Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة الصحابة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة الصحابة

    البراء بن مالك
    رضي الله عنه

    رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله "
    " لأبره ، منهم البراء بن مالك000
    حديث شريف

    البراء بن مالك أخو أنس بن مالك ،خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم ، ولقد
    تنبأ له الرسول الكريم بأنه مستجابالدعوة ، فليس عليه الا أن يدعو وألا يعجل
    وكان شعاره دوما ( الله و الجنة ) ،لذا كان يقاتل المشركين ليس من أجل النصر
    وانما من أجل الشهادة ، أتى بعضاخوانه يعودونه فقرأ وجوههم ثم قال لعلكم
    ترهبون أن أموت على فراشي ، لاوالله ، لن يحرمني ربي الشهادة )000

    يوم اليمامة
    كان البراء -رضي الله عنه- بطلامقداما ، لم يتخلف يوما عن غزوة أو مشهد ، وقد كان عمر بن الخطاب يوصي ألا يكونالبراء قائدا أبدا ، لأن اقدامه وبحثه على الشهادة يجعل قيادته لغيره من المقاتلينمخاطرة كبيرة ، وفي يوم اليمامة تجلت بطولته تحت امرة خالد بن الوليد ، فما أن أعطىالقائد الأمر بالزحف ، حتى انطلق البراء والمسلمون يقاتلون جيش مسيلمة الذي ما كانبالجيش الضعيف ، بل من أقوى الجيوش وأخطرها ، وعندما سرى في صفوف المسلمين شيء منالجزع ، نادى القائد ( خالد ) البراء صاحب الصوت الجميل العالي تكلم يا براء ) فصاح البراء بكلمات قوية عالية يا أهل المدينة ، لا مدينة لكم اليوم ،انما هو الله ، والجنة )000فكانت كلماته تنبيها للظلام الذي سيعم لا قدر الله000

    وبعد حين عادت المعركة الى نهجها الأول ، والمسلمون يتقدمون نحو النصر ،واحتمى المشركون بداخل حديقة كبيرة ، فبردت دماء المسلمون للقتال ، فصعد البراء فوقربوة وصاح يا معشر المسلمين ، احملوني وألقوني عليهم في الحديقة )000فهو يريد أنيدخل ويفتح الأبواب للمسلمين ولوقتله المشركون فسينال الشهادة التي يريد ، ولمينتظر البراء كثيرا فاعتلى الجدار وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب واقتحمتهجيوش المسلمين ، وتلقى جسد البطل يومئذ بضعا وثمانين ضربة ولكن لم يحصل على الشهادةبعد ، وقد حرص القائد خالد بن الوليد على تمريضه بنفسه 000

    في حروب العراق
    وفي احدى الحروب في العراق لجأالفرس الى كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محماة بالنار ، يلقونها من حصونهم ، فتخطفمن تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا ، وسقط أحد هذه الكلاليب فجأةفتعلق به أنس بن مالك ، ولم يستطع أنس أن يمس السلسلة ليخلص نفسه ، اذ كانت تتوهجنارا ، وأبصر البراء المشهد ، فأسرع نحو أخيه الذي تصعد به السلسلة على سطح جدارالحصن ، وقبض البراء على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قطعها ، ونجاأنس -رضي الله عنه- وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما ، لقدذهب كل مافيها من لحم ، وبقى هيكلها العظمي مسمرا محترقا ، وقضى البطل فترة علاجبطيء حتى برىء000

    موقعة تستر والشهادة
    احتشد أهل الأهواز والفرس في جيشكثيف ليناجزوا المسلمين ، وكتب أمير المؤمنين عمر الى سعد بن أبي وقاص -رضي اللهعنهما- بالكوفة ليرسل الى الأهواز جيشا ، وكتب الى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسلالى الأهواز جيشا على أن يجعل أمير الجند سهيل بن عدي وليكون معه البراء بن مالك ،والتقى الجيشان ليواجهوا جيش الأهواز والفرس ، وبدأت المعركة بالمبارزة ، فصرعالبراء وحده مائة مبارز من الفرس ، ثم التحمت الجيوش وراح القتلى يتساقطون منالطرفين000

    واقترب بعض الصحابة من البراء ونادوه قائلين أتذكر يا براءقول الرسول عنك رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره منهمالبراء بن مالك )000يا براء اقسم على ربك ، ليهزمهم وينصرنا )000ورفع البراء ذراعيهالى السماء ضارعا داعيا اللهم امنحنا أكتافهم ، اللهم اهزمهم ، وانصرنا عليهم ،وألحقني اليوم بنبيك )000وألقى على أخيه أنس الذي كان يقاتل قريبا منه نظرة كأنهيودعه ، واستبسل المسلمون استبسالا كبيرا ، وكتب لهم النصر000

    ووسط شهداءالمعركة ، كان هناك البراء تعلو وجهه ابتسامة كضوء الفجر ، وتقبض يمناه على حثية منتراب مضمخة بدمه الطهور ، وسيفه ممدا الى جواره قويا غير مثلوم ، وأنهى مع اخوانهالشهداء رحلة عمر جليل وعظيم000
    *******************************
    ************************
    Eman Saeed Shafai
    ************************
    ************************

  • #2
    تابع

    عمرو بن الجموح
    رضي الله عنه

    وأيُّ داء أدْوَى من البخل ، بلسيدكم الجعد الأبيض "
    " عمرو بن الجموح000
    حديث شريف

    عمرو بن الجموح هو صهر عبدالله بن عمرو بن حرام إذ كان زوج لأخته هند بنت عمرو
    وكان ابن جمـوح واحدا منزعماء المدينة وسيد من سادات بني سلمـة ، سبقه ابنـه معاذ
    ابن عمرو للإسلامفكان أحد السبعين في بيعة العقبة الثانية وكان له الفضل بإسلام أبيه000

    إسلامه
    كان عمرو بن الجموح قد اصطنع صنماأقامه في داره وأسماه ( منافا ) ، فاتفق ولده معاذ بن عمرو وصديقه معاذ بن جبل علىأن يجعلا من هذا الصنم سُخرية ولعبا ، فكانا يدلُجان عليه ليلا فيحملانه ويطرحانهفي حفرة يطرح الناس فيها فضلاتهم ، ويصبح عمرو فلا يجد ( منافا ) في مكانه فيبحثعنه حتى يجده طريح تلك الحفرة ، فيثور ويقول ويلكم من عدا على آلهتنا هذه الليلة؟)000ثم يغسله ويطهره ويطيبه ، فإذا جاء الليل من جديد صنع الصديقان بالصنم مثل ماصنعا من قبل ، حتى إذا سئم عمرو جاء بسيفه ووضعه في عنق ( مناف ) وقال له إن كانفيك خير فدافع عن نفسك )000
    فلما أصبح لم يجده مكانه بل وجده بالحفرة نفسها ،ولم يكن وحيدا بل كان مشدودا مع كلب ميت في حبل وثيق ، وإذا هو في غضبه وأسفه ،اقترب منه بعض أشراف المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام ، وراحوا وهم يشيرون الىالصنم يخاطبون عقل ( عمرو بن الجموح )، محدِّثينه عن الإله الحق الذي ليس كمثله شيء، وعن محمد الصادق الأمين وعن الإسلام الذي جاء بالنور ، وفي لحظات ذهب عمرو فطهرثوبه وبدنه ، وتطيب وتألق وذهب ليبايع خاتم المرسلين000وقال في ذلك أبياتاً منها000

    تالله لو كنتَ إلـهاً لم تكـنْ *** أنتَ وكلبٌ وسْطَ بئرٍ في قَرَن
    أفّلمصرعِك إلـهاً يستـدن *** الآن فلنثنانك عن سوء الغبـن
    فالحمـد لله العلي ذيالمنـن *** الواهـب الرزق وديان الدّيـن
    هو الذي أنقذني مـن قبل أن *** أكـونفي ظلمة قبـر مرتهن

    جوده
    أسلم عمرو بن الجموح قلبه وحياتهلله رب العالمين ، وعلى الرغم من أنه مفطور على الجود والكرم ، فإن الإسلام زاد منجوده وعطائه في خدمة الدين والأصحاب ، فقد سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- جماعةمن بني سلمة قبيلة عمرو من سيِّدكم يا بني سلمة ؟)000قالوا الجد بن قيس ، علىبخـل فيـه )000فقال عليه السـلام وأيُّ داء أدْوَى من البخـل ، بل سيدكم الجعـدالأبيـض عمرو بن الجمـوح )000فكانت هذه الشهـادة تكريما لابن الجموح ، وقال شاعرالأنصار في ذلك000

    وقال رسـول الله والحـقُّ قولُـهُ *** لمن قال منّا : مَنْ تُسَمّون سيّـدا
    فقالـوا له : جدّ بن قيس على التي *** نبخّلـه فيهـا وإنكـان أسـودَا
    فتـى ما تخطّى خطـوةً لِدَنيَّــةٍ *** ولا مـدَّ في يـومٍ إلاسَوْءةٍ يَـَدَا
    فَسَـوَّدَ عمرو بن الجمـوح لجودِهِ *** وحـقَّ لعمرو بالنّـدىأن يسوّدا
    إذا جـاءه السـؤال أذهـبَ مالـَهُ *** وقـال : خُذوهُ إنّـه عائـدٌغَـدَا
    فلو كنتَ يا جَدُّ بن قيـسٍ على التي *** علـى مثلها عمـروٌ لكنتَمُسَوَّدَا

    جهاده
    مثلما كان عمرو -رضي الله عنه- يجود بماله أراد أن يجود بروحه في سبيل الله ولكن كيف ذلك وفي ساقه عرجا شديدايجعله غير صالح للاشتراك في قتال ، وله أربعة أولاد مسلمون ، وكلهم كالأسود كانوايخرجون مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الغزو ، وحاول عمرو بن الجموح الخروج يومبدر فتوسّل أبناؤه للرسول الكريم كي يقنعه بعدم الخروج ، وبالفعل أخبره الرسول -صلىالله عليه وسلم- بأنه معفي من الجهاد لعجزه الماثل بعرجه ، وعلى الرغم من إلحاحهورجائه ، أمره الرسول بالبقاء في المدينة000

    الشهادة
    وفي غزوة أحُد ( 3هـ ) ذهب عمروالى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتوسل إليه أن يأذن له وقال يارسول الله إنبنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك الى الجهاد ، ووالله إني لأرجو أن أخْطِرَبعرجتي هذه في الجنة )000وأمام إصراره الكبير أذن له الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالخروج فأخذ سلاحه ودعا ربه اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني الى أهلي )000
    والتقى الجمعان وانطلق عمرو يضرب بسيفه جيش الظلام والشرك ، وجاء ما كان ينتظر، ضربة سيف كـُتِبَت له بها الشهادة ، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقد رأيتَهُ يطأ الجنة بعرجته )000
    وعندما دفن المسلمونشهداءهم أمرهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- قائلا انظروا فاجعلوا عبد الله بنعمرو بن حرام وعمرو بن الجموح في قبر واحد ، فإنهما كانا في الدنيا متحابينمتصافيين )000

