بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع جمعه لكم اخوكم العدنانى و هو تحصيل لما جاء فى كتب العلماء
( الحلقة الاولى )
متي يطلق علي المرء أنه صاحب بدعة ؟
ما هي الأخطاء التي يعذر فيها العالم ؟
ذكر أعذار العلماء لابن تيمية
نماذج من علماء السلف وقعوا في أخطاء ولم يبدعهم الآخرين وبيان هل الخطأ وارد علي العالم أم لا ؟
أولا: هل كل مجتهد مصيب ؟ وهل اختلاف العلماء رحمة ؟
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و اشهد ان محمدا عبده ورسوله أما بعد :
لقد اثني الله علي عباده العاملين بعلمهم فقال
)شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم) آل عمران18
{قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً }الإسراء107
{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الحج54
{وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ }القصص80
{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ }العنكبوت49
{وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }الروم56
{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }سبأ6
{ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ }النحل27
" {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة
{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9
وقد بين النبي صلي الله عليه وسلم فضل العلم وأهله فقال :
من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر . تخريج السيوطي : (حم 4 حب) عن أبي الدرداء.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 6297 في صحيح الجامع.
وقال " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ( صحيح لغيره )
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه ليس بفقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مؤمن إخلاص العمل لله والمناصحة لائمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعاءهم يحيط من ورائهم رواه البزار بإسناد حسن
وهذه المكانة العالية للعلماء لم تجعلهم معصومين بل كل منهم يؤخذ من كلامه ويرد والخطأ وارد عليهم ولكن يستبعد تعمدهم الخطأ ( خاصة العلماء الربانيين )وإذا وقع أحدهم في الخطأ فقد يكون ذلك لأسباب يُعذر فيها ذكرها العلماء في مواضعها وسنذكرها إن شاء الله
فمالمقصود بالخطأ ؟
قال الراغب الأصفهاني في المفردات :
الخطأ هو العدول عن الجهة وذلك أضرب أحدها أنه يريد غير ما تحسن إرادته فيفعله وهذا هو الخطأ التام المأخوذ به الإنسان يقال خطئ يخطأ خِطأ وخِطأةً قال تعالي " إن قتلهم كان خِطأ كبيرا " وقال : " و إن كنا لخاطئين "
والثاني : أن يريد ما يحسن فعله ولكن يقع منه خلاف ما يريد فيقال أخطأ إخطاء فهو مخطئ وهذا قد أصاب في الإرادة وأخطأ في الفعل وهذا المعني بقوله صلي الله عليه وسلم " رفع عن أمتي الخطأ والنسيان " وبقوله " من إجتهد فأخطأ فله أجر " وقوله "ومن قتل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة " والثالث :أن يريد من لا يحسن فعله ويتفِق منه خلافه ، فهذا مخطئ في الإرادة ومصيب في الفعل فهو مذموم بقصده وغير محمود علي فعله . المفردات للراغب الأصفهاني ص156 ،157
موسوعة الفقه الإسلامي " و-الخطأ :
42 - الخطأ في اللّغة يطلق ويراد به : ما قابل الصّواب ، ويطلق ويراد به : ما قابل العمد ، وهذا المعنى هو المراد به في عوارض الأهليّة .
وفي الاصطلاح : فعل يصدر من الإنسان بلا قصدٍ إليه عند مباشرة أمرٍ مقصودٍ سواه . والخطأ لا ينافي الأهليّة بنوعيها ، لأنّ العقل موجود معه ، والجناية فيه من جهة عدم التّثبّت ، ولذا يؤاخذ به من هذه الجهة ، فلا تقدّر العقوبة فيه بقدر الجناية نفسها ، وإنّما بقدر عدم التّثبّت الّذي أدّى إلى حصولها .
والخطأ يعذر به في حقوق اللّه سبحانه وتعالى إذا اجتهد ، كما في مسألة جهة القبلة في الصّلاة ، واعتبره الشّارع شبهةً تدرأ العقوبة عن المخطئ ، وأمّا حقوق العباد فلا يعتبر الخطأ عذراً فيها ، ولذا فإنّ المخطئ يضمن ما ترتّب على خطئه من ضررٍ أو تلفٍ .
وفي ذلك تفصيل محلّه مصطلح : ( خطأ ) .
