Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إنما الصبر عند الصدمة الأولى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إنما الصبر عند الصدمة الأولى

    الحمد لله ... مات ابني !!
    الحمد لله ... مات ابني !


    من يستطيع ذلك ؟
    من يصبر عند الصدمة الأولى ؟
    من يتصبّر فيقول عند نزول المصيبة وحلول الكارثة ( إنا لله وإنا إليه راجعون) .

    قليل ما هم .

    لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر ، فقال : اتقي الله واصبري . قالت : إليك عني ! فإنك لم تصب بمصيبتي ، ولم تعرفه فقيل لها : إنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين ، فقالت : لم أعرفك ، فقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى . رواه البخاري ومسلم .

    هل تأملت العنوان ؟
    الحمد لله ... مات ابني !

    أهذا موطن من مواطن الحمد ؟
    أيكون الحمد على المصيبة ؟

    قال أبو سنان : دفنت ابني سنانا ، وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر ، فلما أردت الخروج أخذ بيدي ، فقال : ألا أبشرك يا أبا سنان ؟ قلت : بلى . قال : حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته : قبضتم ولد عبدي ؟
    فيقولون : نعم .
    فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده ؟
    فيقولون : نعم ، فيقول : ماذا قال عبدي فيقولون : حمدك واسترجع ، فيقول الله : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد . رواه الإمام أحمد والترمذي وهو حديث حسن .

    وروى البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيَّهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة .

    فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحدٌ عطاء خيرا وأوسع من الصبر .

    والتعزية مما يهوّن المصيبة .

    مات ابنٌ لعبد الرحمن بن مهدي ، فجزع عليه جزعاً شديداً حتى امتنع عن الطعام والشراب ، فبلغ ذلك الإمام الشافعي فكتب إليه أما بعد :

    فَـعَـزِّ نفسك بما تـُعَـزِّ به غيرك ، ولتستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك ، واعلم أن أمضى المصائبِ فقـْـدُ سرورٍ مع حرمان أجر ، فكيف إذا اجتمعا على اكتساب وزر ؛ وأقول :

    إني مُعَزِّيكَ لا إني على طمع ***** من الخلود ولكن سـُنّةُ الـدينِ
    فما المُعزِّي بباقٍ بعد صاحبه ***** ولا المُعزَّى ولو عاشا إلى حين
    فكانوا يتهادونه بينهم بالبصرة .

    حضر ابنُ السماك جنازةً فعزَّى أهلها ، وقال : عليكم بتقوى الله والصبر ، فإن المصيبةَ واحدةٌ إن صبر لها أهلُها ، وهي اثنتان إن جزعوا ؛ ولعمري للمصيبة بالأجر أعظم من المصيبة بالميت ، ثم قال : لو كان مَنْ جَزِعَ على مَيِّتِهِ رُدَّ إليه لكان الصابرُ أعظمَ أجراً وأجزل ثواباً .

    تَعَـزَّ فإن الصبر بالحـرِّ أجمل .... وليس على ريب الزمان مُعَـوّل
    فلو كان يُغني أن يُرى المـرء .... جازعا لحادثة أو كان يُغني التذلل
    لكان التّعزي عند كـل مصيبة .... ونائبــة بالحُـرِّ أولـى وأجملُ

    ومما يُخفف من وقع المصيبة أن يتأمل العبد في ذلك الميت :
    فإن كان صغيرا فربما كان في موته خير له ولوالديه إذا احتسبا الأجر
    وربما كان في موته خير لوالديه .
    كيف ذلك ؟

    تأمل قصة موسى مع الخضر – عليهما السلام – كيف قتل الخضر غلاما صغيرا حتى قال موسى : ( أقتلت نفسا زكية ) ؟
    لكن ما خفي على موسى عليه الصلاة والسلام وأظهره الله للخضر هو حقيقة ذلك الطفل لو عاش .
    قال عليه الصلاة والسلام : إن الغلام الذي قتله الخضر طـُبِـعَ كافرا ، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا . متفق عليه .
    وهذا ما خشيه الخضر : ( فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا * فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما (
    وهذا من لطف الله بعباده ، أن خلـّـص أبويه منه حتى لا يُرهقهما طغيانا وكفراً بالله ، بل أبدلهما خيرا منه وأزكى ، وقد ورد أنه سبحانه أبدلهما به وخلف عليهما جارية ولدت نبياً أو أنبياء .

    فسبحان من بيده ملكوت كل شيء ...
    كم في طيّات الأمور من ألطاف اللطيف الخبير ؟
    وكم هي العـِـبَر التي سُتِرت عن العباد ...
    ولو كُشِفت لهم حجب الغيب لعلموا علم يقين أن الله أرحم بالعباد من أمهاتهم .
    ولأدركوا أن المصائب مِحَنٌ في طيّـها منح ٌ.
    وصدق الله :
    ( لا تحسبوه شراً لكم)




    قواعد في تخفيف المصائب











    1. أن تعلم أنه لا يحدث في الكون من تحرك ذرة أو هبوب نسمة إلا بعلم الله وقدره.


    2. أن توقن بأن الله - تعالى - أرحم بك من نفسك.


