أول شيء يتم صب الإسمنت على طول أحزمة الأعمدة كطبقة أرضية لتحظير الشبكة
وهنا نرى فعلا أن الأرضية إستوت حينما إرتبطت الجهة السفلية بالعلوية
كل هذا وفق حسابات المستويات الأرضية عبر قانون أرخميدس وتطبيقاته
بواسطة الخرطوم المائي
ومنه شرع في بناء مجددا الشبكة أو الحزام الحديدي وهذه المرة على طول وعرض المبنى
ومنه بدأ إحظار كميات كبيرة من الخشب لوضعها وتثبيتها على سائر الأحزمة
وبعدها يتم صب الإسمنت عليها
تنزع في اليوم الموالي جميع الأخشاب
وترش الأحزمة الإسمنتية بالماء
وهكذا تم الخروج من الأساس بنجاح لتنطلق عملية
تشكيل اللوحة الأرضية
كانت هذه مهمتي على أرض الميدان
فكنت كل يوم مباشرة مع شروق الشمس أقف
لأدير كل شيء لأعرف ما يحدث عن كل صغيرة
وكبيرة
وهنا صورة تذكارية لعاملين صراحة نشطين
وهكذا حان موعد عودتي فأعطيت وشرحت لكل شخص مهامه
وبالتالي سأتفقد وأدير مشروعي بيتي إن شاء الله عن بعد
أملي أن تسير الأمور على ما يرام
فكل المراحل القادمة سأتتبعها عن بعد
وهذه صور خروجي من قريتي
فاللهما أرزقنا العودة في أحسن الأحوال وفي أحسن الضروف
أملي أن تكونو قد إستفدتم من هذا الموضوع الفريد من نوعه
لأنه من النادر أن تجد هذه التفاصيل حول مبنى أساس منزل وشكرا
ولا تنسوني بالدعاء فأنا محتاج له خصوصا وفي ناس لديهم أعين تخوف
حتى أنه فيه شخص قال لي : واو خرجت من مرحلة الأساس بهذه السرعة
مباشرة بعدها تكسر زجاج تلفوني النقال الجديد
يعني الواحد أصبح يخاف من أعين الناس
فلا تنسوني بالدعاء
وصولي للمطار
سيتم إن شاء الله إثراء الموضوع عند كل مستجدات المشروع
في صبيحة اليوم الموالي
أحظروا قطع حديدية ذات سمك 12
وبدؤا يقطعونها وفق مسافات محددة ثم يعوجونها على الأطراف
بقدر 20 سم
بعد ذلك يتم إحظار كمية كبيرة من القطع الحديدية المربعة
توضع عبر تلك القطع الحديدية الطويلة
وتبدأ عملية الربط
لاحظت أنهم كلما يقتربون من عمود تزداد تلك القطع بنسبة 5 سم
وكلما إبتعد في الوسط تقل بنسبة 10 إلى 15 سم
ورويدا رويدا بدأت تتشكل الأحزمة
بدأ هذا العامل في تحظير القوالب الخشبية
في نفس الوقت بقية العمال يطرحون أرضا الشبكة بعدما تم تجهيزها وربطها
بعد ذلك تبدأ مرحلة وضع القوالب الخشبية وتثبيتها على جميع الأحزمة
ثم بعدها يتم إحظار آلة لصب الإسمنت على طول مجرى
كل الأحزمة
وكما ذكرت سابقا الأرضية ليست مستوية
وهناك فارق في مستوى سطح الأرضية
لذلك وجب إستعمال في الجهة السفلية طبقتين من الأحزمة
حتى تستوي جميع أحزمنة المبنى
فيه نقطة لم أتكلم عنها وهي أني سمعت مؤخرا
أن هذه المنطقة وحتى أنها صحراوية إلا أنه بدأت
الأرض تهتز بفعل الزلازل
صحيح أن المنطقة ليست زلزالية لكن الولاية البعيدة
بحوالي 100 كلم أحيانا يشعرون ببعض الهزات الخفيفة
فتناقشت مع زميلي المهندس المدني لإيجاد حل تقني
سريع وبسيط
فقال لي إبني جدار إسمنتي سمكه 15 سم وعرضه 80 سم
على كل ركن من أركان المنزل
البناء لم يتعود عليها فأحظرته للمهندس ليشرح له كيفية بناء ذلك
نرى هنا كيفية وضع الأعمدة الحديدية على كل ركن
وهكذا تم نزع القطع الخشبية وترك الإسمنت يجف
طبعا لو كانت الأرضية مستوية لتم وضع جميع الأحزمة
لكن أرض الواقع فرضت لنا القيام بعمل طبقة ثانية
وهذه هي المرحلة القادمة
