الله ـ وهم يعلمون ـ بقلوبهم .
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ) . رواه مسلم

    2. اليقين المنافي للشـك ، قال تعالى : ﴿ إنما المؤمنـون الذين آمنـوا بالله ورسـوله ثم لم يرتابوا ﴾ .
    وقال صلى الله عليه وسلم : ( أشـهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسـول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شـاك فيهما إلا دخل الجنة ) . رواه مسلم

    تعليق


    • #17
      وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريـرة : ( من لقيت وراء هذا الحـائط يشـهد أن لا إله إلا الله مسـتيقناً بها قلبه بشـره بالجنة ) . رواه مسلم

      3. الانقياد لها المنافي للترك ، قال تعالى : ﴿ ومن يسـلم وجهه إلى الله وهو محسـن فقد استمسك بالعروة الوثقى ﴾

      4. القبول المنافي للرد ، قال تعالى : ﴿ احشروا الذين كفروا وأزواجهم وما كانوا يعبدون ـ إلى قوله ـ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾ .

      5. الإخلاص المنافي للشرك ، قال تعالى : ﴿ ألا له الدين الخالص ﴾ .
      وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) . رواه البخاري ومسلم

      وقال صلى الله عليه وسلم : ( أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ) . رواه البخاري

      6. الصدق المنافي للكذب ، قال تعالى : ﴿ ألم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ، ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ﴾ .

      وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من أحـد يشـهد أن لا إله إلا الله وأن محمـداً رسـول الله من قلبـه إلا حـرم الله عليه النار ) . رواه البخاري

      7. المحبة لها ولأهلها ، والمعاداة لأجلها ، قال تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ﴾


      تابع شرح الحديث :

      ( وأن محمداً عبده ورسوله )
      أى وشهد ان محمدا ً عبده ورسوله وتقتضى هذه الشهادة الإيمان به وتصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجر وأنه – صلى الله عليه وسلم – عبد لا يعبد ، : فليس له من الربوبية والإلهية شيء قال تعالى : ﴿ قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ﴾ ، فهو بشر مثلنا إلا أنه يوحى إليه ، قال تعالى : ﴿ قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ﴾ ، ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع .

      ومقتضى هذه الشهادة هو الإقرار باللسان ، والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبد الله القرشي رسول إلى جميع الخلق من الجن والإنس.

      ﴿ وأن عيسى عبد الله ورسوله
      رد على النصارى الذين يقولون إنه الله أو ابن الله ، او ثالث ثلاثة ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ﴿ ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله ﴾ .
      و يرد أيضا على اليهود الذين يقولون إنه ولد بغي ، بل يقال فيه ما قال عن نفسه ، كما قال تعالى : ﴿ قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً

      لماذا سمى عيسى عليه السلام ( كلمة الله ) ؟

      لوجوده بقوله تعالى ﴿ كن ﴾ فكان .

      وليس عيسى هو نفسه كلمة ، لأنه يأكل ويشرب ويبول ، وتجري عليه جميع الأحوال البشـرية ، كما قال تعالى :
      ﴿ إنما مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ﴾ .

      ( ألقاها إلى مريم ) قال ابن كثير : ( خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبريل عليه السلام إلى مريم فنفخ فيها من روحه بأمر ربه عز وجل ، فكان عيسى بإذن الله )

      ( وروح منه ) من : ابتدائية ، وليست تبعيضية ، كقوله تعالى : ﴿ وســـخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه ﴾ أي : روح صادرة من الله ، وليست جزءاً من الله كما تزعم النصارى

      ومعنى قوله ( الجنة حق و النار حق )
      أي : وشهد أن الجنة التي أخبر بها تعالى في كتابه أنه أعدها للمتقين حق ثابتة لا شـك فيها ، وشـهد أن النار التي أخبـر بها تعالى في كتـابه أنه أعـدها للكافـرين حق كذلك ثابتة ، كما قال تعالى : ﴿ سـابقوا إلى مغفـرة من ربـكم وجنـة عرضـها كعـرض السـماء والأرض أعـدت للذين آمنـوا بالله ورسوله ... ﴾ .
      وقال تعالى : ﴿ فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ﴾ .

