Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كل عام وأنتم بخير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كل عام وأنتم بخير

    أولا : كل عام وأنتم بخير بمناسبة ذكرى مولد الرحمة المهداة سيدنا ونبين وإمنامنا وأسوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين .

    ثانية : أحببت أن أضع بهذه المناسبة الشريفة موضوعا عن فلسفة الإحتفال بالمولد النبوي الشريف لفضيلة العلامة الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله .



    فلسفة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
    حلقة خاصة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف
    الدكتور الشيخ أحمد الكبيسي
    تقديم: الدكتور نجيب عبد الوهاب

    في صحيح مسلم أن الله تعالى يخفف العذاب عن أبي لهب يوم الاثنين حيث أنه عندما بُشّر بولادة المصطفى r أعتق جاريته ثويبة.

    قال تعالى (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران) فما هي دلالة الآية على ما نحن فيه؟

    هناك فرق بين النعمة والمِنّة فالنعمة هي ما ينعم الله تعالى به على عباده أما المِنّة فهي النعمة الثقيلة التي تغيّر حالة العبد تغيراً كاملاً إلى الأحسن وهي التي ما وراءها نعمة. وإذا ذكّرك المُنعِم بالنعمة دائماً فهي المِنّة وهذا التذكير هو مذموم من العبد ومحمود من الله تعالى.

    ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أنه منّ على الأنبياء والمرسلين كما في قصة يوسف u(قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) يوسف) منّ تعالى على يوسف وأخيه من التدبير العظيم والكيد الذي لا يصوغه إلا الله تعالى وهذا من ولادته إلى محاولة رميه في البئر من إخوته إلى بيعه إلى أن أرسله الله تعالى نبياً إلى أن صار مسؤولاً عن خزائن مصر. وكذلك منّ تعالى في القرآن الكريم على بني اسرائيل كما جاء في قوله تعالى (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) القصص) والمنة هنا هي انقاذ الله تعالى لبني اسرائيل من فرعون وما تبعها وكذلك منّ الله تعالى على موسى u (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37) طه)

    أما على المسلمين فقد منّ الله تعالى عليهم بمنتي:


    المنّة الأولى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) ما من نعمة أعظم من الإيمان لأنها غيّرت حياتنا بالكامل إلى الأحسن كنا مشركين فمنّ الله تعالى علينا وجعلنا موحدين وأزكياء وطاهرين وهذه منّة عظيمة و يرافقها إلا المنة الثانية وهي:

    المنة الثانية: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران) مولد النبي r منة عظيمة. لقد أرسل الله تعالى رسلاً كثيرون إلى قومهم وتحدث عن حياتهم بالتفصيل ولقد احتفى القرآن الكريم ببعض الرسل من ساعة ولادتهم إلى موتهم وبهذا أصبح الحديث عن ميلاد ذلك النبي قرآناً وشرعاً (كما جاء في ذكر ولادة عيسى u وموسى u ويحيى u) ونحن كمسلمين نحتفل كل ثانية بميلاد أحد هؤلاء الأنبياء لأنه ما من ساعة ولا ثانية تمر إلا وأحد من المسلمين يقرأ هذه الآيات التي تحتفي بمولد الأنبياء عليهم على رسولنا أفضل الصلاة والسلام فهناك من يحتفل هذا الاحتفال القرآني بولادة عيسى r وما رافقه من عِبر وكذلك بموسى r من ساعة ولادته إلى أن أصبح في قصر فرعون إلى موته بالتفصيل. وكذلك يحيى u ولم يحتف القرآن فقط بولادة هؤلاء الأنبياء وطفولتهم وما رافقها من معجزات وإنما يحدثنا أن كل كل ما تعلّق بالأنبياء داخل ضمن العقيدة كما جاء في قصة طالوت في سورة البقرة (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)) التابوت هو نفسه الذي وضعت أم موسى موسى r عندما خافت عليه من فرعون وألقته به في اليم فحمله الماء إلى قصر فرعون. والتابوت مقدّس لأنه حفظ موسى r لبني اسرائيل ثم لما مات موسى r وهارون u جمع بنو اسرائيل آثارهما (العصى المقدسة، عمامة هارون، نعل موسى) ووضوعوها في التابوت وكانوا في حروبهم يقدمون هذا التابوت بين أيديهم فينصرهم الله تعالى في المعارك حتى استطاعت قوة أن تنتصر على بني اسرائيل بعدما سرقوا منهم التابوت قبل المعركة وتتالت هزيمة بني اسرائيل ما يقارب 400 سنة لأنهم فقدوا التابوت فلما جعل الله تعالى طالوت ملكاً وأراد أن يوحدهم ويشجعهم على النصر رأى تعالى أن آثار موسى u ستجمعهم من جديد فحملت الملائكة التابوت وفيه آثار موسى وهارون عليهما السلام من عند الأعداء.

