مرحبًا،
فتحت هذا الموضوع خصيصًا لأشارككم ما انتهيت له بخصوص هذا الأمر، الرسم في الإسلام، وأريد بكل قدرتي أن ننتهي من هذا الموضوع وللأبد. أعتقد أن الإسلام بشكله الحالي هو إسلام مختلف عن الإسلام الذي يرضاه الله إسلام الفطرة السليمة والفكر البنّاء.
للأسف قضيت طفولتي وأنا أتخبط ما بين حبي للرسم والخوف من عذاب الله. لم يتوقف هذا الخوف إلا بعدما تركت الإسلام لفترة ثم عدت إليه عن قناعة، لأن ما توصلت له ببساطة بيّن لي أن ما كنت أعيشه كان دينًا آخر سمّه ما شئت إلا أن يكون الإسلام الذي أنزله الله. ولا أريد أن يعاني أي شخص آخر مثل معاناتي، خصوصًا أننا في منتدى متخصص بالرسومات والفنون الرقمية.
أولًا يجب علينا أن نفهم نوع المحرّمات في الإسلام؛ النّوع الأوّل هو التحريم للذات أو لغير علّة، وهذا النّوع من التحريم يدخل ضمن الفطرة والصبغة التي فطرنا الله عليها منذ الأزل وللأبد، وهي لا تتبدّل ويمكن أن نقول أنها من سنن الله، وهو كالشّرك مثلًا، فالشّرك لا يكون حلالًا لأمة ثم حرامًا لأمّة أخرى. هو دومًا محرّم ولا يوجد أي تعليل. النّوع الثاني هو التحريم للغير أو لعلّة، وهو كتحريم الكذب مثلًا، فعلة التحريم هو إيصال معلومة خاطئة قد تؤثر بشكل سلبي ويكون لها تبعات مختلفة حسب الموضع التي قيلت فيه، فقد تؤدي كذبة مثلًا إلى الإفساد في العلاقات، أو غيرها. وزوال هذه العلّة يعني زوال الحُكم، ولهذا نجد أن الكذب حلال في حالات زوال هذا الضرر، فمثلًا يجوز الكذب في الحروب، فالحرب خدعة ويأتي من هذا الكذب فائدة لا ضرر.
السؤال الآن، هل الرسم محرّم لذاته / دون علّة (كالشّرك) أم محرّم لغيره / لعلّة (كالكذب)؟
يقول تعالى في سورة سبأ: "يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات..." وهنا تنحت الجنّ لسليمان عليه السّلام المنحوتات (التماثيل) وهذه التماثيل ليست رسومًا ثنائية الأبعاد إنما منحوتات ذات ظل، وهو الذي وقع الاتفاق على تحريمه ولعن صاحبه.
إذًا، لو كان الرّسم محرمًا لذاته، لما فعله وأمر به واستحسنه النّبي سليمان عليه السّلام! فهنا نستنتج أنّه تحريم معلّل أو تحريم ليس ذاتيًا. إذًا، ما هي علّة التحريم؟
علّة التحريم لكل مفكّر بسيط هي سد الذرائع في زمن حرج، فالإسلام نزل في بلد كلها أصنام وأوثان، وكان حريًا على النبي أن يحرّمها صيانة لجناب التوحيد، حتى ترسخ عقيدة الإسلام في نفوسهم ولا تألف قلوبهم هذه الأوثان التي كانوا لها يسجدون.
إذًا، الرسم محرّم لعلة (ترسيخ عقيدة التوحيد في زمن نزول الإسلام)، لأنّه لم يكن محرّمًا في زمن سليمان، لأنه لم تكن هنالك حاجة لتحريمه. وهذا يشمل أي زمن، فتعود الأمور لأصولها دومًا، وهو الحلّ.
أما من قال أن علّة التحريم هي "المضاهاة بخلق الله" فهو مُخطئ، لأنّ هذه مغالطة منطقية ومغالطة عقدية. فالمغالطة العقدية هو أنّ سليمان عليه السلام رضي بها، فكيف يرضى بمضاهاة خلق الله لو كان جُرمًا؟ وأما المغالطة المنطقية، فكيف يعطيك الله قدرة على أن تضاهي خلقه؟ وإن أعطاك القدرة فهذا يعني أنّك قادر على أن تضاهي خلق الله وهذه ليست غلطتك، بل غلطة الله (بحسب هذا المفهوم، حاشاه) وهذا المفهوم خاطئ أساسًا، فأنت لن تستطيع مضاهاة خلق الله أصلًا، ولو فعلت فأنت يحق لك أن تضاهي لأنك تستطيع.
