Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القرضاوى و نونية الأبتلاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القرضاوى و نونية الأبتلاء

    ملحمة ألفت داخل السجن الحربي في القاهرة عام 1955م وهيتحكي قصة سجين قضى نحو عشرين شهراً في السجن الحربي ... إنها تصوير بسيط لبعض ماقاساه المسلمون الذين عذبوا في هذا السجن الرهيب.
    وتبلغ عدد أبياتها أربعة وتسعين ومائتين
    شعر الشيخ: يوسف القرضاوي


    ثار القريض بخاطري فدعوني-------- أفضي لكم بفجائعي وشجوني

    فالشعر دمعي حين يعصرني الأسى-------- والشعر عودي يوم عزف لحونى

    كم قال صحبي أين غر قصائد-------- تشجي القلوب بلحنها المحزون

    وتخلّد الذكرى الأليمة للورى-------- تتلى على الأجيال بعد قرون

    ما حيلتي والشعر فيض خواطرٍ-------- ما دمت أبغيه ولا يبغيني؟

    واليوم عاودني الملاك فهزني-------- طرباً إلى الإنشاد والتلحين

    ألهمتها عصماء تنبع من دمي-------- ويمدها قلبي وماء عيوني

    نونية والنون تحلو في فمي أبداً --------فكدت يقال لي ذو النونِ

    صورت فيها ما استطعت بريشتي-------- وتركت للأيام ما يعييني

    أحداث عهد عصابة حكموا بني-------- مصرَ بلا خلقٍ ولا قانون

    أنست مظالمهم مظالم من خلوا-------- حتى ترحمنا على نيرون

    حسبوا الزمان أصمّ أعمى عنهم-------- قد نوّموه بخطبةٍ وطنين

    ويراعة التاريخ تسخر منهمو --------وتقوم بالتسجيل والتدوين

    وكفى بربك للخليقة محصياً --------في لوحه وكتابه المكنون

    -------------------------------------------

    يا سائلي عن قصتي، اسمع إنها-------- قصص من الأهوال ذات شجون

    أمسك بقلبك أن يطير مفزعاً-------- وتولّ عن دنياك حتى حين

    فالهول عاتٍ والحقائق مرةٌ --------تسمو على التصوير والتبيين

    والخطب ليس بخطب مصر وحدها --------بل خطب هذا المشرق المسكين

    في ليلة ليلاء من نوفمبرٍ-------- فزعت من نومي لصوت رنين

    فإذا كلاب الصيد تهجم بغتةً --------وتحوطني عن شمألٍ ويمين

    فتخطفوني من ذوي وأقبلوا --------فرحاً بصيدٍ للطغاة سمين

    وعزلت عن بصر الحياة وسمعها --------وقذفت في قفص العذاب الهون

    في ساحة (الحربي) حسبك باسمه-------- من باعث للرعب قد طرحوني

    ما كدت أدخل بابه حتى رأت-------- عيناي ما لم تحتسبه ظنوني

    في كل شبر للعذاب مناظرٌ-------- يندى لها -والله - كل جبين

    فترى العساكر والكلاب معدة-------- للنهش طوع القائد المفتون

    هذي تعض بنابها وزميلها --------يعدو عليك بسوطه المسنون

    ومضت علي دقائق وكأنها --------مما لقيت بهن بضع سنين

    يا ليت شعري ما دهانِ؟ وما جرى؟ --------لا زلت حياً أم لقيت منوني؟

    عجباً !!أسجن ذاك أم هو غابةٌ --------برزت كواسرها جياع بطون ؟

    أأرى بناء أم أرى شقي رحى-------- جبارة للمؤمنين طحونِ؟

    واهاً !!أفي حلم أنا أم يقظةً --------أم تلك دار خيالة وفتون ؟