    وخالد بن الوليد كان يضع شعرات من شعرات الرسول r في قلنسوته ليتبرك بها وفي إحدى المعارك سقطت قلنسوته فأمر عدداً من الجنود بأ يحضروها فتهامس البعض بخصوص القلنسوة فسمع خالد ذلك فقال: ما كنت لأعرّض المسلمين لقطرة دم واحدة ولكن في القلنسوة شعرات النبي r فخشيت أن تقع تحت أقدام المشركين وكان معاوية يحتفظ بأظافر النبي r وقد أوصى أن يضعوها في جفنيه عند دفنه.

    نسأل لماذا فعل الله تعالى هذا ولماذا قصّ علينا قصص ولادات الأنبياء ولماذا جحفلنا حول آثار الأنبياء؟ الرسول r قال: "لا أخشى عليكم أن تشركوا بعدي" كل المسلمين يقبّلون الحجر الأسود لكن لا يوجد منهم من يعتقد أنه ينفع أو يضر (قال عمر بن الخطاب: والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلّتك). آثار النبي تثبّت الإيمان والرسول r احتفى بكثير من هذه الأمور عن بني اسرائيل (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) ابراهيم) ساعة مولده وإرساله في البحر وساعة ما حارب فرعون وساعة إرساله لسيناء. والنبي r احتفل بيوم من أيام بني اسرائيل فصام يوم عاشوراء وأمرنا بصيامه مع مخالفتنا لليهود فأمرنا بصيام التاسع والعاشر من محرّم احتفالاً بنجاة موسى u.

    الله تعالى لما احتفى بمولد الأنبياء وآثارهم لأنه سبحانه وتعالى يعلم أن الأمة عندما تتزعزع وتفقد الثقة يذكّرهم بأيام الله حتى يثبتوا. عندما انهزم المسلمون في اُحُد ذكرهم تعالى (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) آل عمران) (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) الأنفال) التذكير بأيام الله وبالمنن والآثار خيرها وشرها عبرة ولهذا قال تعالى لنبيه r(وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) هود) فالاحتفال بالنبي r وحياته فكأنما يقول تعالى لنبيه إذا كثُر عليك المشركون اذكر كيف فعلنا مع موسى وعيسى حتى يتجدد الإيمان والثقة بالله تعالى (وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)) الحق هي المعجزات والموعظة لمن ينكر ذلك ولمن صعف وتزعزع وعليه أن يعود وذكرى للمؤمنين لأن (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين). الله تعالى يعلم أن النفس البشرية مطبوعة على ما تحب ومن يحب يعشق كل ما يتعلق بالمحبوب.


