Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القصة الثانية : نحن متساوون و لكننا مختلفون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القصة الثانية : نحن متساوون و لكننا مختلفون

    لاحظ المعلم أن تلامذته لا يستوعبون معنى المساواة بالشكل الصحيح ؛ فكلما صادفوها في الدروس أو استعملوها في المناقشات أو التظلمات إلا و قصدوا منها كل ما يدل على التشابه و التطابق . و لأن خوفه كان يكبر في كل مرة من أن يؤدي بهم ذلك إلى التعود على تنميط الأحكام و بالتالي تبني التمييز و تبريره دون وعي بمخاطره ، و ذلك كأن يصلوا في نظرتهم للناس إلى القول ، مثلا ، إن هؤلاء الأشخاص المختلفون عن أولئك هم متشابهون في ما بينهم و يحملون نفس العيوب أو هم أقل قيمة من غيرهم ، أو كأن يرددوا إنه من الأفضل ألا تكون هناك اختلافات بين البشر ، و يذهبوا إلى حد قبول منع الأفكار المغايرة أو عدم السماح بالاختلاط بين الأفراد الذين لا يحملون نفس الميزات الفردية ،،،،
    فكر مليا في الأمر و استحضر كل المعوقات التي يضعها النظام التربوي التعليمي أمام اجتهاداته ، لكنه هز كتفيه غير مبال و قرر أن يفعل شيئا جيدا و إن لم يعجب السيد المفتش أو تعارض صراحة مع ما تمليه عليه المذكرات و التعليمات الرسمية .
    رتب لوازمه . و خلال الحصة الموالية قال برقة : أعيدوا كتبكم و كراساتكم المدرسية إلى المحافظ . اليوم سنعمل من أجل فهم مشترك للمساواة . ثم وزع على كل من تلامذته ورقة تحمل إطارا تخطيطيا لصورة شخص . و طلب من كل واحد أن يرسم عليه نفسه . تضاحك الأطفال . أخرجوا أقلامهم الملونة و شرعوا في العمل . مثلهم فعل المعلم .
    تساءلت بنت و هي تخبئ ابتسامة رقراقة خلف كم وزرتها : من يذكرني بشكل أذناي ؟ و أسر طفل لجاره : و الله لن أفعل فهذا حرام . و استعار آخر مرآة و راح يتطلع إلى وجهه ثم واصل الرسم . و قالت أخرى لقرينتها الجالسة أمامها : التفتي نحوي لأنظر فيك قليلا ، فقاطعها طفل من الخلف معلقا : لا داعي لذلك فهي أجمل منك . و وقفت طفلة قبالة مجموعة القسم و هتفت : أعطوني قلما أبيض فأنا أنصع من لون هذه الورقة ، و ،،،
    بعد عشر دقائق ، قام المعلم من مكتبه . رفع رسم صورته إلى مستوى صدره . حدق فيه التلامذة لبرهة ثم ضجوا ضحكا . قال : الآن ، رجاء أن يفعل كل واحد منكم هكذا مثلي ، و أن يقدم نفسه إلينا . و حبذا لو يحدثنا أيضا عن هوايته و عما يحب و ما يكره و كذا عن آماله . ثم أردف : أما أنا فاسمي احماد ندير . ولدت في زاﮔورة . عمري ثمانية و أربعون سنة . مجاز في الشريعة الإسلامية . تخرجت من كلية فاس . أسكن حاليا هنا في المحمدية . متزوج بدون أولاد . أمارس رياضة الشطرنج ، لكنني غير متفوق فيها . أنتمي لحزب يتغيى الخير للوطن . أحب كل ما هو جميل و وديع و شاعري . أكره النفاق و الفقر و الاستبداد و العنف . آمل في أن تتحسن وضعيتي المالية لأتشجع على إنجاب أطفال و لأنعم رفقة أسرتي بقليل من رغد العيش .
    كف المعلم . و على منواله أخذ التلامذة الواحد تلو الآخر يقدمون أنفسهم . قالت أولى المتحدثات : صورتي جميلة أليس كذلك ؟ أنا سعيدة توأم شقيقتي مسعودة ، لكني أكبرها بثلاثين دقيقة ، لن أخبركم بسني الحقيقي فيكفيكم أن تعلموا أني من مواليد شهر فبراير ، أحب الورد و الغسق و أكره الظلام و الشوك . و بعد العاشر قال الذي يليه : أنا أحمد يتيم الأبوين ، يسمونني في " الإصلاحية " الحدث الجانح رقم 8 و ذلك رغم أني لم يسبق لي أن سرقت أكثر من قطعة رغيف و شكولاتة ، آمل في أن أصبح ربان طائرة . و بعد أن رفض التاسع و الثلاثون التحدث ، بسملت الأخيرة و تابعت قائلة : لا تستغربوا إن رسمت نفسي عارية الرأس و متوردة الوجنتين فالحجاب الذي تعودتم دائما على رؤيتي به هو مجرد منديل لستر فقر أسرتي . إني أحب الله و النبي محمد ( ص ) و كل رجائي أن أتمكن ذات يوم من إنقاذ إخوتي من حياة الشقاء ،،،،