      ( أدخله الله الجنة على ما كان من العمل )

      إن أهل التوحيد لابد لهم من دخول الجنة ولكنهم يدخلونها على حسب أعمالهم فمنهم رفيع الدرجات ومنهم دون ذلك .

      إدخال الجنة ينقسم إلى قسمين :
      1. إدخال كامل لم يُسبق بعذاب لمن أتم العمل .
      2. إدخال ناقص مسبوق بعذاب لمن نقص العمل .

      ما يستفاد من الحديث :
      أن من شهد بهذه الخمس المذكورة فى الحديث عن علم ويقين تكفر ذنوبه ويدخل الجنة وهذا من فضل التوحيد .

      " فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله "

      أخبر صلى الله عليه وسلم أن الله يمنع من دخول النار من قال هذه الكلمة قصد بها وجه الله تعالى ومرضاته ويفيد الحديث فضل التوحيد وتكفيره للذنوب ، كما يفيد إثبات صفة الوجه لله كما يليق بجلاله وعظمته .



      م / ( وعن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قال موسى عليه السلام : يا رب ، علمني شيئاً أذكـرك وأدعـوك به ؟ قال : قل يا موسى ، لا إله إلا الله ، قال : كل عبادك يقولون هذا ، قال : يا موسى ، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفه ولا إله إلا الله في كفة ، مالت لا إله إلا الله " ) . رواه ابن حبان والحاكم وأبو نعيم

      معانى الكلمات :
      أذكرك : أثني عليك.
      وأدعوك به: أسألك به .

      يدل قوله تعالى ( قل لا إله إلا الله ) على عظم هذه الكلمة حيث خصها الله جوابا ً لسؤاله وانها اشتملت على نوعى الدعاء ( دعاء العبادة ، ودعاء المسألة ) .
      كما ان ( لا إله إلا الله ) ذكـــر ودعـاء ، فهي ( ذكر ) : لأن فيها شـهادة لله بالوحدانيـة ، ( ودعاء ) : لأن قائلها يرجو ثوابها .

      ( كل عبادك يقولون هذا ) ليس المعنى أنها كلمة هينة الكلٌ يقولها ، لأن موسى عليه السلام يعلم عظم هذه الكلمة ، ولكنه أراد شيئاً يختص به ،

      ( لو أن السموات السبع وعامرهن غيري ... ) ويفيد هذا التمثيل مبلغ منزلة هذه الكلمة عند الله وعظيم شأنها فى تكفير الذنوب والآثام .
      وهنا استثنى سبحانه نفسه لأنه العظيم ، وهو سبحانه فوق العرش ، وبه قامت السموات والأرض ، وهو الذي أمسكهن ، قال تعالى : ﴿ ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ﴾ .

      ( في كفة ) أي : في كفة الميزان ، و " لا إله إلا الله " في الكفة الأخرى لمالت بهن "لا إله إلا الله " ، أي مالت بمعناها وليس بأجرامها ، وذلك لما اشتملت عليه من توحيد الله الذي هو أفضل الأعمال ، وأساس الملّة ، ورأس الدين .

      ويؤخذ من الحديث:
      1-أن الأرضين سبع كالسماوات وان لهن عمارا ً
      قال تعالى : ﴿ الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ﴾ .

      2-الايمان بالميزان وان له كفتان .



      م / وللترمذي وحسنه ، عن أنس رضى الله عنه قال : سمعت رسـول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( قال الله تعالى : يا بن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شـيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ) . رواه الترمذي وأحمد

      معانى الكلمات :
      ( لو أتيتني بقُراب الأرض ) وهو ملؤها أو ما يقارب ملؤها .


      يقول الله فى هذا الحديث القدسى مخاطبا ً الانسان إنك لو عملت ملأ الأرض ذنوبا ً وسيئات ثم لقيتنى يوم القيامة وأنت موحد مخلص غير مشرك بى شيئا ً لجازيتك بملىء الأرض مغفرة ، وقراب الأرض ملؤها أو ما قارب ملأها .

      ويستفاد من هذا الحديث :
      1-سعة فضل الله .
      2-كثرة ثواب التوحيد عند الله وتكفيره للذنوب .

