Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رومانسية المطر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رومانسية المطر

    أخطأ من اعتقد أن بإمكانه الاستئثار بحب فلسطين لوحده.. فالعشّاق كثر كثر كثر.. و الكل يصيح: فلطسيننا.. و لأنني عاشق.. و لأنني أريد التميّز عن غيري من العشّاق....

    فلسطيني..
    كفّي عن الصراخ.. أرخي يديك.. فلا فائدة..
    دعي الآلام تغتصبك.. و لنرى ماذا تريد بعد ذلك..

    امسحي دمعتك.. فلست مذنبة, لن يلومك أحد.. و لن أذبحك كما فعل ابن جيراننا بأخته المغتصبة لأنها قليلة شرف.. و لن أقطع الخبز عن أولادك كما فعل غيري.. لأنهم قليلو شرف.

    انهضي من فراشك.. فمهما كان الطقس باردا لن يكون أبرد من فراشك.. دموعك الساكنة فيه أخبرتني بذلك.. انهضي و انظري معي من النافذة المكسورة.. أترين المطر؟ أتصغين إلى صوت هطوله في هذا الليل الطويل؟ أخبرتني اليوم إحدى العاهرات اللواتي أمتلكهن أن المطر رومانسي.. فأطفأت مدفأتها.. و كسرت زجاج نافذتها السميك.. و ألبستها حذاء مهترئا يشبه حذاءك.. و أبدلت مظلّتها الأصلية بمظلّتك المصنوعة في ضيعتك.. ثم رميتها على الرصيف.. و هاهي الآن في انتظار شاب رومانسي يحملها بسيارته الفاخرة.. أو يغتصبها بسيارته الفاخرة.. أجل و ما أدراك؟ فتلك هواية أصحاب السيارات الفاخرة.. اغتصاب أمثالك.. سامحيني يا حبيبتي فلست أغذّيك بالعدوانية.. و لست أنوي أن أبثّ فيك روح الانتقام و الثأر.. ولكنّك يا حبيبتي كنت تحفة زجاجية جميلة ناعمة تثير إعجاب كلّ من ينظر إليها.. و يسيل لعاب كلّ من يتحسس نعومتها.. و بعد أن كسروك فقدتّ جمالك و رحتي تجرحين كل من يتجرّأ على لمسك أو حتى إصلاحك.. و قد لا يتمكّن أحد من إصلاحك إلا أبواك اللذان صنعاك.. و لكنهما ليسا هنا الآن.. فأبوك مسجون بيننا.. و في الحقيقة لم نعد ندري أين هو الآن.. أمّا أمّك فهي مقطّعة مقتولة مدفونة.. و قد قرّر إخوانك عدم الاحتفال بعيد الأم مرّة أخرى كي لا تعود الذكرى الأليمة.. أتدرين؟ ربّما أسخف ما فينا ثقتنا بأنّنا أذكياء كفاية لنفهم سبب بؤسك و حزنك.. و من ثمّ نبذل جهدنا كي نخفف عنك.. فنطهّر و نضمّد كامل جسدك.. عدا مكان الجرح..

    حبيبتي امسحي دموعك فلست وحيدة.. عشّاقك كثر.. أكثر مما تتصورين.. ألا ترينهم يرتقبونك طوال الليل و النهار؟ ألا تسهرين لترينهم في الليل و هم يكتبون لك رسائل الحب و العشق؟ و حتى عندما ينتهون من كتابة رسائلهم و من بعدها يحرقونها.. ألا تحسّين ببعض الدفء؟ أم أنّ النيران التي تلتهم رسائلهم أضعف من أن تضيء؟ قد تكوني محقّة لو فقدّتي الأمل في أمثال أولئك العشّاق.. فهم أجبن من أن يمدّوا يدهم ليلمسوا يديك.. لقد قال لهم الشيخ أن هذا حرام.. أمّا أنا يا حبيبتي فأختلف عنهم كثيرا.. أنا أسهر كلّ ليلة و أنا أراقبك تكتبين رسائل الحب إلى الحبيب المنتظر المجهول.. و لأنّك لم تحرقيها.. كنت أقرأ كلّ رسائلك.. و تعلّمت عن حبيبك الموعود.. تعلّمت كيف أنّه هرب من الشيخ و أفلت من البابا و قبّل يديك على الرغم من غضبهما.. تعلّمت كيف أنّه حضن ما بقي منك من قطع زجاجية مكسورة و راح يلثمها قطعة قطعة.. فاصطبغت القطع الزجاجية بلون جميل يشبه لون وجنتيك و أنت تكتبين.. تعلّمت كلّ شيء في رسائلك يا حبيبتي.. و أعددت نفسي كي أستحق رسائلك قبل أن تيئسي و تحرقيها.. سآتي يا حبيبتي و ألثم أطرافك الحادّة.. و سأصلحك لتعودي تحفتي الزجاجية الجميلة الناعمة.. أنا آت في القريب العاجل يا حبيبتي لكن عليّ أولا أن أنال موافقة أبي.. و رضا أمّي.. و واسطة جدّي الشيخ.. عليّ أن أزور قبر جدّتي.. عليّ أن أحصل على دعم إخوتك و إخوتي.. و بعدها.. عليّ أن أحصل على براءة ذمّة من مختار ضيعتنا.. و بعد ذلك انتظري منّي أن أردّ لك الخبر.
    و إلى حينها.. أنا ذاهب لتفقّد عاهرتي الملقاة على الرصيف..
    لعلّها غيّرت رأيها في رومانسية المطر..

    منقول من صديق لي .....
    المشكلة أنكم لم تدركوا أن نصفي العاقل أصبح مجنونا

  • #2
    كلام ذو شجون

    شكرا

    تعليق


    • #3
      jessing شكرا لمرورك ..
      المشكلة أنكم لم تدركوا أن نصفي العاقل أصبح مجنونا

      تعليق

      يعمل...
      X