
والمعصية على استقباحك لها، وعلى اقتناعك حال العافية باستحالة ورودها عليك وورودك عليها ،قد تتلبس بها وتسقط في حبائلها في وقت كنت تعتبر ذلك من المستحيلات، بل إنك لترى في نفسك قدرة هائلةً على التصدي لها إذا ما داهمت حماك، واستعلاءً عليها وجزما باستحالة أن يقع منك ذلك ما دمت تعلم أنها معصية وما دمت تراقب الله .
و قد تتكون لديك هذه الصلابة من تجارب سابقة لك أو لغيرك، ومن تقززك منها و من ثقتك التامة في كرهك لها، وقبل هذا وذاك من حفظ الله، فإذا بها تتزين لك وتتبرج لك وتأتيك في هيئة لم تعهدها عليها، تغلق دون عقلك التفكير ودون عينيك الإبصار، فلا تسمع إلا نداءها، ولا ترى إلا صورتها، فتبرر لك ضعفك أمامها، وتغريك باقترافها.. وفي لحظة انهزام تام و انهيار أمام حيلها وضعفك تجد نفسك في براثنها، فلا تستفيق إلا والحرقة تفتك بك، و الألم النفسي لما رأيت منك من ضعف وخوار مصاحبك، والخوف من عدم قبول توبتك أو الموت قبل تحقيق ذلك يكبلك.. (مستشفى العقلاء)
فياليت شعري، حفظ منها ابتداء و عافية وراحة بال - والعافية أوسع لنا- أم دموع انكسار وحرقة وتوبة نصوح وحياء من الله وعزم على الحيطة وعدم العود أيهما يقرب العبد إلى ربه ..