    أشار المعلم إلى جدران قاعة الدرس قائلا : تعالوا نعلق صورنا الجميلة . علق الجميع إلا واحد صورهم . علقت طفلة : رغم أن الألوان و الإطارات التخطيطية كانت واحدة فلا أحد منا جاء شبيها للآخر . و في الطريق إلى المقاعد أخبر المعلم التلامذة بأنهم سينتقلون إلى الاشتغال وفق الخطوتين التاليتين : في الخطوة الأولى ، سيتوزعون إلى مجموعات صغيرة العدد ، حيث سيكون مطلوب من كل مجموعة أن تعين من بين أفرادها مسيرا (ة) للجلسة و مقررا (ة) للأشغال و ضابطا (ة) للوقت و حريصا (ة) على الأهداف ، و أن تناقش في ذلك جملة الأفكار التي تم إدراكها حول المساواة ، و ذلك من خلال ما أوحت به مقارنة الصور المرسومة مع بعضها و قادت إليه المعلومات التي أدلى بها كل واحد عن نفسه ، و أن يحرر المقررون النتائج التي تم التوصل إليها . و في الخطوة الثانية ، سيختلي المقررون ببعضهم من أجل أن يعيدوا ترتيب الأفكار التي تضمنتها تقارير المجموعات و يصنفوا أهم خلاصاتها ثم يركبوها ليعرضوها أمام الجميع إثر انتهاء الوقت المحدد .
    أثناء الاشتغال ، كان النقاش يحتد في كل مكان ، لكن لا أحد أهان زميله أو ضربه . و كان المكلفون بمهام يسعون ، كل في إطار مسؤوليته ، إلى تلطيف الأجواء ، أو يذكرون بجدول الأعمال ، أو يطالبون باحترام نوبات الكلام ، أو يستعجلون بعضهم في الإدلاء بالرأي ، أو ،،، و كان هناك غاضبون . تأفف أكثر من طفل و توجه أحدهم إلى المعلم محتجا : إن عددنا في القسم كثير جدا و المقاعد غير مريحة بتاتا . فرد آخر : و هل تعتقد أن الأستاذ هو المسؤول عن ذلك ؟ و بين الفينة و الأخرى ظلت طفلة تردد : أوه ، أوه ، خفضوا أصواتكم من فضلكم فأنا لا أستطيع أن أركز تفكيري .
    كانت عشرون دقيقة قد مرت حين أعلن المقررون بنبرات منتشية : أنهينا العمل ، النتائج جاهزة يا أستاذ . ثم تقدموا إلى المنصة و راحوا يتلون ما دونوه كما لو كانوا ينشدون :
    نحن متساوون ....
    لنا كلنا بعض الأشياء المشتركة .
    كلنا نحتاج إلى الهواء و الماء و الغذاء .
    كلنا نولد ننمو و نقيم علاقات مع آخرين .
    هناك أشياء تفرحنا أو تعجبنا . و هناك أشياء تخيفنا أو تفزعنا .
    كلنا نحتفظ بذكريات عن فترات جميلة و بذكريات نود نسيانها .
    جميعنا نحتاج إلى أصدقاء و نبحث عنهم .
    كلنا آمال و أحلام .
    ..... و لكننا مختلفون .
    كل شخص هو فريد . لا يوجد في العالم شخصان متطابقان في التشابه .
    لكل شخص بدن و تاريخ .
    لكل واحد اسم و وجه .
    الذي ينال إعجاب البعض يبدو كريها أو مملا بالنسبة للبعض الآخر .
    واحد يعجبه الاستلقاء فوق العشب و التملي في الطيور ، و الآخر يفضل الاستماع في بيته إلى الموسيقى بصوت صاخب .
    هذا يقرأ بحماس و حميمية ، و الآخر يفضل لعب الكرة .
    هناك العديد من أشكال مختلفة للحياة .
    كل شخص هو فريد ، لا يوجد في العالم شخصان متطابقان في التشابه .
    الأشخاص يكونون تكامل و وحدة مجموعات أو جماعات لها عاداتها الخاصة . أسرنا ، الأصدقاء الذين نختارهم أو رفاق المدرسة أو زملاء آبائنا في العمل ، هم من المجموعات التي قد نعرفها جميعا . في المقابل لا نعرف كل الأشخاص الحاملين لنفس جنسيتنا أو لنفس اعتقاداتنا . كذلك ، هناك أشخاص لنا معهم نفس الخاصيات المشتركة و لو أننا لا ننتسب معا لنفس المجموعة .
    براﭭو ، براڤو . لم ننه الموضوع بعد ، في الحصة المقبلة سنواصل . أنا سعيد جدا بكم ..... قالها المعلم بعجالة و هو يجمع أشياءه و يغادر قاعة الدرس . في الباب كان معلم آخر ينتظر أن يدخل .