    لا.. لا أشك ..هي الحقيقة حية-------- أأشك في ذاتي وعين يقيني ؟

    هذي مقدمة الكتاب فكيف ما --------تحوي الفصول السود من مضمون ؟

    ------------------------------------------------


    هذا هو (الحربي) معقل ثورة-------- تدعو إلى التحرير والنكوين

    فيه زبانية أعدوا للأذى-------- وتخصصوا في فنه الملعون

    متبلدون.. عقولهم بأكفهم-------- وأكفهم للشر ذات حنين

    لا فرق بينهمو وبين سياطهم-------- كل أداة في يدي مأفون

    يتلقفون القادمين كأنهم-------- عثروا على كنزٍ لديك ثمين

    بالرجل.. بالكرباج.. باليد.. بالعصا --------وبكل أسلوبٍ خسيسسٍ دونِ

    لا يقدرون مفكراً ولو أنه --------في عقل سقراط وأفلاطون

    لا يعبئون بصالحٍ ولو أنه-------- في زهد عيسى أو تقى هارون

    لا يرحمون الشيخ وهومحطمٌ --------والظهر منه تراه كالعرجون

    لا يشفقون على المريض وطالما --------زادوا أذاه بقسوةٍ وجنون

    كم عالمٍ ذي هيبة وعمامةٍ --------وطئوا عمامته بكل مجون

    لو لم تكن بيضاء ما عبثوا بها-------- لكنها هانت هوان الدين

    وكبيرِ قومٍ زينته لحيةٌ --------أغرتهمو بالسبِّ والتلعين

    قالوا له :انتفها -بكل وقاحةٍ-------- لم يعبأوا بسنينه الستين

    فإذا تقاعس أو أبى يا ويله-------- مما يلاقي من أذىً وفتون

    أترى أولئك ينتمون لآدمٍ-------- أم هم ملاعينٌ بنو ملعون؟

    تالله أين الآدمية منهمو-------- من مثل محمودٍ ومن ياسين

    من جودة أو من دياب ومصطفى-------- وحمادةٍ وعطية وأمين

    لا تحسبوهم مسلمين من اسمهم-------- لا دين فيهم غير سبّ الدين

    لا دين يردع لا ضمير محاسبٌ --------لا خوف شعبٍٍ.. لا حمى قانون

    من ظن قانوناً هناك فإنما --------قانوننا هو حمزة البسيوني

    جلاد ثورتهم وسوط عذابهم-------- سموه زوراً قائداً لسجون

    وجه عبوس قمطرير حاقدُ --------مستكبر القسمات والعرنين

    في خده شجٌ ترى من خلفه --------نفساً معقدةً وقلب لعين

    متعطشٍ للسوءِ ،في الدم والغٌ --------في الشرّ منقوعٍ ،به معجون

    هذا هو الحربي معقل ثورة --------تدعو إلى التطوير والتحسين

    هو صورة صغرى استعيرت من لظى-------- في ضيقها وعذابها الملعون

    هو مصنع للهول كم أهدى لنا --------صوراً تذكرنا بيوم الدين

    هو فتنة في الدين لولا نفحةٌ --------من فيض إيمانٍ وبرد يقين

    -------------------------------------------

    قل للعواذل إن رميتم مصرنا-------- بتخلف التصنيع والتعدين

    مصر الحديثة قد علت وتقدمت-------- في صنعة التعذيب والتقرين

    وتفننت ، كي لا يمل معذَّبٌ --------في العرض والإخراج والتلوين

    أرأيت بالإنسان يُنفخ بطنه-------- حتى يُرى في هيئة البالون؟

    أسمعت بالإنسان يُضغط رأسُه-------- بالطوق حتى ينتهي لجنون؟

    أسمعت بالإنسان يُشعل جسمُه-------- ناراً وقد صبغوه بالفزلين؟

    أسمعت ما يلقى البرئ ويصطلي --------حتى يقول: أنا المسئُ خذوني

    أسمعت بالآهات تخترق الدجى-------- رباه عدلك .. إنهم قتلوني

