Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شجرة البركة.. مفبركة!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شجرة البركة.. مفبركة!

    شجرة البركة.. مفبركة!
    الأربعاء 4 من صفر1428هـ 21-2-2007م الساعة 10:33 م مكة المكرمة 07:33 م جرينتش
    الصفحة الرئيسة > تقارير > تقارير فرعية

    الشجرة المباركة المزعومة


    تحقيق: جمال الدرواني

    رؤية شرعية: وليد نور

    مفكرة الإسلام: مع غياب العلم الشرعي السليم تنتشر الخرافات والدجالة واللجوء إلى الغيبيات وما وراء الطبيعة التي لا أساس لها من الشرع الحنيف، ويبتعد الناس عن العبادات المشروعة والسعي المطلوب في الدنيا ليذهبوا إلى "البركات" هروبًا من الواقع الأليم.

    واليوم لم يعد هناك حديث في مصر سوى شجرة الكافور التي حفر عليها لفظ الجلالة واسم النبي محمد r والتي صارت موطنا للالتماس "البركة".

    مفكرة الإسلام قامت بالتوجه إلى مكان تلك الشجر الكائن في نهاية شارع جسر السويس في أول طريق مصر الإسماعلية الصحراوي (شمال شرق القاهرة) قرب أحد الثكنات العسكرية هناك.

    ومن بداية الطريق إلى مو قع الشجرة بات واضحا أن الوصول إلى هناك ليس بالأمر الصعب خاصة وأن صيتها قد وصل إلى مسامع الجميع؛ فمع أول مواطن لقيناه في منطقة النزهة بالقاهرة إذا به يصف موقع الشجرة رغم أنه لم يشاهدها بأم عينه حتى الآن.

    أما المواطنين داخل حافلات النقل فقد تناسوا هموم معيشتهم اليومية إلى الحديث عن معجزات تلك الشجرة الخارقة وكيف انفلقت إلى نصفين ليخرج منها شعاع نوراني!

    سائق أتوبيس النقل كان الوحيد الذي لم يخف ضجره من قصة الشجرة هذه وما أحدثه من فوضى وحالة اختناق وزحام مروري بالمكان مما جعله يقطع شارع جسر السويس في فترات طويلة جدا تدفعه في كثير من الأحيان إلى تغيير مسار رحلته.


    وفور وصولنا إلى المكان لم يكن من الصعب أيضا التعرف عليها بين عشرات الأشجار الموجودة بجوارها نظرا لحالة الازدحام الشديدة والتسابق بين الناس من أجل لمس الشجرة وموضع لفظ الجلاله واسم النبي محمد r لعله ينال البركة !!.

    أما الشارع المقابل للشجرة فقد كان مزدحما للغاية فالجميع من سائقي الحافلات والميكروباصات والعربات الخاصة جميعهم ما أن يأتي قرب المكان حتى يهدأ من سرعته ملقيا نظرة خاطفة على هذا التجمع الحاشد وتلك الشجرة الخارقة.

    وبين حالة التكدس الشديدة لم يكن من الصعب أيضا أن تميز بين امرأة عجوز أو شيخ مريض أو عامل بسيط يضع يده على الشجرة ثم يمسح وجهة وجسده لعله ينال البركة أو يشفى من العلل على حد ظنه.

    وإذا كان ثمة صعوبة في الوصول إلى الشجرة نفسها، فإنه كان من المستحيل أيضا الوصول إلى موضع لفظ الجلالة الله خاصة وأنه كان يوجد بين جزعي الشجرة مما يستلزم الوقوف أمامه مباشرة من أجل رؤيته وتصويره. وهنا كانت العناية الإلهية حيث تعاون معنا أحد الشباب الذين تسلقوا الشجرة خصيصا من أجل تصويرها، فأعطيناه كاميرا المفكرة ليأخذ لنا بعضا من اللقطات التي عرضناها في هذا المقال.

    اللقطات التي أخذناها تشير إلى حد كبير إلى وجود أياد قامت بنحت لفظ الجلالة واسم النبي محمد r وهو ما أكدته في وقت سابق اللجنة العلمية التي شكلتها نيابة النزهة بمصر، والتي قالت في تقرير لها إن الكتابة الموجودة على الشجرة مفبركة وتم حفرها بفعل فاعل وليست من مظاهر الإعجاز الإلهي.