    السيل
    وبعد مرور ست وأربعين سنة علىدفنهما ، نزل سيل شديد غطّى أرض القبور ، بسبب عين ماء أجراها هناك معاوية ، فسارعالمسلمون الى نقل رُفات الشهداء ، فإذا هم ليّنة أجسادهم ، تتثنى أطرافهم ) وكان جابر بن عبد الله لا يزال حيا ، فذهب مع أهله لينقل رُفات أبيه عبد اللهبن عمرو بن حرام ورُفات زوج عمته عمرو بن الجموح ، فوجدهما في قبرهما كأنهما نائمان، لم تأكل الأرض منهما شيئا ، أتَعْجَبون ؟!000 كلا ، لا تَعْجَبوا000
    *******************************
    ************************
    Eman Saeed Shafai
    ************************
    ************************

    تعليق


    • #3
      تابع

      أبو هريرة
      رضي الله عنه

      "
      اللهم حبب عبيدك هذا وأمه الى كل مؤمن ومؤمنة "
      حديثشريف

      كان اسمه في الجاهلية عبد شمس ، ولماأسلم سماه الرسول -صلى الله عليه
      وسلم- عبد الرحمن ، ولقد كان عطوفا علىالحيوان ، وكانت له هرة ، يرعاها
      ويطعمها وينظفها وتلازمه فدعي أبا هريرة -رضيالله عنه-000

      نشأته واسلامه
      يتحدث عن نفسه -رضي الله عنه- فيقول نشأت يتيما ، وهاجرت مسكينا ، وكنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني ، كنتأخدمهم اذا نزلوا ، وأحدو لهم اذا ركبوا ، وهأنذا وقد زوجنيها الله ، فالحمد للهالذي جعل الدين قواما ، وجعل أبا هريرة أماما )000قدم الى النبي -صلى الله عليهوسلم- سنة سبع للهجرة وهو بخيبر وأسلم ، ومنذ رأى الرسول الكريم لم يفارقه لحظة 000وأصبح من العابدين الأوابين ، يتناوب مع زوجته وابنته قيام الليل كله ، فيقوم هوثلثه ، وتقوم زوجته ثلثه ، وتقوم ابنته ثلثه ، وهكذا لا تمر من الليل ساعة الا وفيبيت أبي هريرة عبادة وذكر وصلاة 000

      اسلام أم أبي هريرة
      لم يكن لأبي هريرة بعد اسلامه الامشكلة واحدة وهي أمه التي لم تسلم ، وكانت دوما تؤذيه بذكر الرسول -صلى الله عليهوسلم- بالسوء ، فذهب يوما الى الرسول باكيا يا رسول الله ، كنت أدعو أم أبيهريرة الى الاسلام فتأبى علي ، واني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره ، فادع اللهأن يهدي أم أبي هريرة الى الاسلام )000فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- اللهماهد أم أبي هريرة )000

      فخرج يعدو يبشرها بدعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلما أتاها سمع من وراء الباب خصخصة الماء ، ونادته يا أبا هريرة مكانك )000ثملبست درعها، وعجلت من خمارها وخرجت تقول أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسولالله )000فجاء أبوهريرة الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- باكيا من الفرح وقال أبشر يا رسول الله ، فقد أجاب الله دعوتك ، قد هدى الله أم أبي هريرة الىالاسلام)000 ثم قال يا رسول الله ، ادع الله أن يحببني وأمي الى المؤمنينوالمؤمنات )000فقال اللهم حبب عبيدك هذا وأمه الى كل مؤمن ومؤمنة)000

      امارته للبحرين
      وعاش -رضي الله عنه- عابدا ومجاهدا ،لا يتخلف عن غزوة ولا عن طاعة ، وفي خلافة عمر -رضي الله عنه- ولاه امارة البحرين ،وكان عمر -رضي الله عنه- اذا ولى أحدا الخلافة راقب ماله ، فاذا زاد ثراءه ساءلهعنه وحاسبه ،وهذا ما حدث مع أبي هريرة ، فقد ادخر مالا حلالا له ، وعلم عمر بذلكفأرسل في طلبه ، يقول أبو هريرة : قال لي عمر يا عدو الله ، وعدو كتابه ، أسرقتمال الله )000 قلت ما أنا بعدو لله ولا عدو لكتابه لكني عدو من عاداهما ، ولاأنا من يسرق مال الله )000 قال فمن أين اجتمعت لك عشرة ألاف ؟)000قلت خيل ليتناسلت ، وعطايا تلاحقت )000قال عمر فادفعها الى بيت مال المسلمين )000ودفع أبوهريرة المال الى عمر ثم رفع يديه الى السماء وقال اللهم اغفر لأمير المؤمنين ) وبعد حين دعا عمر أبا هريرة ، وعرض عليه الولاية من جديد ، فأباها واعتذر عنها، وعندما سأله عمر عن السبب قال حتى لا يشتم عرضي ، ويؤخذ مالي ، ويضرب ظهري )000ثم قال وأخاف أن أقضي بغير علم ، وأقول بغير حلم )000

      سرعة الحفظ و قوةالذاكرة
      ان أبطال الحروب من الصحابة كثيرون ،والفقهاء والدعاة والمعلمون كثيرون ، ولكن كان هناك قلة من الكتاب ، ولم يكونوامتفرغين لتدوين كل ما يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وعندما أسلم أبو هريرة لميملك أرض يزرعها أو تجارة يتبعها ، وانما يملك موهبة تكمن في ذاكرته ، فهو سريعالحفظ قوي الذاكرة ، فعزم على تعويض مافاته بان يأخذ على عاتقه حفظ هذا التراثوينقله الى الأجيال القادمة000 فهو يقول انكم لتقولون أكثر أبو هريرة في حديثهعن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وتقولون ان المهاجرين الذين سبقوه الى الاسلام لايحدثون هذه الأحاديث ، ألا ان أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم بالسوق ،وان أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضهم ، واني كنت امرءا مسكينا ، أكثر مجالسةرسول الله ، فأحضر اذا غابوا ، وأحفظ اذا نسوا ، وان الرسول -صلى الله عليه وسلم- حدثنا يوما فقال من يبسط رداءه حتى يفرغ من حديثي ثم يقبضه اليه فلا ينسى شيئاكان قد سمعه مني )000 فبسطت ثوبي فحدثني ثم ضممته الي فوالله ما كنت نسيت شيئاسمعته منه ، وأيم الله لولا أية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا ، هي :"000
      ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدىمن بعد ما بيناه للناس في الكتاب ، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون "000

      مقدرته على الحفظ
      أراد مروان بن الحكم يوما أن يختبرمقدرة أبي هريرة على الحفظ ، فدعاه اليه ليحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأجلس كاتبا له وراء حجاب ليكتب كل ما يسمع من أبي هريرة ، وبعد مرور عام ، دعاهثانية ، وأخذ يستقرئه نفس الأحاديث التي كتبت ، فما نسي أبو هريرة منها شيئا000وكان -رضي الله عنه- يقول ما من أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثا عنه مني الاما كان من عبدالله بن عمرو بن العاص ، فانه كان يكتب ولا أكتب )000وقال عنه الامامالشافعي أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره )000وقال البخاري روى عن أبيهريرة نحو ثمانمائة أو أكثر من الصحابة والتابعين وأهل العلم )000

      وفاته
      وعندما كان يعوده المسلمين داعيين لهبالشفاء ، كان أبو هريرة شديد الشوق الى لقاء الله ويقول اللهم اني أحب لقاءك ،فأحب لقائي )000وعن ثماني وسبعين سنة مات في العام التاسع والخمسين للهجرة ، وتبوأجثمانه الكريم مكانا مباركا بين ساكني البقيع الأبرار ، وعاد مشيعوه من جنازتهوألسنتهم ترتل الكثير من الأحاديث التي حفظها لهم عن رسولهم الكريم000
      *******************************
      ************************
      Eman Saeed Shafai
      ************************
      ************************

      تعليق


      • #4
        تابع

        سلمان الفارسي


        رضي الله عنه


        صحابى ايرانى تجاوز 250 عام



        " سلمان منا أل البيت "

        حديث شريف






        سلمان الفارسي وكنيته ( أبو عبد الله ) رجلامن أصبهان من قرية ( جيّ ) ، غادر
        ثراء والده بحثا عن خلاص عقله وروحه ، كانمجوسيا ثم نصرانيا ثم أسلم للـه
        رب العالمين ، وقد آخى الرسول -صلى الله عليهوسلم- بينه وبين أبو الدرداء00




        قبلالإسلام


        لقداجتهد سلمان -رضي الله عنه- في المجوسية، حتى كان قاطن النار التي يوقدها ولا يتركها تخبو ، وكان لأبيه ضيعة ، أرسله إليهايوما ، فمر بكنيسة للنصارى ، فسمعهم يصلون وأعجبه ما رأى في دينهم وسألهم عن أصلدينهم فأجابوه في الشام ، وحين عاد أخبر والده وحاوره فقال يا أبتِ مررت بناسيصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم فوالله مازلت عندهم حتى غربت الشمس )000قال والده أي بُني ليس في ذلك الدين خير ، دينُك ودين آبائك خير منه )000قال كلا والله إنه خير من ديننا )000فخافه والده وجعل في رجليه حديدا وحبسه ، فأرسلسلمان الى النصارى بأنه دخل في دينهم ويريد مصاحبة أي ركب لهم الى الشام ، وحطمقيوده ورحل الى الشام000

        وهناك ذهب الى الأسقف صاحب الكنيسة ، وعاش يخدمويتعلم دينهم ، ولكن كان هذا الأسقف من أسوء الناس فقد كان يكتنز مال الصدقات لنفسهثم مات ، وجاء آخر أحبه سلمان كثيرا لزهده في الدنيا ودأبه على العبادة ، فلما حضرهالموت أوصى سلمان قائلا أي بني ، ما أعرف أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه إلارجلا بالموصل )000
        فلما توفي رحل سلمان الى الموصل وعاش مع الرجل الى أن حضرتهالوفاة فدله على عابد في نصيبين فأتاه ، وأقام عنده حتى إذا حضرته الوفاة أمره أنيلحق برجل في عمورية000
        فرحل إليه ، واصطنع لمعاشه بقرات وغنيمات ، ثم أتتهالوفاة فقال لسليمان يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه ، آمرك أن تأتيه ،ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفا ، يهاجر الى أرض ذات نخل بينجرّتين فإن استطعت أن تخلص إليه فافعل ، وإن له آيات لا تخفى ، فهو لا يأكل الصدقة، ويقبل الهدية ، وإن بين كتفيه خاتم النبوة ، إذا رأيته عرفته )000




        لقاء الرسول


        مر بسليمان ذات يوم ركب من جزيرة العرب ،فاتفق معهم على أن يحملوه الى أرضهم مقابل أن يعطيهم بقراته وغنمه ، فذهب معهم ولكنظلموه فباعوه ليهودي في وادي القرى ، وأقام عنده حتى اشتراه رجل من يهود بني قريظة، أخذه الى المدينة التي ما أن رأها حتى أيقن أنها البلد التي وصفت له ، وأقام معهحتى بعث الله رسوله وقدم المدينة ونزل بقباء في بني عمرو بن عوف ، فما أن سمع بخبرهحتى سارع اليه000

        فدخل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحوله نفر منأصحابه ، فقال لهم إنكم أهل حاجة وغربة ، وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة ، فلماذكر لي مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به )000 فقال الرسول -صلى الله عليهوسلم- لأصحابه كلوا باسم الله ) وأمسك هو فلم يبسط إليه يدا000فقال سليمان لنفسه هذه والله واحدة ، إنه لا يأكل الصدقة )000

