قصة وقعية حدثت أمام ناظري منذ عدة أعوام
حادثة
حادثة
نهضت على غير عادتي ذلك الصباح متأخرا ... لم أنم جيدا ... كوابيس مزعجة حاصرتني وأفزعتني طول الليل ...أبتلعت افطاري بسرعة.. ارتديت ملابسي على عجل.. نزلت درجات البيت العشرة في خطوتين واتجهت صوب محطة الحافلة....غيوم رمادية في الأفق ... قطرات المطر تنعش وجهي ..
ليس من عادة الكوابيس ان تقظ نومي وتفزعني بهذا الشكل..وتساءلت بيني وبين نفسي ماالعلاقة بين الكوابيس والواقع.. هل هي انذار بوقوع شيء غير طيب .. ولم أكن أعتقد أن الجواب سيأتيني بأسرع مما تصورت
شاحنة حمل الازبال تأتي من الشارع المقابل ...رجل يبدو أنه لم يتخلص من آثر الخمر ذلك الصباح يتجه بلا وعي يريد عبور الطريق
تقترب الشاحنة ويزداد ترنح الرجل السكير... الشاحنة مرتفعة شيئا ما ...وبالكاد يرى سائقهاالطريق المزدحم ببقايا الطين....تجاوزت الشاحنة سيارة واقفة ..واقتربت من الرجل السكير الذي أصر على عبور الشارع ولم يعر أدنى اهتمام للشاحنة القادمة نحوه... نقصت سرعة الشاحنة بشكل كبير لكنها لم تتوقف بفعل تكون طبقة طينية مع قطرات الماء ..لازلت الشاحنة تقترب وتتجه نحو السكير ...لمسته مقدمتها فانزلق
وفي ثانية مرت فوق جسده الملقى على الأرض
أمسكت برأسي وأدرت وجهي الى الجهة الأخرى ..وأبصرت فوجا من مرتادي المقاهي منهم من يمسك برأسه ومنهم من قفز من مكانه هلعا ومنهم من فغر فاه في بلاهة ومنهم من صرخ في وجه السائق أمرا إياه بالتوقف
لم يكن الامر عاديا أن ترى شاحنة أزبال تدهس رجلا وتمر فوق بطنه
كان الأمر يبدو أشبه بحلم تحول في رمشة عين الى كابوس مزعج مع صرخات النساء وحوقلة الرجال
أنقدني من هذا المنظر البشع وصول الحافلة التي كنت أنتظر ..ركبت ولم أشأ مواصلة التحديق ..وتذكرت لسبب أجهله كوابيس الأمس
مررنا بالحافلة بالقرب من السكير .. استرقت البصر الى حيث بدا الرجل ممدا تحت شاحنة الأزبال دون حراك ودون دماء أيضا...لم تكن المستشفى تبعد الا بخمس دقائق على الأكثر... لهذا فالأكيد أنهم سيحضرون وسيسعفون الرجل خصوصا وانه يبدو لم يصب إصابات خطيرة وأن رأسه لازالت سليمة
انطلقت الحافلة.. وصلت الى العمل .... وسرعان ما نسيت أمر الرجل السكير
عند المساء في رحلة الرجوع... وصلت الحافلة قبل موعدها...
