Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أباطيلٌ وأسمارٌ : من نوادر الأعراب ، وطرائفها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أباطيلٌ وأسمارٌ : من نوادر الأعراب ، وطرائفها

    أباطيلٌ وأسمارٌ : من نوادر الأعراب ، وطرائفها :

    جاء في كتاب :
    نوادر الخلفاء المشهور : بإعلام الناس بما وقع للبرامكة
    مع بني العباس ؛
    لمؤلفه محمد ويعرف بدياب الإتليدي :
    (( خلافة أبي جعفر المنصور :
    قيل: إنه كان يحفظ الشعر من مرة، وله مملوك يحفظه من مرتين، وكان له جارية تحفظه من ثلاث مرات، وكان بخيلاً جداً حتى إنه كان يلقب بالدوانيقي لأنه كان يحاسب على الدوانيق، فكان إذا جاء شاعر بقصيدة قال له: إن كانت مطوقة بأن يكون أحد يحفظها أو ا؛د أنشأها: أي بأن كان أتى بها أحد قبلك، فلا نعطيك لها جائزة، وإن لم يكن أحد يحفظها نعطيك زنة ما هي مكتوبة فيه، فيقرأ الشاعر القصيدة فيحفظها الخليفة من أول مرة، ولو كانت ألف بيت، ويقول للشاعر اسمعها مني وينشدها بكمالها، ثم يقول له: هذا المملوك يحفظها، وقد سمعها المملوك مرتين، مرة من الشاعر ومرة من الخليفة فيقرؤها، ثم يقول الخليفة: وهذه الجارية التي خلف الستارة تحفظها أيضاً وقد سمعتها الجارية ثلاث مرات فتقرؤها بحروفها فيذهب الشاعر بغير شيء.
    قال الراوي: وكان الأصمعي من جلسائه وندمائه فنظم أبياتاً صعبة وكتبها على قطعة عمود من رخام ولفها في عباءة وجعلها على ظهر بعير وغير حليته في صفة أعرابي غريب وضرب له لثاماً ولم يبين منه غير عينيه، وجاء إلى الخليفة وقال: إني امتدحت أمير المؤمنين بقصيدة. فقال: يا أخا العرب إن كانت لغيرك لا نعطيك عليها جائزة وإلا نعطيك زنة ما هي مكتوبة عليه. فأنشد الأصمعي هذه القصيدة:

    doPoem(0)
    قال الراوي: فلم يحفظها الملك لصعوبتها، ونظر إلى المملوك وإلى الجارية فلم يحفظها أحد منهما فقال: يا أخا العرب هات الذي هي مكتوبة فيه نعطك زنته.
    فقال: يا مولاي إني لم أجد ورقاً أكتب فيه وكان عندي قطعة عمود رخام من عهد أبي، وهي ملقاةٌ ليس لي بها حاجة، فنقشتها فيها.
    فلم يسع الخليفة إلا أنه أعطاه وزنها ذهباً فنفد ما في خزينته من المال، فأخذه وانصرف، فلما ولى قال الخليفة: يغلب على ظني أن هذا الأصمعي، فأحضره وكشف عن وجهه. فإذا هو الأصمعي فتعجب منه ومن صنيعه وأجازه على عادته، قال: يا أمير المؤمنين، إن الشعراء فقراء وأصحاب عيال وأنت تمنعهم العطاء بشدة حفظك وحفظ هذا المملوك وهذه الجارية. فإذا أعطيتهم ما تيسر ليستعينوا به على عيالهم لم يضرك، انتهى .... )) .

    منقول ...


    عن أنس رضي الله عنه قال
    : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)







  • #2


    أباطيلٌ وأسمارٌ : من نوادر الأعراب ، وطرائفها :


