ابو العلا كان فلاح بسيط جدا وفقير جدا لا يعرف من الدنيا الا الستر والأسرة التي كل أملها ان تاكل وتشرب وتنام قريرة العين هي دنيته الحقيقية علي ضيقها ,
لكن حتي هذا المطلب كان صعب المنال في ظل وجود عمدة القرية .
فقد كانت قري مصر في اوائل التسعينات صغيرة ومنعزلة والفلاحين قليلا بل نادرا ما كانوا يخرجون لزيارة البندر ( المدينة ) فالعلاج يعتمد علي التخاريف والسلطة كلها يتحكم فيها العمدة يرسل من يشاء الي الجندية ويُقرب منه من يشاء ويفعل ما يشاء والناس تصفق له لانها تقريبا تحبه حب الشئ الذي تعودوا عليه حتي لو قسي عليهم وظلمهم فإذا سقط خرجوا باكين عليه لا لمجرد شئ الا انهم أضيق عقلا من ان يفقهوا شئ فحتي التفكير علي ما يبدو يستحوذ عليه العمدة .
كانت زوجة أبو العلا تخدم في دوار العمدة وكانت من نعم الله علي ابو العلا فقد كانت جميلة وصبية وصبورة والاهم انها تحبه , استكثر العمدة هذه النعمة البسيطة علي ابو العلا الذي انجب اولاد من زوجته الحسناء بينما العمدة عاجز وعقيم يعتقد كباقي تخاريف القرية ان العيب من زوجته لانه الرجل ليس به عيوب .
اما شيخ القرية واكبر سلطة دينية فيها فكان مقرب من سلطان العمدة يأكل كل يوم ما لذ واستوي من الاطعمه ولا يذكر للناس غير أية واحدة ( وأطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الامر منكم ) دون ان يكمل الأية , ولماذا يكملها ؟ مادام المعني اكتمل بالنسبه له وللعمده .
العمده كما قلت استكثر هذه الوزة الفقيرة علي الفقير وقرر ان يستخدم قواته الامنية لتطليقها من زوجها حتي يتزوجها وبموافقة شيخ القرية - ومش مهم حتي شهور العدة - الذي قال لأبو العلا انه يجب طاعة ولي الأمر بنص القران , لكن طعم المرارة في حلق ابو العلا جعله ينتفض صارخا في وجهه قائلا ( يا كافر يا عديم الدين ) ... وعندما رفض ابو العلا كأي ثوري في البداية أذلوه وأفقروه حتي حاول الهرب لكنهم حاصروه واعادوه واضطرت زوجته الصبورة لان تتنازل وتقنعه ان يطلقها حماية له وللأولاد ,
علي ما يبدو انها اول نواة لثورة شعبية لم تفهمها باقي القرية التي صدقت وصفقت لإشاعه ان ابو العلا سرق العمدة .. فهل سيكذب رب القرية ؟ وهل يعرفون غيره ؟ ثم كيف لا يطيعونه وهو ولي الامر ؟
زوجة العمدة القديمة كانت تشتاط غضبا وتشتعل نارا بينما تري شماتة باقي نساء الدوار فيها .. وهي العجوز التي لا تنجب ,
لكن من يقف ضد قطار التوريث ؟
من سيرث الدوار والعقار؟
من سيرث المال والبلاد والعباد؟
لكنها أي الوزة الفقيرة قررت ان لا تنكح هذا العجوز الظالم , فالزواج غير جائز شرعا كما ابلغها عالم دين صالح في البندر – عندما قامت بزيارة قبر من قبور الأولياء الصالحين .
هنا فهمت أول درس صحيح وان كان في مكان من اماكن الجهل والدجل المنتشر بالبلاد , وقررت مناورة الظالم وكانت بداية لثورة الشعب علي الديكتاتور الفاسد المتحكم صاحب النزوات والسلطة ,
ولم تتنتظر طويلا حتي حملت من ابو العلا في ظل زواجها الباطل مع العمدة الذي عرف الحقيقة وسقط مشلولا لا يتكلم .. كان يريد ان يقول للناس والفقراء الذين أتوا فرحين بالوريث - ابن العمدة - وهم لا يهمهم الا الصواني المتتالية لاتي تمر أمامهم و الاكل الفاخر الذي يوزع مجانا في دوار العمدة ... مسألة التوريث لم يستوعوبه ومسأله الإذلال ليس شئ اصلا يفهمونه في هذه الحياة المغلقة , اما عن خير العمدة فهو من تعب العمدة وكده وهم مجرد عاله عليه كما فهموا .
وقضي العمده نحيه دون ان يعلم احد ان القادم- ابن ابو العلا - ليس وريثه بينما هو امام الناس الوريث الشرعي .. فهل يرث الشعب الفقير تركة الديكتاتور المنتهي؟ .. فعلي ما يبدو استطاعت زوجة ابو العلا ان ترد المظالم الي اهلها
والي ابو العلا نفسه
حتي عاد العدل مره اخري والناس هم نفسهم يصفقون كما كانوا فرحين ... لكن بماذا الله اعلم ؟
كانت هذه قصة فيلم الزوجة الثانية لمخرج الواقعية صلاح ابو سيف
وهو من احسن 100 فيلم سينمائي في القرن الماضي
تحياتي لكم
لكن حتي هذا المطلب كان صعب المنال في ظل وجود عمدة القرية .
