بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحابته أجمعين
بعد تصفحي للمنتدى ، و مواضيعه الشيقة من طرف المشاركين الأفاضل، لم أجد مشاركات تتكلم عن اليهود الغاصبين لأرضنا المقدسة ، فرأيت أن أدون مشاركتي الأولى بهذا المنتدى و أن أتكلم عن اليهود، رغم كثرت الكتب التي تتحدث عنهم و ذلك لان المشكلة اليهودية مشكلة معقدة مزمنة على طول التاريخ الإنساني ، حيث اتعبوا العرب و المسلمين و اشغلوا العالم اجمع.
و إنني رغبت في أن أسهم بجهد متواضع في هذا المجال و أقوم بواجب الدعوة إلى الله و نشر العلم على الناس ، فأخذت هذا الموضوع من كتاب ( الشخصية اليهودية من خلال القرآن ) للدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي ،حتى يستفيد منه جميع الشباب المسلم و الذي تهمه القضية الفلسطينية و المشكلة اليهودية ، و إنني أرحب بجميع أرائكم.
مشاركتي هذه تكون عبارة عن حلقات ، كل أسبوع بموضوع.
بنو إسرائيل و اليهود في السياق القرآني
القرآن و اليهود
تحدث القرآن الكريم كثيرا عن بني إسرائيل ، و عرض الكثير عن قضيتهم و أحداثها ، سواء كانت البدايات الأولى لها زمن يعقوب و ابنه يوسف - عليهما السلام – أو في المراحل اللاحقة زمن اضطهاد فرعون لهم ، و إرسال الله موسى و أخيه هارون – عليهما السلام – لينقذهم من هذا الذل ، و يبين لنا القرآن الكثير من أحداث قضيتهم في هذه المرحلة ، و قدم تفصيلات وافية عن مواجهة موسى عليه السلام لفرعون، ثم خروجه بهم و غرق فرعون، ثم حياتهم في سيناء ، ثم توجههم إلى الأرض المقدسة.
و القرآن في حديثه عنهم في هذه المراحل من حياتهم الطويلة و هذه المشاهد من تاريخهم المديد، كان يعرض علينا كثيرا من صفاتهم و سماتهم، وطباعهم و أخلاقهم ، و خفايا و مكنونات نفوسهم ، و سر التشوه و الانحراف في شخصياتهم و صلتهم المزاجية بربهم و دينهم و أنبيائهم، و حقدهم الأسود على الحق و الخير و الفضيلة .
و قد تحدثت عنهم سور مكية منها: الأعراف – يونس – الإسراء – طه – الشعراء – القصص – غافر – الدخان . كما تحدثت عنهم سور مدنية مثل : البقرة – آل عمران – المائدة – المجادلة – الحشر – الصف – الجمعة .
و قد وعى المسلمون الأوائل حديث القرآن عن اليهود ، و عرفوهم على حقيقتهم ، و انكشفت لهم نفسيا تهم و مكرهم و مؤامرتهم ، و لقد وقف مسلمون مبصرون على مقدار عداوتهم ، و شدة خطورتهم و لذلك تابعوا القرآن في تعريف المسلمين و الآخرين بهم و تحذيرهم من أخطارهم و دسائسهم.
و مازال المسلمون يعرفون خطر اليهود ، و يكشفون هذا الخطر للناس و يحذرونهم من يهود و دسائسهم و مكرها و مؤامراتهم.
و ما أحوج المسلمين المعاصرين أن يتعرفوا على الخطر اليهودي الماحق، و أن يكتشفوا النفسية اليهودية المعقدة ، و أن يواجهوا الغزو الفكري اليهودي الزائف الذي ابتلاهم الله به ، و دلهم على مصادر كشفه ، و أسباب مواجهته .
الأسبوع المقبل : شهادة التاريخ و الواقع
تعليق