نزلت ببطء من شدة تعب يوم كامل من العمل... رأيت خيمة كبيرة.. إقتربت أكثر... آيات القرآن تنبعث من داخل الخيمة وعبر المكبرات بتلاوة أحد مشايخ المشرق المشهورين ...كانت خيمة عزاء...ولم يكن عجيبا ان أرى خيمة عزاء
اقتربت أكثر وسمعت جماعة من الرجال يتحلقون على شكل دائرة وأحدهم يقول
لم تأت سيارة الاسعاف الا بعد ساعة ...ويقولون في المستشفى أنه أصيب بنزيف داخلي ولم يستطيعوا فعل شيء
وأكتشفت حينها أن الرجل السكير قد مات
مات ميتة مغبونة..وحتى دون أن يعي أنه مات ... مات تحت عجلات شاحنة أزبال ...يالها من ميتة ...وتذكرت كوابيس الأمس
أسرعت الخطى نحوالبيت فقد كنت جائعا جدا
ليس من عادة الكوابيس ان تقظ نومي وتفزعني بهذا الشكل..وتساءلت بيني وبين نفسي ماالعلاقة بين الكوابيس والواقع.. هل هي انذار بوقوع شيء غير طيب .. ولم أكن أعتقد أن الجواب سيأتيني بأسرع مما تصورت
شاحنة حمل الازبال تأتي من الشارع المقابل ...رجل يبدو أنه لم يتخلص من آثر الخمر ذلك الصباح يتجه بلا وعي يريد عبور الطريق
تقترب الشاحنة ويزداد ترنح الرجل السكير... الشاحنة مرتفعة شيئا ما ...وبالكاد يرى سائقهاالطريق المزدحم ببقايا الطين....تجاوزت الشاحنة سيارة واقفة ..واقتربت من الرجل السكير الذي أصر على عبور الشارع ولم يعر أدنى اهتمام للشاحنة القادمة نحوه... نقصت سرعة الشاحنة بشكل كبير لكنها لم تتوقف بفعل تكون طبقة طينية مع قطرات الماء ..لازلت الشاحنة تقترب وتتجه نحو السكير ...لمسته مقدمتها فانزلق
وفي ثانية مرت فوق جسده الملقى على الأرض
أمسكت برأسي وأدرت وجهي الى الجهة الأخرى ..وأبصرت فوجا من مرتادي المقاهي منهم من يمسك برأسه ومنهم من قفز من مكانه هلعا ومنهم من فغر فاه في بلاهة ومنهم من صرخ في وجه السائق أمرا إياه بالتوقف
لم يكن الامر عاديا أن ترى شاحنة أزبال تدهس رجلا وتمر فوق بطنه
كان الأمر يبدو أشبه بحلم تحول في رمشة عين الى كابوس مزعج مع صرخات النساء وحوقلة الرجال
أنقدني من هذا المنظر البشع وصول الحافلة التي كنت أنتظر ..ركبت ولم أشأ مواصلة التحديق ..وتذكرت لسبب أجهله كوابيس الأمس
مررنا بالحافلة بالقرب من السكير .. استرقت البصر الى حيث بدا الرجل ممدا تحت شاحنة الأزبال دون حراك ودون دماء أيضا...لم تكن المستشفى تبعد الا بخمس دقائق على الأكثر... لهذا فالأكيد أنهم سيحضرون وسيسعفون الرجل خصوصا وانه يبدو لم يصب إصابات خطيرة وأن رأسه لازالت سليمة
انطلقت الحافلة.. وصلت الى العمل .... وسرعان ما نسيت أمر الرجل السكير
عند المساء في رحلة الرجوع... وصلت الحافلة قبل موعدها...
نزلت ببطء من شدة تعب يوم كامل من العمل... رأيت خيمة كبيرة.. إقتربت أكثر... آيات القرآن تنبعث من داخل الخيمة وعبر المكبرات بتلاوة أحد مشايخ المشرق المشهورين ...كانت خيمة عزاء...ولم يكن عجيبا ان أرى خيمة عزاء
اقتربت أكثر وسمعت جماعة من الرجال يتحلقون على شكل دائرة وأحدهم يقول
لم تأت سيارة الاسعاف الا بعد ساعة ...ويقولون في المستشفى أنه أصيب بنزيف داخلي ولم يستطيعوا فعل شيء
وأكتشفت حينها أن الرجل السكير قد مات
مات ميتة مغبونة..وحتى دون أن يعي أنه مات ... مات تحت عجلات شاحنة أزبال ...يالها من ميتة ...وتذكرت كوابيس الأمس
أسرعت الخطى نحوالبيت فقد كنت جائعا جدا
تعليق