    مما شاع في المنتديات الأدبية ، هذه القصة الخرافية ، التي هي من قصص الوضاعين والكذابين ، وطالما ينال تاريخنا وعلماؤنا وعظماؤنا كثيرا من الأكاذيب والزيف والبهتان .
    وأشير هنا إلى أن للقصّاص في الكذب والوضع والتشويه تاريخاً طويلاً ، جعل جماعة من الأئمة ينهون عن حضور مجالسهم ، وأُلّفت في التحذير منهم عدة مصنّفات
    ( راجع : تاريخ القصّاص ، للدكتور محمد لطفي الصباغ ) .
    وهذه القصة واضح فيها الوضع والكذب :
    أولا : الخليفة المنصور ، من ملوك الدنيا ، ومن زعماء المسلمين ، وإن رمي بالحرص ، فهو من الخوف على بيت مال المسلمين ، ومما جاء في ترجمته :
    المَنْصُور العَبَّاسي (95 - 158هـ، 714 - 775م)
    عبد الله بن محمد بن علي بن العباس ، أبو جعفر ، المنصور :
    ثاني خلفاء بني العباس ، وأول من عني بالعلوم من ملوك العرب.
    كان عارفاً بالفقه والأدب ، مقدماً في الفلسفة والفلك ، محباً للعلماء.
    ولد في الحميمة من أرض الشراة (قرب معان) ، وولي الخلافة بعد وفاة أخيه السفاح سنة 136هـ.
    وهو باني (بغداد) أمر بتخطيطها سنة 145هـ ، وجعلها دار ملكه بدلاً من (الهاشمية) التي بناها السفاح .
    ومن آثاره :
    مدينة (المصيصة) و (الرافقة) بالرقة ، وزيادة في المسجد الحرام .
    وفي أيامه شرع العرب يطلبون علوم اليونانيين والفرس ، وعمل أول إسطرلاب في الإسلام ، صنعه محمد بن إبراهيم الفزاري .
    وكان بعيداً عن اللهو والعبث ، كثير الجد والتفكير ، وله تواقيع غاية في البلاغة.
    وهو والد الخلفاء العباسيين جميعاً ، وكان أفحلهم شجاعة وحزماً ، إلا أنه قتل خلقاً كثيراً حتى استقام ملكه.
    توفي ببئر ميمون (من أرض مكة) ، ومدة خلافته 22 عاماً.
    يؤخد عليه قتله لأبي مسلم الخراساني (سنة 137هـ) ، ومعذرته أنه لما ولي الخلافة دعاه إليه ، فامتنع في خراسان ، فألح في طلبه ، فجاءه ، فخاف شره ، فقتله في المدائن .
    وكان المنصور أسمر ، نحيفاً ، طويل القامة ، خفيف العارضين ، معرق الوجه ، رحب اللحية ، يخضب بالسواد ، عريض الجبهة (كأن عينيه لسانان ناطقان ، تخالطه أبهة الملوك بزي النساك) ، أمه بربرية تدعى سلامة ، وكان نقش خاتمه :
    (الله ثقة عبد الله وبه يؤمن) .
    ثانيا : أما الأصمعي ، فهو من رواة العرب الموسوعيين في الحفظ والرواية ، ومما جاء في ترجمته :
    الأصْمَعي (122 - 216هـ، 740 - 831م) :
    هو عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي ، أبو سعيد الأصمعي :
    راوية العرب ، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان .
    نسبته إلى جده أصمع ، ومولده ووفاته في البصرة.
    كان كثير التطواف في البوادي ، يقتبس علومها ، ويتلقى أخبارها ، ويتحف بها الخلفاء ، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة ، أخباره كثيرة جداً.
    وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر).
    قال الأخفش : ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي .
    وقال أبو الطيب اللغوي : كان أتقن القوم للغة ، وأعلمهم بالشعر ، وأحضرهم حفظاً. وكان الأصمعي يقول : أحفظ عشرة آلاف أرجوزة.
    وتصانيفه كثيرة مشهورة متداولة .
    ثالثا : إن القصة المذكورة ، لم ترد في مصدر موثوق ، من مصادرنا التراثية ، وقد بحثت عنها في المكتبة التراثية ، بحثا دقيقا مستقصيا ، وما تركت منها الشارد والوارد ، ولا الصغير ولا الكبير ، وبعد طول البحث والجهد لم أجدها إلا في كتاب واحد ، وهو :
    إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس ، لمحمد دياب الإتليدي ( توفي بعد 1100هـ ) وهو رجل مجهول ، لم يزد من ترجموا له على ذكر وفاته ، وأنه من القصّاص ، وليس له سوى هذا الكتاب .
    ثم تداولت الكتب الحديثة ، وخاصة النصرانية هذه القصة ، للتندر والطرائف ، وأخذتها المنتديات عنها أخذاً أعمى ، بلا تبصر ولا روية .
    رابعا : وأما الإتليدي (؟ - بعد 1100 هـ، ؟- بعد 1689 م) :
