قلة قايتباي
علي " شط اسكندرية " يأخذك احساس عميق بهذه المدينة التاريخيه المميزة في شمال مصر ... التي بناها الاسكندر المقدوني ولا تزال عماراتها وتقسيماتها فضلا عن موقعها يشهدون لها بالتفرد ... رحيق البطالمه وعبير الرومان وقلعة قيتباي .. مسجد امام كنيسة كلاهما أثار .. شوارع جبلية ترتفع وتنخفض .. عيون خضراء يونانيه .. حرية ساحلية وبحر نقي . "أكلة" سمك من بحري و " أيس كريم " في جليم .
جلست انا وأصدقائي علي شاطئ سيدي بشر المجاني بعد بعض الالعاب البحرية لتبدأ رحلة أخري شاطئية .. لأول مره منذ صغري أعاود لأقوم بها .
اقترح احدنا ان ننتحت قلعة كبيرة من رمال الشاطئ مخلوطة بمياهه ... وعلي الفور تم التأييد واشتغل أربعة من البنائين في قيظ الشمس بين أرجل المصطفين نائمين علي الرمال الساخنة
هذا يبني المبني الرئيسي وهذا يبني الباحة وهذا يزخرف الأبواب والشبابايك.
وكلما اتضح العمل -ظهر ليجف مع شمس الظهيرة القارصة - كلما لمعت أعين العمال الشباب الذين تمنوا لو انهم عاشوا عصور القلاع وقت القوة والفروسية ..
انه الوقت الذي تخلصوا فيه من عالم ثلاثي الأبعاد الوهمي وبدأوا النحت الفعلي الحقيقي علي الرمال الناعمه بخامات ربانيه مجانية . ومُصير شمسي لا يعرف الخطأ .
وبعد ساعات من العمل الشاق, اخذت القلعه ملمحها المماليكي بارتفاع 20 سنتميترا تقريبا عن الشاطئ تتدافع اليها الامواج وتبتعد .. كما تقترب منها أعين المصطفين الذين أبهجهم المنظر كإستراحة شاطئية من ملوحة المياة .
لكن ...
كانت مشكلتنا الأساسية أن نحافظ علي هذا البناء حتي بعد رحيلنا عنه .. لكنها كانت أيما مشكلة ! فالرمال رغم نحتها ضعيفة والشاطئ غادر
والعدو يتربص بالقلاع المشيدة من كل مكان .
قطع صمتنا قدم طفل واثب مدببة خرجت من وسط المظلات الشاطئية قاصدة قلعتنا الخالدة ..
وراحت القلعه بين قدمي طفل .. يلعب
وقتها أصابتنا الصدمة وأحسسنا بالاحباط كالفنان الذي يتم تشويه عمله بعد ما تعب فيه .. هذا بنقدِ جارح هدام وهذا بتشويه متعمد او غير ومنهم من يُهشَم تمثاله مباشرة .
لكن الحقيقية التي تأكدنا منها انه لا يمكنك ابدأ ان تبني قلعة من رمال !!
تعليق