في اليوم الموالي وأنا أنظر إلى الهياكل الحديدية لأعمدة الأساس
كان يقلقني سؤال وهو أن الأرضية ليست مسطحة
بل مائلة يعني فيه جهة سفلية وجهة علوية والفارق واضح كبير
يمكن يصل لمتر
أي أن كل حفرة فراشها الأرضي يختلف علو بينها وبين الحفر الأخرى
فكيف البناء سيجد الحل حتى يجهز أرضية منبسطة تماما؟
أتى المسؤول فطرحت له هذا السؤال فضحك
فقال لي لا تقلق نحن نستعمل طريقة بدائية جدا
بحيث يحظر خرطوم شفاف يضع فيه كمية من الماء
ثم يرفعه فيرى الماء أين وصل
فيعرف حينها مستوى سطح اليابسة فيرسم علامة على الحديد
وهكذا يفعل ذلك مع كل عمود لأن هذا المستوى لا يتغير
مباشرة تذكرت حينها قاعدة أرخميدس
نرى في هذه الصورة كيف يتم تحديد مستوى سطح الأرضية
بعد ذلك يتم إحظار قوالب حديدية تسبغ بمادة سوداء للوقاية من الرطوبة
وهذا ما يزيد من عمر المبنى ويقيه من التآكل
وهذا حتى تكون جاهزة لصب الإسمنت عليها
يتم إحظار آلة تضخ وبسرعة الإسمنت على كل عمود
بعدها تترك لتجف ومن ثم تنزع جميع القوالب وهكذا
نكون قد أتممنا المرحلة
وفي صباح اليوم الموالي تفقدت الأعمدة
ثم قمت برشنها بالماء حتى تكون فاعليتها جيدة
بعدها أتى مجددا صاحبنا بجرارته ليتم ردم كل الحفر وتبقى فقط الأعمدة ظاهرة
بعد ساعات من الردم تمت العملية بنجاح كعادته
فهذا الشخص صراحة يتفانى في عمله
فبالرغم من جرارته الكبيرة كان يتوغل بين الأعمدة
دون أن يلمس واحدة بكل دقة
وهكذا بدأ الإستعداد للمرحلة الموالية وهي تحظير الشبكة الحديدية
بدأ من هذه المرحلة تبدأ عملية أشغال البناء
أو الإنطلاقة الرسمية
فكل ما سبق سوى عملية تهديم
يبدأ مسؤول البناء في تحديد مركز كل عمود
وهذا بوضع علامات محددة ليستطيع الشخص الذي بجرارته حفر
بقع لوضع القطع الباطنية
على الورق كل شيء سهل وخصوصا بإستعمال البرامج ثلاثية الأبعاد
أين حددت عدد الأعمدة ومكان تواجدها والمسافات الفاصلة فيما بينها
لكن على أرضية الواقع فعليك إيجاد طرق لتحديد المراكز وبدقة وبزوايا محددة
هنا يجب تحديد نقطة البداية يعتمد عليها لتحديد جميع مراكز الأعمدة
غالبا ما يستعمل خيط أو سلك
تثبت ثم تقاس وتحدد المسافات بين كل عمود مع تحديد بقدر الإمكان زاوية 90
كان الأمر سهل بالنسبة لنا لأننا إستغلينا حائط الجار
لكن ماذا لو كانت الأرضية في الخلاء
هنا تستعمل نظرية بيتاغور لتحديد زاوية التسعين
البنائون لا يعرفون هذا القانون
لكنهم حافظين ارقام هي أصلا تطبيق له
فمثلا يقلك 60 سم على 80 سم تعطيك 100 سم
يعني يثبت الخيط ثم يقيس 60 سم
بعدها يحاول تقديريا تحديد زاوية 90
في الأول فيها خطأ لكن عندما يقيس 80 سم
يحاول أن يجد النقطة والتي بها تكتمل 100 سم
فيجد الزاويا 90 بالضبط
هناك فيديوهات عبر اليوتوب توضح هذه الطريقة البدائية
طبعا الجرار يحفر بصفة غير دقيقة
إظافة أنه يفقد العلامات من جراء دوس عجلات الجرارة لتلك العلامات
ومع الأتربة وكأن الشخص الذي وضع تلك العلامات وضعها على الفاضي
وفي الغالب كل شيء يعتمد على البصر
فتحاول إرشاد السائق قدر المستطاع لكن الأخطاء هنا حتمية
لذلك وبمجرد ما تنتهي مهام الجرارة يأتي دور الحفار وبفأسه
فيحفر الحفر بصورة دقيقة
فتعاد حسابات المراكز مجددا
وهنا كل بقعة تخضع لحسابات محددة بواسطة المهندس المدني