        ثم عاد في الغداة الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحمل طعاما وقال أني رأيتك لا تأكل الصدقة ، وقد كان عنديشيء أحب أن أكرمك به هدية )0فقال الرسول لأصحابه كلوا باسم الله ) وأكل معهمفقال سليمان لنفسه هذه والله الثانية ، إنه يأكل الهدية )000

        ثم عادسليمان بعد مرور زمن فوجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في البقيع قد تبع جنازة ،وعليه شملتان مؤتزرا بواحدة ، مرتديا الأخرى ، فسلم عليه ثم حاول النظر أعلى ظهرهفعرف الرسول ذلك ، فألقى بردته عن كاهله فاذا العلامة بين كتفيه ، خاتم النبوة كماوصفت لسليمان000فأكب سليمان على الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقبله ويبكي ، فدعاهالرسول وجلس بين يديه ، فأخبره خبره ، ثم أسلم000




        عتـقه


        وحال الرق بين سليمان -رضي الله عنه- وبينشهود بدر وأحد ، وذات يوم أمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يكاتب سيده حتىيعتقه ، فكاتبه على ثلاثمائة نخلة يجيبها له بالفقير وبأربعين أوقية ، وأمر الرسولالكريم الصحابة كي يعينوه ،فأعانه الرجال بقدر ما عندهم من ودية حتى اجتمعتالثلاثمائة ودية ، فأمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذهب يا سلمان ففقّرها ،فإذا فرغت فأتني أنا أضعها بيدي )000ففقرها بمعونة الصحابة حتى فرغ فأتى الرسولالكريم ، وخرج معه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأخذ يناوله الودي ويضعه الرسولبيده ، فما ماتت منها ودية واحدة فأدى النخيل000
        وأعطاه الرسول -صلى الله عليهوسلم- من بعض المغازي ذهب بحجم بيضة الدجاج وقال له خُذْ هذه فأدِّ بها ماعليكيا سلمان )000فقال وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي ؟)000قال خُذها فإنالله عزّ وجل سيؤدي بها عنك )000فأخذها فوزنها لهم فأوفاهم ، وحرر الله رقبته ،وعاد رجلا مسلما حرا ، وشهد مع الرسول غزوة الخندق والمشاهد كلها000




        غزوة الخندق


        في غزوة الخندق جاءت جيوش الكفر الى المدينةمقاتلة تحت قيادة أبي سفيان ، ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب ، وجمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه ليشاورهم في الأمر ، فتقدم سلمان وألقى من فوق هضبةعالية نظرة فاحصة على المدينة ، فوجدها محصنة بالجبال والصخور محيطة بها ، بيد أنهناك فجوة واسعة يستطيع الأعداء اقتحامها بسهولة000

        وكان سلمان -رضي اللهعنه- قد خبر في بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدعها ، فتقدم من الرسول -صلىالله عليه وسلم- واقترح أن يتم حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة ،وبالفعل بدأ المسلمين في بناء هذا الخندق الذي صعق قريش حين رأته ، وعجزت عن اقتحامالمدينة ، وأرسل الله عليهم ريح صرصر عاتية لم يستطيعوا معها الا الرحيل والعودةالى ديارهم خائبين000

        وخلال حفر الخندق اعترضت معاول المسلمين صخرة عاتيةلم يستطيعوا فلقها ، فذهب سلمان الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مستأذنا بتغييرمسار الحفر ليتجنبوا هذه الصخرة ، فأتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع سلمان وأخذالمعول بيديه الكريمتين ، وسمى الله وهوى على الصخرة فاذا بها تنفلق ويخرج منهاوهجا عاليا مضيئا وهتف الرسول مكبرا الله أكبر000أعطيت مفاتيح فارس ، ولقد أضاءالله لي منها قصور الحيرة ، ومدائن كسرى ، وإن أمتي ظاهرة عليها )000

        ثمرفع المعول ثانية وهوى على الصخرة ، فتكررت الظاهرة وبرقت الصخرة ، وهتف الرسول -صلى الله عليه وسلم- الله أكبر000أعطيت مفاتيح الروم ، ولقد أضاء لي منها قصورالحمراء ، وإن أمتي ظاهرة عليها )000ثم ضرب ضربته الثالثة فاستسلمت الصخرة وأضاءبرقها الشديد ، وهلل الرسول والمسلمون معه وأنبأهم أنه يبصر قصور سورية وصنعاءوسواها من مدائن الأرض التي ستخفق فوقها راية الله يوما ، وصاح المسلمون هذا ماوعدنا الله ورسوله ، وصدق الله ورسوله )000




        فضله


        قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثةتشتاقُ إليهم الحُور العين : عليّ وعمّار وسلمان )000



        حسبه


        سُئِل سلمان -رضي الله عنه- عن حسبه فقال ( كرمي ديني ، وحَسَبي التراب ، ومن التراب خُلقتُ ، وإلى التراب أصير ، ثم أبعثوأصير إلى موازيني ، فإن ثقلت موازيني فما أكرم حسبي وما أكرمني على ربّي يُدخلنيالجنة ، وإن خفّت موازيني فما ألأَمَ حَسبي وما أهوَننِي على ربّي ، ويعذبني إلا أنيعود بالمغفرة والرحمة على ذنوبي )000



        ************************
        Eman Saeed Shafai
        ************************
        ************************

        تعليق


        • #5
          تابع

          سلمان والصحابة


          لقد كان إيمان سلمان الفارسي قويا ، فقد كانتقي زاهد فطن وورع ، أقام أياما مع أبو الدرداء في دار واحدة ، وكان أبو الدرداء -رضي الله عنه- يقوم الليل ويصوم النهار، وكان سلمان يرى مبالغته في هذا فحاول أنيثنيه عن صومه هذا فقال له أبو الدرداء أتمنعني أن أصوم لربي، وأصلي له؟)000فأجاب سلمان إن لعينيك عليك حقا ، وإن لأهلك عليك حقا ، صم وافطر ، وصلّ ونام )000فبلغ ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال لقد أشبع سلمان علما )000


          وفي غزوة الخندق وقف الأنصار يقولون سلمان منا )000ووقف المهاجرون يقولونبل سلمان منا )000 وناداهم الرسول قائلا سلمان منا آل البيت )000
          في خلافةعمر بن الخطاب جاء سلمان الى المدينة زائرا ، فجمع عمر الصحابة وقال لهم هيا بنانخرخ لاستقبال سلمان )000وخرج بهم لإستقباله عند مشارف المدينة000
          وكان علي بنأبي طالب يلقبه بلقمان الحكيم ، وسئل عنه بعد موته فقال ذاك امرؤ منا وإلينا أهلالبيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم ؟000أوتي العلم الأول والعلم الآخر ، وقرأ الكتابالأول والكتاب الآخر ، وكان بحرا لا ينزف )000




          عطاؤه


          لقد كان -رضي الله عنه- في كبره شيخا مهيبا، يضفر الخوص ويجدله ، ويصنع منه أوعية ومكاتل ، ولقد كان عطاؤه وفيرا000بين أربعةآلاف و ستة آلاف في العام ، بيد أنه كان يوزعه كله ويرفض أن ينال منه درهما ، ويقولأشتري خوصا بدرهم ، فأعمله ثم أبيعه بثلاثة دراهم ، فأعيد درهما فيه ، وأنفقدرهما على عيالي ، وأتصدق بالثالث ، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عن ذلك ما انتهيت )



          الإمارة


          لقد كان سلمان الفارسي يرفض الإمارة ويقولإن استطعت أن تأكل التراب ولا تكونن أميرا على اثنين فافعل )000
          في الأيامالتي كان فيها أميرا على المدائن وهو سائر بالطريق ، لقيه رجل قادم من الشام ومعهحمل من التين والتمر ، وكان الحمل يتعب الشامي ، فلم يكد يرى أمامه رجلا يبدو عليهمن عامة الناس وفقرائهم حتى قال له احمل عني هذا )000فحمله سلمان ومضيا ، وعندمابلغا جماعة من الناس فسلم عليهم فأجابوا وعلى الأمير السلام )000فسأل الشامينفسه أي أمير يعنون ؟!)000ودهش عندما رأى بعضهم يتسارعون ليحملوا عن سلمان الحملويقولون عنك أيها الأمير )000فعلم الشامي أنه أمير المدائن سلمان الفارسي فسقطيعتذر ويأسف واقترب ليأخذ الحمل ، ولكن رفض سلمان وقال لا حتى أبلغك منزلك )000
          سئل سلمان يوما ماذا يبغضك في الإمارة ؟)000فأجاب حلاوة رضاعها ، ومرارةفطامها )000




          زهده وورعه


          هم سلمان ببناء بيتا فسأل البناء كيفستبنيه ؟)000وكان البناء ذكيا يعرف زهد سلمان وورعه فأجاب قائلا لا تخف ، إنهابناية تستظل بها من الحر ، وتسكن فيها من البرد ، إذا وقفت فيها أصابت رأسك ، وإذااضطجعت فيها أصابت رجلك )000فقال سلمان نعم ، هكذا فاصنع )000



          زواجه


          في ليلة زفافه مشى معه أصحابه حتى أتى بيتامرأته فلما بلغ البيت قال ارجعوا آجركم الله )000 ولم يُدخلهم عليها كما فعلالسفهاء ، ثم جاء فجلس عند امرأته ، فمسح بناصيتها ودعا بالبركة فقال لها هل أنتمطيعتني في شيءٍ أمرك به )000قالت جلستَ مجلسَ مَنْ يُطاع )000قال فإن خليلي أوصاني إذا اجتمعت إلى أهلي أن أجتمع على طاعة الله )000فقام وقامت إلى المسجدفصلّيا ما بدا لهما ، ثم خرجا فقضى منها ما يقضي الرجل من إمرأته000
          فلمّا أصبحغدا عليه أصحابه فقالوا كيف وجدتَ أهلك ؟)000فأعرض عنهم ، ثم أعادوا فأعرض عنهم، ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم قال إنّما جعل الله الستورَ والجُدُرَ والأبوابليُوارى ما فيها ، حسب امرىءٍ منكم أن يسأل عمّا ظهر له ، فأما ما غاب عنه فلايسألن عن ذلك ، سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول المتحدث عن ذلككالحمارين يتسافران في الطريق ))000




          عهده لسعد


          جاء سعد بن أبي وقاص يعود سلمان في مرضه ،فبكى سلمان ، فقال سعد ما يبكيك يا أبا عبدالله ؟000لقد توفي رسول الله وهو عنكراض )000فأجاب سلمان والله ما أبكي جزعا من الموت ، ولا حرصا على الدنيا ، ولكنرسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إلينا عهدا ، فقال ليكن حظ أحدكم من الدنيامثل زاد الراكب )000وهأنذا حولي هذه الأساود-الأشياء الكثيرة- !)000فنظر سعد فلم يرإلا جفنة ومطهرة000قال سعد يا أبا عبد الله اعهد إلينا بعهد نأخذه عنك )000فقاليا سعد : اذكر الله عند همك إذا هممت ، وعند حكمك إذا حكمت ، وعند يدك إذا قسمت )000



          وفاته


          كان سلمان يملك شيئا يحرص عليه كثيرا ،ائتمن زوجته عليه ، وفي صبيحة اليوم الذي قبض فيه ناداها هلمي خبيك الذياستخبأتك )000فجاءت بها فإذا هي صرة مسك أصابها يوم فتح جلولاء ، احتفظ بها لتكونعطره يوم مماته ، ثم دعا بقدح ماء نثر به المسك وقال لزوجته انضحيه حولي ، فإنهيحضرني الآن خلق من خلق الله ، لايأكلون الطعام وإنما يحبون الطيب )000فلما فعلتقال لها اجفئي علي الباب وانزلي )000ففعلت ما أمر ، وبعد حين عادت فإذا روحهالمباركة قد فارقت جسده ، وكان ذلك وهو أمير المدائن في عهد عثمان بن عفان في عام ( 35 هـ ) ، وقد اختلف أهل العلم بعدد السنين التي عاشها ، ولكن اتفقوا على أنه قدتجاوز المائتين والخمسين000