  • #2
    عندما كان المسلمون على هذه القوة المعروفة لم يكن يشغل للمسلمين من شغل إلا الرسول r وعلم السنة رواية وتحقيقاً ومجالس ودراسة ولم يُخدم علم في الدنيا كما خُدم هذا العلم وكانوا يتحققون من كل شيء عن الرسول r فوصفوه r وذكروا كم عدد الشعرات السوداء في لحيته r ووصفوا مشيته ووقفته وسواكه وصفاً دقيقاً وهذا هو الاحتفاء به r وتحدثوا عن رضاعه وكان المسلمون يحتفلون بالنبي r وأيام النبي r وما من صغيرة ولا كبيرة في حياته إلا كانت محور الحديث قال r: "أدّبوا أولادكم على حبي" كما تناول علم الحديث شفاعة النبي r ونفعه حتى ينشأ الناس على حبه r وكان المسلمون يحتفلون به كل يوم من انشغالهم بالحديث والسيرة وكل ما يتعلق به r وكان العلم الشائع في عصرهم. أما عندما انشغل المسامون وانقسمت الدولة دويلات وضاع أمرهم بدأ علماء المسلمين يحاولون إمساك الأمة على وحدتها وجلّ ما فعلوه هو الاحتفال به r يوماً في العام. قديماً كانت تزيّن الشوارع ابتهاجاً بذكرى مولد الرسول r وفي العراق هناك مدينة من المدائن عرفت بأنها أكثر المدن احتفالاًبالمولد النبوي الشريف فكان الاحتفال يستمر شهوراً يقرأون سيرته r فتمتليء قلوب الناس حباً بالرسول r. وكلنا يعلم مدى أهمية محبة الرسول r جاء رجل الى الرسول r فسأله متى الساعة؟ قال r : ماذا أعددت لها؟ قال ما أعددت لها الكثير من الصلاة والصيام إلا أنني أحب الله ورسوله فقال له r: المرء مع من أحبّ.

    وقال r: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ماله وولده والناس أجمعين" ومن أحبّ شيئاً أكثر من ذكره فالاحتفال بالمولد يجد الايمان وما من موسم يُمدح فيه النبي r كالاحتفال بالمولد ومدحه r من أعظم العبادات (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) الفتح) والتوقير حفظ الهيبة وكان المسلمون الأوائل إذا ذكروا الرسول r اصفرّت وجوههم والتوقير أن تعامله معاملة حسنة تسكن فيها نفسك وجوارحك. أحد الصحابة كان إذا ذكر الرسول r بعد موته تأخذه العبرات ولا يستطيع أن يكمل حديثه. وكان الامام مالك يدرّس الفقه وكان عندما يدخل درس الحديث يغتسل ويتطيب ويروي الحديث بكل خشوع وسكينة وفي إحدى المرات كان يجلس قربه عبد الله بن المبارك من المجاهدين وكان من أتباع الامام مالك فرأى مالكاً يرتعش ولم ينقطع عن الحديث فلما انتهى من الدرس وذهب الامام الى بيته تبعه عبد الله فسأله مالك اليوم لست كعادتك فقال يا عبد الله وأنا جالس لدغتني عقرب 10 – 12 مرة فاستحييت أن أقطع حديثي عن رسول الله r.

    كان المسلمون يحتفلون به ليل نهار وعبد الله بن عمر كان يتبع آثار النبي r وكان إذا وصل إلى مكان في المدينة استلقى على ظهره وضحك فلما سألوه قال رأيت رسول الله r يفعل هذا.

    عندما ضعفت الأمة وتفرّق أمرها وبدأ المسلمون يفقدون الثقة بدينهم قال الصالحون فلنجعل من مولد النبي r احتفالاً حتى يعود المسلمون إلى دينهم ومحبتهم لرسول الله r فصار المولد النبوي الشريف والاحتفال به موسماً لتجديد الأفراح والإيمان والإخاء . وفي بعض العواصم الاسلامية يحتفلون بهذا اليوم احتفالاً عظيماً لمحبتهم لرسول الله r.



    (ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا) منّ الله تعالى عليهم بأن جعلهم أقوياء عندما ذكرهم موسىr بأيام الله عز وجل. فإذا كان القرآن الكريم احتفى بمولد موسى u وعيسى u وبأنبياء حدودين بزمان ومكان فكيف بالرسول r وقد أرسله الله تعالى الى العالمين جميعاً الى يوم القيامة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) العالمين جميعاً وقال تعالى (لقد من الله على الؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً) في هذه الآية ذكر تعالى المنة على المؤمنين ولم يقل العالمين لأن المنة على الذين يحبونه r وآمنوا به اتبعوا بشارة عيسى r. كان r يقول: "أنا دعوة أبي ابراهيم وبشارة أخي عيسى". والبشرى هي الخبر الذي يُحتفى به. والله تعالى جعل الولادات بشرى فالمولود عندنا يحتفى به وتقدم له العقيقة ويحنّك ويؤذن في أذنه وتقام الصلاة في الأخرى والأم الحامل تكرّم بهدية فما بالك بأعظم وأشرف مولود على وجه الأرض؟!ّ

