Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من المواعظ والأدب في حياة العرب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وبعد ذلك وفد على قبيلة ريّا رجل يقال له علي غاوي فخطبها وأمهرها ثلاثمائة ناقة برعاته فتزوجت

    وهاج الصمة الشوق الى ريّا

    فقال :

    حننتَ الى ريّــــا ونفسك بـــاعدت **** مزارك من ريّـــا وشعبـــاكمــا معـا

    كـــأنّــك لــم تشهـد وداع مفـــارق **** ولـــــم تر شعْبي صاحِبَين تقطعـا

    قفا ودّعا نجداَ َ ومن حـــلّ بالحِمى **** وقــــــل لنجـــد عندنـــا أن تودعــا

    بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربى **** و ما أحسن المصطاف والمتربعــــا

    وليست عشيات الـحمى برواجـــع **** عليك ولكن ولكن خلّ عينيك تدمعا

    ولمـــــا رايت البشر أعرض دوننــــا **** وحلت بنــــــات الشوق يحنن نًزعــا

    بكت عيني اليسرى فلما زجرتهـــا **** عن الجهل بعد الحلم أسبلتـــا معا

    تلفــــت نحو الحيّ حتى وجدتنــي **** وجعت من الأصغــــــاء ليتا و أخدعا

    وبينما هو على شاطئ نهر وقد جد به الكرب , سمع أمراة تنادي أبنتها ـــ ريّا ـــ

    فسقط مغشيا عليه فأحتملوه الى بستان فلما أفاق أنشد :

    تعزَ بصبـــر لا وجـــــدك لا تـــــرى **** بشام الحمى أخرى الليالي الغوابر

    كأن فؤادي من تذكُّــــــره الحمى **** وأهل الحمى يهفو به ريش طـــــائر

    ولم يزل يردد ما قاله حتى مات , فلما وصل خبره الى ريّا

    داخلها من الوجد ما امسكت معه عن الطعام والشراب وجعلت تبكيه حتى ماتت .


    وجزيل الشكر لكرم المطالعة
    اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنَا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِـمَا لا أعْلَمُ


    ربي اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

    تعليق


    • يا بــــــائعاً حظه مني ولـو بُذلــت **** ليَ الحيـــاة بحظيَ منه لـم أبـعِ
      رائع هذا البيت ..

      زدنا زادك الله من فضله
      EVERY SAINT HAS A PAST, EVERY SINNER HAS A FUTURE


      تعليق


      • اللهم آمين
        جزاك الله خير أخي حسام

        طيب ننقل جزء آخر من القصيدة الفراقية لأبن زيدون



        ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فمــــــا****كُنْتُــــــمْ لأَرْواحِنـــا إلاّ رَيـــاحينـــا

        لا تَحْسَبوا نَـــأْيَكُـــــــمْ عَنَّا يُغَيِّرُنــــــا****أنْ طالمــا غَيَّرَ النَّـــــأْيُ المُحِبِّينا!

        واللهِ مــا طَلَبَـــــــتْ أَهْواؤنـــــــا بَـدَلاً****مِنْكُمْ ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمـانينــــا

        يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ****مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينـا

        واسْــألْ هُنالِكَ: هَـلْ عَنّى تَذَكُّرُنــــا****إلْفـــاً، تَذَكُّــــرُهُ أمســــــى يُعَنِّينـــا

        ويا نَسيمَ الصَّبــــا بَلِّـــــغْ تَحِيَّتَنـــــــا****من لو على البُعْدِ حَيَّــــا كان يُحْيينا

        فهل أرى الدّهـــــرَ يَقْضينا مُساعَفَةً****مِنْهُ، وإنْ لـــم يَكُنْ غِبّـــــــاً تَقَاضِينـا

        رَبِيْبُ مُلْــكٍ كــــــأَنَّ اللهَ أنْشــــــــأَهُ****مِسْكـاً، وقدَّرَ إنْشــــاءَ الــوَرَى طِينــا

        أو صـــــاغَهُ وَرِقاً مَحْضـــــــاً، وتَوَّجَـهُ****مِن نـــــاصِعِ التِّبْرِ إبْداعــــاً وتَحْسينـا