          *******************************
          ************************
          Eman Saeed Shafai
          ************************
          ************************

          تعليق


          • #6
            تابع

            عبد الله بنالعباس
            حَبْرُ هذه الأمّة
            ترجمان القرآن


            " نِعْمَ ترجُمانُ القرآنِ أنتَ "

            حديث شريف



            يُشبه ابن عباس ( عبد الله بن الزبير ) في أنه أدرك الرسول -صلى الله عليه
            وسلم- وعاصره وهو غلام ، ومات الرسولالكريم قبل أن يبلغ ابن عباس سن
            الرجولة لكنه هو الآخر تلقى في حداثته كلّخامات رجولته ومباديء حياته من
            رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي علّمهالحكمة الخالصة ، وبقوة إيمانه و
            خُلُقه وغزارة عِلمه اقْتعَد ابن عباس مكاناعاليا بين الرجال حول الرسول000




            طفولته
            هو ابن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وكنّيَ بأبيه العباس ، وهو أكبر ولده ولد بمكة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته بالشعب من مكة ، فأتِيَ به النبي فحنّكهبريقه ، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين ، وعلى الرغم من أنه لم يجاوز الثالثة عشر منعمره يوم مات الرسول الكريم ، فأنه لم يُضيُّـع من طفولته الواعيـة يوما دون أنيشهد مجالس الرسـول ويحفظ عنه ما يقول ، فقد أدناه الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- منه وهو طفل ودعا لـه اللهم فقّهْه في الدين وعَلّمه التأويل )000فأدرك ابن عباسأنه خُلِق للعلم والمعرفة000




            فضله
            رأى ابن العباس جبريل -عليه السلام- مرّتين عند النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فهو ترجمان القرآن ، سمع نجوى جبريلللرسول -صلى الله عليه وسلم- وعايَنَه ، ودعا له الرسول الكريم مرّتين ، وكان ابنعبّاس يقول نحن أهل البيت ، شجرة النبوّة ، ومختلف الملائكة ، وأهل بيت الرسالة، وأهل بيت الرّحمة ، ومعدن العلم )000وقال ضمّني رسول الله -صلى الله عليهوسلم- وقال اللهم علِّمه الحكمة )000

            قال ابن عساكر كان عبد اللهأبيض طويلاً مشرباً صفرة ، جسيماً وسيماً ، صبيح الوجه ، له وفرة يخضب الحناء ،وكان يُسمّى : الحَبْرُ والبحر ، لكثرة علمه وحِدّة فهمه ، حَبْرُ الأمّة وفقيهها ،ولسان العشرة ومنطيقها ، محنّكٌ بريق النبوة ، ومدعُوّ له بلسان الرسالة اللهمفقّهه في الدين ، وعلّمه التأويل )000

            وعن عمر قال : قال النبي -صلى اللهعليه وسلم- إنّ أرْأفَ أمّتي بها أبو بكر ، وإنّ أصلبَها في أمر الله لعمر ،وإنّ أشدّها حياءً لعثمان ، وإنّ اقرأها لأبيّ ، وإنّ أفرضَها لزَيَد ، وإنْ أقضاهالعليّ ، وإنّ أعلمَها بالحلال والحرام لمعاذ ، وإن أصدقها لهجة لأبو ذرّ ، وإنّأميرَ هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ، وإنْ حَبْرَ هذه الأمة لعبد الله بن عبّاس )

            وكان عمـر بن الخطاب -رضي اللـه عنه- يحرص على مشورته ، وكان يلقبه ( فتى الكهـول )000وقد سئل يوما أنَّى أصَبْت هذا العلم ؟)000فأجاب بلسان سئول، وقلب عقول )000وكان عمر إذا جاءته الأقضية المعضلة قال لابن عبّاس إنّها قدطرأت علينا أقضية وعضل فأنت لها ولأمثالها )000ثم يأخذ بقوله000قال ابن عبّاسكان عمـر بن الخطاب يأذن لأهل بـدرٍ ويأذن لي معهم )000فذكـر أنه سألهم وسألهفأجابـه فقال لهم كيف تلومونني عليه بعد ما ترون ؟!)000

            وكان يُفتي فيعهد عمر وعثمان إلى يوم مات000




            عِلْمه
            وبعد ذهاب الرسول -صلى الله عليهوسلم- الى الرفيق الأعلى ، حرص ابن عباس على أن يتعلم من أصحاب الرسول السابقين مافاته سماعه وتعلمه من الرسول نفسه ، فهو يقول عن نفسه أن كُنتُ لأسأل عن الأمرالواحد ثلاثين من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )000

            كما يصور لنااجتهاده بطلب العلم فيقول لما قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلت لفتى منالأنصار هَلُـمَّ فَلْنَسأل أصحاب رسول الله فإنهم اليوم كثيـر )000فقال ياعَجَبا لك يا ابن عباس !! أترى الناس يفتقرون إليك وفيهم من أصحاب رسول الله ما ترى؟)000فترك ذلك وأقبلت أنا أسأل أصحاب رسول الله ، فإن كان لَيَبْلُغني الحديث عنالرجل ، فآتي إليه وهو قائل في الظهيرة ، فأتوسَّد ردائي على بابه ، يسْفي الريحعليّ من التراب ، حتى ينتهي من مَقيله ويخرج فيراني فيقول يا ابن عم رسول اللهما جاء بك ؟ هلا أرسلت إليّ فآتيك ؟)000 فأقول لا ، أنت أحق بأن أسعى إليك ) فأسأله عن الحديث وأتعلم منه )000وهكذا نمت معرفته وحكمته وأصبح يملك حكمةالشيوخ وأناتهم000

            وعن عبد الله بن عباس قال كنتُ أكرمُ الأكابرَ منأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين والأنصار ، وأسألهم عن مغازيرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وما نزل من القرآن في ذلك ، وكنتُ لا آتي أحداًمنهم إلا سُرَّ بإتياني لقُربي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجعلت أسأل إبيّبن كعب يوماً عمّا نزل من القرآن بالمدينة ، فقال نزل سبعٌ وعشرون سورة ،وسائرها بمكة )000

            وكان ابن عبّاس يأتي أبا رافع ، مولى رسول الله -صلىالله عليه وسلم- فيقول ما صنع النبي- -صلى الله عليه وسلم- يوم كذا وكذا؟)000ومع ابن عبّاس ألواحٌ يكتب ما يقول000وعن ابن عبّاس قال ذللْتُ طالباً لطلبالعلم ، فعززتُ مطلوباً )000




            مما قيل بابن عباس
            قال علي بن أبي طالب في عبد الله بنعبّاس إنّه ينظر إلى الغيب من سترٍ رقيقٍ ، لعقله وفطنته بالأمور )000

            وصفه سعد بن أبي وقاص فقال ما رأيت أحدا أحْضَر فهما ، ولا أكبر لُبّا ،ولا أكثر علما ، ولا أوسع حِلْما من ابن عباس ، ولقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات ،وحوله أهل بدْر من المهاجرين والأنصار فيتحدث ابن عباس ولا يُجاوز عمر قوله )000

            وقال عنه عُبيد الله بن عتبة ما رأيت أحدا كان أعلم بما سبقه من حديثرسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ابن عباس ، ولا رأيت أحدا أعلم بقضاء أبي بكروعمر وعثمان منه ، ولا أفْقَه في رأي منه ، ولا أعْلم بشعر ولا عَربية ، ولا تفسيرللقرآن ولا بحساب وفريضة منه ، ولقد كان يجلس يوما للفقه ، ويوما للتأويل ، ويوماللمغازي ، ويوما للشعر ، ويوما لأيام العرب وأخبارها ، وما رأيت عالما جلس إليه إلاخضع له ، ولا سائلا سأله إلا وجد عنده عِلما )000

            وقال عُبيد الله بن أبييزيد كان ابن عبّاس إذا سُئِلَ عن شيءٍ ، فإن كان في كتاب الله عزّ وجلّ قال به، وإنْ لم يَكُن في كتاب الله عزّ وجل وكان عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيهشيء قال به ، فإن لم يكن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه شيءٌ قال بما قالبه أبو بكر وعمر ، فإن لم يكن لأبي بكر وعمر فيه شيء قال برأيه )000

            ووصفهمسلم من البصرة إنه آخذ بثلاث ، تارك لثلاث ، آخذ بقلوب الرجال إذا حدّث ،وبحُسْن الإستماع إذا حُدِّث ، وبأيسر الأمرين إذا خُولِف ، وتارك المِراء ومُصادقةاللئام وما يُعْتَذر منه )

            قال مجاهد كان ابن عبّاس يسمى البحر منكثرة علمه )000وكان عطاء يقول قال البحرُ وفعل البحر )000وقال شقيق خطب ابنعباس وهو على الموسم ، فافتتح سورة البقرة ، فجعل يقرؤها ويفسّر ، فجعلت أقول : مارأيت ولا سمعت كلامَ رجلٍ مثله ، لو سَمِعَتْهُ فارس والروم لأسلمتْ )000


            ************************
            Eman Saeed Shafai
            ************************
            ************************

            تعليق


            • #7
              تابع

              تنوع ثقافته


              حدَّث أحد أصحابه ومعاصريه فقال : لقد رأيت من ابن عباس مجلسا ، لو أن جميع قريش فخُرَت به لكان لها به الفخر ، رأيتالناس اجتمعوا على بابه حتى ضاق بهم الطريق ، فما كان أحد يقدر أن يجيء ولا أن يذهب، فدخلت عليه فأخبرته بمكانهم على بابه ، فقال لي ضَعْ لي وضوءاً )000فتوضأ وجلس، و قال اخرج إليهم ، فادْعُ من يريد أن يسأل عن القرآن وتأويله )000فخرجتفآذَنْتُهم ، فدخلوا حتى ملئُوا البيت ، فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم ، ثمقال لهم إخوانكم )000فخرجوا ليُفسِحوا لغيرهم ، ثم قال لي اخرج فادْعُ منيريد أن يسأل عن الحلال والحرام )000فخرجت فآذَنْتُهم ، فدخلوا حتى ملئُوا البيت ،فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم ، ثم قال إخوانكم )000فخرجوا ثم قال لي ادْعُ من يريد أن يسأل عن الفرائض )000فخرجت فآذَنْتُهم ، فدخلوا حتى ملئُوا البيت، فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم ، ثم قال لي ادْعُ من يريد أن يسأل عنالعربيّة والشّعر )000فآذَنْتُهم ، فدخلوا حتى ملئُوا البيت ، فما سألوا عن شيء إلاأخبرهم وزادهم 000



              دليلفضله


              كان أناسٌ من المهاجرين قدوجدوا على عمرفي إدنائه ابن عبّاس دونَهم ، وكان يسأله ، فقال عمر أمَا إنّيسأريكم اليومَ منه ما تعرفون فضله )000فسألهم عن هذه السورة000


              إذا جَاءَ نَصْرُ اللهِ والفَتْحُ ** ورأيتَالنّاسَ يدخلونَ في دينِ اللهِ أفْواجاً )000سورة النصر آية (1،2)000