فقد كانت قري مصر في اوائل التسعينات صغيرة ومنعزلة والفلاحين قليلا بل نادرا ما كانوا يخرجون لزيارة البندر ( المدينة ) فالعلاج يعتمد علي التخاريف والسلطة كلها يتحكم فيها العمدة يرسل من يشاء الي الجندية ويُقرب منه من يشاء ويفعل ما يشاء والناس تصفق له لانها تقريبا تحبه حب الشئ الذي تعودوا عليه حتي لو قسي عليهم وظلمهم فإذا سقط خرجوا باكين عليه لا لمجرد شئ الا انهم أضيق عقلا من ان يفقهوا شئ فحتي التفكير علي ما يبدو يستحوذ عليه العمدة .
كانت زوجة أبو العلا تخدم في دوار العمدة وكانت من نعم الله علي ابو العلا فقد كانت جميلة وصبية وصبورة والاهم انها تحبه , استكثر العمدة هذه النعمة البسيطة علي ابو العلا الذي انجب اولاد من زوجته الحسناء بينما العمدة عاجز وعقيم يعتقد كباقي تخاريف القرية ان العيب من زوجته لانه الرجل ليس به عيوب .
اما شيخ القرية واكبر سلطة دينية فيها فكان مقرب من سلطان العمدة يأكل كل يوم ما لذ واستوي من الاطعمه ولا يذكر للناس غير أية واحدة ( وأطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الامر منكم ) دون ان يكمل الأية , ولماذا يكملها ؟ مادام المعني اكتمل بالنسبه له وللعمده .
العمده كما قلت استكثر هذه الوزة الفقيرة علي الفقير وقرر ان يستخدم قواته الامنية لتطليقها من زوجها حتي يتزوجها وبموافقة شيخ القرية - ومش مهم حتي شهور العدة - الذي قال لأبو العلا انه يجب طاعة ولي الأمر بنص القران , لكن طعم المرارة في حلق ابو العلا جعله ينتفض صارخا في وجهه قائلا ( يا كافر يا عديم الدين ) ... وعندما رفض ابو العلا كأي ثوري في البداية أذلوه وأفقروه حتي حاول الهرب لكنهم حاصروه واعادوه واضطرت زوجته الصبورة لان تتنازل وتقنعه ان يطلقها حماية له وللأولاد ,
علي ما يبدو انها اول نواة لثورة شعبية لم تفهمها باقي القرية التي صدقت وصفقت لإشاعه ان ابو العلا سرق العمدة .. فهل سيكذب رب القرية ؟ وهل يعرفون غيره ؟ ثم كيف لا يطيعونه وهو ولي الامر ؟
زوجة العمدة القديمة كانت تشتاط غضبا وتشتعل نارا بينما تري شماتة باقي نساء الدوار فيها .. وهي العجوز التي لا تنجب ,
لكن من يقف ضد قطار التوريث ؟
من سيرث الدوار والعقار؟
من سيرث المال والبلاد والعباد؟
لكنها أي الوزة الفقيرة قررت ان لا تنكح هذا العجوز الظالم , فالزواج غير جائز شرعا كما ابلغها عالم دين صالح في البندر – عندما قامت بزيارة قبر من قبور الأولياء الصالحين .
هنا فهمت أول درس صحيح وان كان في مكان من اماكن الجهل والدجل المنتشر بالبلاد , وقررت مناورة الظالم وكانت بداية لثورة الشعب علي الديكتاتور الفاسد المتحكم صاحب النزوات والسلطة ,
ولم تتنتظر طويلا حتي حملت من ابو العلا في ظل زواجها الباطل مع العمدة الذي عرف الحقيقة وسقط مشلولا لا يتكلم .. كان يريد ان يقول للناس والفقراء الذين أتوا فرحين بالوريث - ابن العمدة - وهم لا يهمهم الا الصواني المتتالية لاتي تمر أمامهم و الاكل الفاخر الذي يوزع مجانا في دوار العمدة ... مسألة التوريث لم يستوعوبه ومسأله الإذلال ليس شئ اصلا يفهمونه في هذه الحياة المغلقة , اما عن خير العمدة فهو من تعب العمدة وكده وهم مجرد عاله عليه كما فهموا .
وقضي العمده نحيه دون ان يعلم احد ان القادم- ابن ابو العلا - ليس وريثه بينما هو امام الناس الوريث الشرعي .. فهل يرث الشعب الفقير تركة الديكتاتور المنتهي؟ .. فعلي ما يبدو استطاعت زوجة ابو العلا ان ترد المظالم الي اهلها
والي ابو العلا نفسه
حتي عاد العدل مره اخري والناس هم نفسهم يصفقون كما كانوا فرحين ... لكن بماذا الله اعلم ؟
كانت هذه قصة فيلم الزوجة الثانية لمخرج الواقعية صلاح ابو سيف
وهو من احسن 100 فيلم سينمائي في القرن الماضي
تحياتي لكم
تعليق