الكثير من الحزن وشذرات من الأمل لا تسد رمق معذبة ... تلك هن النسوة المتصلات ... متخصصة ملونة ومعلومات أكثر ألوانا ... حزن وبكاء وغنج يتطلبه الموقف ، وكأن المتصلة بغنجها تبحث عن عريس يجلس أمام الشاشة ، جل المشاكل تتعلق بهذا المخلوق الخشن المسمى زوج ، ما هذا أيها الأزواج ؟! ألا تخجلون من أنفسكم ؟! هل من الرجولة أن تكسروا تلك القوارير بتلك الوحشية ؟! بينما المطلوب الرفق بها !
أخرج للشارع وتجرأ على مقارعة سائق الأجرة ، أم أنك تخشى أن يفتح رأسك بمفتاح عزقات الدولاب المخبأ تحت الكرسي ؟ ما رأيك أن تذهب للجزار ؟ جرب أن تخصم عليه من السعر دراهم معدودات ، من سيحميك من ساطوره ؟!
ربما عليك أن تجرب بائع الخضار ، لن يتوقف إلا حين يراك محشوا في صندوق الطماطم ، هذا إن حاولت تقليب خضرواته لاستصلاح بعضعها .
إصعد في حافلة النقل العام ، خاصة أيام الحر ، أطلب من الرجل ذو اللحية الخشنة والشوارب التي تخفي براطمه أن يطفيء سيجارته لأنك تعاني من الربو ، لحظات وستكون ممددا في الممر دون أن يجرؤ على إنقاذك ذو نخوة .
وصلت إلى عملك ؟ حسنا ... أدخل على المدير وقل له أعطني فرصة كي أثبت لك أنني أستطيع تغيير مكان مكتبي بدون توجيهاتك الرشيدة ، وانتظر نتيجة التقرير السنوي ، لا تتوقع أن يمنحك فوق درجة ( ماشي حالك ) ، هذا إن بقيت في مكتبك ولم يتم إلقاءك على الحدود الجنوبية بفرع الدائرة هناك .
كل الرجال في طريق عودتك عدوانيين ، كل مقطب الجبين وعيناه تقدح نارا ، إن ارتطم بك أحد المارة وألقى بك أرضا ، قل له المعذرة ( حقك علي ) لأنك لن ترى شفرة ناسيت المخبأة بين أسنانه ، ولمعلوماتك ، قد تكون شفرتين ، وبحركة سريعة يضع قطعة نقدية بينهما ويرسم لك خطين في واجهتك من الصعب خياطتهما حتى بماكنات سنجر ذات الزئبق الأحمر .
وصلت إلى مدخل العمارة بالقليل من الإصابات التي لا تتطلب مراجعة قسم الطوارئ ، يقابلك البواب شارحا همومه ومعاناته من السيدات الساكنات كثيرات الغلبة ، إياك أن لا تفهم المقصود ، أهرش ... القليل من الدراهم سيكفيك شر دعواته عليك في ظهر الغيب ، فلن أدعي هنا أنه سيطرحك أرضا ، أو يهوي عليك بعصا المكنسة .
الآن أيتها القارورة المصونة ، عندما يدخل عليك بعلك بعد هذه المغامرة المرعبة ، هل ستطالبينه بالرفق ؟
حرام عليكي يا حرمة ، قال المثل " شطارة اجحا* على مرته** "
تجولت بين سطورك بعدسة مكبرة . وأكتشفت الجمال في ما لا نراه من الوهلة الأولى . .
ولك الآتي : تملك الكثير الكثير وسبق أن أخبرتك من قبل " ليس للكتابة وقت . أمسك القلم وأنطلق "
أنثر لنا بعض لآلئك أيها البحر .
راقني سردك كثيرا . هناك ترابط بين المضامين . هناك صور شعرية حديثة / تشبيهات بليغة . هناك لغة بكر تنتظر من يفضها . هناك الألم / الأمل . .و هناك أنت ميزان للصح والخطأ .
كنت جميلا حد الدهشة . .
الأفكار يا صديقي لعنات ليتها تقع . . فراشات تحتاج لمن يصطادها بعناية . . تحتاج فقط للمزيد من الإختزال والعناية . . لتصبح سلسلة مقالات قابلة للنشر .
كنت هنا ناضجا جدا . . وعيك في إلتقاط المشاهد التي أعتدنا عليها . كان موفق , كان من زاوية أخرى وأفق أرحب .
أحييك على هذا الطرح الشيق . وأنتظر منك المزيد .