      تعليق


      • #18
        بارك الله فيكم
        وجزاكم كل خير



        بأبي أنت وأمي يا رسول الله



        فدتك نجد و طيبة ومكة وأرض الأسراء


        اللهم احشرني مع نبيك يوم يكون اللقاء


        اجمل شئ في الحياة حينما تكتشف اناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة والبريق والنقاء قلوبهم مثل افئدة الطير
        اللهم اني احبهم فيك

        لك نصحي وما عليك جدالي ........وافة النصح ان يكون جدال

        دعوة لحفظ القرآن الكريم عن طريق المنتدى









        تعليق


        • #19
          جزاكم الله عنا خير الجزاء

          تعليق


          • #20
            الباب الثالث
            باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب


            ما هو تحقيق التوحيد ؟

            هو تخليصه وتهذيبه وتصفيته من شوائب الشرك (الأصغر والأكبر ) ، والبدع ( القولية والإعتقادية و الفعلية والعملية ) ، ومن المعاصى .

            وهو معرفة التوحيد والاطلاع على حقيقته والقيام بها علما ً وعملا ً وجزاء من حققه دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب .



            م/ ( وقول الله تعالى : ﴿ إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يكُ من المشركين ﴾ .

            معانى الكلمات :

            أمة : قدوة وإماما ً ومعلما ً للخير
            قانتا ً : خاشعا ً مطيعا ً ، مداوما ً على طاعة الله .
            حنيفا ً : مقبلا على الله معرضا ً عن كل ما سواه .

            إن الله وصف ابراهيم عليه السلام بهذه الصفات التى هى أعلى مراتب تحقيق التوحيد ترغيباً في اتباعه في التوحيد ، حيث أمرنا بالاقتداء به في قوله : ﴿ لقد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ﴾ ، وانه ما كان من المشركين لا فى القول ولا فى العمل ولا فى الاعتقاد وذلك لصحة اخلاصه وكمال صدقه وبعده عن الشرك ومفارقته للمشركين ، فمن اتبع ابراهيم دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب .

            فهذا هو تحقيق التوحيد ، وهو البراءة من الشرك وأهله ، واعتزالهم والكفر بهم وعداوتهم وبغضهم .
            وذكر تعالى عن خليله ابراهيم عليه السلام أنه قال لأبيه آزر : ﴿ وأعتزلكم وما تدعـون من دون الله وأدعـو ربي )

            من فوائد الآية :

            1- فضيلة أبينا إبراهيم عليه السلام .
            2- وجوب الاقتداء بإبراهيم بإخلاصه .
            3- ينبغي للداعية أن يكون قدوة بنفسه عن غيره .
            4- دوام العبادة من صفات الأنبياء .
            5- الرد على قريش الجاهلية الذين زعموا أنهم على ملة إبراهيم في شركهم .



            م / وقوله تعالى : ﴿ الذين هم بربهم لا يشركون ﴾ .

            ﴿ لا يشركون ﴾ لا يعبدون معه غيره ، ولا يشركون معه لا شركاً أكبر ولا أصغر.

            نزلت هذه الآية فى شأن المؤمنين السابقين إلى الجنة ووصفهم الله تعالى بصفات أعظمها : الثناء عليهم بأنهم بربهم لا يشركون ، أى لا يعبدون مع الله غيره بل يوحدونه ويفردونه بالعبادة ويعلمون أنه لا إله إلا هو . وأن هؤلاء المؤمنين دخلوا الجنة بسبب تخليصهم التوحيد والسلامة من الشرك .



            م / ( وعن حصين بن عبد الرحمن قال : كنت عند سعيد بن جبير فقال : أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة ؟ فقلت : أنا ، ثم قلت : أما إني لم أكن في صلاة ولكني لُدغت ، قال : فما صنعت ؟ قلت : ارتقيت ، قال : فما حملك على ذلك ؟ قلت : حديث حدثناه الشـعبي ، قال : وما حدثكم ؟ قلت : حدثنا عن بريدة بن الحصيب أنه قال : لا رقيةٍ إلا من عينٍ أو حُمَةٍ ، قال : أحسن من انتهى إلى ما سمع .