طولا وعرضا
وبناء عليها نطلب من الحفار حفرها بدقة
هذا نظريا مع المهندس
لكن مع البناء تظاف أكثر من 15 سم في الطول و العرض
وهذا لوضع آجورات ليتم فيما بعد صب الإسمنت
لذلك يجب تتبع ما يقوم به الحفار أو إعطائه كل المعلومات
لكن في الغالب الحفارين أميين لا يعرفون لا القراءة ولا الكتابة
يدوبك يعرف الأرقام
لهذا تتبع سير الحفر واجبة وهي تأخذ وقت طويل
لأنها عملية شاقة وتتطلب مجهودات بدنية
وياويلك لو تتعرض أثناء الحفر لصخور
فهذا يعني إحظار آلة لتكسير الصخور
أنا الحمد لله لم أتعرض لهذا وتمت مرحلة الحفر بنجاح
أول شيء بدأت به هو إحظار جرارة لهدم الأعمدة والجدران القديمة
كل شيء سار على ما يرام
لكن عند وصولنا لهدم أو نزع الأساس القديم
لم يستطع صاحب الجرارة من هدمه أو حتى من تكسير جزء منه
فعمقه حوالي متر من نوع الحجر الأحمر الشديد الصلابة
فحفر بعض البقع ليرى أين يصل عمق الأساس القديم
ثم أحظرنا شخص بدين مختص في تكسير الحجر
إنتهت مهمة صاحب الجرارة وقال لي عليك بجرارة كبيرة
جزاه الله خيرا كان يعمل بكل إخلاص وإتقان وناصح كذلك
هنا أحظرنا جرارة ضخمة بعدما قام الشخص بآلته بتكسير وعمل شقق في الأساس في كل 3 إلى 4 متر ليسهل للجرارة من هدمه فيما بعد
وبدأت العملية
وبعد عدة محاولات تم فصل الأساس القديم بصعوبة كبيرة
وهنا صورة تظهر ضخامة الأساس
كل من شاهد ذلك إعترف أنه من قام ببناء ذلك شخص محترف
عارف عمله جيدا بالرغم من قدم بنائه حيث يعود لأكثر من 35 سنة
أنا لو كنت عارف أن الأساس صلب ومتين ما نزعته
لكن أعمدة المنزل لا تتناسب مع التقنيات الحديثة
فأعمدتها مبنية على 4 قطع حديدية وهي طريقة ممنوعة وغير مقبولة الآن
فكل المباني الآن تعتمد على 6 إلى 8 قطع حديدية للعمود الواحد
أهلا أخي الكريم أبومايا
صراحة الطابق الأرضي جيد جدا في المناطق الصحراوية
بحيث يكون هناك فارق في درجة الحرارة طبيعيا
خصوصا صيفا
فقد لاحظت ذلك عندما زرت منزل عمي فأنزلني للطابق الأرضي
فإذا بحرارة منعشة حسبت أن هناك مكيف
فقال لي فقط يفتح نافذة من جهة ونافذة من جهة أخرى
فيسير تيار هوائي
أو يكفي مروحية عادية
لكن مشكلة بناء الطابق السفلي أو تحت الأرض مكلف جدا
لأنك تحتاج لكمية كبيرة من الحديد والإسمنت المصموة
طبعا يجب أن يكون الطابق السفلي أرضيته حوالي مترين تحت الأرض أو أكثر
وأن يعلو بحوالي متر عن الأرض من أجل النوافذ حتى تكون هناك تهوية جيدا
وما دام تكلفته تفوق ميزانيتي
فعدلت عن قراري فحذفته
وقد وجدت حل لعزل الجدران حراريا
سوف أشرح ذلك فيما بعد
المهم سأبدأ في شرح طريقة بناء الأساس وهي أهم مرحلة
لأول مرة تتبعت بناء أساس منزل بالطريقة العادية المتداول عنها
عبر المدن الصحراوية والقرى
بعيدا عن المؤسسات والشركات المختصة والمكلفة
طبعا فيه شروط أو خطوط حمراء لا يمكن تخطيها
وهي أن تخضع تصاميمك لمهندس مدني
هو من يصمم المنزل وفق معايير علمية
وبناء عنه يتم تقديم طلب نسخة بناء
وإلا ستكون عرضة لمشاكل مع الدولة
المهم
ما دمنا في منتدى المنابر وفي وسط مصممين
فيمكن لمصمم أن يصمم منزله بنفسه
ثم بعدها يعطي تصاميمه لمهندس مدني
ليعيد حساباته وفق دراسة مدنية كهيكل
وهنا لا أتكلم عن الديكور فهذه تعتبر مرحلة ثانية
