منقول للفائدة والأهمية.

رجل الدين

سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات
.
مصطلح رجل دين هو لكل الديانات غير الإسلام
ففي النصرانية مثلا الراهب هو الواسطة بين النصراني وبين الإله الذي يعتقده.
.

والحاخام في اليهودية هو حلقة الوصل بين اليهودي العامي وبين ما يعتقدونه من إله
.
والملا أو المرجع في الديانة الشيعية هو حبل النجاة بين العامة وبين ما يعتقدونه من إله
.

أما في الإسلام فلا يوجد مفهوم رجل الدين ولا وصف لرجل دين عندنا
.
فعلماءنا الفحول كالشافعي وأبي حنيفة ومالك وابن تيمية وابن حزم وآلاف غيرهم
كل منهم كان يعيش من عمل يده
.
كان هؤلاء الأئمة الفحول يعلّمون الأمة
"إن صح الحديث فهو مذهبي وإن لم يصح الحديث فاضربوا برأي عرض الحائط"
.
كان هؤلاء الأئمة الفحول يقودوا الأمة في أزماتها ويخرجوا على الحاكم إن أساء لدين الله
بل كانوا يقودون الجيوش لمحاربة الكفار
وما ابن تيمية والعز بن عبد السلام وابن المبارك عنا ببعيد
.
لا يوجد واسطة في الاسلام بين العبد وربه
كل واحد منا كمسلمين مكلَّف أن يعبد الله بالطريقة التي فرضها الله
فإما أن يرجع للنصوص إن كان يستطيع الاجتهاد أو أن يسأل من يعرف الاستنباط من النصوص
.
لكنني كمسلم لا أحتاج أحدا كي أدعو الله بواسطته ولا أحتاج أحدا كي أناجي الله بواسطته ولا أحتاج أحدا كي أتقرب إلى الله بواسطته
.
ولا يستطيع أحد أن يُدلِّسَ عليّْ إن كان ولائي للقرآن والسنة
.

وقد حاول الغرب جاهدا باذلا كل ما في وسعه
ومن ورائه طوابير النواطير وتجار الدين على أرض المسلمين بكل ما أوتوا ليشعيوا هذا المفهوم وأن أصحاب العمائم واللحى هم واسطتنا إلى الله
.
ويريد الغرب من ذلك أنه إن أخذ إلى جانبه تاجر دين فقد أخذ كل أتباع هذا التاجر المنَوَّمين مغناطيسيا
.
لذلك مثلا أخذت أمريكا الخميني
فأخذَت أمريكا بذلك كل أتباع الخميني, والذي كان له اتصال بالمهدي المنتظر كما صرح بذلك كثير من أعيانهم
.
انظروا إلى منظمة العالم الاسلامي وإلى منظمة المؤتمر الاسلامي وإلى حشد تجار الدين فيهما
.
يريد الصليبيون من المسلمين أن نستنكر كل أذى يقع على النصارى في أوروبا وأمريكا, فيُسَخِّروا لهذا تجار الدين من كل مؤسسة ومنظمة ليستنكروا
.
يريد الصليبيون من المسلمين أن يقاتلوا معهم في حربهم التي يريدون منها منع قيام دولة الاسلام في سوريا
فيسخِّروا لهذا كل تجار الدين ليبيحوا التحالف مع الكفار لضرب الاسلام
.
انظروا إلى الأزهر كيف بذلوا كل جهد ليجعلوا منه فاتيكان للمسلمين
يقف مع الحاكم ويشوه الاسلام
.
لكن أمة فيها كتاب الله وسنة نبيه لا ينجح فيها التحريف في عقيدتها وشريعتها
.
لن ينجح كائنا من كان مهما كان عدد لفات عمامته فوق رأسه واستدارتها أن يجعل الأمة تنحرف عن عقيدتها وشريعتها
.
أمة بُعث فيها سيد الرسل وخاتمهم
وقال لها "العلماء أمناء الرسل على عباده مالم يخالطوا السلطان أو يدخلوا في الدنيا فإن فعلوا فلا تأمنوهم على دينكم"
أمة قال لها رسولها هذا لن تضل بإذن الله, ولن يستطيع تجار الدين أن يسوقوها لتكون مزرعة لأعداء دينها
.

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ
فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ"
.
نعم
هناك من سيهتف لحركته ولو أودت به إلى دار الهلاك
.
وهناك من سيوالي صاحب عمامة ولو سحبه إلى غضب الله
.
وهناك من صدَّق العصبيات الإقليمية والتقسيمات الوطنية
وهناك من اعتقد أن علماء السلاطين هم جنته وناره
.

لكن هذه الأمة يعتريها الذهول من حين لآخر
وهذه الأمة قد تقع في حفرة الضعف من حين لآخر
وقد تقع في شباك صيادي الفتن وتحريف الأديان من حين لآخر
وقد يُغرى بها فتفسد في سلوكها من حين لآخر
.
لكن الله تكفل بحفظهذه الأمة إلى قيام الساعة.
تكفَّلَ الله بأن هذا الدين سيبلغ ما بلغ الليل والنهار
.
وعَد الله أن الاسلام سيعود عزيزا
وستقوم دولته إن شاء الله
فتوحِّد الأمة كل الأمة تحت رايتها
وتفتح وتطهر بيت المقدس
وتفتح عقر دار الصليبيين روما
.
ومن منَّته سبحانه ولطفه بهذه الأمة أنه:
يسخَّر أحداثا يكشف بها أهل الباطل والضلال والخونة والمدسوسين حتى تتمايز الصفوف فلا يبقى إلا فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر لا إيمان فيه
.
يسخر أحداثا لا يجد المسلم له فيها ملجأً غير رب العزة
يسخر أحداثا تكون إبرَ إعادة الوعي للمغمى عليه
يسخر أحداثا تكون فرقانا بين الحق والباطل
.

نسأله تعالى أن يعيدنا إلى الجادة
ويحفظ هذه الأمة ويحفظ عليها دينها
ويفرج عن كل مظلوم في أمتنا
وينتقم من كل من سفك دم مسلم كائنا من كان
ونتوسل إليه أن ينصر كل من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا
-الدكتور رشدي خليل