Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ظاهرة قتل الأبناء اليهود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ظاهرة قتل الأبناء اليهود

    ظاهرة قتل الأبناء اليهود لمخالفة الشريعة في الجيتو

    بقلم د.ابراهيم البحراوي
    مازالت ظاهرة الصراع داخل النفس اليهودية بين الانحباس داخل أسوار الجيتو اليهودي الديني «وهو الحي الخاص الذي استقل اليهود بالحياة فيه في أوروبا الشرقية وروسيا منذ العصور الوسطي» وشرائعه الدينية المتزمتة والانفتاح علي العالم والاندماج في مجتمعاته وثقافاته وجماعاته البشرية المتنوعة ظاهرة متواصلة إلي يومنا هذا في إسرائيل وفي الدول التي تضم جاليات يهودية.
    وإذا كانت حركة الهسكالاة التي أطلقها موشيه مندلسون المفكر اليهودي الألماني في عام ١٧٥٠ قد فعلت فعلها كحركة تنوير وتحرير لأجيال عديدة من اليهود وأعانتهم علي إدراك أنهم بشر كسائر البشر وليسوا مجموعة متفردة الخصائص وبالتالي فقد ساعدتهم علي التصرف في المجتمعات الأوروبية المسيحية كبشر عاديين لا يقيمون حواجز بينهم وبين الأوروبيين تطبيقاً لشعار «كن يهودياً في بيتك إنسانا خارج بيتك» فإن هذا العون الذي قدمته حركة الهسكالاة لم يقض تماماً - بطبيعة الأمور - علي نزعة الانحباس اليهودي داخل المفاهيم الدينية الخاصة.
    لقد ظل الصراع قائما حتي بعد أن انفتح اليهود علي المجتمعات الأوروبية وتعلموا اللغات السائدة فيها بعد أن كانوا محبوسين في لغة «الييديش» وحتي بعد أن تلقوا التعليم العصري واختلطوا بالثقافات والأفكار الجديدة وحتي بعد أن تخلص عدد كبير منهم من مفهوم الانعتاق الديني الذي يعني البقاء في أسر الكهنة، وتحت سيطرة الحاخامات إلي أن يأتي المسيح اليهودي المخلص من السماء ليقودهم كشعب مختار إلي الأرض المقدسة،
    وحتي بعد أن قررت شرائح واسعة منهم أن تخالف هذه العقيدة التي تحرم الجهد البشري اليهودي للتجمع في فلسطين، وأن تتبني مفهوم القومية الأوروبية وتحوله إلي المفهوم الصهيوني السياسي القائم علي بذل الجهد البشري لاحتلال فلسطين وإقامة الوطن اليهودي هناك تخلصاً من ظاهرة التحقير والاضطهاد الأوروبي المسيحي لهم. إذن لقد انتفع اليهود بحركة الهسكالاة في تملك أدوات عصرية، بما في ذلك الفكرة القومية، ومع ذلك فقد ظل الصراع قائماً داخل نفوسهم بين الانحياز للموروثات اليهودية الدينية الحاجزة بينهم وبين سائر البشر «الجوييم»، وبين الانفتاح عليهم.
    ويري بعض المؤرخين اليهود أن هذا الصراع لم يكن جديداً علي اليهود، بل إنه سمة مميزة لهم منذ اعتنقوا الشريعة الموسوية التي حاولت فصلهم عن حياة البشر المحيطين بهم وألزمتهم «كشعب خاص» بالامتناع عن التزاوج مع الشعوب الأخري أو التأثر بثقافاتهم وعاداتهم المعيشية ودياناتهم، ويمكننا أن نتبين ملامح هذا الصراع في نهاية القرن التاسع عشر، مجسداً في الحياة اليومية اليهودية كما يصوره الأديب اليهودي دافيد فريشمان.كان هذا الأديب منتمياً إلي طبقة التجار في إحدي المدن البولندية الكبري ذات الطابع الصناعي، وكانت أسرته قد استفادت بحركة الهسكالاة وتحررت بالفعل من السكني داخل أسوار الجيتو، وتلقي أفرادها التعليم المدني،