فقد لاحظت الكثير من المصممين المعماريين
يصممون بيوت وفيلات
لكن هل المصمم أخذ بعين الإعتبار هيكل المنزل من أساسه ؟
هل فيه دراسة مسبقة ؟
أم فقط تصميم جدران وأبواب ونوافذ ؟
أكيد فيه دراسة مسبقة ووجود هيكل وأساس وأعمدة
وبناء عليه يأخذ المهندس المعماري المخططات
ومن ثم يصمم المنزل
طبعا لاحظت في القرى المنعزلة أن البناء يحاول منافسة المهندس
فيقول عنه أنه بتاع ورقة وقلم
وأنه يعتكف في مكتبه ولا يدري بالأمور الميدانية
وأنه بإستطاعته تقديم دروس تطبيقية لا يعرفها المهندس
فأرض الواقع هو من يفرض رأيه
طبعا هي وجهات نظرا فكل منهما يدافع عن رأيه
المهندس يعتمد على الجانب التقني الأكاديمي
وفق حسابات ومعايير معروفة
والبناء يعتمد على الجانب التطبيقي الذي ورثه أب عن جد
بحيث يتباهى بما صممه أجداده من منازل ما زالت صامدة ليومنا هذا
والمهندس يقول لك أنها مباني قديمة هشة لا يعتمد عليها
ولو تسمع للرأي والرأي المخالف تضيع ويضيعوك
مع العلم أن لكلاهما كلامهم صحيح ومنطقي
المهم
سأنقل لكم تجربتي الشخصية على أرض الواقع
فقد ورثت من أبي رحمه الله قطعة أرض
وضع لها أساس وأعمدة وجدران وتركها لمدة حوالي 35 سنة
وعندما حظرت القسمة كان من نصيبي هذه القطعة
سنوات وأنا تاركها دون أن أعيد بنائها
لعدم توفر التكلفة المادية لبنائه
أما هذه السنة والحمد لله قررت الشروع في بنائه
فأدعوا لي أن يتم بنائه إن شاء الله
ففي زماننا بناء منزل ليس سهل
فالتكلفة باهضة جدا وكل شيء إرتفعت أسعاره
سواء في مواد البناء أو حتى في أجور البنائين و العاملين
يمصون دمك لآخر رمق دون رحمة أو شفقة
المهم
منذ سنوات وأنا أتفقد المكان
أستفسر عن كل صغيرة وكبيرة
عن قنواة ومجرى المياه ، عن الغاز و الكهرباء ،
عن شروق وغروب الشمس وفي أي إتجاه وهكذا
وهذه صور قديمة
ومنه قمت بإستعمال برنامج قديم أعرفه منذ عقدين من الزمن أو أكثر إنه
3D Home
برنامج خفيف وسهل ثم رحت بتصميم أول نموذج
ثم عرضت ذلك لصديق لي وهو مهندس مدني
صاحب مكتب للتخطيطات المعمارية معترف لدى الحكومة
أفهمته التصميم فراح هو بدوره يعيد التصاميم وفق المعايير التقنية
والعام الماضي تحصلت على رخسة البناء والحمد لله
لكن الشيء السلبي هو أن الحكومة أعطتني فقط عامين
كمهلة للبناء ضاع منها عام
وبقي لي فقط عام
لهذا سافرت مؤخرا بعجالة لأبدأ في البناء
فإذ بي أتصادف بمستجدات ما كانت بالحسبان
فالحديد إرتفعت أسعاره بشكل جنوني جعلت كل من يبني منزل
يتوقف عن البناء
والأدهى من ذلك أن تصميم منزلي كان يعتمد على طابق تحت الأرض
كنت قد خططت له
لأن المكان صحراوي وبناء طابق تحت الأرض تكون درجة حرارته منعشة صيفا
لا تحتاج لمكيفات هوائية
وأنا لا أتحمل المكيفات فأصاب ببرد
لهذا ركزت على طابق سفلي وهو موضح في الشريط السابق
فكيف أفعل ؟
فكل من صادفتهم نصحوني بتخلي على هذا الطابق
وإلا كل الفلوس ستنفذ دون أن تخرج أساسا من الأرض
فرحت في ضرف 24 ساعة مغير كل التصاميم والمخططات
ثم ذهبت لزميلي المهندس المدني وأفهمته الوضعية
فأعطاني الموافقة المبدئية
يعني ذلك أني سأكون أنا من سيسير البناء
من دون مخططات معتمدة
فقط وفق هيكل إتفقنا عليه
وبعدها سيعيد تصميمه بعد إكمال الهيكل
فرحت مختار بنائين أثق فيهم وشرعنا مباشرة في التنفيذ
اترك تعليق: