بسم الله الرحمن الرحيم
بودي في هذا الموضوع لو أعرض بعض ما لاحظته على مسلسل أبي جعفر المنصور الذي يعرض هذه الأيام ، و بودي من الإخوة مشاركتي بملاحظاتهم و إثراءاتهم كذلك
لسبب ما مجهول ، يظهر لنا هذا المسلسل باللون الأصفر المائل إلى بعض الخضرة ، بدل الألوان الطبيعية ، و هنا يتساءل المرء عن ماهية هذا " الإبداع " من السيد المونتير أو المخرج .
يبدو لي في الحقيقة أن مخرجي المسلسلات التاريخية ابتلوا مؤخرا بتقليد الأعمال السينمائية ، غير مدركين أنهم يصورون عملا يسمى " تلفزيونيا " ، و حتى هذا التقليد هو تقليد غير احترافي في الواقع ، بل هو تقليد استهلاكي فقط يعتمد على إضافة أكبر عدد ممكن من المؤثرات و الألوان الغامضة معتقدين أن تلك هي الإحترافية في العمل ، و هذا ناجم عن جهل كبير بأصول العمل التلفزيوني .
فماذا يا ترى نفهم من اللون الأصفر الذي ينفر كل مشاهد ، بل و يجعل العين تشعر بالملل بعد مدة قصيرة جدا من المشاهدة ؟ محاولة التعتيق ؟ اللون الأصفر لا يعتق ، و قبل ذلك العمل التلفزيوني لا تعدل ألوانه إلا إلى الألوان الأصلية ، أما الفلترة اللونية فهي للأعمال السينمائية ، و حتى في هذه الأخيرة ، تكون الفلترة بدرجة بسيطة فقط ، و بدقة متناهية حيث تجنب تنفير العين من المشاهد .
في سياق منفصل ، نرى أن العمل مصور بحجم 16/9 ، مما يعيدنا إلى قضية بلوى تقليد الأعمال السينمائية ، و الجهل التام بأصول العمل ، فالإطار 16/9 يفرضه الفيلم السينمائي ، فلماذا نفرضه على أنفسنا حينما نكون غير مضطرين ؟
بل حتى الأفلام السينمائية تحول إلى الإطار 3/4 حينما تعرض على التلفزيون ، فلماذا نصور عملا هو في الأساس موجه إلى التلفزيون بإطار 16/9 ؟؟؟ محاولة لإضافة الغموض و الخيال و تقليد السينما ؟؟ و إضافة أكبر عدد ممكن من المؤثرات ؟
أخيرا ، في رأيي أن التاريخ لا تعرضه المسلسلات أصلا ، أو ، يكون المسلسل عبارة عن وصف أو مرور على الأحداث فقط ، دون التفصيل في المعارك و المشاهد الخارجية ، لأنها من جهة تستهلك الكثير من الميزانية ، و من جهة أخرى تكون مملة بإعادتها مرارا و تكرارا طوال المسلسل ، و الأفضل من كل هذا عرض الأحداث التاريخية في فيلم سينمائي حيث نركز كل الطاقة و الجهد المبذول و الميزانية على ملإ ساعتين فقط ، و هكذا نحصل على الكيف لا الكم .
و هنا نطرح تساؤلا آخر : لماذا لا توجد سينما سورية ؟؟ رغم أنه من المؤكد أنها لن تنافس السينما المصرية فقط ، بل ستقضي عليها .
في انتظار آرائكم
رمضان مبارك
بودي في هذا الموضوع لو أعرض بعض ما لاحظته على مسلسل أبي جعفر المنصور الذي يعرض هذه الأيام ، و بودي من الإخوة مشاركتي بملاحظاتهم و إثراءاتهم كذلك
لسبب ما مجهول ، يظهر لنا هذا المسلسل باللون الأصفر المائل إلى بعض الخضرة ، بدل الألوان الطبيعية ، و هنا يتساءل المرء عن ماهية هذا " الإبداع " من السيد المونتير أو المخرج .
يبدو لي في الحقيقة أن مخرجي المسلسلات التاريخية ابتلوا مؤخرا بتقليد الأعمال السينمائية ، غير مدركين أنهم يصورون عملا يسمى " تلفزيونيا " ، و حتى هذا التقليد هو تقليد غير احترافي في الواقع ، بل هو تقليد استهلاكي فقط يعتمد على إضافة أكبر عدد ممكن من المؤثرات و الألوان الغامضة معتقدين أن تلك هي الإحترافية في العمل ، و هذا ناجم عن جهل كبير بأصول العمل التلفزيوني .
فماذا يا ترى نفهم من اللون الأصفر الذي ينفر كل مشاهد ، بل و يجعل العين تشعر بالملل بعد مدة قصيرة جدا من المشاهدة ؟ محاولة التعتيق ؟ اللون الأصفر لا يعتق ، و قبل ذلك العمل التلفزيوني لا تعدل ألوانه إلا إلى الألوان الأصلية ، أما الفلترة اللونية فهي للأعمال السينمائية ، و حتى في هذه الأخيرة ، تكون الفلترة بدرجة بسيطة فقط ، و بدقة متناهية حيث تجنب تنفير العين من المشاهد .
في سياق منفصل ، نرى أن العمل مصور بحجم 16/9 ، مما يعيدنا إلى قضية بلوى تقليد الأعمال السينمائية ، و الجهل التام بأصول العمل ، فالإطار 16/9 يفرضه الفيلم السينمائي ، فلماذا نفرضه على أنفسنا حينما نكون غير مضطرين ؟
بل حتى الأفلام السينمائية تحول إلى الإطار 3/4 حينما تعرض على التلفزيون ، فلماذا نصور عملا هو في الأساس موجه إلى التلفزيون بإطار 16/9 ؟؟؟ محاولة لإضافة الغموض و الخيال و تقليد السينما ؟؟ و إضافة أكبر عدد ممكن من المؤثرات ؟
أخيرا ، في رأيي أن التاريخ لا تعرضه المسلسلات أصلا ، أو ، يكون المسلسل عبارة عن وصف أو مرور على الأحداث فقط ، دون التفصيل في المعارك و المشاهد الخارجية ، لأنها من جهة تستهلك الكثير من الميزانية ، و من جهة أخرى تكون مملة بإعادتها مرارا و تكرارا طوال المسلسل ، و الأفضل من كل هذا عرض الأحداث التاريخية في فيلم سينمائي حيث نركز كل الطاقة و الجهد المبذول و الميزانية على ملإ ساعتين فقط ، و هكذا نحصل على الكيف لا الكم .
و هنا نطرح تساؤلا آخر : لماذا لا توجد سينما سورية ؟؟ رغم أنه من المؤكد أنها لن تنافس السينما المصرية فقط ، بل ستقضي عليها .
في انتظار آرائكم
رمضان مبارك
تعليق