            تعليق


            • #21
              معانى الكلمات :

              انقض : سقط
              ( أما إني لم أكن في صلاة ) القائل هو حصين ، خاف أن يظن الحاضرون أنه ما رأى النجم إلا لأنه يصلي ، فأراد أن ينفي عن نفسه إبهام العبادة وأنه يصلي ، مع أنه لم يكن فعل ذلك .

              لدغت : لدغته عقرب أو غيرها أى أصابته بسمها .
              إرتقيت : طلبت من يرقينى .
              ( فما حملك على ذلك ) : ما السبب أنك استرقيت ؟
              ( لا رقية إلا من عين او حمة ) : وليس المراد من الحديث الحصـر ، بل حمله العلماء على الأولوية أى لا رقية اشفى وأولى من رقية العين والحمة .
              الحمة : سم العقرب وشبهها .
              الرقية : هى العوذة التى يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع .
              ( قد أحسن من انتهى إلى ما سمع ) : أى من أخذ بما بلغه من العلم وعمل به فقد أحسن بخلاف من يعمل بجهل أو لا يعمل بما يعلم فإنه مسىء آثم .

              من فوائد الحديث :
              1-البعد عن مدح الانسان بما ليس فيه.
              2-وفيه فضل السلف الصالح وحرصهم على الإخلاص ، وشدة ابتعادهم عن الرياء.
              3-الرخصة فى الرقية من العين والحمة .



              م/ ولكن ، حدثنا ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " عُرضت علي الأمم ، فرأيت النبي ومعه الرهط ، والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي وليس معه أحد ، إذ رُفِعَ لي سوادٌ عظيم ، فظننت أنهم أمتي ، فقيل لي : هذا موسى وقومه ، فنظـرت فإذا سوادٌ عظيم ، فقيل لي : هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب " ثم نهض فدخل منزله ، فخاض الناس في أولئك ، فقال بعضهم : فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال بعضهم : فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئاً ، وذكروا أشياء ، فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه ، فقال : " هم الذين لا يسترقون ، ولا يتطيرون ، ولا يكتوون ، وعلى ربهم يتوكلون " فقام عكاشة بن محصن فقال : ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال : " أنت منهم " ثم قام رجل آخر فقال : ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال : " سبقك بها عكاشة " ) . رواه البخاري ومسلم

              معانى الكلمات :

              ( عرضت علي الأمم ) كان هذا في ليلة الإسراء
              الرهط : الجماعة دون العشرة ، ( من 3-9 )
              ( إذ رفع إلي سواد عظيم ) : أشخاص من بُعد لا أدرى من هم .
              خاض الناس فى أولئك : تناقشوا وتباحثوا فى صفات السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب .
              لا يسترقون : لا يسألون غيرهم ان يرقيهم ، لقوة اعتمادهم على الله ، ولما في ذلك من التعلق بغير الله .

              لم ينهى عنها وإنما ذكر فضل تركها فقط ، فإذا دعت الحاجة إليه فلا بأس من العلاج ، وتركه أفضل عند عدم الحاجة.

              لا يكتوون : لا يسألون غيرهم أن يكويهم إستسلاما ً للقضاء .
              لا يتطيرون : لا يتشاءمون بالطيور مثل الغراب وغيره
              وهذا شرك لقوله صلى الله عليه وسلم : ( الطيرة شرك ) .
              وعلى ربهم يتوكلون : أى يعتمدون عليه فى جلب المنافع ودفع المضار ويفوضون أمرهم إليه دون سواه.

