إنها الساعة
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله شفيع المسلمين يوم الدين أما بعد ، في هذه الأيام و دوناً عن أي وقت مضى لاحظت عقارب الساعة و قد أسرعت أسرع من أي وقت مضى ، أيعقل أنهم قد وجدوا أن الوقت قد داهمهم و أن يجب أن يسرعوا ، و لكن يسرعوا إلى أي شيء ، و هل بهذه الطريقة ، هل يعقل أننا نرى عقارب الساعة تدور و تقطع من عاكسها و تساير من سايرها ، و منهم من هرب منها فدخل في ساعة بلا عقارب .
تتعجب من الكلام ، طبيعي أن تتعجب ، و لكن لو أن عندك ساعه بعقارب ، أنظر إلى عقرب الساعات و حاول أن تلاحظ الحركة ، هل تراه يتحرك ! أعتقد أن الإجابة لا ، و لكنه بالفعل يتحرك.
الآن إلى عقرب الدقائق و حاول أن تلاحظ حركته ، هل تراه يتحرك ! كذلك هنا لا تراه يتحرك على الرغم من أنه يتحرك ، و الآن أنتقل إلى العقرب الأكبر ، الثواني تلاحظ حركاته كل ثانية.
و هكذا ، نحن في ساعه بلا عقرب للثواني و قد يكون ، و لكن لا نراه ، و كلنا يساير الوضع و نسير في اتجاهها ، و إذا وقفنا لنتأمل نجد أننا في وضع أسوأ ، ثم إلى ما بعد هذا و ذاك الأسوأ فالأسوأ ، و يا ويله من أحب أن يقاوم و يسير ضد التيار فيجد حد العقرب على رقبته فإن أكمل فرحمة الله عليه ، و إلا فإنه يكمل بجراحه و لا تلتئم جراحه.
إن هناك من يسير عكس الاتجاه و يعبر بأمان ، و لكن يجد نفسه وحيداً و إن نجى معه أحد ، فإن الباقي لا يرى في ذلك خير ، فكيف سيعبر و يبقى في منطقة مجهوله و إن كانت معلومه يتجاهلها الناس.
هي الساعة ، يجب أن تتخيل وضعنا الآن ووضعنا غد ، و قيم الوضع بين الوقتين ، وسوف تكتشف الكارثة ، أننا نصعد لأسفل ، فإن خيرت بين الآتي فماذا ستختار ؟
- أن تسير كما يسير معظم الناس مع عقارب الساعة
- أن تسير عكس العقارب و يصيبك ما يصيبك أو تعبر فتبقى وحيداً
و بعد هذا ، فأتمنى أن تعلم أن ساعتنا و كل الساعات يوم الساعة تتوقف ، فيحاسب كل أمرئ على ما فعل ، و أرجو من الله أن يلطف بنا هذا اليوم ، فأنه ليوم صعب عصيب ، فيا رب ، يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، و أحسن خاتمتنا و أرض عنا يا رب العالمين.
و صلى اللهم على سيدنا محمد
تعليق