              قال بعضهم أمرَ الله نبيه -صلى الله عليهوسلم- إذا رأى الناس يدخلون في دين الله أفواجاً أن يحمدوه ويستغفروه )000فقال عمر يا ابن عبّاس ، ألا تكلّم ؟)000قال أعلمه متى يموتُ ، قال


              إذا جَاءَ نَصْرُ اللهِ والفَتْحُ000


              والفتح فتح مكة


              ورأيتَ النّاسَ يدخلونَ في دينِ اللهِأفْواجاً000


              فهي آيتُكَ من الموت


              فسَبِّح بِحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرهُ إنّهُكانَ تَوّاباً )000


              ثم سألهم عن ليلة القدرفأكثروا فيها ، فقال بعضهم كُنّا نرى أنّها في العشر الأوسط ، ثم بلغنا أنّها فيالعشر الأواخر )000وقال بعضهم ليلة إحدى وعشرين )000وقال بعضهم ثلاث و عشريـن ) وقال بعضهم سبع وعشريـن )000فقال بعضهم لابـن عباس ألا تكلّم !)000قال الله أعلم )000قال قد نعلم أن الله أعلم ، إنّما نسألك عن علمك )000فقال ابنعبّاس الله وترٌ يُحِبُّ الوترَ ، خلق من خلقِهِ سبع سموات فاستوى عليهنّ ، وخلقالأرض سبعاً ، وخلق عدّة الأيام سبعاً ، وجعل طوافاً بالبيت سبعاً ، ورمي الجمارسبعاً ، وبين الصفا والمروة سبعاً ، وخلق الإنسان من سبع ، وجعل رزقه من سبعٍ )000
              قال عمر وكيف خلق الإنسان من سبعٍ ، وجعل رزقه من سبعٍ ؟ فقد فهمت من هذاأمراً ما فهمتُهُ ؟)000قال ابن عباس إن الله يقول000



              ولقَد خَلَقْنا الإنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْطِين ** ثم جَعَلنَاهُ نُطْفَةً في قرارٍ مَكين ** ثُمّ خَلقْنا النُّطْفَةَعَلَقَةً فَخَلَقْنا العَلَقةَ مُضْغَةً فخَلَقْنا المُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوناالعِظامَ لَحْماً ثُمّ أنشَأناهُ خَلقَاً آخَرَ فتباركَ اللّهُ أحْسَنُ الخالقِين ) سورة المؤمنون آية (12-14)000


              ثم قرأ 000


              أنّا صَبَبْنا الماءَ صَبّاً ** ثم شقَقْنَاالأرضَ شَقّاً ** فأنْبَتْنا فيها حَبّاً ** وعِنَباً وقَضْباً ** وزَيْتوناً ونخلاً ** وحدائِقَ غُلباً ** وفاكِهَةً وأبّاً )000سورة عبس آية (25-31)000


              وأمّا السبعة فلبني آدم ، والأبّ فما أنبتت الأرضللأنعام ، وأمّا ليلة القدر فما نراها إن شاء الله إلا ليلة ثلاثٍ وعشرين يمضينَوسبعٍ بقين )000



              المنطقوالحُجّة


              بعث الإمام علي -كرم اللهوجهه- ابن عباس ذات يوم الى طائفة من الخوارج ، فدار بينه وبينهم حوار طويل ، ساقفيه الحجة بشكل يبهر الألباب فقد سألهم ابن عباس ماذا تنقمون من علي ؟)000 قالوا ـ نَنْقِم منه ثلاثا : أولاهُن أنه حكَّم الرجال في دين الله ، والله يقول : إنالحكْمُ إلا لله ، والثانية أنه قاتل ثم لم يأخذ من مقاتليه سَبْيا ولا غنائم ،فلئن كانوا كفارا فقد حلّت له أموالهم ، وإن كانوا مؤمنين فقد حُرِّمَت عليه دماؤهم، والثالثة رضي عند التحكيم أن يخلع عن نفسه صفة أمير المؤمنين استجابة لأعدائه ،فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين )000
              وأخذ ابن عباس يُفَنّدأهواءهم فقال أمّا قولكم إنه حَكّم الرجال في دين الله فأي بأس ؟ 000000000



              إن الله يقول يا أيها الذين آمنوا لاتقتُلوا الصَّيْد وأنتم حُرُم ، ومن قتَله منكم مُتَعمدا فجزاء مِثلُ ما قَتَل منالنعم يحكم به ذوا عَدْل منكم )000


              فَنَبئونيبالله أتحكيم الرجال في حَقْن دماء المسلمين أحق وأوْلى ، أم تحكيمهم في أرنب ثمنهادرهم ؟!000 وأما قولكم إنه قاتل فلم يسْبُ ولم يغنم ، فهل كنتم تريدون أن يأخذعائشة زوج الرسول وأم المؤمنين سَبْياً ويأخذ أسلابها غنائم ؟؟000وأما قولكم أنهرضى أن يخلع عن نفسه صفة أمير المؤمنين حتى يتم التحكيم ، فاسمعوا ما فعله رسولالله يوم الحديبية ، إذ راح يُملي الكتاب الذي يقوم بينه وبين قريش فقال للكاتب اكتب : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله)000فقال مبعوث قريش والله لو كنا نعلمأنك رسول الله ما صَدَدْناك عن البيت ولا قاتلناك ، فاكتب : هذا ما قاضى عليه محمدبن عبد الله )000 فقال لهم الرسول والله إني لرسول الله وإن كَذَّبْتُم )000ثمقال لكاتب الصحيفة اكتب ما يشاءون ، اكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله )
              واستمر الحوار بين ابن عباس والخوارج على هذا النسق الباهر المعجز ، وماكاد ينتهي النقاش حتى نهض منهم عشرون ألفا معلنين اقتناعهم ، وخروجهم من خُصومةالإمام علي000




              أخلاقالعلماء


              لقد كان ابن عباس -رضي الله عنه- حَبْر هذه الأمة يمتلك ثروة كبيرة من العلم ومن أخلاق العلماء ، وكان يفيض علىالناس بماله بنفس السماح الذي يفيض به علمه ، وكان معاصروه يقولون ما رأينا بيتاأكثر طعاما ، ولا شرابا ولا فاكهة ولا عِلْما من بيت ابن عباس )000وكان قلبه طاهرلا يحمل الضغينة لأحد ويتمنى الخير للجميع ، فهو يقول عن نفسه إني لآتي علىالآية من كتاب الله فأود لو أن الناس جميعا علموا مثل الذي أعلم ، وإني لأسمعبالحاكم من حكام المسلمين يقضي بالعدل ويحكم بالقسط فأفرح به وأدعو له ، ومالي عندهقضية ، وإني لأسمع بالغيث يصيب للمسلمين أرضا فأفرح به ومالي بتلك الأرض سائِمَة ) وهو عابد قانت يقوم الليل ويصوم الأيام وكان كثير البكاء كلما صلى وقرأالقرآن000

              ركب زيد بن ثابت فأخذ ابن عبّاس بركابه فقال لا تفْعل يا ابنعمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )000قال هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا ) فقال له زيد أرني يديك )000فأخرج يديه فقبّلهما وقال هكذا أمرنا أن نفعلبأهل بيت نبيّنا -صلى الله عليه وسلم- )000


              ************************
              Eman Saeed Shafai
              ************************
              ************************

              تعليق


              • #8
                تابع

                موقفه من الفتنة


                لقد كان لابن عباس أراء في الفتنةبين علي ومعاوية ، أراء ترجو السلام لا الحرب ، والمنطق لا القَسْر ، على الرغم منأنه خاض المعركة مع الإمام علي ضد معاوية ، فقد شهد مع علي ( الجمل ) و ( صفين ) ،لأنه في البداية كان لابد من ردع الشقاق الذي هدد وحدة المسلمين ، وعندما هَمّالحسين -رضي اللـه عنه- بالخروج الى العـراق ليقاتل زيادا ويزيـد ، تعلّق ابن عباسبه واستماتَ في محاولـة منعه ، فلما بلغه نبأ استشهاده ، حـزِنَ عليه ولزم داره000



                البصرة


                وكان ابن عباس أمير البصرة ، وكانيغشى الناس في شهر رمضان ، فلا ينقضي الشهر حتى يفقههم ، وكان إذا كان آخر ليلة منشهر رمضان يعظهم ويتكلّم بكلام يروعهم ويقول مَلاكُ أمركم الدّين ، ووصلتكمالوفاء ، وزينتكم العلم ، وسلامتكم الحِلمُ وطَوْلكم المعروف ، إن الله كلّفكمالوسع ، اتقوا الله ما استطعتم )000



                الوصية


                قال جُندُب لابن عباس أوصني بوصية ) قال أوصيك بتوحيد الله ، والعمل له ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، فإن كلخير أنتَ آتيه بعد هذه الخصال منك مقبول ، وإلى الله مرفوع ، يا جُندُب إنّك لنتزداد من يومك إلا قرباً ، فصلّ صلاة مودّع ، وأصبح في الدنيا كأنّك غريب مسافر ،فإنّك من أهل القبور ، وابكِ على ذنبك ، وتُبْ من خطيئتك ، ولتكن الدنيا أهون عليكمن شِسْعِ نَعْلَيك ، وكأنّ قد فارقتها ، وصرت إلى عدل الله ، ولن تنتفع بما خلّفت، ولن ينفعك إلا عملك )000



                اللسان


                قال ابن بُرَيْدة رأيت ابن عباسآخذاً بلسانه ، وهو يقول وَيْحَكَ ، قُلْ خيراً تغنمْ أوِ اسكتْ عن شرّ تسلم ،وإلا فاعلم أنك ستندم )000فقيل له يا ابن عباس ! لم تقول هذا ؟)000قال إنّهبلغني أنّ الإنسان ليس على شيءٍ من جسده أشدَّ حنقاً أو غيظاً يوم القيامة منه علىلسانه ، إلا قال به خيراً أو أملى به خيراً )000



                المعروف


                وقال ابن عبّاس لا يتمّ المعروفإلا بثلاثة : تعجيله ، وتصغيرُه عنده وسَتْرُهُ ، فإنه إذا عجَّله هيّأهُ ، وإذاصغّرهُ عظّمَهُ ، وإذا سَتَرهُ فخّمَهُ )000



                معاوية وهرقل


                كتب هرقل إلى معاوية وقال إن كانبقي فيهم من النبوة فسيجيبون عمّا أسألهم عنه )000وكتب إليه يسأله عن المجرّة وعنالقوس وعن البقعة التي لم تُصِبْها الشمس إلا ساعة واحدة ، فلمّا أتى معاوية الكتابوالرسول ، قال هذا شيء ما كنت أراه أسأل عنه إلى يومي هذا ؟)000فطوى الكتاب وبعثبه إلى ابن عباس ، فكتب إليه إنّ القوس أمان لأهل الأرض من الغرق ، والمجرّة بابالسماء الذي تنشق منه ، وأمّا البقعة التي لم تُصبْها الشمس إلا ساعة من نهارفالبحر الذي انفرج عن بني إسرائيل )000



                وفاته


                وفي آخر عمره كُفَّ بصره ، وفي عامهالحادي والسبعين دُعِي للقاء ربه العظيم ، ودُفِنَ في مدينة الطائف سنة ( 68 هـ )




                *******************************
                ************************
                Eman Saeed Shafai
                ************************
                ************************