    إن كنت لم تسمع فسل عمّا جرى-------- مثلي ولا ينبيك مثل سجين

    واسأل ثرى الحربي أو جدرانه-------- كم من كسير فيه أو مطعون

    وسل السياط السود كم شربت دماً --------حتى غدت حمراً بلا تلوين

    وسل (العروسة) قبحت من عاهرِ-------- كم من جريحٍ عندها وطعين

    كم فتية زفوا إليها عنوة-------- سقطوا من التعذيب والتوهين

    واسأل (زنازين) الجليد تجبك عن-------- فن العذاب وصنعة التلقين

    بالنار أو بالزمهرير ..فتلك في-------- حينٍ، وهذا الزمهرير بحين

    يُلقى الفتى فيها ليالي عارياً --------أو شبه عارٍ في شتا كانون

    وهناك يملي الاعتراف كما اشتهوا-------- أو لا فويل مخالفٍ وحرون

    وسل (المقطم) وهو أعدل شاهدٍ --------كم من شهيدٍ في التلال دفين

    قتلته طغمة مصر أبشع قتلةٍ-------- لا بالرصاص ولا القنا المسنون

    بل علقوه كالذبيحة هيئت-------- للقطع والتمزيق بالسكين

    وتهجدوا فيه ليالي كلها --------جلدٌ وهم في الجلد أهل فنون

    فإذا السياط عجزن عن إنطاقه-------- فالكي بالنيران خير ضمين

    ومضت ليالٍ والعذاب مسجّرٌ-------- لفتى بأيدي المجرمين رهين

    لم يعبؤوا بجراحه وصديدها --------لم يسمعوا لتأوهٍ وأنين

    قالوا: اعترف أو مت.. فأنت مخيّرٌ --------فأبى الفتى إلا اختيار منون

    وجرى الدم الدفاق يسطر في الثرى-------- يا إخوتي استشهدت فاحتسبوني

    لا تحزنوا ،إني لربي ذاهبٌ-------- أحيا حياة الحر لا المسجونِ

    وامضوا على درب الهدى لا تيأسوا-------- فاليأس أصل الضعف والتهوين

    قولوا لأمي: لا تنوحي و اصبري--------أنا عند خالقي الذي يهديني

    أنا إن حرمت وداعكم لجنازتي---------فملائك الرحمن لم يدَعوني

    إن لم يصل علي في الأرض امرؤ--------حسبي صلاتهمو بعليين

    أنا في جوار المصطفى و صحابه-------- أحظى بأجر ليس بالممنون

    أنا في ربا الفردوس أقفز شادياً--------جذلان كالعصفور بين غصون

    وُلدانها في خدمتي، و ثمارها---------في قبضتي، و نعيمها يدعوني

    و إذا حرمت العرس في الدنيا فلي -------- ما شئت فيها من حسان عين

    أماه حسبك أن أموت معذباً -------- في الله لا في شهوة و مجون

    ما خنت ديني أو حماي و لم أكن -------- يوماً على حرماته بظنين

    فليسالوا عني "القناة" و يسألوا -------- عني "اليهود" فطالما خبِروني

    ------------------------------------------------


    سحقا لجزارين كم ذبحوا فتى -------- مستهترين كأنه ابن لبون

    فإذا قضى ذهبوا بجثته إلى -------- تل المقطم و هو غير بطين

    لفوه في ثوب الدجى و تسللوا -------- سارين بين مفاوز و حزون

    واروه ثم محوا معالم رمسه -------- فغدا كسرٍّ في الثرى مكنون

    أخفوه عن عين الأنام و ما دروا -------- أن الإله يراهمو بعيون

    و الليل يشهد و الكواكب و الثرى -------- و كفى بهم شهداء يوم الدين

    ----------------------------------------------

    ..

    Refresh

    ..


