الحلقة الثانية
شهادة التاريخ و الواقع
قد يقول قائل : إن القرآن كان يتحدث عن اليهود في تاريخهم القديم ،و حديثه عنهم ينطبق على أسلافهم الماضين ،أما هم في مرحلتهم المتأخرة فإنهم تغيروا ، لقد تقدموا و تحضروا ، و لهذا لا ينطبق الحديث عن الماضين على المتأخرين.
و لكننا نقول إن اليهود هم اليهود ، و أننا على يقين ان تحليل القرآن للنفسية اليهودية يتصف بالصدق الفني المؤثر ،و يتصف كذلك بالصدق الواقعي .انه يعرض للشخصية اليهودية كما هي في عالم الواقع ،انه يبرزها أمام المشاهدين في صورة مجسمة مرئية – على طريقة التصوير الفني القرآنية المعجزة – و إن القارئ للقرآن بعين بصيرة ليلحظ السمات الخارجية لهذه الصورة في حركات و خلجات و تصرفات و انفعالات النفس الإنسانية .
و وصف القرآن لبني إسرائيل و أخلاقهم و نفسيا تهم و انحرافاتهم و أمراضهم ينطبق على أولئك الأفراد الذين كانوا زمن موسى –عليه السلام –قبل عشرات القرون ، و ينطبق على أفرادهم زمن أنبيائهم مثل داوود و سليمان و زكريا و يحي و عيسى – عليهم السلام –و ينطبق على أفراد اليهود الذين افسدوا بلاد الحجاز و الذين واجههم رسولنا محمد – عليه الصلاة و السلام – قبل عدة قرون أيضا .
و ينطبق هذا كله على اليهود في القرون اللاحقة ، أينما أقاموا و حيثما استوطنوا في بلاد الشرق او بلاد الغرب. و نرى نحن المسلمين المعاصرين – الذين ابتلينا بالفتنة اليهودية – هذا التحليل القرآني ينطبق تماما على اليهود المعاصرين ، ونكاد عندما نتلوا الآية التي تكشفهم نقول : إنها تتحدث عن اليهودي الفلاني الذي سمعنا عنه: ديفيد ، او عزرا ، او ليفي ، او حاييم ..... فالتاريخ و الواقع المعاصر يشهدان بصدق و صحة التحليل القرآني للنفسية اليهودية أينما كانت.
الاسبوع القادم : الحكمة من التفصيل
القرآني لقصة بني اسرائيل
تعليق