                تعليق


                • #9
                  تابع

                  صفوان بن المعطّل
                  رضي الله عنه
                  الصحابى البرىء

                  " ما علمـتُ عنه إلا خيـراً "

                  حديث شريف



                  صفوان بن المعطّل بن رُبيعة السُّلَميّالذكوانيّ وكنيته أبو عمـرو
                  قديم الإسلام ، شهد الخندق والمشاهد بعدها ، وهوالذي رُميت به
                  السيدة عائشة في حادثة الإفك000

                  حادثة الإفك
                  في غزوة المصطلق سنة ست للهجرة ، لما فرغالرسول -صلى الله عليه وسلم- من سفره ذلك وجّه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينةنزل منزلا فبات به بعض الليل ، ثم أذّن في الناس بالرحيل ، فارتحل الناس ، وخرجتالسيدة عائشة لبعض حاجاتها وفي عنقها عقد ، فلما فرغت أنسل ، فلما رجعت الى الرحلذهبت تلتمسه في عنقها فلم تجده ، فرجعت الى مكانها الذي ذهبت إليه ، فالتمسته حتىوجدته ، وجاء القوم فأخذوا الهودج وهم يظنون أنها فيه كما كانت تصنع ، فاحتملوهفشدوه على البعير ، ولم يشكوا أنها فيه ، ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به ، فرجعتالى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب ، قد انطلق الناس000
                  فتلففت بجلبابها ثماضطجعت في مكانها ، وعرفت أن لو قد افتُقِدت لرُجع إليها ، فمر بها صفوان بنالمعطّل السُّلَمي ، وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته ، فلم يبت مع الناس ، فرأىسوادها فأقبل حتى وقف عليها ، وقد كان يراها قبل أن يضرب الحجاب ، فلما رآها قال إنا لله وإنا إليه راجعون ، ظعينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)000وقال ماخلّفك يرحمك الله ؟)000فما كلمته ، ثم قرب البعير فقال اركبي )000واستأخر عنها ،فركبت وأخذ برأس البعير فانطلق سريعاً يطلب الناس ، فتكلّم أهل الإفك وجهلوا000

                  وكان صفوان صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ومن صالحي أصحابه ، وقدأثنى عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حادثة الإفك ، فقد قام الرسول الكريمفحَمَد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أمّا بعد : فأشيروا عليّ في أناسأبَنوا -اتهموا- أهلي ، وأيْمُ الله إنْ -ما- علمتُ على أهلي من سُوءٍ قطّ ،وأبَنوا بِمَن ؟ والله إنْ علمتُ عليه سوْءاً قطّ ، ولا دخل على أهلي إلا وأناشاهِد )000يعني صفوان بن المعطل000

                  حسّان بن ثابت
                  وقد أكثر حسان بن ثابت على صفوان بن المعطّلفي شأن عائشة ، وقال بيت شعر يُعرّض به فيه000

                  أمسى الجلابيبُ قد عزُّواوقد كثُرُوا*****وابنُ الفُريعة أمسَى بيضةَ البَلَدِ

                  ويعني بالجلابيب : السفلة ، وبابن الفُريعة نفسه ، فأمُّهُ الفُريعة ، وبيضة البلد أي أنه وحيد ،تشبيه بيضة النعامة التي تتركها في الفلاة فلا تحضنها ، فغضب صفوان وحلف لئن أنزلالله عذرَه ليضربنّ حسان ضربة بالسيف ، وبالفعل بعد نزول البراءة وقف له ليلةًفضربه ضربة كشط جلدة رأسه ، فأخذ ثابت بن قيس صفوان وجمع يديه الى عنقه بحبل وانطلقإلى دار بني حارثة ، فلقيه عبدالله بن رواحة فقال له ما هذا ؟!)000فقال ماأعجبك عَدَا على حسّان بالسيف ، فوالله ما أراه إلا قد قتله )000فقال هل علمرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما صنعت به ؟)000فقال لا )000 فقال واللهلقد اجترأت ، خلِّ سبيله ، فسنغدو على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنعلمه أمره ) فخلى سبيله000

                  فلمّا أصبحوا غدوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكروا له ذلك فقال أين ابن المعطل ؟)000فقام إليه فقال ها أنا يا رسول الله ) فقال ما دَعاك إلى ما صنعت )000فقال يا رسول الله ، آذاني وكثّر عليّ ،ثم لم يرضَ حتى عرّض في الهجاء ، فاحتملني الغضب ، وهذا أنا ، فما كان عليّ من حقّفخذني به )000فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ادعُ لي حسّان )000فأتيَ بهفقال يا حسّان أتشوّهت على قومٍ أن هداهُمُ اللـه للإسلام ؟ أحْسِن فيما أصابك ) فقال هي لك يا رسـول اللـه )000فأعطاه رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- سيرين القبطية فولدت له عبدالرحمن000

                  وفاته
                  استشهد في خلافة عمر بن الخطاب في معركةأرمينية عام ( 19 هـ / 640 م ) ، وقيل توفي بالجزيرة في ناحية سُمَيْساط -على شاطيءالفرات في غربيه في طرف بلاد الروم- ، وقيل أنه غزا الروم في خلافة معاوية ،فاندقّت ساقه ، ولم يزل يُطاعن حتى مات سنة ( 58 هـ )000

                  *******************************

                  ************************
                  Eman Saeed Shafai
                  ************************
                  ************************

                  تعليق


                  • #10
                    تابع

                    مصعب بن عمير


                    أول سفراء الإسلام


                    اعطر اهل مكة و اول سفير فى الاسلام




                    لقد رأيت مُصعبا هذا وما بمكة فتى أنْعَمُ عند أبويه "


                    " منه ، ثم ترك ذلك كله حُبّا لله ورسوله
                    حديث شريف






                    غُرّة فتيان قريش وأوفاهم بهاءًوجمالا وشباباً ، كان مصعب بن عمير أعطر أهل مكة
                    لم يظفر بالتدليل مثله أي فتىمن قريش ، فكان المدَلّل المُنَعّم أو كما يصفه المسلمين
                    مصعب الخير ، والىجانب أناقة مظهره كان زينة المجالس والندوات على الرغم من
                    حداثة سنه ، سمعبالنبي الجديد ومن تبعه من المسلمين ، وعَلِم باجتماعهم في دار الأرقم
                    فلميتردد وسارع ليسمع الآيات تتلى والرسول -صلى الله عليه وسلم- يصلي بالمسلمين
                    فكان له مع الإسلام موعدا ، فبسط يده مبايعا ، ولامست اليد اليمنى لرسول اللهصدره
                    المتوهّج فنزلت السكينة عليه وبدا وكأنه يملك من الحكمة مايفوق عمره000




                    أمه


                    كانت أم مصعب ( خُنَاس بنت مالك ) تتمتع بقوة فذة في شخصيتها وكانت تُهاب الى حد الرهبة ، وحين أسلم مصعب خاف أمهوقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمراً ، ولكن أبصره ( عثمان بن طلحة ) وهو يدخلالى دار الأرقم ثم مرة ثانية وهو يصلي صلاة محمد ، فأسرع عثمان الى أم مصعب ينقللها النبأ الذي أفقدها صوابها ، ووقف مصعب أمام أمه وعشيرته وأشراف مكة المجتمعينيتلو عليهم القرآن الذي يطهر القلوب ، فهمَّت أمه أن تُسْكِتُه بلطمة ولكنها لمتفعل ، وإنما حبسته في أحد أركان دارها وأحكمت عليه الغلق ، حتى عَلِم أن هناك منالمسلمين من يخرج الى الحبشة ، فاحتال على أمه ومضى الى الحبشة000

                    وعاد الىمكة ثم هاجر الهجرة الثانية الى الحبشة000ولقد منعته أمه حين يئست من رِدَّته كل ماكانت تفيض عليه من النعم وحاولت حبسه مرة ثانية بعد رجوعه من الحبشة ، فآلى علىنفسه لئن فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه ، وإنها لتعلم صدق عزمه فودعتهباكية مصرّة على الكفر ، وودعها باكيا مصرّا على الإيمان ، فقالت له اذهب لشأنك، لم أعد لك أما )000فاقترب منها وقال يا أمَّه ، إني لكِ ناصح وعليك شفوق ،فاشهدي أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله )000أجابته غاضبة قسماًبالثّواقب لا أدخل في دينك فَيُزْرى برأيي ويضعف عقلي )000




                    تَرْك نعيم الدنيا


                    وخرج مصعب من النعمة الوارفة التيكان يعيش فيها مؤثرا الفاقة ، وأصبح الفتى المُعَطّر المتأنق لا يُرى إلا مرتدياأخشن الثياب ، يأكل يوما ويجوع أيام ، وقد بصره بعض الصحابة يرتدي جلبابا مرقعاباليا ، فحنوا رءوسهم وذرفت عيونهم دمعا شجيا ، ورآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتألقت على شفتيه ابتسامة جليلة وقال لقد رأيت مُصعبا هذا وما بمكة فتى أنْعَمُعند أبويه منه ، ثم ترك ذلك كله حُبّا لله ورسوله )000



                    أول سفير


                    اختار الرسول -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير ليكون سفيره الى المدينة ، يفقه الأنصار ويعلمهم دينهم ، ويدعو الجميعالى الإسلام ، ويهيأ المدينة ليوم الهجرة العظيم ، مع أنه كان هناك من يكبره سناوأقرب للرسول منه ، وحمل مصعب -رضي الله عنه- الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليهمن عقل راجح وخلق كريم ، فنجح بمهمته ودخل أهل المدينة بالإسلام ، واستجابوا للهولرسوله ، وعاد الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في موسم الحج التالي لبيعة العقبةالأولىعلى رأس وفد عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة ، بايعوا الرسول الكريم ببيعةالعقبة الثانية000

                    ************************
                    Eman Saeed Shafai
                    ************************
                    ************************

                    تعليق


                    • #11
                      تابع

                      إسلام سادةالمدينة


                      فقد أقام مصعب بن عمير في المدينة فيمنزل ( أسعد بن زرارة ) ونهضا معا يغشيان القبائل والمجالس ، تاليا على الناس مامعه من كتاب الله ، وتعرض لبعض المواقف التي كان من الممكن أن تودي به لولا فطنةعقله وعظمة روحه ، فقد فاجأه يوما ( أُسَيْد بن حضير ) سيد بني عبد الأشهل بالمدينةشاهِراً حربته ، يتوهج غضبا على الذي جاء يفتن قومه عن دينهم ، وقال ( أُسَيْد ) لمصعب وأسعد بن زرارة ما جاء بكما إلى حَيِّنَا تُسَفِّهان ضعفائنا ؟000اعتزلاناإذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة )000

                      وبمنتهى الهـدوء تحرك لسان مصعبالخيـر بالحديث الطيب فقال أولا تجلس فتستمـع ؟000فإن رضيت أمْرنا قَبِلته ، وإنكرهته كَفَفْنا عنك ما تكره )000وكان أُسَيْد رجلا أريبا عاقلا ، هنالك أجاب أسَيْد أنصَفْت )000وألقى حربته الى الأرض وجلس يصغي ، ولم يكد مصعب يقرأ القرآن ويفسرالدعوة حتى أخذت أسارير ( أُسَيْـد ) تشرق ، ولم يكد ينتهي مصعـب حتى هتف ( أسَيْـد ) ما أحسن هذا القول وأصدقـه ، كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين؟)000وأجابوه بتهليلـة رجت الأرض رجّـاً ثم قال له مصعب يطهر ثوبه وبدنه ، ويشهدأن لا إله إلا الله )000فأسلم أُسَيْد وسرى الخبر كالضوء ، وجاء ( سعد بن معاذ ) فأصغى لمصعب واقتنع وأسلم ، ثم تلاه ( سعد بن عبادة ) وأسلم ، وأقبل أهل المدينةيتساءلون : إذا أسلم ساداتهم جميعا ففيم التخلَّف ؟000هيا الى مصعب فلنؤمن معه فإنالحق يخرج من بين ثناياه000