    3. أن تستيقن أن الله لا يريد لعبده إلا الخير والصلاح.


    4. أن تعلم أن المحن في طياتها منح قال - تعالى - {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} (الشورى: من الآية19) وقال: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} (النساء: من الآية19) وقد فسروا اللطف في قوله - تعالى -: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} بأنه إخفاء الأمور في صور أضدادها:


    اللطف إخفاء الأمور جاء في صور الأضداد كما ليوسفِ


    صيره رِقاً لكي ينالا ملكاً وعزاً ربه - تعالى -


    وقيل:

    لا تكره المكروه عند حلوله*** إن العواقب لم تزل متباينة


    كم نعمةٍ لا تستقل بشكرها*** لله في طي المكاره كامنة.


    5. أن لا يغيب عن بالك أن مصائبنا بسبب ذنوبنا وتقصيرنا في طاعة الله: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (الشورى:30)، فأصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس.


    6. واعلم أن المسلم رابح في كل حال: فما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا غمّ حتى وخزة الشوكة إلا كفر الله عنه به من خطاياه.


    7. عليك أن تتذكر نعم الله عليك في نفسك خاصة، ومن ذلك أن تستحضر هذه النعم في جميع جوارحك واجل نظرك فيمن أصيب ممن حولك، كم يصرفون من الأموال ويذهبون من الأوقات وكم يسهرون ويتعبون في علاج أمراض، أنت في عافية منها.


    8. تذكر من حولك من أهل المصائب الكبيرة والمشاكل المتعددة.


    9. لا تنس أن الدنيا طبعت على كدر وأن من سره زمن ساءته أزمان.


    طبعت على كدر وأنت تريدها *** صفواً من الأقذاء والأكدار


    ومكلف الأيام ضد طباعها *** مستطلب في الماء جذوة نار


    وقيل:


    هي الأمور كما شاهدتها دول *** من سره زمن ساءته أزمان


    وهذه الدار لا تبقي على أحد *** ولا يدوم على حال لها شان


    10. الزم الاستغفار فإن «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب»

    والتوبة التوبة فهي بوابة الراحة والسعادة، يقول حبيبك - صلى الله عليه وسلم -: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» وقال الله - تعالى -: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} (هود: من الآية3) وقال: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}.


    11. الزم دعاء المضطر في هزيع الليل عند نزول الرب إلى السماء الدنيا {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (النمل: من الآية62) واعلم أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل.


    12. واعلم أن الأصل في أهل الإيمان أن يبتلوا، قال الله - تعالى -: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} (الأنبياء: من الآية35)، {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} (العنكبوت:2)، {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} (التغابن: من الآية15) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (التغابن:14). وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى المرء على قدر دينه».


    13. واعلم أنه قد تكون للعبد منزلة لا يبلغها بعمله فيبتليه الله - تعالى - بالمصائب وغيرها كي يبلغه إيّاها، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إن الرجل لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها».


    جعلني وإياكم ممن يرضون بقضاء الله عز وجل وممن تتنزل عليهم الرحمة من ربهم .


    سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.

    نقلا عن ملتقى أهل التفسير.


    عن أنس رضي الله عنه قال
    : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)







  • #2
    بارك الله فيك أخي صقر
    كلام من ذهب

    قيل لأبي بكر بن عياش : إن بالمسجد قوما يجلسون ويجلس الناس إليهم . قال : ( من جلس للناس جلس إليه ، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم ؛ لأنهم أحيوا بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه و سلم فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( ورفعنا لك ذكرك ).

    وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم ؛ لأنهم شانوا بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ، فبترهم الله ، فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( إن شانئك هو الأبتر ) . مختصر الاستغاثة 1/175


    تعليق


    • #3
      وبارك فيك أخي الكريم.

      جزى الله كاتبه خير الجزاء.


      عن أنس رضي الله عنه قال
      : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






      تعليق


      • #4
        كلام جميل جدا جدا
        !!!جميع الدروس المعمارية المجانية والغير المجانية والمشاريع المعمارية الكاملة !!!!

        تعليق


        • #5
          تشكر على المرور أخي يوسف.


          عن أنس رضي الله عنه قال
          : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






          تعليق


          • #6
            لا لا محتاجين مواضيع اخري مثل هذه

            بارك الله فيك
            وما فتىءَ الزمان يدورحتى
            مضى بالمجدِ قومٌ أخرونَ
            وأصبح لا يُرى في الركب قومي

            وقد عاشو أئمته سنينَ
            وآلمني وآلم كل حرٍ
            سؤال الدهر أين المسلمينَ ?

            اذا لم تجد ما تحب فحب ما تجد

            تعليق


            • #7
              وبارك فيك أخي حسام

              تفضل هذا رابط لموضوع مشابه

              http://www.maxforums.net/showthread.php?t=71267


              عن أنس رضي الله عنه قال
              : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك اخى صقر
                كلام من دهب فعلا

                تعليق


                • #9
                  جزاك الله خيرا أخي الكريم

                  تعليق


                  • #10
                    وأنتم أهل الجزاء.


                    عن أنس رضي الله عنه قال
                    : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






                    تعليق

                    يعمل...
                    X