    من هذه المقدمات أستطيع أن أقول –وأستغفر الله إن كنت زالاًّ- أن الاحتفال بمولد النبي r أصبح اليوم واجباً. هذا التشرذم الذي نحن فيه فهل سمعتم أن من المسلمين من ارتدـ وهل سمعتم أن كتباً تكتب تهاجم النبي r وتشتمه وتصفه بأسوأ الصفات، وهل سمعتم أن مصحفاً طُبِع في دولة غربية وطُبِع على غلاف كل مصحف حذاء وهل سمعتم أن بعض الناس يشككون في القرآن والأحاديث؟ وهل سمعتم أن التبشير استشرى الآن؟

    فمتى نذكركم بأيام الله ؟ المِنّة هي النعمة الثقيلة التي يجب أن تذكر عندما تُجحد وهناك من جحد الرسول r فمنعوا الصلاة عليه بعد الآذان وهناك من يطعن الرسول r فهذا الوقت الذي نحن فيه يجعل الاحتفال بالنبي r واجباً أن تذكر أخلاقه وحياته وصفاته وآثاره ومعجزاته وسننه وما نُسي من سننه وكنا في إحدى المدن نحي سنة من سنن الرسول r التي نُسيت فإذا بالمدينة كلها تحيي هذه السنة وتعود إليها وعنه r "من أحيا سنة أُميتت من بعدي فكأنما أحياني". فإذا كان مدح النبي r يغفر الذنوب جميعاً وفي رواية عن حسان بن ثابت الذي كان ممن خاضوا في حادثة الافك عذّبه الله تعالى بالعمى وهو عذاب عظيم (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) النور) شتمه أحدهم أما عائشة رضي الله عنها فقالت لا تقع فيه فقد غفر الله له ذنوبه ببيت من الشعر مدح به رسول الله r:


    هجوت محمداً فأجبتُ عنه وعند الله في ذاك الجزاء



    فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء



    اتهجوه ولست له بكفء فشرّكما لخيركم افتداء


    ولهذا على ل شاعر أن يجعل زكاة شعره أن يمدح النبي r ببيتين من الشعر عسى الله أن يغفر بهما ذنوبه.




    الوضع الذي نحن فيه يحتاج إلى نفحة عاطفية والقرآن بيننا والأحاديث بيننا والمسلمون انفرط عقدهم فما هو الذي يجعلهم يتماسكون؟ شخصية النبي r وننطلق من هذا الاحتفال إلى أن نستذكر سيرة المصطفى r بطرح جديد موافق لطبيعة العصر ونزيل عنها كل ما شابها ونجعل هذه المناسبة فرصة كي نتجحفل حول الرسول r. هذه الأمة مكرمة وفضلها الله تعالى على العالمين (كنتم خير أمة أخرجت للناس) أمة طاهرة في عرضها ، في رحمها وفي توحيد الله عز وجل خمسة عشر قرناً والتوحيد هاجسنا وعلى المسلمين أن يعتنوا بهذا المولد عناية أكاديمية جديدة ليثبتوا الناس على ما ينبغي أن يثبتوهم عليه وللأسف فقد شاع الجفاء في بعض المناطق والجفاء مع النبي r من الجفاء وهذا من مكر الله تعالى والاحتفال ببدر والاسراء والمعراج والمولد تجديد للعلم والفكر والايمان وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من أحباب النبي r.

    ومن مشاركات المشاهدين في هذه المناسبة مشاركة الأخت الشاعرة إلهام من عمان بالأبيات التالية:




    رأيت اليُتم ضيماً في البرايا ويُتم المصطفى عز وجاه


    بأن الله أودعه الحبيب وربّى بالفضائل مصطفاه


    برغم الفقر ما فقر الحبيب فقد أعطى الإله له غناه

    قرآناً كشمس الصبح يهدي وبدراً مثله هدياً عطاه

    وأصحاباً كحبات الثريا أضاءوا لنا الطريق لمنتهاه


    وبشرى في الضحى ولسوف ترضى يقيني إن ربي قد رضاه



    وجنباً ليّناً لم يعتريه جفاء للصديق ومن ولاه



    ونهراً كوثراً في الخلد يجري فأين الفقر أين من ادّعاه؟



    فكان البِّرُ بالأيتام دوماً كريم مرسل غيثٌ عطاه.