                      غزوة أحد


                      وفي غزوة أحد يُحتدم القتال ، ويخالفالرماة أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويغادرون مواقعهم في أعلى الجبل بعد أنرأوا المشركين ينسحبون منهزمين ، لكن عملهم هذا حول النصر الى هزيمة ، ويفاجأالمسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل ، ومزقت الفوضى والذعر صفوف المسلمين ،فركَّز المشركون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريدون أن ينالوا منه ، وأدركمصعب بن عمير ذلك ، فحمل اللواء عاليا ، وكبَّر ومضى يصول ويجول ، وكل همِّه أنيشغل المشركين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- 000



                      الشهادة


                      حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد ،فلما جال المسلمون ثبت به مصعب ، فأقبل ابن قميئة وهو فارس ، فضربه على يده اليمنىفقطعها ومصعب يقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل )000وأخذ اللواء بيدهاليسرى وحَنَا عليه ، فضرب يده اليسرى فقطعها ، فَحَنَا على اللواء وضَمَّهبعَضُدَيْه الى صدره وهو يقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل )000ثمحمَلَ عليه الثالثة بالرُّمح فأَنْفَذه وانْدَقَّ الرُّمح ، ووقع مصعب وسقطاللواء000واستشهد مصعب الخير000



                      وداع الشهيد


                      وبعد انتهاء المعركة جاء الرسولوأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهدائها000يقول خبّاب بن الأرَتّ هاجرنا معرسول الله -صلى الله عليه وسلم-في سبيل الله ، نبتغي وَجْه الله ، فوجب أجْرَنا علىالله ، فمنا من مضى ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا ، منهم مصعب بن عمير قُتِلَ يومأُحُد ، فلم يُوجـد له شيء يكفن فيه إلا نَمِرَة ، فكنا إذا وضعناها على رأسهتَعَـرَّت رجلاه ، وإذا وضعناها على رِجْلَيْه برزت رأسه ، فقال لنا رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- اجْعَلوها مما يلي رَأْسَه ، واجعلوا على رجليه من نباتالإذْخِر )000

                      وقد مثّل المشركون بجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول عليهالسلام وأوجع فؤاده ، وقال وهو يقف عنده من المؤمنين رجال صَدَقوا ما عاهدواالله عليه )000ثم ألقى بأسـى نظرة على بردته التي كُفِّن فيها وقال لقد رأيتبمكـة وما بها أرق حُلَّة ولا أحسن لِمَّة منك ، ثم هأنتـذا شَعِث الرأس في بُرْدَة )000وهتف الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل منعليها من رفاق مصعب وقال إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة ) ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال أيها الناس زوروهم ، وأتوهم وسلِّمواعليهم ، فوالذي نفسي بيده لا يُسلم عليهم مُسَلِّم الى يوم القيامة ، إلا ردّواعليه السلام )000



                      *******************************
                      ************************
                      Eman Saeed Shafai
                      ************************
                      ************************

                      تعليق


                      • #12
                        الصحابى اللذى قاتل الانس والجن

                        عمار بن ياسر

                        رضي الله عنه


                        " إن عمّارا مُلِىء إيماناً إلى مُشاشه "

                        حديـث شريـف
                        خرج والد عمار بن ياسر من بلده اليمن يريد أخا له ، يبحث عنه ، وفي
                        مكة طاب له المقام فحالف أبا حذيفة بن المغيرة ، وزوجه أبو حذيفة إحدى
                        إمائه ( سمية بنت خياط ) ورزقا بابنهما ( عمار ) ، وكان إسلامهم مبكراً


                        اسلامه
                        يقول عمار بن ياسر -رضي الله عنه- لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها 000 فقلت له : ماذا تريد ؟000

                        فأجابني : ماذا تريد أنت ؟000
                        قلت له : أريد أن أدخل على محمد ، فأسمع ما يقول000
                        قال : وأنا أريد ذلك000 فدخلنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرض علينا الاسلام ، فأسلمنا ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا ، ثم خرجنا ، ونحن مستخفيان )000فكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلاً000


                        العذاب
                        وشأن الأبرار المُبَكّرين أخذ آل ياسر نصيبهم الأوفى من عذاب قريش وأهوالها ، ووُكل أمر تعذيبهم إلى بني مخزوم ، يخرجون بهم جميعا ياسر و سمية وعمار كل يوم الى رمضاء مكة الملتهبة ويصبون عليهم من جحيم العذاب ، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يخرج كل يوم الى أسرة ياسر مُحييا صمودها وقلبه الكبير يذوب رحمة وحنانا لمشهدهم ، وذات يوم ناداه عمار يا رسول الله ، لقد بلغ منا العذاب كُلَّ مبلغ )000فناداه الرسول -صلى الله عليه وسلم- صبرا أبا اليَقْظان ، صبرا آل ياسر فإن موعـدكم الجنة )000


                        ولقد وصـف أصحاب عمار العذاب الذي نزل به 000فيقول عمـرو بن ميمون أحرق المشركون عمار بن ياسر بالنار ، فكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يمر به ، ويُمر يده على رأسه ويقول : يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت بردا وسلاما على إبراهيم )000و يقول عمرو بن الحكم كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول )000وقد فقد وعيه يوما فقالوا له اذكر آلهتنا بخير )000وأخذوا يقولون له وهو يردد وراءهم من غيـر شعور000وبعد أن أفاق من غيبوبتـه وتذكر ما كان طار صوابـه ، فألفاه الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يبكي فجعل يمسح دموعه بيده ويقول له أخذك الكفار فغطوك في الماء فقلت : كذا وكذا ؟)000أجاب عمار وهو ينتحب نعم يا رسول الله )000فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يبتسم إن عادوا فقل لهم مثل قولك هذا )000ثم تلا عليه الآية الكريمة قال تعالى مَنْ كَفَرَ باللهِ من بعد إيمانِهِ إلا من أُكْرِه وقلبُهُ مُطْمَئِنٌ بالإيمان )000سورة النحل (106)000

                        واسترد عمار سكينة نفسه ، وصمد أمام المشركين000وعن عثمان بن عفان قال : أقبلت أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخذٌ بيدي نتماشى في البطحاء حتى أتينا على أبي عمّار وعمّار وأمه ، وهو يُعَذّبون فقال ياسر الدهرُ هكذا ؟)000فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- اصْبِرْ ، الّلهمّ اغْفِر لآلِ ياسر ، وقد فعلتْ )000


                        الهجرة
                        وهاجر عمّار ( أبو اليقظان)-رضي الله عنه- الهجرة الثانية إلى الحبشة ، ولمّا هاجر من مكة إلى المدينة نزل على مُبَشِّر بن عبد المنذر ، وآخر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين عمّار بن ياسر وحُذيفة بن اليمان ، وشهد عمّار بدراً والمشاهـد كلها ، وهو أول من اتخذ في بيته مسجداً يُصلي فيه000


                        حب الرسول لعمّار
                        استقر المسلمون بعد الهجرة في المدينة ، وأخذ عمار مكانه عاليا بين المسلمين ، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحبه حبا عظيما ، يقول عنه -صلى الله عليه وسلم- ( إن عمّارا مُلِىء إيمانا إلى مُشاشه -تحت عظامه- )000وحين كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يبنون المسجد بالمدينة إثر نزولهم ، إرتجز علي بن أبي طالب أنشودة راح يرددها ويرددها المسلمون معه ،وأخذ عمار يرددها ويرفع صوته ،وظن بعض أصحابه أن عمارا يعرض به ، فغاضبه ببعض القول فغضب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال ما لهم ولعمّار ؟000يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار ، إن عمّارا جِلْدَة ما بين عيني وأنفي )000


                        وعن أبي سعيد قال : كنّا نحملُ في بناء المسجد لبنةً لبنةً ، وعمار يحمل لبنتَين لبنتَين ، فرآهُ النبي -صلى الله عليه وسلم- فجعل ينفُض التراب عنه ويقول ويْحَ عمّار يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار )000

                        وحين وقع خلاف عابر بين خالد بن الوليد وعمّار قال الرسول من عادى عمّارا عاداه الله ، ومن أبغض عمّارا أبغضه الله )000فسارع خالد إلى عمار معتذرا وطامعا بالصفح000كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام- اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة : إلى علي ، وعمّار وبلال )000


                        إيمانه
                        لقد بلغ عمار في درجات الهدى واليقين ما جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يُزَكي إيمانه فيقول اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عَمّار )000وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ابن سُميّة ما عُرِضَ عليه أمرٌ إلا اختار أشدَّهُما )000وقال رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- عمّار يزولُ مع الحقّ حيثُ يزول )000


                        كما أن حذيفة بن اليمان وهو يعالج سكرات الموت سأله أصحابه بمن تأمرنا إذا اختلف الناس )000فأجابهم عليكم بابن سمية ، فإنه لا يفارق الحق حتى يموت )000وقد سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول أبو اليقظان على الفطرة لا يَدَعُها ، حتى يموتَ أو يمسّه الهرمُ )000وعن علي قال : سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول دمُ عمّار ولحمه حرام على النّار أن تطعمه )000


                        نبوءة الرسول
                        أثناء بناء مسجد الرسـول -صلى الله عليه وسلم- أخذ الحنان الرسـول الكريـم الى عمار ، فاقترب منه ونفض بيده الغُبار الذي كسـى رأسه ، وتأمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وجه عمار الوديع المؤمن ثم قال على ملأ من أصحابه وَيْحَ ابن سمية ، تقتله الفئة الباغية )000وتتكرر النبوءة حين يسقط الجدار على رأس عمار فيظن بعض إخوانه أنه مات ، فيذهب الى الرسول ينعاه ، فيقول الرسول -صلى الله عليه سلم- بطُمأنينة وثقة ما مات عمار ، تقتل عماراَ الفئة الباغية )000



                        قتال الإنس والجن
                        قال عمّار بن ياسر قد قاتلت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإنس والجن )000فقيل له ما هذا ؟ قاتلت الإنس فكيف قاتلت الجنَّ ؟)000قال نزلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منزلاً فأخذتُ قِرْبَتي ، ودَلْوي لأستقي ، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أما أنه سيأتيكَ آتٍ يمنَعُكَ مِنَ الماء )000فلمّا كنتُ على رأس البئر إذا رجلٌ أسودٌ كأنه مَرَسٌ فقال لا والله لا تستقي منها ذَنوباً واحداً )000فأخذته فصرعتَهُ ، ثم أخذتُ حجراً فكسـرتُ به أنفه ووجهـهُ ، ثم ملأتُ قِرْبَتـي فأتيتُ بها رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال هل أتاك على الماء من أحد ؟)000فقلتُ عبدٌ أسودٌ )000 فقال ماصنعت به ؟)000فأخبرته فقال أتَدْري مَنْ هو ؟)000قلتُ لا )000قال ذاك الشيطان ، جاء يمنعُكَ من الماء !!)000