              من فوائد الحديث :

              1-أن الأنبياء متفاوتون في عدد أتباعهم .
              2-فضيلة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث عرضت عليه الأمم .
              3-أن كل أمة تحشر وحدها مع نبيها لقوله : ( رأيت النبي ومعه الرجل والرجلان . . )
              4-قلة من استجاب للأنبياء .
              5-إن المتبعين للحق قليل كما قال تعالى : ﴿ وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ﴾ .
              6-فضيلة موسى وقومه ، وأنهم أكثر الأمم بعد أمتنا .
              7-فضيلة أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالكمية والكيفية وأنهم أكثر الأمم اتباعاً لنبيهم عليه الصلاة والسلام ، ففي الحديث : ( فنظرت فإذا سواد عظيم قد سد الأفق ) .
              8-إن ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد.
              9-تحريم التطير بالطيور وغيرها.
              10-حرص السلف على الخير والمنافسة على الأعمال الصالحة.
              11-علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم حيث أخبر أن عكاشة من السبعين الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب .
              12-فضلية أصحاب موسى عليه السلام .
              13-فضل عكاشة بن محصن رضى الله عنه .
              14-حسن خلق النبى صلى الله عليه وسلم .
              15-عدم الإغترار بالكثرة وعدم الزهد فى القلة .

              تعليق


              • #22
                جزاك الله خيرا

                نحن معك إستمر

                تعليق


                • #23
                  الباب الرابــع
                  الخــوف من الشــــرك
                  لما كان الشرك ينافى التوحيد ويوجب دخول النار والخلود فيها وحرمان الجنة إذا كان أكبر وأنها لا تتحقق السعادة إلا بالسلامة منه ، ذكر المؤلف أنه ينبغى للمؤمن أن يخاف منه أعظم خوف وأن يسعى فى الفرار منه ومن طرقه ووسائله وأسبابه ويسأل الله العافية منه كما فعل ذلك الأنبياء والأصفياء وخيار الخلق ، ولهذا قال حذيفة : ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه ) . رواه البخاري



                  م/ ( وقـول الله عـز وجـل : ﴿ إن الله لا يغفـر أن يشـرك بـه ويغفـر ما دون ذلك لمن يشـاء ﴾ . { النساء الآيتان 48 ، 116 } ) .

                  يخبر الله عز وجل أنه لا يغفر لعبد لقيه وهو مشركوأنه يغفر ما دون الشرك من الذنوب لمن يشاء من عباده ، إن شاء غفره لمن لقيه به وإن شاء عذبه به .
                  وتفيد الآية أن الشرك أعظم من الذنوب وذلك يوجب للعبد شدة الخوف من الشرك الذى هذا شأنه عند الله .

                  ما هو الشرك وما انواعه ؟؟

                  الشرك :
                  تعريفه :
                  الشرك هو جعل شريك لله تعالى فى ربوبيته وإلهيته. والغالب الاشراك فى الألوهية بأن يدعو مع الله غيره ، او يصرف له شيئا من أنواع العبادة : كالذبح والنذر والخوف والرجاء والمحبة .

                  والشرك من اعظم الذنوب ، وذلك لأمور :

                  1- لأنه تشبيه للمخلوق بالخالق فى خصائص الآلهية – فمن اشرك مع الله أحدا ً فقد شبه به . وهذا أعظم الظلم ، قال تعالى : }إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13

                  2- إن الله أخبر أنه لا يغفر لمن لم يتب منه – قال تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ {النساء 48

                  3- إن الله أخبر أنه حرم الجنة على المشرك ، وأنه خالد مخلد فى نار جهنم قال تعالى : ( انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار ) المائدة 72

                  4- إن الشرك يحبط جميع الأعمال – قال تعالى : { وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام88

                  5- إن المشرك حلال الدم والمال – قال تعالى :}فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ {التوبة 5

                  وقال النبى صلى الله عليه وسلم : ( أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله . فاذا قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها ) رواه البخارى ومسلم

                  6- إن الشرك أكبرالكبائر – قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين ) رواه البخارى ومسلم .

                  أنواع الشرك :
                  الشرك نوعان :
                  1- شرك أكبر :
                  يخرج من الملة ، ويخلد صاحبه فى النار اذا مات ما لم يتب – وهو صرف شىء من أنواع العبادة لغير الله – كدعاء غير الله والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن والشياطين والخوف من الموتى او الجن او الشياطين ان يضروه او يمرضوه – ورجاء غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله من قضاء الحاجات وتفريج الكربات مما يمارس الآن حول الأضرحة المبنية على قبور الاولياء والصالحين .
                  قال تعالى : {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ{ يونس 18

                  2-شرك أصغر:
                  لا يخرج من الملة ، ولكنه ينقص التوحيد ، وهو وسيلة الى الشرك الاكبر.