    وسألت إحدى الأخوات المشاهدات ما هو المطلوب منا عمله في هذا اليوم المبارك أجاب الدكتور الكبيسي أنه علينا الاكثار من الصلاة عليه r وتتبع سيرته وتجديد عهده وعلى العائلات أن تجمع الأولاد في هذا اليوم ويعلموهم السيرة ويجددون إيمانهم ويتذكروا حياته r وإيمانه وأفضاله كما جاء في الحديث الشريف عنه r "أدبوا أولادكم على حبي".


    بُثّت الحلقة بتاريخ 22/4/2005

    تعليق


    • #3
      لا حول ولا قوة الا بالله

      المولد بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة بالنار

      ياخي قل خيرا او اصمت
      سبحان الله وبحمده ..... سبحان الله العظيم

      تعليق


      • #4
        (وذكرهم بأيام الله) / " ذلك يوم وُلدت فيه وأنزل علي فيه"

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        بسم الله الرحمن الرحيم
        والحمد لله رب العلمين وصلاته وسلامه على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد بن عبد الله بن هاشم العربي القرشي المكي.


        في الحديث الصحيح أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الإثنين؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (ذلك يوم ولدت فيه)) أي وافقه على صيام هذا اليوم وعلله بكونه يوم مولده صلى الله عليه وسلم ، وهذا الحديث اعتبره كثير من أهل العلم أصلا في جواز الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ليس في كل عام فحسب، بل في كل أسبوع .

        ومن العلماء الذين ذهبوا إلى جواز الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم الحافظ بن حجر صاحب فتح الباري شرح صحيح البخاري، ومن الأحاديث التي اعتمدها الحافظ في هذا الموضوع ما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم، فقالوا هذا يوم أغرق الله فيه فرعون وأنجى فيه موسى فنحن نصومه لذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نحن أولى بكم من موسى، فصامه وأمر بصيامه))
        والكلام في هذا الموضوع طويل الذيل؛ وسأنقل فيه كلاما علميا لداعية من دعاة السنة وعالم من كبار علماء المغرب الأقصى ألا وهو العلامة السيد عبد الباري الزمزمي؛ وقبل أن أنقل كلام السيد الزمزمي أقدم بين يدي ذلك ورقة تعريفية بصاحبه.

        فهو العلامة السيد عبد الباري الزمزمي بن الصديق، ينحدر نسبه من الدوحة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، ولد في طنجة وحفظ القرآن ودرس العلوم الشرعية على والده العلامة محيي السنة في ربوع المغرب الشريف السيد محمد الزمزمي بن الصديق.
        والسيد عبد الباري الزمزمي أحد كبار علماء المغرب وأحد الذين يُرجع إليهم في الفتوى، وهو من أبرز الدعاة في المغرب يعمل في حقل الدعوة إلى الله منذ أزيد من ثلاثين سنة خطيبا ومدرسا ومؤلفا ومحاضرا في شتى مدن المغرب وأقاليمه، وخارج المغرب في شتى دول أوروبا وأمريكا وكندا، ويرأس "الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل"، وهو عضو في اتحاد علماء المسلمين، وعضو في "الحملة العالمية ضد العدوان" وإليكم نص الكلام.


