تويت
بيروت تحترق.. والأمة تتفرج
ليس لنا سوى ردات الفعل، وحتى هذه أصبحت تتهاوى تحت ضربات التهديد الأميركي، صارت تتوارى أو تتدارى، خوفاً، خجلاً، جبناً، انسحاباً، انسلاخاً، وإعلان براءة على الهواء مباشرة، سمّوها كما تشاؤون، وانظروا إلى العاهات بالطريقة التي تحلو لكم.
لبنان لا يستحق أبداً شيئاً كالذي يحدث على أرضه وفي سمائه، على تخوم سهوله، وبحاره، وجباله، المصيبة أنه ليس الوحيد المحاصر، كل الأمة مخطوفة ومحتجزة ومحاصرة!!
فأي شيء يبرر القصف الجوي لبيروت؟
أي شيء يبرر انتهاك لبنان براً وبحراً وجواً؟
جورج بوش قال بصلف ما يتوقع منه «من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها وعن مواطنيها كأي أمة، بل يجب أن تدافع عن نفسها»! وأطراف عربية حملت حزب الله المسؤولية كاملة عما جرى ويجري ولامته حد التوبيخ، في وقت عصيب جداً لا يحتمل اللوم ولا المساءلة، فمن جاءك جريحاً، أو إن رأيت جريحاً حتى لو لم يكن أخاك أو جارك فأسعفه أولاً، أنقذه بداية، ضمد جرحه، ساعده على الدفاع عن نفسه، ثم حين تهدأ الأمور حاسبه ولمه ووبخه إن شئت، لكن ليس والدماء تسيل من جسده!!
أما بقية العرب فلم يصلهم الخبر بعد!!
في كتابه «لو كنت يهودياً» يسجل نصري الصايغ هذه الشهادة للكولونيل الإسرائيلي الطيار غيورا بن دوف حيث يقول الطيار من واقع تجربته كمشارك في غزو لبنان عام 1982 «أي شيء يبرر القصف الجوي لبيروت؟ ماذا يعني أن يتم تحميل طائرة حربية بأربعة أطنان من القنابل، أي ما يعادل خمس عشرة أو ست عشرة قنبلة زنة 250 كلغ؟
اليوم عندما يقدم أحدهم على تفجير حمولة من المواد المتفجرة تزن خمسة كيلو غرامات في أحد مطاعمنا نعتبره قاتلاً، فماذا عنا نحن وعن قنابلنا زنة المئتين وخمسين كيلو غراماً؟ هم إرهابيون لأنهم يسحقون أطفالنا، أما حين يتعلق الأمر بنا وبما نقترفه فيقال بأننا رجال في مهمة دفاع عن النفس؟ أين المنطق في كل هذا؟».
نعم أين المنطق في كل ما يجري؟ لا منطق سوى المنطق الذي يتبناه بوش ودولته، منطق الأقوياء منطق إذا مسك أحد فلا تتردد في قتله، أما إذا اختطف جندي من جنودك فأشعل مدينته بالكامل واقتل شعبه بلا رحمة، هذا هو منطق الدفاع عن النفس الذي يروج له ملك الديمقراطية، هؤلاء هم رسل السلام والحرية والديمقراطية، هكذا قالها بوش بلا أدنى ذرة خجل «من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها» من حقها إذا خطف لها جندي أن تحرق لبنان على رؤوس اللبنانيين! فأي منطق هذا سوى منطقك وجنودك في العراق وفلسطين.
إنه منطق الموت ضد الحياة، منطق الدناءة ضد الأخلاق، منطق القبح ضد الجمال، منطق الشر ضد الإنسانية، منطق القوة المفرطة والجنون الذي بلا حدود، ووحده لبنان يدفع ثمن هذا المنطق في كل مرة يجد نفسه وحيداً عارياً وسط أمته العربية، تعيش الأمة العربية!!
ليس لنا سوى ردات الفعل، وحتى هذه أصبحت تتهاوى تحت ضربات التهديد الأميركي، صارت تتوارى أو تتدارى، خوفاً، خجلاً، جبناً، انسحاباً، انسلاخاً، وإعلان براءة على الهواء مباشرة، سمّوها كما تشاؤون، وانظروا إلى العاهات بالطريقة التي تحلو لكم.
لبنان لا يستحق أبداً شيئاً كالذي يحدث على أرضه وفي سمائه، على تخوم سهوله، وبحاره، وجباله، المصيبة أنه ليس الوحيد المحاصر، كل الأمة مخطوفة ومحتجزة ومحاصرة!!
فأي شيء يبرر القصف الجوي لبيروت؟
أي شيء يبرر انتهاك لبنان براً وبحراً وجواً؟
جورج بوش قال بصلف ما يتوقع منه «من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها وعن مواطنيها كأي أمة، بل يجب أن تدافع عن نفسها»! وأطراف عربية حملت حزب الله المسؤولية كاملة عما جرى ويجري ولامته حد التوبيخ، في وقت عصيب جداً لا يحتمل اللوم ولا المساءلة، فمن جاءك جريحاً، أو إن رأيت جريحاً حتى لو لم يكن أخاك أو جارك فأسعفه أولاً، أنقذه بداية، ضمد جرحه، ساعده على الدفاع عن نفسه، ثم حين تهدأ الأمور حاسبه ولمه ووبخه إن شئت، لكن ليس والدماء تسيل من جسده!!
أما بقية العرب فلم يصلهم الخبر بعد!!
في كتابه «لو كنت يهودياً» يسجل نصري الصايغ هذه الشهادة للكولونيل الإسرائيلي الطيار غيورا بن دوف حيث يقول الطيار من واقع تجربته كمشارك في غزو لبنان عام 1982 «أي شيء يبرر القصف الجوي لبيروت؟ ماذا يعني أن يتم تحميل طائرة حربية بأربعة أطنان من القنابل، أي ما يعادل خمس عشرة أو ست عشرة قنبلة زنة 250 كلغ؟
اليوم عندما يقدم أحدهم على تفجير حمولة من المواد المتفجرة تزن خمسة كيلو غرامات في أحد مطاعمنا نعتبره قاتلاً، فماذا عنا نحن وعن قنابلنا زنة المئتين وخمسين كيلو غراماً؟ هم إرهابيون لأنهم يسحقون أطفالنا، أما حين يتعلق الأمر بنا وبما نقترفه فيقال بأننا رجال في مهمة دفاع عن النفس؟ أين المنطق في كل هذا؟».
نعم أين المنطق في كل ما يجري؟ لا منطق سوى المنطق الذي يتبناه بوش ودولته، منطق الأقوياء منطق إذا مسك أحد فلا تتردد في قتله، أما إذا اختطف جندي من جنودك فأشعل مدينته بالكامل واقتل شعبه بلا رحمة، هذا هو منطق الدفاع عن النفس الذي يروج له ملك الديمقراطية، هؤلاء هم رسل السلام والحرية والديمقراطية، هكذا قالها بوش بلا أدنى ذرة خجل «من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها» من حقها إذا خطف لها جندي أن تحرق لبنان على رؤوس اللبنانيين! فأي منطق هذا سوى منطقك وجنودك في العراق وفلسطين.
إنه منطق الموت ضد الحياة، منطق الدناءة ضد الأخلاق، منطق القبح ضد الجمال، منطق الشر ضد الإنسانية، منطق القوة المفرطة والجنون الذي بلا حدود، ووحده لبنان يدفع ثمن هذا المنطق في كل مرة يجد نفسه وحيداً عارياً وسط أمته العربية، تعيش الأمة العربية!!
تعليق