                  وهو قسمان :
                  القسم الاول : شرك ظاهر ، وهو : ألفاظ وأفعال .

                  فالألفاظ : كالحلف بغير الله – قال صلى الله عليه وسلم : ( من حلف يغر الله فقد كفر و اشرك ) رواه الترمذى وحسنه وصححه الحاكم .

                  وقول : ما شاء الله وشئت ، قال صلى الله عليه وسلم : ( لما قال رجل : ما شاء الله وشئت . فقال : ( اجعلتنى لله ندا ؟ قل : ما شاء الله وحده ) رواه النسائى .

                  وقول : لولا الله وفلان – والصواب ان يقال : ما شاء الله ثم فلان ، ولولا الله ثم فلان – لان ثم للترتيب مع التراخى – تجعل مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله – كما قال تعالى : {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }التكوير29

                  اما الواو فهى لمطلق الجمع والاشراك لا تقتضى ترتيبا ولا تعقيبا .

                  واما الأفعال : فمثل بس الحلقة والخيط لرفع البلاء او دفعه ، ومثل تعليق التمائم خوفا من العين وغيرها .

                  فاذا اعتقد ان هذه اسباب لرفع البلاء او دفعه ، فهذا شرك اصغر . لان الله لم يجعل هذه اسباب.
                  اما اذا اعتقد انها تدفع او ترفع البلاء بنفسها فهذا شرك اكبر ، لان تعلق بغير الله .

                  القسم الثانى من الشرك الأصغر :

                  شرك خفى : وهو الشرك فى الإرادات والنيات – كالرياء والسمعة – كأن يعمل عملا ً مما يتقرب به الى الله يريد به ثناء الناس عليه .

                  والرياء اذا خالط العمل أبطله – قال تعالى :}فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }الكهف110

                  تعليق


                  • #24
                    وقال النبى صلى الله عليه وسلم : ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر – قالوا : يا رسول الله ! وما الشرك الأصغر ؟ قال : الرياء ) رواه احمد والطبرانى والبغوى

                    ملخص الفروق بين الشرك الأكبر والأصغر وهى :

                    1- الشرك الأكبر يخرج من الملة – والشرك الأصغر لا يخرج من الملة .
                    2- الشرك الأكبر يخلد صاحبه فى النار – والشرك الأصغر لا يخلد صاحبه فيها إن دخلها .
                    3- الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال – والشرك الأصغر لا يحبط جميع الأعمال ، وإنما يحبط الرياء والعمل لأجل الدنيا العمل الذى خالطاه فقط .
                    4- الشرك الأكبر يبيح الدم والمال – الشرك الأصغر لا يبيحهما.



                    م/ وقال الخليل عليه السلام : ﴿ وأجنبني وبني أن نعبد الأصنام ﴾ { إبراهيم 35 }

                    معانى الكلمات :

                    الخليل : هو الذى تخللت محبته القلب ونفذت اليه مأخوذة من الخلة وهى خالص المحبة .

                    ﴿ وأجنبني وبنيَّ : أى اجعلنى وبنى فى جانب عن عبادة الأصنام وباعد بيننا بينها .

                    الأصنام : جمع صنم وهو ما كان منحوتا ً على هيئة صورة وعبد من دون الله .
                    والوثن: ما عبد من دون الله على أي شكل كان ، وفي الحديث الشريف :
                    ( لا تجعل قبري وثناً يعبد ) . رواه مالك
                    فالوثن أعم من الصنم .

                    معنى الآية :

                    انه إذا كان خليل الرحمن الذى كان يكسر الأصنام بيده إشتد خوفه على نفسه وعلى بينه من الشرك بسبب الإفتتان بالأصنام فسأل الله له ولبنيه وقاية عبادتها فنحن أولى بالخوف منه لضعف إيماننا .



                    م/ ( وفي الحديث : ( أخـوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغـر ، فَسُئِلَ عنه ، فقال : الرياء ) .