        معرفة
        حقيقة الدليل ومفهومه وأنواعه


        إن من الناس من يحسب أن الدليل لا يكون إلا آية من كتاب الله أو حديثا من سنة النبي (ص)، وما سواهما من الأدلة الشرعية المتفق على اعتبارها بين العلماء، لا يراها حجة مقنعة ولا ملزمة له، وهو اعتقاد ناشئ من الجهل بقواعد الشريعة، أو من سوء الفهم، أو من ضعف التفقه في الدين، والحق أن الدليل الشرعي لا يكون في كل الأحوال نصا من القرآن أو مثله من السنة، ولكنه يتنوع إلى عدة أنواع.
        أحدها: نص صريح من القرآن، كالنصوص الواردة في الأمر بالواجبات والنهي عن المحرمات والإذن في المباحات.
        ثانيها: نص صحيح وصريح من السنة، كالحديث الوارد في إباحة النظر إلى المخطوبة بدون حجاب، أو الحديث الوارد في تحريم الحمر الأهلية، ـ أي الحمير الإنسية ـ وغيرهما من الأحاديث الواردة في الأحكام والتكاليف الشرعية، والنوع الأول والثاني من الدليل ملزم لكل مسلم، لأنه لا مجال فيه للاجتهاد والتأويل، لقوله سبحانه: ((وما كان لمومن ولا مومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)).

        [ .....ثم يسترسل فضيلة الشيخ في تعداد أنواع الأدلة الشرعية إلى أن يصل إلى النوع السادس فيقول:

        سادسها: أن يكون الدليل قياسا عل حكم شرعي صحيح، فقد يقال للشيء الحادث بعد عصر التشريع أنه عمل مشروع أو واجب أو مباح، ويكون دليله مستندا إلى قياسه على حكم ثابت في القرآن أو في السنة.
        ومن أمثلة ذلك تخليد ذكرى مولد النبي (ص) فإنه مشروع قياسا على أمره (ص) بصيام يوم الإثنين، ففي صحيح مسلم أن النبي (ص) سئل عن صيام يوم الإثنين فقال «ذاك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه»، فالقياس يقتضي شرعية تخليد يوم مولده ومبعثه وهجرته وغيرها من المشاهد الكبرى في حياته والاحتفاء بـها وتعظيمها، لأنه (ص) جعل علة استحباب الصيام يوم الإثنين كونه يوم مولده ومبعثه، فيستحق التمييز والتعظيم بصيامه، دون غيره من الأيام ويقاس عليه جواز تخليد ذكرى مولده (ص) ومبعثه بغير الصيام من مظاهر الاحتفاء والإجلال المشروعة، فالعبرة بالمقاصد لا بالوسائل، ولكن بعض الناس لا يفقهون هذا الأسلوب من الدليل فينكرون تخليد ذكرى مولد النبي (ص) زاعمين أنه بدعة وعمل محدث، وكأنـهم يجهلون أن القياس من مصادر التشريع الإسلامي المقررة عند أيمة الإسلام وعلمائه، بل إنـهم يعتمدون القياس ويعتبرونه دليلا في كثير من أحوالهم ومواقفهم، وكأن لسان حالهم يقول: حلال علينا حرام على غيرنا.

        ومن أمثلة ذلك ـ أيضا ـ تحريم المخدرات بكل أنواعها وأصنافها فهي وإن لم تكن معروفة على عهد النبي (ص) ولم يرد في النهي عنها نص من القرآن أو من السنة، فإن علماء الإسلام أجمعوا ـ منذ ظهورها ـ على تحريمها قياسا على تحريم الخمر، لأن العلة التي حرمت الخمر من أجلها موجودة في المخدرات بقوة وحِدَّة، وهي الإسكار وتخمير العقل وتجميده وتعطيله عن عمله، فمن أجل ذلك لم يتردد أحد من أهل العلم في تحريمها، بل صنفوا في ذلك كتبا ورسائل منهم ابن تيمية وابن علان وغيرهما ممن جاء بعدهما.



        منقول عن كتاب(منهج التفقه في الدين) لفضيلة العلامة السيد عبد الباري الزمزمي / ص:48 / مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء- المغرب.


        والغرض من نقل ما نقلته من كلام الحافظ ابن حجروكلام السيد الزمزمي حفظه الله هو أن أبين أن القول بجواز الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم احتفالا مضبوطا بضوابط الشرع الحنيف ليس قولا شاذا ولا منكرا في منطق الراسخين من أهل العلم.


        والله الهادي إلى سواء السبيل

        ومشكور جدا أخي عبد العزيز

        تعليق

        يعمل...
        X