خير دينكم الورع
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان الا على الظالمين ،،،
والصلاة والسلام على خاتم النبيين وامام المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجميعن وبعد :
فعن النعمان بن البشير رضى الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما مشتبهات ، لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى ؛ يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب .) متفق عليه
هذا الحديث اصل فى الورع وترك الشبهات
" وقد فسر الامام احمد الشبهة بانها منزلة بين الحلال والحرام ، يعنى الحلال المحض والحرام المحض ، وقال : من اتقاها فقد استبرأ لدينه ، وفسرها تارة باختلاط الحلال والحرام "
والناس بالنسبة للشبهة اربعة اصناف :
الاول : العالم بحكمها هل هى من الحلال ام من الحرام ، فهو يعمل بمقتضى علمه وهذا خير الاصناف .
الثانى : من لا يعلم بحكمها ، فيتوقف فيها لاشتباهها عليه ، فهذا قد استبرأ لدينه وعرضه .
الثالث : من لا يعلم حكمها ومع ذلك يقع فيها مع كونها مشتبهة عنده ، فهذا يوشك ان يقع فى الحرام .
الرابع : من يقع فيها مع عمله بانها من جنس الحرام المحض فهذا شر الاصناف .
وهناك قسم خامس يترك الشىء الذى يعتقد انه حلال مما يظنه الناس شبهة استبراء لعرضه ، وهذا يلحق بالصنف الاول الذى هو خير الاصناف .
قال ابن رجب : " فاما من اتى شيئا مما يظنه الناس شبهة لعلمه بانه حلال فى نفس الامر ، فلا حرج عليه من الله فى ذلك ، لكن اذا خشى من طعن الناس عليه بذلك ، كان تركها حينئذ استبراء لعرضه ، فيكون حسنا ، وهذا كما قال النبى صلى الله عليه وسلم لمن رآه واقفا مع صفية : ( انها صفية بنت حيى ) متفق عليه .
تعريف الورع
قال يحيى بن معاذ : الورع : الوقوف على حد العلم من غير تاويل .
تعليق