                    معانى الكلمات :

                    ( أخوف ما أخاف عليكم ) أي أشد خوفاً أخافه عليكم
                    الرياء : مأخوذ من الرؤية وهى أن يتظاهر الانسان بالأعمال الصالحة ليحمده الناس ، وهو من الشرك الأصغر وهذا من باب المثال لا من باب الحصر ، إذ الشرك الأصغر أنواعه متعددة ، كالحلف بغير الله .
                    وخافه النبى صلى الله عليه وسلم على أصحابه لأنه أكثر موافة للنفس ومحبة لها وأسهل للنفوذ إليها.

                    المعنى الإجمالي للحديث :
                    لكمال شفقته صلى الله عليه وسلم ورحمته بأمته ونصحه لهم فإنه يحذرهم من الظهور بمظهر العبادة لقصد تحصيل ثناء الناس لأنه شرك في العبادة ، وهو وإن كان شركاً أصغر فخطره عظيم لأنه يحبط العمل الذي قارنه.
                    واذا كان الشرك الأصغر مخوفا ً على الصحابة مع كمال إيمانهم فينبغى لك أيها المسلم أن تخاف من الشرك الأكبر والأصغر لضعف الإيمان .



                    م/ ( وعن ابن مسـعود رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من مات وهـو يدعـو لله نـداً دخـل النـار " ) [ رواه البخاري 3 / 196 ]


                    معانى الكلمات :

                    الدعاء: صرف أى نوع من أنواع العبادة لغير الله .
                    الند : الشبيه والمثيل .

                    معنى الحديث :
                    يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من مات وهو يدعو لله ندّاً فيما يختص به تعالى ويستحقه من الربوبية والإلهية دخل النار لأنه مشرك ، لأن الله هو المستحق للعبادة لذاته .

                    من فوائد الحديث :

                    1- فيه أن اتخاذ الأنداد من أسباب دخول النار .
                    2- التخويف من الشرك والحث على التوبة منه قبل الموت .
                    3- أن كل من دعا مع الله نبياً أو ولياً ـ حياً أو ميتاً ـ أو حجراً أو شجراً فقد جعل نداً لله .

                    ويستفاد منه ان دعوة غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك أكبر .



                    م/ ( ولمسلم عن جابر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار " ) . رواه مسلم ( 93 ) .


                    معانى الكلمات :

                    ( من لقي الله ): أي من مات .

                    ( شيئاً ): أي شركاً قليلاً أو كثيراً .

                    قال القرطبي : ( أي لم يتخذ معه شريكاً في الإلهية ، ولا في الحلف ، ولا في العبادة ، ومن المعلوم من الشرع المجمع عليه عند أهل السنة والجماعة ، أن من مات على ذلك ، فلا بد له من دخول الجنة ، وإن جرت عليه قبل ذلك أنواعٌ من العذاب والمحنة ، وأن من مات على الشرك لا يدخل الجنة ولا يناله من رحمة الله ، ويخلد في النار أبد الآبدين من غير انقطاع عذاب ، وهذا معلوم ضروري من الدين ، مجمع عليه من المسلمين ) .

                    أن من لقي الله يشـرك به شـيئاً دخل النـار ، فإن كان شـركه أكبـر ، فهو خالد مخلد ، قال تعالى : ﴿ إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ﴾ ، وإن كان أصغر ، عُذِّب بقدر ذنوبه ثم دخل الجنة .
                    أما من مات على التوحيد لا يخلد في النار .

                    من فوائـد الحديث :

                    1- أن من لقي الله يشـرك به شـيئاً دخل النـار.
                    2- أن من مات على التوحيد لا يخلد في النار .
                    3- فضيلة من سلم من الشرك .
                    4- إثبات الجنة والنار .
                    5- أن العبرة بالخواتيم .
                    6- قرب الجنة والنار ، والجمع بينهما في حديث واحد .
                    7- شفقة النبى صلى الله عليه وسلم – على أمته فلا خير إلا دلهم عليه ولا شر إلا حذرهم منه .
                    8- أن من تاب من الذنب قبل أن يموت تاب الله عليه.

                    تعليق


                    • #25
                      بارك الله فيك وجزاك الله عنا خيرا

                      تعليق

                      يعمل...
                      X