تحت عنوان " نعم للمطرب المزور ولا للقضاة الشرفاء! " كتب د. طارق الغزالي حرب فى جريدة المصرى اليوم عن المعاملة الوحشية من الشرطة للمتظاهرين فى وسط القاهرة والذين خرجوا مساندين للقضاة الذين كشفوا تزوير ارادة الشعب المصرى وفى نفس اليوم كانت معاملة حضارية جدا للمتظاهرين فى ميدان العباسية والذين خرجوا مساندين للمطرب المزور تامر حسنى ويستخلص الكاتب من ذلك دروسا يشرحها قائلا " شهدت القاهرة نهار الخميس ١١/٥ مظاهرتين كبيرتين، بثت وقائعهما وكالات الأنباء والفضائيات العربية والأجنبية ونقلها مراسلو الصحف علي مختلف أطيافها مع صور عديدة لكلتيهما.. ففي شرق القاهرة بمنطقة العباسية، تجمع المئات من الشباب والفتيات للتضامن مع المطرب المتهم «تامر حسني فرغلي» الذي كانت محاكمته في هذا اليوم بتهمة تزوير أوراق رسمية لاستخراج جواز سفر والتهرب من أداء الخدمة العسكرية، وبعد أن طالب وكيل النيابة بتوقيع أقصي عقوبة علي «تامر» حتي يكون عبرة للشباب الذين اتخذوا منه قدوة - كما قال سيادته - فإن القاضي نطق بالحكم بمعاقبته سنة مع الشغل، ولكنه أردف أنه أمر بإيقاف الحكم لحداثة عمره «٢٨ عاماً»، وحتي لا يكرر ذلك مرة أخري!!
وأعقب ذلك حالة فرح وتهليل وجري المتظاهرون من الصبية والفتيات الذين يرتدون قمصاناً كُتب عليها بالإنجليزية «نحن نُحبُ تامر حسني» خلف السيارة التي تحمله وتوقفت حركة المرور وانتشرت المظاهرات المؤيدة للحكم وامتدت إلي كوبري رمسيس وهم يهتفون «تامر.. تامر».. وكان موقف قوات الشرطة والأمن المركزي غاية في التحضر والاحترام، فكانوا يبتسمون ويطبطبون ويدلعون الفتيان والفتيات،.
علي بعد كيلو مترات من هذا المشهد الهزلي وفي وسط القاهرة تجمع أيضاً عدة مئات من الشباب بقيادة رموز من النخبة المصرية المتميزة في جميع المجالات لسبب آخر تماماً.. فالتجمع كان أيضاً لإعلان التضامن ولكن مع رجلين شريفين من كبار رجال القضاء المصري هما المستشار محمود مكي والمستشار هشام البسطويسي رأت جهة ما - لا أحد يعلمها حتي الآن علي وجه اليقين - أن تحيلهما إلي محكمة تأديبية بدار القضاء العالي، لأنهما جاهرا برفضهما تزوير إرادة الشعب بكشف التلاعب والمتلاعبين في الانتخابات التي تمت في نهاية العام الماضي،وتوقف المرور في قلب القاهرة لا بسبب المتظاهرين الذين لا أعتقد أن عددهم يزيد كثيراً عن عدد مظاهرة التضامن مع المطرب المزور، ولكن اختناق القاهرة، مروراً وأنفاساً، كان بسبب الآلاف من رجال الأمن المركزي والعشرات من اللوريات التي حملتهم للمكان ليقفوا صفوفاً وراء صفوف ليحولوا بين الشباب ودار القضاء العالي، هذا غير فرق المطاردة من أصحاب العضلات المتضخمة والعقول الضامرة، الذين كانوا يعتدون علي المارة بشكل عشوائي ويتقصدون من يحمل في يده كاميرا أو ورقا وقلما وبالذات السيدات والفتيات في تصرفات غاية في القسوة!!