  • #2
    قراءة ممتعة أتمنى لكم ..

    أرجو قراءة القصة الاولى : الحرية

    تعليق


    • #3
      جميلة جدا هل هي حقيقية؟
      ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون,
      إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار,
      مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم , وأفئدتهم هواء.


      تعليق


      • #4
        يا سلام عليك يابو ياسين
        جميلة يا اخى
        نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فاذا ابتغينا العزة بغيرة اذلنا الله

        تعليق


        • #5
          قصه جميله جدا و انتظر الجديد منك

          تعليق


          • #6
            أعتذر عن عدم كتابة منقول ..

            هي في الحقيقة ثلاث قصص رائعة قرأتها ، فأحببت ان تشاركوني القراءة

            القصة الاولى

            تعليق


            • #7
              قصه جميله
              =========
              !!!جميع الدروس المعمارية المجانية والغير المجانية والمشاريع المعمارية الكاملة !!!!

              تعليق


              • #8
                ربنا يبارك لك على النقل .. جميله جدا
                ابن المهندس مهندس .. وابن الدكتور دكتور .. يبقى ابن الريس متقال الريس حجازي متقال
                S.Badr = Samy Pasha = Samy Badr

                تعليق


                • #9
                  ما شاء الله رائعه فعلا
                  بانتظار الثالثه على أحر من الجمر
                  يا سلام لو يتم عمل مثل هذه القصص 3d

                  تعليق


                  • #10
                    قصة حلوة .. زيك ..
                    .. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ..

                    :: الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا آله إلا الله .. الله أكبر .. الله أكبر.. ولله الحمد ::

                    تعليق


                    • #11
                      فعلا ياياسين
                      بصراحه لن اكذب عليك
                      واضح ان القصه فعلا رائعه
                      لكن مش عارف مالي اليومين دول حاسس اني عقلي متوقف
                      الظاهر من كتر شرب القهوه
                      سأعيد القرائه لان واضح ان الكلام جامد
                      بلاد الكوارث
                      حيث جميع الشعب وجلاديه يبحثون عن العقل والقلب والشجاعه المفقودين
                      لكن للاسف لاوجود للساحر اوز
                      وتنتهي القصه بفقد الحذاء الاحمر
                      وتبقي اليس في بلاد الكوارث للابد

                      مدونتي

                      تعليق


                      • #12
                        إن شاء الله تكون أعدت القراءة ياياسر ،،

                        شكرا لكم جميعا ،،

                        موعدنا القصة الثالثة بإذن الله

                        تعليق

                        يعمل...
                        X