  • #2
    قالوا: محاكمة، فقلت: رواية -------- أعطوا لمخرجها وسام فنون

    هي شر مهزلة و مأساة معاً -------- قد أضحكتني مثل ما تبكيني

    أوعت سجلات القضاء قضية -------- كقضية "الإخوان" أين؟ أروني؟

    الخصم فيها مدع و محقق -------- و هو الذي يقضي بلا قانون

    إلا هواه و ما يدور برأسه -------- من خلط سكير و رأي أفين

    ارأيت محكمة تراسها امرؤ -------- يدعوه من عرفوه بالمجنون

    أرأيت أحراراً رموا بهمو لدى -------- قاض عديم دينه مأبون

    و الويل لامريء استباح لنفسه -------- إظهار تعذيب و دفع ظنون

    سيعود "للحربي" يأخذ حظه -------- و جزاءه الأوفى من "البسيوني"

    ---------------------------------------------

    أنا إن نسيت فلست أنسى ليلة --------- في ساحة الحربي ذات شجون

    عدنا المساء من المحاكمة التي -------- كانت فصول فكاهة و مجون

    ما كاد يعرونا الكرى حتى دعا -------- داعي الردى و كفاك صوت أمين

    فتجمع "الإخوان" ممن حوكموا -------- ذا اليوم من طنطا إلى بسيون

    أما الأولى سيحاكمون فأحضروا -------- ليروا يقينا ليس بالمظنون

    و إذا بقائدنا المظفر حمزة -------- في عسكر شاكي السلاح حصين

    حشد الجنود و صفها بمهارة -------- و كأنه عمرو بأجنادين

    و أحاطنا ببنادق و مدافع -------- فغرت لنا فاها كفي التنين

    طابور تكدير ثقيل مرهق -------- في وقت أحلام و آن سكون

    تعدو كما تعدو الظباء يسوقنا -------- لهب السياط شكت من التسخين

    و مضت علينا ساعتان و كلنا -------- عرق تصبب مثل فيض عيون

    من خر إغماء يفق عجلاً على -------- ضربات سوط للعذاب مهين

    و من ارتمى في الأرض من شيخوخة -------- أو علة.. داسوه دوس الطين

    لم يكف حمزة كل ما نؤنا به -------- من فرط إعياء و من توهين

    فأتى يوزع بالمفرق دفعة -------- بالسوط من عشرين للخمسين

    كل ينال نصيبه بنزاهة -------- في العد و الإتقان و التحسين

    و إذا نسيت فلست أنسى خطبة -------- ما زال صوت خطيبها يشجيني

    إذ قال حمزة-و هو منتفخ- فلم -------- يترك لفرعون و لا قارون

    أين الألى اصطنعوا البطولة و ادعوا -------- أني أعذبهم هنا بسجوني

    أظننتمو هذا يخفف عنكمو؟ -------- كلا، فأمركم انتهى، و سلوني؟

    أم تحسبون كلام ألف منكمو -------- عنكم و عن تعذيبكم يثنيني؟

    إني هنا القانون، أعلى سلطة -------- من ذا يحاسب سلطة القانون؟

    متفرد في الحكم دون معقب -------- من ذا يخالفني و من يعصيني؟

    فإذا أردت و هبتكم حرية -------- أو شئت ذقتم من عذابي الهون

    من منكموا سامحته فبرحمتي -------- و إذا أبيت فذاك طوع يميني

    و من ابتغى موتاً فها عندي له -------- موت بلا غسل و لا تكفين

    يا فارس الوادي و قائد سجنه -------- أبنو الكنانة أم بنو صهيون؟

    هلا ذهبت الى الحدود حميتها -------- و أريتنا أفكار نابليون؟

    اذهب لغزة يا همام و أنسنا -------- بجهادك الدامي صلاح الدين

    أفضدنا كبش النطاح .. و نعجة -------- في الحرب جماء بغير قرون؟



    أعرفت ما قاسيت في زنزانة -------- كانت هي القبر الذي يؤييني؟



    لا بل ظلمت القبر فهو لذي التقى -------- روض، و تلك جحيم أهل الدين