        إذا تَـــــأَوَّدَ آدَتْـــــهُ، رَفــــــاهِيَــــــــةً**** تُومُ الـــعُقودِ، وأَدْمَتْـــهُ البُـرَى لينـــا

        كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْـراً في أَكِلَّتِــهِ****بلْ مـــــــا تَجَلَّى لهـــا إلا أَحــــايِينــا

        كأنّمــــــــا أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ****زُهْرُ الـكواكِـــبِ تَعْويــــذاً وتَـزْيِينـــــــا

        ما ضَرَّ أن لـم تَكُنْ أكْفــــاءَهُ شَرَفــًا****وفي المَوَدَّةِ كــــافٍ من تَكـــــافينـــا؟

        يــــــا رَوْضَةً طالمـــا أَجْنَتْ لواحِظَنا****وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّــــاً، ونِسْـرينـــــا

        ويــــا حَيــــاةً تَمَلَّيْنــــــا، بـزَهْرَتِهـــا****مُنىً ضُروبـــــاً، ولــــــذّاتٍ أَفَانِينــــــا

        ويا نَعيمــــاً خَطَرْنا، مِن غَضــــــارَتِـهِ****في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينـا

        لَسْنا نُسَمّيـــــكَ إجْـــــلالاً وتَكْرُمَـةً****وقَـدْرُكَ المُعْتَلــــي عنْ ذاكَ يُغْنينـــــا

        إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْـتَ في صِفَـــةٍ****فَحَسْبُنــــا الوَصْفُ إيْضاحـــــــاً وتَبْيينا

        يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنــا، بسِدْرَتهــــــــا****والكَوْثَرِ الــــعَذْبِ، زَقُّومـــــــاً وغِسْلينا

        كأنّنا لــــم نَبِــتْ، والوَصْلُ ثالِثُنـــــــا****والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفـــانِ واشِينا

        إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُــمْ****في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقــــــاكُمْ وتَلْقُونا

        سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْمــاءِ يَكْتُمُنــا****حتى يَكادَ لِســــــــانُ الصّبْحِ يُفْشينا

        لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ****عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنــــا الصَّبْرَ ناسينا

        إنّا قَرَأْنـــا الأسى، يومَ النَّــوى، سُوَراً****مكتوبَةً، وأَخَذْنـــا الصَّبْـــرَ تَلْقينــــــا

        أمــــا هَواكَ، فَلَــــمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِــــــهِ****شُرْبــــاً وإن كــــــانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

        لــــم نَجْفُ أُفْقَ جَمــــــالٍ أنتَ كوكَبُهُ****سَالِينَ عَنْهُ، ولــــــــم نَهْجُرْهُ قالينا

        ولا اخْتِيــــاراً تجنَّبْنــــــــــاهُ عن كَثَبٍ****لكن عَدَتْنــــا على كُـــــــرْهٍ، عَوَادينا

        نَــــأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً****فينــــــا الشَّمولُ، وغَنَّانـــــــا مُغَنِّينا

        لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنـــــا****سيما ارتِيـــــاحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينـــــا

        دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا مُحافِظَةً****فالحُرُّ مَن دانَ إنصافــــــاً كما دِينــــــا

        فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنـــا****ولا اسْتَفَدْنــــا حَبيبــــاً عنْـكِ يَثْنينــــا

        ولو صَبـــــا نَحْوَنــا، مِن عُلْوِ مَطْلَـعِهِ****بَدْرُ الـدُّجــى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينــا

        أبْكي وَفــــاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَــةً****فالطَّيْـفُ يُقْنِعُنـــا، والذِّكْــــرُ يَكْفينــــــا

        وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِــهِ****بِيضَ الأَيَــــادي، التي مازِلْـــتِ تُولِينـــا

        عليْكِ مِنّــــا سَلامُ اللهِ مـــــا بَقِيَتْ****صَبــابَـــــــةٌ بِــــكِ نُخْفيهــــا، فَتُخْفينـــا


        ونشكر لكم كرم المطالعة.
        اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنَا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِـمَا لا أعْلَمُ