إذا أخطأ العالم في مسالة " أي قال فيها خلاف النص " فما حكمه وماموقف العلماء منه ؟؟ يسبق الإجابة علي هذا السؤال ذكر أمور لابد منها :
جواز الخطأ في حق العلماء:
لقوله تعالي لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة286
ولحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم المتفق عليه : عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب ، فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر "
ولورود ذلك من اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم
وقد أورد بن عبد البر بابا في ذلك
باب في خطأ المجتهدين من المفتيين والحكام
هذا الموضوع جمعه لكم اخوكم العدنانى و هو تحصيل لما جاء فى كتب العلماء
( الحلقة الاولى )
متي يطلق علي المرء أنه صاحب بدعة ؟
ما هي الأخطاء التي يعذر فيها العالم ؟
ذكر أعذار العلماء لابن تيمية
نماذج من علماء السلف وقعوا في أخطاء ولم يبدعهم الآخرين وبيان هل الخطأ وارد علي العالم أم لا ؟
أولا: هل كل مجتهد مصيب ؟ وهل اختلاف العلماء رحمة ؟
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و اشهد ان محمدا عبده ورسوله أما بعد :
لقد اثني الله علي عباده العاملين بعلمهم فقال
)شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم) آل عمران18
{قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً }الإسراء107
{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الحج54
{وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ }القصص80
{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ }العنكبوت49
{وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }الروم56
{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }سبأ6
{ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ }النحل27
" {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة
{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9
وقد بين النبي صلي الله عليه وسلم فضل العلم وأهله فقال :
من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر . تخريج السيوطي : (حم 4 حب) عن أبي الدرداء.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 6297 في صحيح الجامع.
وقال " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ( صحيح لغيره )
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه ليس بفقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مؤمن إخلاص العمل لله والمناصحة لائمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعاءهم يحيط من ورائهم رواه البزار بإسناد حسن
وهذه المكانة العالية للعلماء لم تجعلهم معصومين بل كل منهم يؤخذ من كلامه ويرد والخطأ وارد عليهم ولكن يستبعد تعمدهم الخطأ ( خاصة العلماء الربانيين )وإذا وقع أحدهم في الخطأ فقد يكون ذلك لأسباب يُعذر فيها ذكرها العلماء في مواضعها وسنذكرها إن شاء الله
فمالمقصود بالخطأ ؟
قال الراغب الأصفهاني في المفردات :
الخطأ هو العدول عن الجهة وذلك أضرب أحدها أنه يريد غير ما تحسن إرادته فيفعله وهذا هو الخطأ التام المأخوذ به الإنسان يقال خطئ يخطأ خِطأ وخِطأةً قال تعالي " إن قتلهم كان خِطأ كبيرا " وقال : " و إن كنا لخاطئين "
والثاني : أن يريد ما يحسن فعله ولكن يقع منه خلاف ما يريد فيقال أخطأ إخطاء فهو مخطئ وهذا قد أصاب في الإرادة وأخطأ في الفعل وهذا المعني بقوله صلي الله عليه وسلم " رفع عن أمتي الخطأ والنسيان " وبقوله " من إجتهد فأخطأ فله أجر " وقوله "ومن قتل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة " والثالث :أن يريد من لا يحسن فعله ويتفِق منه خلافه ، فهذا مخطئ في الإرادة ومصيب في الفعل فهو مذموم بقصده وغير محمود علي فعله . المفردات للراغب الأصفهاني ص156 ،157
موسوعة الفقه الإسلامي " و-الخطأ :
42 - الخطأ في اللّغة يطلق ويراد به : ما قابل الصّواب ، ويطلق ويراد به : ما قابل العمد ، وهذا المعنى هو المراد به في عوارض الأهليّة .
وفي الاصطلاح : فعل يصدر من الإنسان بلا قصدٍ إليه عند مباشرة أمرٍ مقصودٍ سواه . والخطأ لا ينافي الأهليّة بنوعيها ، لأنّ العقل موجود معه ، والجناية فيه من جهة عدم التّثبّت ، ولذا يؤاخذ به من هذه الجهة ، فلا تقدّر العقوبة فيه بقدر الجناية نفسها ، وإنّما بقدر عدم التّثبّت الّذي أدّى إلى حصولها .
والخطأ يعذر به في حقوق اللّه سبحانه وتعالى إذا اجتهد ، كما في مسألة جهة القبلة في الصّلاة ، واعتبره الشّارع شبهةً تدرأ العقوبة عن المخطئ ، وأمّا حقوق العباد فلا يعتبر الخطأ عذراً فيها ، ولذا فإنّ المخطئ يضمن ما ترتّب على خطئه من ضررٍ أو تلفٍ .
وفي ذلك تفصيل محلّه مصطلح : ( خطأ ) .
إذا أخطأ العالم في مسالة " أي قال فيها خلاف النص " فما حكمه وماموقف العلماء منه ؟؟ يسبق الإجابة علي هذا السؤال ذكر أمور لابد منها :
جواز الخطأ في حق العلماء:
لقوله تعالي لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة286
ولحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم المتفق عليه : عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب ، فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر "
ولورود ذلك من اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم
وقد أورد بن عبد البر بابا في ذلك
باب في خطأ المجتهدين من المفتيين والحكام
تعليق