    هي في الشتاء و برده ثلاجة -------- هي في هجير الصيف مثل أتون

    تلقي ثمانية بها أو سبعة -------- متداخلين كعلبة السردين

    هي منتدانا و هي غرفة نومنا -------- و هي البوفيه و حجرة الصالون

    هي مسجد لصلاتنا و دعائنا -------- هي ساحة للعب و التمرين

    و هي "الكنيف" و للضرورة حكمها -------- ما الذنب إلا ذنب من سجنوني

    هي كل مالي في الحياة فلم يعد -------- في الكون ما أرجوه أو يرجوني

    الأرض كل الأرض عندي أرضها -------- أما السماء فسقفها يعلوني

    فيها انقطعت عن الوجود فلم أعد -------- أعنيه في شيئ و لا يعنيني

    لا أعرف الأنباء عن دنيا الورى -------- إلا من الأحلام لو تأتيني

    يبكي الأقارب غيبة حسبوا لها -------- شهرين فامتدت إلى عشرين

    و لكم وفي زار أهلي سائلاً -------- عني برفق علهم عرفوني

    و الأهل لا يدرون هل أنا ميت -------- فقدوه أم حي فيرتقبوني

    كم شاعر فقد الرجاء بعودتي -------- فأعد فيّ قصيدة التأبين

    هذا نصيبي يا أخي من ثورة -------- قد كنت أحسبها أتت تحميني

    حظي بها زنزانة صخرية -------- سوداء مثل قلوب من أسروني

    كم من ليال بتها أشكو الطوى -------- و البرد، لكن أين من يشكيني؟

    هم كدروني لا طعام أذوقه -------- لا شيء من برد الشتاء يقيني

    فإذا انقضى التكدير جاء طعامهم -------- دكناً كأفكار الأُلى اعتقلوني

    ضربٌ من التعذيب إلا أنه -------- لا بد منه لسد جوع بطون

    فطورنا عدس مزين بالحصى -------- إن الحصى فرض على التعيين

    قد عفته حتى اسمه و حروفه -------- من عينه أو داله و السين

    و غذاؤنا فاصولية ضاقت بها -------- نفسي، فرؤية صحنها تؤذيني

    و عشاؤنا شيء يحيرك اسمه -------- و كأنما صنعوه من غسلين

    لا طعم فيه و لا غذاء و إنما -------- يحلو لنا من قلة التموين

    طبق يُكال لسبعة أو نصفه -------- و علي أن أرضى و قد ظلموني

    ---------------------------------------------

    لو أن لي في جوفها حرية -------- لرضيت.. لكن أين ما يرضيني؟

    من أجل ضبط وريقة أو إبرة -------- و لغير شيء.. طالما استاقوني

    و تجمعوا حولي ضواري همها -------- نهشي.. و مالي حيلة تنجيني

    إن نمت توقظني السياط سريعةً -------- فالنوم ليس يباح للمسجون

    و إذا تحدثنا لنذهب بالكرى -------- حظروا الحديث علي كالأفيون

    و إذا شغلنا بالقراءة وقتنا -------- أخذوا جميع الكتب للتخزين

    و إذا تلونا في المصاحف حرموا -------- حمل المصاحف و هي خير قرين

    و إذا تسلينا بصنع مسابح -------- جمعوا المسابح من نوى الزيتون

    هذي سياستهم و تلك عقولهم:-------- عيشوا بغير تحرك و سكون

    إياكمو أن تشتكوا أو تألموا -------- موتو بغير توجع و أنين

    يا ويل من قد مسه لهب الظما -------- فدعا بلطف للجنود:اسقوني

    فهناك يسقى المر من أيديهمو -------- من كل مسعور عليك حرون

    فالسوط حلال المشاكل، لم يضق -------- يوما بطول مآرب و شئون

    من راح يشكو الجوع فهو غذاؤه -------- و من ابتغى رياً فأي معين

    و من اشتكى الإسهال يجلد عشرة -------- هي وصفة "الثوار" للمبطون

    و من اشتكى وجع الصداع فمثلها -------- أو ضعفها بمكان الأسبيرين

    و من اشتكى من سكر فبنحوها -------- يجد العليل أعز أنسولين

    هذا اكتشاف الثورة الفذ الذي -------- فخرت به مصر على برلين

    يا عصبة الباستيل دونكمو فلن -------- آسى على الإغلاق و التأمين

    سدوا على الباب كي أخلو إلى -------- كتبي فلي في الكتب خير خدين

    و خذوا الكتاب فإن أنسي مصحفي -------- أتلوه بالترتيل و التلحين

    و خذوا المصاحف، إن بين جوانحي -------- قلباً ينور يقينه يهديني

    الله أسعدني بظل عقيدتي.. -------- أفيستطيع الخلق أن يشقوني؟

    --------------------------------------------

    لحساب من هذا الأتون مسجر -------- يلقى له الفحم و البنزين؟

    لحساب من بطشوا بأطهر ثلة -------- روت دماها أرض فلسطين؟

    لحساب من ضربوا بطولة فتية -------- بعثوا صلاح الدين في حطين؟

    لحساب من مكروا بإخوة غانمٍ -------- و ابن المنيسي و الفتى شاهين؟

    لحساب من شنقوا المجاهد يوسفاً -------- و الفرغلي محارب السكسون؟

    لحساب من غدروا بعودة جهرةً -------- من غير سلطان عليه مبين؟

    لحساب من ما قتلوا و ما قد شوهوا -------- من أوجه أو أظهر و بطون؟

    من عذبوا، من شردوا، من جوعوا -------- و من استذلوا من ليوث عرين؟

    ألمصر؟كيف، و نحن صفوة جندها -------- في يوم حرب للعدو زبون؟

    أم للعروبة في قضيتها التي -------- أغنى بها الشهداء عن تبييني؟

    أم يا ترى لقضية الإسلام في -------- أوطانه من طنجة لبكين؟

    ألمسلمي الأحباش أم لأرتريا؟ -------- من كل مرتقب لعون معين؟

    أم للألى يفنون في القوقاز أو -------- من ذبحوا في الهند أو في الصين؟

    لا لا و ربي، إنني لأقولها -------- بالجزم لا بالخرص و التخمين

    ----------------------------------------------

    لحساب من هذا أتدري يا أخي؟ -------- لحساب الإستعمار و الصهيون

    أرضى بنا الطاغوت سادته -------- لكي يعدوه بالتثبيت و التأمين

    فالقوم يخشون انتفاضة ديننا -------- بعد الجمود و بعد نوم قرون

    يخشون " يعرب" أن تجود بخالد -------- و بكل "سعد" فاتح ميمون

    يخشون أفريقيا تجود بطارق -------- يخشون كردياً كنور الدين

    يخشون دين الله يرجع مصدراً -------- للفكر و التوجيه و التقنين

    و يرون كل تكتل يدعو له -------- خطراً و خصماً ليس بالمأمون

    و هنا بدا البطل الهمام منفذاً -------- لمخطط التبشير و الماسون

    ليسدد الضربات في عنف إلى -------- أقوى بناء للدعاة متين

    ليقول للرقباء: قروا أعيناً -------- أنا بإقتلاع الأس جد قمين

    و كذاك قام "كمالهم" في تركيا -------- ليطارد الإسلام كالمجنون

    و اليوم سار "جمالهم" في خطة -------- بتدرج و تخابث ملعون

    ذاك امرؤ عار، و هذا ماكرٌ -------- متلون يحكي أبا قلمون

    --------------------------------------------

    يا مصر حظك مثل حظي عاثر -------- كم قد نكبت بغاشم و خئون

    قلنا: انقضى عهد الظلام و اقبلت -------- مصر على عهد أغر مكين

    يمضي بأمتنا على سنن الهدى -------- و يردها لتراثها الميمون

    و يعيد عهد الراشدين يمده -------- عز الرشيد و نهضة المأمون

    أمل أضاء –كلمحة- في ثورة -------- كنا لها في الروع خير معين

    *****
    *****
    *****
    *****



    ..