    حيث توصلت اللجنة العلمية برئاسة د. عبد العزيز حسني - أستاذ النباتات بزراعة عين شمس - إلي أن الشجرة من نوع الكافور وتبين أن العلامة الموجودة عليها جاءت نتيجة لجرح بمنطقة الجذع وبمرور الوقت تحول لون الجرح إلي البني وتبين أن العلامة لا يتجاوز عمرها 6 شهور ولا تشكل ظاهرة طبيعية.

    ولكن كيف انتقل صيت الشجرة إلى الناس وكيف عرفوه ؟

    بعض شهود العيان من سائقي الحافلات التي تمر يوميا من أمام الشجرة، أوضحوا لمفكرة الإسلام أن أحد الجنود الذين يتصادف وجودهم يوميا بحكم وجود أحد الثكنات العسكرية هناك، هو الذي اكتشف أمر هذه الشجرة، وعلى الفور قام بتوصيل هذه المعلومة إلى زملاءه في الوحدة العسكرية ليشيع الخبر بعد ذلك إلى كل سكان المنطقة.

    حكم التبرك بالأشجار ـ رؤية شرعية:

    التبرك: هو طلب البركة؛ والتي هي كثرة الخير والزيادة، والمقصود بالتبرك بالأشجار هو التمسح بالشجرة أو زيارتها أو القيام بأي فعل مخصوص نحوها للاعتقاد أن فيها منفعة، أو أنها تدفع ضرًا، أو تجلب خيرا.

    وهذا الفعل قادح في عقيدة المسلم لأن الله وحده هو الذي بيده النفع والضر وهو وحده عز وجل الذي يجلب الخير ويدفع الشر.

    يقول الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: "والنصوص في القرآن والسنة دلت على أن البركة من الله -جل وعلا- وأن الله -جل وعلا- هو الذي يبارك، وأن الخلق لا أحد يبارك أحدا وإنما هو -جل وعلا- الذي يبارك قال سبحانه: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ يعني عظم خير من نزل الفرقان على عبده وكثر ودام وثبت تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وقال سب حانه: وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وقال: وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا.

    فالذي يبارك هو الله -جل وعلا- لا يجوز للمخلوق أن يقول باركت على الشيء أو أبارك فعلكم؛ لأن لفظ البركة ومعنى البركة إنما هي من الله؛ لأن الخير كثرته ولزومه وثباته إنما هو من الذي بيده الأمر، والنصوص في الكتاب والسنة دلت على أن البركة التي أعطاها الله -جل وعلا- للأشياء إما أن تكون الأشياء هذه أمكنة أو أزمنة، و إما أن تكون تلك الأشياء من بني آدم يعني مخلوقات آدمية، أما الأمكنة والأزمنة فظاهر أن الله -جل وعلا- حين بارك بعض الأماكن كبيت الله الحرام، وكما بارك حول بيت المقدس الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ والأرض المباركة، ونحو ذلك أن معنى أنها مباركة أن يكون فيها الخير الكثير اللازم الدائم لها ليكون ذلك أشجع بأن يلازمها أهلها الذين دعوا إليها، وهذا لا يعني أن يتمسح بأرضها أو أن يتمسح بحيطانها، فهذه بركة لازمة لا تنتقل في الذات".

    وأكد الشيخ في شرحه لكتاب التوحيد: أن "بركة الأماكن أو بركة الأرض ونحو ذلك هي بركة لا تنتقل بالذات يعني إذا لامست الأرض أو دفنت فيها أو تبركت بها فإن البركة لا تنتقل بالذات، وإنما الأرض المباركة من جهة المعنى كذلك بيت الله الحرام هو مبارك لا من جهة ذاته يعني أن يتمسح به فتنتقل البركة وإنما هو مبارك من جهة ذاته من جهة المعنى، يعني اجتمعت فيه البركة التي جعلها الله في هذه البنية من جهة تعلق القلوب بها وكثرة الخير الذي يكون لمن أرادها وأتاها وطاف بها وتعبد عندها حتى الحجر الأسود هو حجر مبارك، ولكن بركته لأجل العبادة يعني أنه من استلمه تعبدا مطيعا للنبي r في استلامه له وفي تقبيله فإنه يناله به بركة الاتباع، وقد قال عمر -رضي الله عنه- لما قبل الحجر : إني لأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر.