    ومن هنا أتقن فريشمان اللغات الأوروبية ومن بينها الروسية والألمانية، ومع ذلك فإن الأسرة كانت حريصة في ثوبها العصري الجديد علي أن تعلم أبناءها دورس العهد القديم وقواعد الشريعة، وهو ما حدث لفريشمان، فأصبح نموذجا لليهودي الجديد الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، والتقاليد المنقولة والنقلية وبين السمات العقلية للحضارة الأوروبية.
    من هنا جاء أدب فريشمان تعبيراً عن التيارين معاً مزوداً بالمعارف الحديثة والأدب الأوروبي الكلاسيكي، جنباً إلي جنب مع المفاهيم والتقاليد اليهودية. لقد لاحظ الأديب أن هناك درجة عالية من المعاناة التي تصيب جيل الآباء اليهود لخروج أبنائهم من الجيتو ومفارقة ثقافته الدينية اليهودية،
    ومن هنا ركز في قصصه الواقعية علي تصوير هذه المعاناة من خلال رصد وقائع فعلية تسجل خيبة أمل الآباء لانفصال أبنائهم، رغم مرور قرن علي حركة الهسكالاة وشيوع أفكارها مما يعني أبدية الصراع داخل النفس اليهودية بين موروثاتها الخاصة وبين مستحدثات الحياة العصرية وهو صراع مازال مترجماً في إسرائيل في وجود القوي الدينية الداعية إلي تطبيق الشريعة علي الحياة والدولة والقوي العلمانية الرافضة لهذا.
    من القصص التي تصور هذا الصراع القديم الجديد وماينتج عنه من معاناة لجيل الآباء المحافظين، قصة كتبها فريشمان حول حادثة مأساوية في حياة أرملة يهودية اسمها سارة تعيش في الجيتو وتتوافق مع قوانينه وتعاليم الحياة الدينية فيه، وتفرغ حياتها لتربية ابنتها الوحيدة علي التقاليد، غير أن الابنة تجذبها أضواء الحياة الأوروبية وتدفعها موهبتها الصوتية إلي هجران الجيتو والالتحاق بفرقة غنائية شهيرة،
    وبعد مرور وقت طويل علي هروب الفتاة تشاهدها الأم في إحدي ليالي عيد الغفران وهي تؤدي غناءها كمطربة شهيرة ولم يكن أمام الأرملة بحكم الموروث الديني المتزمت إلا أن تتوافق معه، فانقضت بسكين علي ابنتها لمخالفتها قوانين الديانة اليهودية بالغناء في ليلة عيد الغفران حيث يجب التفرغ للعبادة. ظلت الأم تطعن ابنتها بالسكين إلي أن فارقت الحياة.
    عندما وقفت الأم أمام المحكمة استعادت أمومتها وبدأت مشاعر الندم تراودها لقتل فلذة كبدها وتمنت أن تنهي المحكمة عذابها بالحكم عليها بالإعدام غير أن المحكمة قدرت دوافعها الدينية وخيبت أملها عندما حكمت عليها بالبراءة. نجت الأم من العقاب الخارجي لكنها عاقبت نفسها داخليا، فقد انفجرت في حالة هستيرية أدت إلي إصابتها بالخبل والجنون لتنجو من تذكر مشهد السكين وهو في يدها ينهال بالطعنات في صدر ابنتها.
    قصة تكررت كثيراً في الواقع اليهودي علي مر العصور وستواصل التكرار بأشكال مختلفة لتعبر عن سطوة الشريعة داخل نفوس الأجيال المحافظة وقدرتها علي تحريك حوافز القتل ليس فقط للمخالفين الغرباء بل، أيضا للأبناء، حفاظاً علي تعاليم اليهودية.

    المصدر : المصري اليوم " جريدة مصرية مستقلة "
    دا وانتي مطلعه عيني ... بحيك مووت

  • #2
    بارك الله فيك أخي حسام
    أعترض على سيادة الدكتور أن يسمي ما يحدث ظاهرة، لأننا إذا ما نظرنا للشعب اليهودي داخل إسرائيل، سنجد أن أغلبه غير متدين - حِلونيم -، فالمتدينين - حرديم - قلة إذا ما قورنوا ببقية اليهود.
    وبناء عليه فإن ما حدث لا يعدو كونه حادث قد يتكرر أحيانًا، ولكن من الخطأ وصف الحوادث المتقطعة بالظاهرة.
    منتدى الهندسة الصوتية وبرامج تسجيل الصوت وتحريره

    تعليق

    يعمل...
    X