    Refresh

    ..

    تعليق


    • #3
      في نفسه و دمائه: "انا ربكم" -------- لا تجعلوا رباً لكم من دوني

      ثرنا على الأحزاب في تضليلها -------- للشعب في توجيهها اللاديني

      ما بالها رجعت لنا حزبية -------- عمياء ذات دعاية و طنين؟

      تدع البناء يكاد يهوي ركنه -------- و تهيم بالتزويق و التزيين

      صحف و مذياع و سيل دعاية -------- متدفق النشرات جد هتون

      خطب توزع للعراة ليكتسوا -------- و صحافة تهدى الى المسكين

      أكداس أرقام و لست ترى لها -------- أثراً سوى عري و جوع بطون

      برقٌ و لا مطرٌ، و أوراق و لا -------- ثمرٌ، و جعجعة بغير طحين

      حزبية هدامة شريرة -------- باسم البناء تهد كل حصين

      كانت على الإسلام في أوطانه -------- شراً من السكسون و اللاتين

      نصبت مشانقها لقتل دعاته -------- بغياً، بلا شرع و لا قانون

      و مضت تصب على الألوف عذابها -------- من كل ذي ثقة بهذا الدين

      ساءت لعمري ثورة مشئومة -------- لم تجن منها غير تل ديون

      يجري الخراب وراءها أنى جرت -------- و تقول بالتطوير و التحسين

      ------------------------------------------------

      يا ثورة كنا حماة ظهورها -------- صرنا وقيد وطيسها المجنون

      قالوا مباركة .. و ما كانت سوى -------- حُمىً على الأحرار أو طاعون

      يا هرةً اكلت بنيها غدرة -------- قبحت أمّاً كنت غير حنون

      أفهكذا يُجزى الجميل بضده -------- أين الوفاء و أهله..دلوني؟

      -------------------------------------------------


      قل للذي جعل الكنانة كلها -------- سجناً وبات الشعب شر سجين

      يا أيها المغرور في سلطانه -------- أمن النضار خلقت أم من طين؟

      يا من أسأت لكل من قد أحسنوا -------- لك دائنين فكنت شر مدين

      يا ذئب غدرٍ نصبوه راعياً -------- والذئب لم يك ساعة بأمين

      يا من زرعت الشر لن تجني سوى -------- شر وحقدٍ في الصدور دفين

      سيزول حكمك يا ظلوم كما انقضت -------- دول أولات عساكر وحصون

      ستهب عاصفةٌ تدك بناءه -------- دكاً... وركن الظلم غير ركين

      ماذا كسبت وقد بذلت من القوى -------- والمال بالآلاف والمليون؟

      أرهقت أعصاب البلاد ومالها -------- ورجالها في الهدم لا التكوين

      وأدرت معركة تأجج نارها -------- مع غير (جون بولٍ) ولا كوهين

      هل عدت إلا بالهزيمة مرة-------- وربحت غير خسارة المغبون؟

      وحفرت في كل القلوب مغاوراً --------تهوي بها سفلاً إلى سجّين

      وبنيت من أشلائنا وعظامنا -------- جسراً به نرقى لعليين

      وصنعت باليد نعش عهدك طائعاً -------- ودققت إسفيناً إلى إسفين

      وظننت دعوتنا تموت بضربةٍ -------- خابت ظنونك فهي شر ظنون

      بليت سياطك والعزائم لم تزل -------- منّا كحدّ الصارم المسنون

      إنا لعمري إن صمتنا برهةً -------- فالنار في البركان ذات كمون

      تا لله ما الطغيان يهزم دعوةً -------- يوماً ،وفي التاريخ برُّ يميني