ولا يستطيع المرء أن يمنع نفسه من السؤال: أو ليست هذه القوات سواء في العباسية أو في وسط القاهرة تتبع قيادة واحدة؟
الإجابة بالتأكيد نعم.. إذن فالسؤال التالي الذي يفرض نفسه هو: لماذا أمرت هذه القيادة رجالها في العباسية بالتصرف بتحضر واحترام مع المتظاهرين المتضامنين مع المطرب المزور، وأمرت في الوقت ذاته قواتها في وسط البلد بالتصرف بهذه الطريقة المشينة والعنيفة مع المتظاهرين المتضامنين مع الرجال المحترمين الذين يرفضون التزوير؟ إن الإجابة عن هذا السؤال أمر في غاية الأهمية، لأنه يعكس مأساة فكر بائس لبعض أركان النظام القائم، لا يريد الخير لشباب هذا البلد.. يريدون أن يكون شاغله ومثله الأعلي تامر حسني لا مكي والبسطويسي.. يريدون شباباً تافهاً غافلاً مغيباً.. يريدون تدمير شباب هذا البلد، أي أمله ومستقبله.. فبئس ما يبغون وبئس الثمن الذي يشرون به ديمومة الحكم!!
وأعقب ذلك حالة فرح وتهليل وجري المتظاهرون من الصبية والفتيات الذين يرتدون قمصاناً كُتب عليها بالإنجليزية «نحن نُحبُ تامر حسني» خلف السيارة التي تحمله وتوقفت حركة المرور وانتشرت المظاهرات المؤيدة للحكم وامتدت إلي كوبري رمسيس وهم يهتفون «تامر.. تامر».. وكان موقف قوات الشرطة والأمن المركزي غاية في التحضر والاحترام، فكانوا يبتسمون ويطبطبون ويدلعون الفتيان والفتيات،.
علي بعد كيلو مترات من هذا المشهد الهزلي وفي وسط القاهرة تجمع أيضاً عدة مئات من الشباب بقيادة رموز من النخبة المصرية المتميزة في جميع المجالات لسبب آخر تماماً.. فالتجمع كان أيضاً لإعلان التضامن ولكن مع رجلين شريفين من كبار رجال القضاء المصري هما المستشار محمود مكي والمستشار هشام البسطويسي رأت جهة ما - لا أحد يعلمها حتي الآن علي وجه اليقين - أن تحيلهما إلي محكمة تأديبية بدار القضاء العالي، لأنهما جاهرا برفضهما تزوير إرادة الشعب بكشف التلاعب والمتلاعبين في الانتخابات التي تمت في نهاية العام الماضي،وتوقف المرور في قلب القاهرة لا بسبب المتظاهرين الذين لا أعتقد أن عددهم يزيد كثيراً عن عدد مظاهرة التضامن مع المطرب المزور، ولكن اختناق القاهرة، مروراً وأنفاساً، كان بسبب الآلاف من رجال الأمن المركزي والعشرات من اللوريات التي حملتهم للمكان ليقفوا صفوفاً وراء صفوف ليحولوا بين الشباب ودار القضاء العالي، هذا غير فرق المطاردة من أصحاب العضلات المتضخمة والعقول الضامرة، الذين كانوا يعتدون علي المارة بشكل عشوائي ويتقصدون من يحمل في يده كاميرا أو ورقا وقلما وبالذات السيدات والفتيات في تصرفات غاية في القسوة!!
ولا يستطيع المرء أن يمنع نفسه من السؤال: أو ليست هذه القوات سواء في العباسية أو في وسط القاهرة تتبع قيادة واحدة؟
الإجابة بالتأكيد نعم.. إذن فالسؤال التالي الذي يفرض نفسه هو: لماذا أمرت هذه القيادة رجالها في العباسية بالتصرف بتحضر واحترام مع المتظاهرين المتضامنين مع المطرب المزور، وأمرت في الوقت ذاته قواتها في وسط البلد بالتصرف بهذه الطريقة المشينة والعنيفة مع المتظاهرين المتضامنين مع الرجال المحترمين الذين يرفضون التزوير؟ إن الإجابة عن هذا السؤال أمر في غاية الأهمية، لأنه يعكس مأساة فكر بائس لبعض أركان النظام القائم، لا يريد الخير لشباب هذا البلد.. يريدون أن يكون شاغله ومثله الأعلي تامر حسني لا مكي والبسطويسي.. يريدون شباباً تافهاً غافلاً مغيباً.. يريدون تدمير شباب هذا البلد، أي أمله ومستقبله.. فبئس ما يبغون وبئس الثمن الذي يشرون به ديمومة الحكم!!
تعليق