                        يوم اليمامة
                        بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- واصل عمار تألقه في مواجهة جيوش الردة والفرس والروم ، وكان دوما في الصفوف الأولى ، وفي يوم اليمامة انطلق البطل في استبسـال عاصف ، وإذا يرى فتـور المسلمين يرسل بين صفوفـهم صياحه المزلزل فيندفعون كالسهام ، يقول عبـد الله بن عمـر رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخـرة ، وقد أشرف يصيح يا معشر المسلمين أمِـن الجنة تفـرّون ؟000أنا عمار بن ياسر هلُمّـوا إلي)000فنظرت إليه فإذا أذنه مقطوعة تتأرجح ، وهو يقاتل أشد القتال )000



                        ولاية الكوفة
                        لفضائله -رضي الله عنه- سارع عمر بن الخطاب واختاره والياً للكوفة وجعل ابن مسعود معه على بيت المال ، وكتب الى أهلها مبشرا إني أبعث إليكم عمَّار بن ياسر أميرا ، وابن مسعود مُعَلما ووزيرا ، وإنهما لمن النجباء من أصحاب محمد ومن أهل بدر )000يقول ابن أبي الهُذَيْل وهو من معاصري عمار في الكوفـة رأيت عمار بن ياسر وهو أميـر الكوفة يشتري من قِثائها ، ثم يربطها بحبـل ويحملها فوق ظهـره ويمضي بها الى داره )000كما ناداه أحد العامة يوما يا أجدع الأذن )000فيجيبه الأمير خَيْر أذنيّ سببت ، لقد أصيبت في سبيل الله )000



                        عمار والفتنة
                        وجاءت الفتنة ووقع الخلاف بين علي -كرم الله وجهه- ومعاوية ، فوقف عمار الى جانب علي بن أبي طالب مُذعنا للحق وحافظا للعهد ، وفي يوم صِفِّين عام 37 هجري خرج عمار مع علي بن أبي طالب وكان عمره ثلاثا وتسعين عاما ، وقال للناس أيها الناس سيروا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يثأرن لعثمان ، ووالله ما قصدهم الأخذ بثأره ، ولكنهم ذاقوا الدنيا ، واستمرءوها وعلموا أن الحق يحول بينهم وبين ما يتمرّغون فيه من شهواتهم ودنياهم ، وما كان لهؤلاء سابقة في الإسلام يستحقون بها طاعة المسلمين لهم ولا الولاية عليهم ، ولا عرفت قلوبهم من خشية الله ما يحملهم على اتباع الحق ، وإنهم ليخدعون الناس بزعمهم أنهم يثأرون لدم عثمان ، وما يريدون إلا أن يكونوا جبابرة وملوكا )000


                        ثم أخذ الرايـة بيده ورفعهـا عاليا وصـاح في الناس الجنّة تحت البارقة ، الظمآنُ قد يَرِدُ الماءَ المأمور وذا اليوم ألْقى الأحبّة محمداً وحِزْبَه ، والله لو ضربونا حتى يُبلّغونا سعفات هَجَر لعلمتُ أنّا على حقّ وأنّهم على باطل ، والله لقد قاتلتُ بهذه الراية ثلاث مرّات مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وما هذه المرّة بأبرّهنّ ولا أنقاهُنّ )000


                        تحقق نبوءة الرسول
                        كان عمار بن ياسر وهو يجول في المعركة يؤمن أنه واحد من شهدائها ، وكانت نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمام عينيه تقتل عماراَ الفئة الباغية )000من أجل هذا كان يغرد قائلا اليوم ألقى الأحبة محمدا وصحبه )000ولقد حاول رجال معاوية أن يتجنبوا عمَّارا ما استطاعوا ، حتى لا تقتله سيوفهم فيتبين للناس أنهم الفئة الباغية ، ولكن شجاعة عمار ابن الثالث والتسعين وقتاله كجيش لوحده أفقدهم صوابهم حتى إذا تمكنوا منه أصابوه ، وانتشر الخبر ، وتذكر الناس نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فزادت فريق علي بن أبي طالب إيمانا بأنهم على الحق ، وحدثت بلبلة في صفوف معاوية ، وتهيأ الكثير منهم للتمرد والإنضمام الى علي ، فخرج معاوية خاطبا فيهم إنما قتله الذين خرجوا به من داره ، وجاءوا به الى القتال )000وانخدع الناس واستأنفت المعركة000


                        وقد شهد خُزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسلُّ سيفاً ، وشهد صفّين وقال أنا لا أصلُ أبداً حتى يُقتل عمّارٌ فأنظر مَنْ يقتلُهُ ، فأني سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول تقتلهُ الفئة الباغية )000فلما قُتِلَ عمّار بن ياسر قال خزيمة قد بانت لي الضلالة )000واقترب فقاتل حتى قُتِلَ000


                        الشهيد
                        حمل الإمام علي عماراً فوق صدره الى حيث صلى عليه والمسلمـون معه ، ثم دفنه في ثيابه ، ووقف المسلمون على قبـره يعجبون ، فقبل قليـل كان يغـرد اليوم ألقى الأحبة محمدا وصحبه )000وتذكروا قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- اشتاقت الجنة لعمّار )000


                        وقد قال عليّاً -رضي الله عنه- حين قُتِلَ عمّار إنّ امْرأً من المسلمين لم يَعْظُمْ عليه قتلُ ابن ياسر وتدخلُ به عليه المصيبةُ الموجعةُ لغيرُ رشيد ، رحِمَ الله عمّاراً يوم أسلمَ ، ورحِمَ الله عمّاراً يوم قُتِلَ ، ورحِمَ الله عمّاراً يوم يُبْعث حيّاً ، لقد رأيتُ عمّاراً وما يُذْكَرُ من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعةٌ إلا كان رابعاً ولا خمسةٌ إلا كان خامِساً ، وما كان أحدٌ من قدماء أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشكُّ أن عمّاراً قد وجَبَتْ لهُ الجنّة في غير موطن ، ولا اثنين ، فهنيئاً لعمّار بالجنّة ، ولقد قيل إنّ عمّاراً مع الحقِّ والحقُّ معه ، يدور عمّارٌ مع الحقّ أينما دار ، وقاتِلُ عمّار في النّار )000

                        ************************
                        Eman Saeed Shafai
                        ************************
                        ************************

                        تعليق


                        • #13
                          صحابى عوتب من اجله النبى من الله

                          صحابى عوتب من اجله النبى من الله
                          عمرو بن قيس بن زائدة
                          رضي الله عنه


                          وَأمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى ** وَهُوَ *)
                          (* يَخْشَـى ** فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهّـَى
                          قرآن كريم

                          هو الصحابي الجليل المعروف باسم ( ابـن أم مكتـوم ) الأعمـى
                          في المدينة اسمه عمرو بن قيس بن زائدة القرشي العامري و في العراق اسمه
                          عبدالله وفي النهاية اجتمعوا على أنه ابن قيس بن زائدة بن الأصم بن رواحة

                          نسبه
                          أمه أم مكتوم اسمها عاتكة بنت عبدالله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم ، وهو ابن خال السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- ، فأم خديجة هي فاطمة بنت زائدة الأصم وهي أخت قيس000

                          إسلامه
                          أسلم بمكة قديماً وكان ضرير البصر ، هاجر إلى المدينة المنورة بعد مصعب بن عمير ، قبل أن يهاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليها وقبل بدر قال البراء أوّل من قدم علينا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُصعب بن عمير وابن أم مكتوم ، فجعلا يُقْرِئان النّاس القرآن )000

                          عبس وتولى
                          كان النبـي -صلى الله عليه وسلم- جالساً مع رجال من قريش فيهم عُتبة بن ربيعة وناس من وجوه قريش وهو يقول لهم أليس حسناً أن جئتُ بكذا وكذا ؟)000فيقولون بلى والدماء !!)000فجاء ابن أم مكتوم وهو مشتغل بهم فسأله عن شيء فأعرض عنه ، وعبس بوجهه ، فأنزل الله تعالى مُعاتباُ رسوله الكريم000
                          قال تعالى :"( عَبَـسَ وَتَولّـى ** أَن جآءَ هُ الأَعْمَـى ** وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّـى ** أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْـرى ** أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ** فأنْتَ لَهُ تَصَـدَّى ** وَمَا عَلَيْكَ ألا يَزَّكّـَى ** وَأمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى ** وَهُوَ يَخْشَـى ** فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهّـَى ")000سورة عبس (آيات 1-10 )000
                          فلمّا نزلت الآية دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابن أم مكتوم فأكرمه000

                          الآذان
                          كان ابن أم كلثوم يُؤذَّن للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة مع بلال ، فقد كان بلال يُؤذّن ويُقيم ابن أم مكتوم ، وربما أذن ابن أم مكتوم وأقام بلال ، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- إنَّ بلالاً يُنادي بليل ، فكلوا واشربوا حتى يُنادي ابن أم مكتوم )000وبما أن ابن أم مكتوم أعمى كان لا يُؤذن حتى يُقال له أصبحت أصبحت )000

                          البصر
                          أتى جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده ابن أم مكتوم فقال متى ذهب بصرُك ؟)000قال وأنا غلام )000فقال قال الله تبارك وتعالى إذا ما أخذتُ كريمة عبدي لم أجِدْ له بها جزاءً إلا الجنة ))000

                          اليهودية
                          نزل ابن أم مكتوم -رضي الله عنه- على يهودية بالمدينة ( عمّة رجل من الأنصار ) فكانت تخدمه وتؤذيه في الله ورسوله ، فتناولها فضربها فقتلها ، فرُفِعَ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال أمّا والله يا رسول الله إن كانت لّتُرْفِقُني -تخدمني- ولكنها آذتني في الله ورسوله ، فضربتها فقتلتها )000 فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبعدها الله تعالى ، فقد أبطلتْ دَمَها )000

                          المدينة
                          استخلفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المدينة ثلاث عشرة مرة ، في غزواته منها : غزوة الأبواء وبواط ، وذو العسيرة ، وخروجه إلى جهينة في طلب كرز بن جابر ، وفي غزوة السويق ، وغطفان وأحد وحمراء الأسد ، ونجران وذات الرقاع ، واستخلفه حين سار إلى بدر ، ثم في مسيره إلى حجة الوداع ، وشهد فتح القادسية ومعه اللواء000
                          وكان ابن أم مكتوم يُصلّي بالناس في عامّة غزوات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000

                          القاعدون والمجاهدون
                          عندما نزل قوله تعالى
                          لا يَسْتوي القَاعِدونَ مِنَ المؤمنينَ000والمجاهدونَ في سَبيلِ الله )000سورة النساء ( آية 95 )000
                          قال عبد الله بن أم مكتوم أيْ ربِّ أَنْزِل عُذري )000فأنزل الله
                          غَيْرُ أولِي الضَّرَرِ )000
                          فجُعِلَتْ بينهما وكان بعد ذلك يغزو فيقول ادفعوا إليّ اللواء ، فإنّي أعمى لا أستطيع أن أفرّ ، و أقيموني بين الصّفَّين )000

                          يوم القادسية
                          شهد ابن أم مكتوم فتح القادسية ومعه اللواء ، فقد كانت معه رايةٌ له سَوْداء ، وعليه دِرْعٌ له سابغة ثم رجع ابن أم مكتوم إلى المدينة فمات بها000
                          ************************
                          Eman Saeed Shafai
                          ************************
                          ************************

                          تعليق

                          يعمل...
                          X