      ضع في يدي ّ القيد ألهب أضلعي-------- بالسوط ضع عنقي على السكّين

      لن تستطيع حصار فكري ساعةً -------- أو نزع إيماني ونور يقيني

      فالنور في قلبي وقلبي في يديْ -------- ربّي .. وربّي ناصري ومعيني

      سأعيش معتصماً بحبل عقيدتي -------- وأموت مبتسماً ليحيا ديني

      ------------------------------------------------

      صبراً اخي في محنتي و عقيدتي -------- لا بد بعد الصبر من تمكين

      و لنا بيوسف أسوة في صبره -------- و قد ارتمى في السجن بضع سنين

      هون عليك الأمرلا تعبأ به -------- إن الصعاب تهون بالتهوين

      أمسٌ مضى و اليوم يسهل بالرضا -------- و غدٌ ببطن الغيب شبه جنين

      لا تيأسن من الزمان و أهله -------- و تقل مقالة قانط و حزين

      شاة أسمنها لذئب غادر -------- يا ضيعة الإعداد و التسمين

      فعليك بذر الحَب لا قطف الجنى -------- و الله للساعين خير معين

      سنعود للدنيا نطب جراحها -------- سنعود للتكبير و التأذين

      ستسير فلك الحق تحمل جنده -------- و ستنتهي للشاطيء المأمون

      بالله مجراها و مرساها فهل -------- تخشى الردى و الله خير ضمين؟

      -----------------------------------------------

      يا رب خلص مصر من أعداءها -------- و أعن على طاغوتها الملعون

      يا رب إن السيل قد بلغ الزُبى -------- و الأمر في كاف لديك و نون

      باسم الفراخ الزغب هيض جناحهم -------- فقدوا الأب الحاني بغير منون

      بدموع أم روعوها في ابنها -------- و بكل دمع في العيون سخين

      بدعاء شيخ شردوا أبناءه -------- ما بين معتقل و بين سجين

      بسهاد زوج غاب عنها زوجها -------- فدعت لفرط جوىً و فرط حنين

      رباه رد علي مؤنس وحشتي -------- و أغث بعودته جياع بنيني

      يا من أجبت دعاء نوح "فانتصر" -------- و حملته في فلكك المشحون

      يا من أحال النار حول خليله -------- روحاً و ريحانا بقولك: كوني

      يا من أمرت الحوت يلفظ يونساً -------- و سترته بشجيرة اليقطين

      يا رب إنا مثله في كربةً -------- فارحم عباداً كلهم ذو النون


      اللهم آمين
      ..

      Refresh

      ..

      تعليق


      • #4
        ضع قي يدي القيد الهب اضلعي بالصوت ضع عنقي على السكين
        لن تستطيع حصار فكري ساعة او نزع ايماني ونور يقيني
        فالنور في قبلي وقلبي في يد ربي وربي حافظي ومعين


        قيل عنها انها معلقة العصر

        ليست هذه القصيدة كلها ولكنه جزء من الاجزاء التي استطاع ان يحفظها الاخوان من كلمات الشيخ ودونوها بعد خروجهم

        هؤلاء تربوا على العقيدة فكان ثباتهم ثبات الجبال

        فاللهم احفظ لنا شيخنا الجليل
        كل اناء بما فيه ينضح
        إذا جائتك الضربات من اليمين ومن اليسار فاعلم انك من أهل الوسط

        تعليق


        • #5
          أحسنتم جميعاً .. اللهم احفظ الشيخ وبارك في عمره ..
          إلى الأمام في نصرة الحق وأصحابه

          تعليق

          يعمل...
          X