مودتي والكثير من تقديري
أستغفر الله عدد ما كان و عدد ما سيكون
أستغفر الله عدد الحركات وعدد السكون
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
الله أكبر كبيرا والحمدلله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا
ابو تالين : وماذا أقول بهذا الوصف ... عرفتك شاعرا فلا أتعجب ... لك الكثير من الفراشات أقطفها بعناية ... ولقلمك الجميل أيضا ... شكرا لك يا صديقي والكثير من حب .
mgmislam : سعيد أن أعجبتك هذي الرؤا .
ALSWEEDY : بالتأكيد له حقوق ... لكنها محفوظة للأحبة ... شرفني وصولك .
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
لاريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه . لكن .. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟
ربما لا استطيع وصف النص مثل الاخ ابو تالين
لكن استطيع القول انها رائعة واسلوبك مميز جدا في سرد وترتيب الجمل
قرأتها ولم املل منها ..ربما سأقرأها مرة اخرى
شكرا لك
اسلوب جميل جدا .... هذا ليس رجل نائم انما بصر بما لم يبصر غير ... بصر بقلبه ليرى ماذا حدث لنا في ايامنا هذه ...
اخي كلامك جميل اتمنى من الذين لم يصحوا ان يقرئوه .
وين ايام زمان ايام رسول الله صلى عليه الله وسلم و ايام اجدادنا ايام الشغل و الجد و الكلام النافع و الجلسات الطيبة التي تعطر قلوبنا ولا ايامنا هذه ايام الدلع و السخافات التي لا معنى لها و لا مقصد .
يا تراء متى سوف يصلح العام العربي و يعود الى صفاء القلوب و النفوس ........ ايام السعادة الحقيقية .
فراس البرق : وأنا أيضا أتمنى ذلك ... أن يصبح صحينا وعي وغفوتنا كالذئب ... عين تنام وعين ترصد .. بوركت أخي .
مس قص ولصق : في أوضاعنا الحالية ، سيبقى يكتب ساعات الغفوة ... لأن ساعات الصحو أكثر ترهلا وكسلا ... ألا ترون أن أغلب مستلزمات بيوتنا هي أدوات ارتخاء وكسل ... ؟ نبحث عن راحة الجسد ولا نبالي براحة الروح ... نصرف كل ما لدينا في سبيل هذا الجسد الفاني ... ولا نفكر بإنفاق درهم في سبيل الروح ... سنبقى في الغفوة طالما أن الأجساد هي التي تحكم ... ونستفيق حين تسمو الأرواح ... دمت بكل خير أخيتي ... وأسعدني تعليقك ...
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
لاريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه . لكن .. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟
تنتهي ترتيلة الحزن بعد قليل ، لتبدأ هلوسات الفرح ، لا خيطٌ أبيض ولا رمادي بينهما ...
ترتيلة من صراخ وهلوسة أيضا من صراخ ، والمارة على الرصيف لا يميزون ، وإن كنا نمتلك جرأة البوح فنحن مثلهم لا نميز ، ضحك كالبكاء وبكاء كالفرح ، وطلاسمي هذه نوع من استنطاق اللاوعي ...
أدس كلتي يداي في الحزن والفرح ، في محاولة غير يائسة لإيجاد المنطقة الفاصلة ، آملا إحداث فتق بينهما ، ما أردت إلا للحب أن يشع كضياء ، كدفئ بينهما ...
الحب مفهوم إنساني مبهم ... عذاب ، ألم ، شجون ، جنون ، أمل .... وقد قالها صديقي الأسمر ذات سكر :
" حين يُذكر أن في الحب أمل
.. أكون قد أفنيت ذاتي
.. وحفرت على حجر
.. كلاماً غير ذي تعريف
.. خالٍ من كل عبر "
- صديقي لم يقل أفنيت ، بل قال كلاماً خادشا ... لا يقوله إلا مخمور -
الحب كنز إنساني فقدناه ، وأمل شمولي بعيد المنال ...
الحب هو ملتقى الحزن والفرح ، يعني المنطقة الفاصلة التي أبحث عنها ، والتي هي اليوم هلام ، بل عدم ...
الحب مجرد من علاقات الجسد الدنيئة هو المقصد السامي والحلم بعيد المنال ،
الحب علاقة الفراشات بالزهور ، وعشق الجداول للأنهار ، وإغفاءة رضيع في حضن أم ...
الحب رائحة الورد والأرض والندى ، وكذلك رائحة أنثى أم ...
الحب كان فتاة بكر قتلوها بلعبة فيديو ...
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
لاريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه . لكن .. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟
تعليق