فتحت هذا الموضوع خصيصًا لأشارككم ما انتهيت له بخصوص هذا الأمر، الرسم في الإسلام، وأريد بكل قدرتي أن ننتهي من هذا الموضوع وللأبد. أعتقد أن الإسلام بشكله الحالي هو إسلام مختلف عن الإسلام الذي يرضاه الله إسلام الفطرة السليمة والفكر البنّاء.
للأسف قضيت طفولتي وأنا أتخبط ما بين حبي للرسم والخوف من عذاب الله. لم يتوقف هذا الخوف إلا بعدما تركت الإسلام لفترة ثم عدت إليه عن قناعة، لأن ما توصلت له ببساطة بيّن لي أن ما كنت أعيشه كان دينًا آخر سمّه ما شئت إلا أن يكون الإسلام الذي أنزله الله. ولا أريد أن يعاني أي شخص آخر مثل معاناتي، خصوصًا أننا في منتدى متخصص بالرسومات والفنون الرقمية.
أولًا يجب علينا أن نفهم نوع المحرّمات في الإسلام؛ النّوع الأوّل هو التحريم للذات أو لغير علّة، وهذا النّوع من التحريم يدخل ضمن الفطرة والصبغة التي فطرنا الله عليها منذ الأزل وللأبد، وهي لا تتبدّل ويمكن أن نقول أنها من سنن الله، وهو كالشّرك مثلًا، فالشّرك لا يكون حلالًا لأمة ثم حرامًا لأمّة أخرى. هو دومًا محرّم ولا يوجد أي تعليل. النّوع الثاني هو التحريم للغير أو لعلّة، وهو كتحريم الكذب مثلًا، فعلة التحريم هو إيصال معلومة خاطئة قد تؤثر بشكل سلبي ويكون لها تبعات مختلفة حسب الموضع التي قيلت فيه، فقد تؤدي كذبة مثلًا إلى الإفساد في العلاقات، أو غيرها. وزوال هذه العلّة يعني زوال الحُكم، ولهذا نجد أن الكذب حلال في حالات زوال هذا الضرر، فمثلًا يجوز الكذب في الحروب، فالحرب خدعة ويأتي من هذا الكذب فائدة لا ضرر.
السؤال الآن، هل الرسم محرّم لذاته / دون علّة (كالشّرك) أم محرّم لغيره / لعلّة (كالكذب)؟
يقول تعالى في سورة سبأ: "يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات..." وهنا تنحت الجنّ لسليمان عليه السّلام المنحوتات (التماثيل) وهذه التماثيل ليست رسومًا ثنائية الأبعاد إنما منحوتات ذات ظل، وهو الذي وقع الاتفاق على تحريمه ولعن صاحبه.
إذًا، لو كان الرّسم محرمًا لذاته، لما فعله وأمر به واستحسنه النّبي سليمان عليه السّلام! فهنا نستنتج أنّه تحريم معلّل أو تحريم ليس ذاتيًا. إذًا، ما هي علّة التحريم؟
علّة التحريم لكل مفكّر بسيط هي سد الذرائع في زمن حرج، فالإسلام نزل في بلد كلها أصنام وأوثان، وكان حريًا على النبي أن يحرّمها صيانة لجناب التوحيد، حتى ترسخ عقيدة الإسلام في نفوسهم ولا تألف قلوبهم هذه الأوثان التي كانوا لها يسجدون.
إذًا، الرسم محرّم لعلة (ترسيخ عقيدة التوحيد في زمن نزول الإسلام)، لأنّه لم يكن محرّمًا في زمن سليمان، لأنه لم تكن هنالك حاجة لتحريمه. وهذا يشمل أي زمن، فتعود الأمور لأصولها دومًا، وهو الحلّ.
أما من قال أن علّة التحريم هي "المضاهاة بخلق الله" فهو مُخطئ، لأنّ هذه مغالطة منطقية ومغالطة عقدية. فالمغالطة العقدية هو أنّ سليمان عليه السلام رضي بها، فكيف يرضى بمضاهاة خلق الله لو كان جُرمًا؟ وأما المغالطة المنطقية، فكيف يعطيك الله قدرة على أن تضاهي خلقه؟ وإن أعطاك القدرة فهذا يعني أنّك قادر على أن تضاهي خلق الله وهذه ليست غلطتك، بل غلطة الله (بحسب هذا المفهوم، حاشاه) وهذا المفهوم خاطئ أساسًا، فأنت لن تستطيع مضاهاة خلق الله أصلًا، ولو فعلت فأنت يحق لك أن تضاهي لأنك تستطيع.
تعليق