    قوله: لا تنفع ولا تضر يعني لا ينقل لأحد شيئا من النفع ولا يدفع عن أحد شيئا من الضر، ولولا أني رأيت رسول الله r يقبلك ما قبلتك هذا من جهة الأمكنة وأما الأزمنة فمعنى كون الزمان مباركا مثل شهر رمضان أو بعض أيام الله الفاضلة، يعني أن من تعبد فيها ورام الخير فيها فإنه يناله من كثرة الثواب ما لا يناله في غير ذلك الزمان.

    والقسم الثاني: البركة المنوطة ببني آدم والبركة التي جعلها الله -جل وعلا- في الناس إنما هي بركة فيمن آمن؛ لأن البركة من الله -جل وعلا- وجعل بركته للمؤمنين به وسادة المؤمنين هم الأنبياء والرسل، والأنبياء والرسل بركتهم بركة ذاتية يعني أن أجسامهم مباركة فالله -جل وعلا- جعل جسد آدم مباركا وجعل جسد إبراهيم -عليه السلام- مباركا، وجعل جسد نوح مباركا، وهكذا جسد عيسى وموسى -عليهم جميعا الصلاة والسلام- جعل أجسادهم مباركة بمعنى أنه لو تبرك أحد من أقوامهم بأجسادهم، إما بالتمسح بها أو بأخذ عرقها أو بالتبرك ببعض الشعر فهذا جائز؛ لأن الله جعل أجسادهم مباركة.

    وهكذا النبي r محمد بن عبد الله جسده أيضا جسد مبارك، ولهذا جاء في الأدلة في السنة أن الصحابة كانوا يتبركون بعرقه، يتبركون بشعره، وإذا توضأ اقتتلوا على وضوءه وهكذا في أشياء شتى ذلك؛ لأن أجساد الأنبياء فيها بركة ذاتية يمكن معها نقل أثر هذه البركة أو نقل البركة والفضل والخير من أجسادهم إلى غيرهم، وهذا مخصوص بالأنبياء والرسل، أما غيرهم فلم يرد دليل على أن ثم من أصحاب الأنبياء من بركتهم بركة ذاتية حتى أفضل هذه الأمة أبو بكر وعمر فقد جاء بالتواتر القطعي أن الصحابة والتابعين والمخضرمين لم يكونوا يتبركون بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي بجنس تبركهم بالنبي r با لتبرك بالشعر أو بالوضوء أو بالنخامة أو بالعرق أو بالملابس ونحو ذلك".

    وأشار الشيخ إلى أن في التبرك بالأشجار والأحجار ونحوها تشبه بفعل المشركين من أهل الجاهلية، حيث كان المشركون "يرجون كثرة الخير ودوام الخير ولزوم الخير وثبات الخير بالتوجه إلى الآلهة، وهذه الآلهة يكون منها الصنم الذي من الحجارة، ويكون منها القبر من التراب ويكون منها الوثن، ويكون منها الشجر، ويكون منها البقاع المختلفة غار أوعين ماء أو نحو ذلك هذه تبركات مختلفة جميعها تبركات شركية".

    التبرك بالأشجار بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر:

    التبرك بالأشجار والأحجار وغيرها ونحوها له حالتان:

    1ـ أن يعتقد البركة فيها ويرجوه ويؤمله منها، فيتبرك بها رجاء النفع والضر، فهذا شرك أكبر.

    2ـ أن يتبرك بها على أنها سبب، بأن يعتقد أن البركة من الله تحصل بالتمسح بها، فهذا شرك أصغر.

    ويوضح الشيخ صالح أن التبرك بالشجر أو بالحجر أو بالقبر أو ببقاع مختلفة قد يكون شركا أكبر، وقد يكون شركا أصغر؛ فيكون شركا أكبر - يخرج فاعله من الإسلام - إذا طلب بركتها معتقدا أن هذا الشجر أو الحجر أو القبر إذا تمسح به أو تمرغ عليه أو التصق به يتوسط له عند الله، فإذا اعتقد فيه أنه وسيلة إلى ال له فهذا اتخاذ إله مع الله -جل وعلا- وشرك أكبر، وهذا هو الذي كان يزعمه أهل الجاهلية بالأشجار والأحجار التي يعبدونها وبالقبور التي يتبركون بها يعتقدون أنهم إذا عكفوا عندها وتمسحوا بها أو نثروا التراب عليها، قد قال سبحانه: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}.

    ويكون التبرك شركا أصغر إذا كان هذا التبرك بنثر التراب عليه أو إلصاق الجسم بذلك أو التبرك بعين ونحوها، إذا كان من جهة أنه جعله سببا لحصول البركة بدون اعتقاد أنه يوصل إلى الله يعني جعله سببا مثل ما يجعل لابس التميمة أو لابس الحلقة أو لابس الخيط جعل تلك الأشياء سببا.

    فإذا أخذ تراب القبر ونثره عليه لاعتقاده أن هذا التراب مبارك وإذا لامس جسمه فإن جسمه يتبارك من جهة السببية فهذا شرك أصغر؛ لأنه ما صرف عبادة لغير الله جل علا ولكن اعتقد ما ليس سببا مأذونا به شرعا سببا، وأما إذا تمسح بها كما هي الحال الأولى تمسح بها وتمرغ والتصق بها لتوصله إلى الله -جل وعلا- فهذا شرك أكبر مخرج من الملة".

    الدليل على ذلك:

    أما الدليل على ذلك فهو في قوله عز وجل – موبخًا الكفار والمشركين -: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى؛ فاللات هذه صخرة بيضاء عند أهل الطائف، وما هدمت إلا بعد أن أسلمت ثقيف أرسل لها النبي r المغيرة بن شعبة فهدمها وكسرها وكان عليها ولها سدنة ولها قدم، المقصود أن اللات صخرة وصفت بأنها بيضاء.

    والعزى شجرة كانت بين مكة والطائف، وكانت في الأصل شجرة ثم بنى بناء على ثلاث سمرات، وكانت هناك له سدنة وكانت امرأة كاهنة هي التي تخدم ذلك الشرك، ولما فتح النبي r مكة أرسل إليها خالد بن الوليد فقطع الأشجار الثلاث السمرات الثلاث، وقتل من قتل فلما رجع وأخبر النبي r قال له: ارجع فإنك لم تصنع شيئا فرجع فرآه السدنة ففروا إلى الجبل ثم رأى امرأة ناشرة شعرها عريانة هي الكاهنة التي كانت تخدم ذلك الشرك وتحضر الجن لإضلال الناس في ذلك الموضع فرآها فعلاها بالسيف حتى قتلها فرجع إلى النبي r قال: تلك العزى.

    ومن الأدلة على ذلك؛ ما رواه الترمذي وصححه عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله r إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها: ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله r: الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} لتركبن سنن من كان قبلكم.


    وخبر هذا الحديث أن المشركين كانت لهم شجرة يعتقدون فيها النفع والضرر، واعتقادهم فيها يشمل ثلاثة أشياء:

    الأول: أنهم كانوا يعظمونها.

    الثاني: أنهم كانوا يعكفون عندها.

    الثالث: أنهم كانوا يعلقون بها الأسلحة رجاء نقل البركة من الشجرة إلى السلاح حتى يكون أمضى وحتى يكون خيره لحامله أكثر.

    وفعلهم هذا شرك أكبر؛ لأنهم عظموها وعكفوا عندها والعكوف عبادة وهو ملازمة الشيء على وجه التعظيم والقربة، والثالث أنهم طلبوا منها البركة فصار شركهم الأكبر؛ لأجل هذه الثلاث مجتمعة الصحابة -رضوان الله عليهم- قالوا: يعني من كانوا حديثي عهد بكفر قالوا: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ظنوا أن هذا لا يدخل في الشرك وأن كلمة التوحيد لا تهدم بهذا الفعل، فقال رسول الله r: الله أكبر! إنها السنن، قلتم - والذي نفسي بيده- كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}.

    شبه -عليه الصلاة والسلام- المقالة بالمقالة، معلوم أن أولئك عبدوا غير الله، عبدوا ذات الأنواط، وأما أولئك فإنما طلبوا بالقول، والنبي -عليه الصلاة والسلام- شبه القول بقول قوم موسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} ولم يفعلوا ما طلبوا، ولما نهاهم النبي r انتهوا، ولو فعلوا ما طلبوا لكان شركا أكبر، لكن لما قالوا وطلبوا دون فعل صار قولهم شركا أصغر؛ لأنه كان فيه نوع تعلق بغير الله -جل وعلا-.

    لذلك، فإن من تمسح أو تبرك بشجرة أو حجر أو ما شابه، بجعله سببًا دون أن يعتقد فيه النفع أو الضر فقد أشرك شركًا أصغر، أما إذا تعلق قلبا بهذا المتمسح به، أو المتبرك به، وعظمه ولازمه، واعتقد فيه النفع والضر، أو أنه وسيلة إلى الله عز وجل فإن هذا شركا أكبر.

    عمر وشجرة الحديبية:

    كما حرص رسول الله r على الحفاظ على عقيدة المسلمين وتجنب أية شبهة أو فعل يقدح فيها، فأرسل أصحابه إلى هدم الأوثان وقطع الأشجار التي كانت تعبد من دون الله عز وجل، كذلك فعل أصحابه والعلماء من بعده، روى ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/100) أن عمر بن الخطاب أمر بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي r في غزوة الحديبية، وقد صحح ابن حجر هذا الأثر في فتح الباري (7/513) وقال: (ثم وجدت عند ابن سعد بإسناد صحيح عن نافع أن عمر... ).

    وقال ابن وضاح (ص87) في كتابه البدع والنهي عنها: (سمعت عيسى بن يونس مفتي طرسوس يقول: أمر عمر بن الخطاب بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي r لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة). أ ـ هـ.

    قال أبو بكر الطرطوشي في كتابه: [الحوادث والبدع] ص38 بعد أن ذكر حديث أبي واقد الليثي: (فانظروا رحمكم الله أيضاً أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس، ويعظمون من شأنها، ويرجون البر والشفاء من قبلها، وينوطون بها المسامير والخرق، فهي ذات أنواط فاقطعوها)أـ هـ.

    وقال عبد الرحمن بن إسماعيل المعر وف بأبي شامة في كتابه [الباعث على إنكار البدع والحوادث] ص24: (ولقد أعجبني ما صنعه الشيخ أبو إسحاق الجبيناني رحمه الله تعالى ـ أحد الصالحين ببلاد أفريقية في المائة الرابعة ـ، حكى عنه صاحبه الصالح أبو عبد الله محمد بن أبي العباس المؤدب أنه كان إلى جانبه عين تسمى: عين العافية، كانت العامة قد افتتنوا بها، يأتونها من الآفاق، من تعذر عليها نكاح أو ولد، قالت: امضوا بي إلى العافية فتعرف بها الفتنة، قال أبو عبدالله: فإنا في السحر ذات ليلة إذ سمعت أذان أبي إسحاق نحوها فخرجت فوجدته قد هدمها، وأذن الصبح عليها، ثم قال: اللهم إني هدمتها لك فلا ترفع لها رأساً. قال: فما رفع لها رأس إلى الآن)اهـ.


    ]تحقيق: جمال الدرواني : مفكرة الاسلام
    دا وانتي مطلعه عيني ... بحيك مووت

  • #2
    الناس اتجننت
    اول ما شافوا الشجرة الطريق كله وقف
    وماحدش الا وكان واقف بعربيته على جنب عشان يا يتفرج يا ينزل ياخدله لحسه

    بس الغريب فى الموضوع انها حفر على الشجرة
    طب ازاى اتحفرت بطريقة زى كده

    وعموما احنا ولا الناس بتوع الزراعة واللى بتفهم فى الحاجات دى
    هما طبعا

    وهما العلماء

    وربنا يبعدنا عن الخزعبلات
    يحفظ العلم بالعمل به وتعليمه والتأليف فيه، ومن حفظه وكرره وذاكره ودرسه ثبت في صدره

    ....

    RealIdea
    موقعى بتحديث 1 رمضان 1431 هجرية


    تعليق


    • #3
      شكرا لك ليت جميع الناس يعلمون
      شرح فيديو

      تعليق

      يعمل...
      X