    فهو محمد دياب الإتليدي :
    قصاص ، من إقليم منية الخصيب بمصر ، له كتاب :
    (إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس).
    ومثل هذا الكتاب مثل كتب جمع الطرف والأشياء الظريفة ، ولكنه كله كتابات ، ليس فيها من صحة التاريخ شيء ، سوى شيئا واحدا ، وهو أسماء الشخصيات التاريخية فحسب .
    خامساً : إنّ هذه القصة السقيمة والنظم الركيك كذب في كذب ، وهي من صنيع قاصّ جاهل بالتاريخ والأدب ، كما تلاحظون في ترجمته ، لم يجد ما يملأ به فراغه سوى هذا الافتعال الواهن .
    سادساً : انظروا إلى الوضع الواضح فيها :
    (قال الراوي : وكان الأصمعي من جلسائه وندمائه ، فعرف حيلة الخليفة ، فعمد إلى نظم أبيات صعبة ، ثم دخل على الخليفة وقد غيّر هيئته في صفة أعرابي غريب ملثّم لم يبِنْ منه سوى عينيه (!!) فأنشده ......) ، فكلها هذر سقيم ، وعبث تافه معنى ومبنى .
    سابعا : ومن الثابت تاريخيا أن صلة الأصمعي كانت بهارون الرشيد لا بأبي جعفر المنصور ، الذي توفي قبل أن ينبغ الأصمعي ، ويُتّخذه نديماً وجليساً ، ثم إن المنصور كان يلقّب بالدوانيقي ، لشدة حرصه على أموال الدولة ، وهذا مخالف لما جاء في القصة ، ثم إن كان المنصور على هذا القدر العجيب من العبقريّة في الحفظ ، فكيف أهمل المؤرخون والمترجمون الإشارة إليها !!؟؟
    أضف إلى ذلك أن هذا النظم الركيك أبعد ما يكون عن الأصمعي وجلالة قدره ، وقد نسب له شيء كثير ، لكثرة رواياته ، وقد يحتاج بعض ما نُسب إليه إلى تأنٍّ في الكشف والتمحيص قبل أن يُقضى بردّه ، غير أن هذه القصة بخاصة تحمل بنفسها تُهَم وضعها ، وكذلك النظم ، وليس هذا بخاف عن اللبيب ، بل عمّن يملك أدنى مقوّمات التفكير الحرّ .
    وبعد : فإنه يصدق على هذه القصّة قول أستاذنا العلامة عمر فرّوخ - رحمه الله- :
    إن مثل هذا الهذر السقيم لا يجوز أن يُروى ، ومن العقوق للأدب وللعلم وللفضيلة أن تؤلف الكتب لتذكر أمثال هذا النظم .
    ثامنا : وكل مهتم بالشعر ، ودارس لأدق دقائقه ، فإنه يكتشف أن القصيدة هذه كتبها الكاتب الملفق بطريقة مختلقة جدا ، بيّن فيها الاختلاق والكذب عروضيا ، فهو طبعا ملفق ، ولكن ملفق يفهم طبيعة التاريخ ، وطبيعة الرجل الذي يريد أن يلفق له هذه التفاهات ، قام بكتابة ما كتبه على بحر شعري عربي قديم يسمى الرجز ، والمشهور عن الأصمعي - رحمه الله- أنه كان من المهتمين بجمع الأراجيز العربية القديمة ؛ لأنه كان لغويا عظيما ، والأراجيز التي كتبها العرب كانت هي مجمع اللغة ، ومستقى كل لغوي ، ولكنه كان جاهلا بهذا البحر ، وسقط في أشياء ، لا يقع فيها أبسط دارس لعلم العروض العربي ، أبيات لا يستقيم فيها الوزن العروضي ، وهي على الشكل التالي ، كنموذج للدرس العروضي ، وتبيين سقم الأبيات ، وسوء فهمها :
    والبيت الأول في هذه الثلاثة لا يستقيم عروضيا ، ولا علاج له .
    والاثنان الأخريان موزونان على مجزوء الكامل ، وهو بحر مقارب للرجز .
    وعلى كل حال هذه الأبيات يبين من ركاكتها و لغتها العامية العصر الذي كتبت فيه .
    تاسعا : القصيدة المذكورة هنا ركيكة جدا ، تدل لغتها على أنها كتبت في العصر العثماني ، وهو عصر الإتليدي ، الآنف الذكر ، وعصر تأليف كتب التجميع للنقول ، والمعتاد على قراءة كتب هذا العصر ، سيجد اللغة تكاد تكون واحدة .
    عاشراً : ورود الكثير من الكلمات ، التي لا تكاد تمت إلى العربية بأي صلة ، و لو بحثتم في أي قاموس أو معجم ، جامع للغة العربية ، مثل :
    لسان العرب لابن منظور الإفريقي ، أو الكتاب الموسوعي الجامع المانع تاج العروس ، للشيخ مرتضى الزبيدي ، لما وجدتم أثرا لمثل هذه الكلمات ، بالرغم من أن كلا الكتابين ، هما أجمع كتب اللغة ، ولا تكاد لفظة عربية لم ترد فيهما .

    منقول ...


    عن أنس رضي الله عنه قال
    : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






    تعليق

    يعمل...
    X