        ربي اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

        تعليق


        • من هو الكريم في شعر أبن الرومي ؟

          يقول معرفًا به في شعره

          ليس الكريم الذي يعطي عطيتَّهُ **** على الثنـــــاء وإن أغلـــى به الثمنــا
          بــــل الكريم الذي يعطي عطيته ****لغير شيء سوى استحسانه الحسنا


          وشكرا
          اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنَا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِـمَا لا أعْلَمُ


          ربي اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

          تعليق


          • قال الشيخ عفيف الدين يوسف بن البقال :

            كنت بمصر فبلغني ماوقع من القتل الذريع ببغداد في فتنة التتار فأنكرت في قلبي وقلت
            يارب كيف هذا وفيهم الأطفال ومن لاذنب له فرأيت في المنام رجلا وفي يده كتاب فأخذته
            فقرأته فاذا فيه هذه الأبيات فيها أنكار علي

            دع الاعتراض فمـــا الأمر لك *** ولا الحكم في حركات الفلك

            ولا تســـأل الله عــــن فعــله *** فمن خاض لجة البحـر هلك

            إليــــه تصيــر أمــــور العبــاد *** دع الاعتـراض فــمـــا أجهلك



            وشكرا لكرم المطالعة
            اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنَا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِـمَا لا أعْلَمُ


            ربي اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

            تعليق


            • روي أن المهتدي الخلفية العباسي استعانه رجل على خصمه فحكم بينهما بالعدل
              فأنشأ الرجل يقول :

              حكمـــــــــوه فقضى بينكم **** أبلج مثل القمر الزاهر
              لا يقبل الرشوة في حكمه **** ولا يبالي غبن الخاسر

              فقال له المهتدي :

              أما أنت أيها الرجل احسن الله مقالتك ولست اغتر بما قلت وأما أنا فاني ما جلست
              مجلسي هذا حتى قرأت قوله تعالى :

              (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)

              قال : فبكى الناس حوله فما رؤى أكثر باكيا من ذلك اليوم .



              وشكرا لكريم المطالعة
              اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنَا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِـمَا لا أعْلَمُ


              ربي اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

              تعليق


              • كتب رجل إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يسأله عن العلم فأجابه :

                إن العلم أكثر من أن أكتب به إليك , ولكن إذا استطعت أن تلقى الله كـــــــاف اللسان
                عن أعراض المسلمين , خفيف الظهر من دمائهم , خميص البطن من أموالهم , ملازما
                لجماعتهم فافعل .



                وشكرا
                اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنَا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِـمَا لا أعْلَمُ


                ربي اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

                تعليق


                • الحصري القيرواني
                  شاعر تونسي قيرواني مشهور، كان ضريراً ولد وعاش بالقيروان ومات في طنجة. حفظ القرآن
                  بالروايات وتعلم العربية على شيوخ عصره.

                  من أشهر أعماله قصيدة (ياليل الصب)

                  يقول فيها

                  ياليــــل الصب متى غده **** أقيام الساعة موعـدهُ؟
                  رقـد السُّمَّـــــارُ وأرّقـــــهُ **** أسفٌ للبيـــــــن يـردِّدُّهُ
                  فبكـــاه النّجــــم ورق لهُ **** ممـــــــا يرعاه ويرصـدهُ
                  كـــلفٌ بغزالٍ ذي هيـــفٍ **** خوف الــواشين يشرِّدهُ
                  نصبت عيناي له شركـــاً **** في النــوم فعزّ تصيــدهُ
                  وكفى عجبـــاً أنـي قنصٌ **** للسِّرب سباني أغيـدهُ
                  ينضو من مقلتـــه سيفــاً **** وكأن نعاســــــاً يغمـدهُ
                  فيريق دم العشـــاق بــه **** والويــــــل لمن يتقلَّـدهُ
                  كــلا لا ذنب لمن قتلـــت **** عيناه ولم تقتـــــل يـدهُ
                  يا من جحدت عيناه دمي **** وعلى خدَّيــــهِ تــــورُّدهُ
                  خداك قد اعترفا بدمــــي **** فعلام جفونك تجحدهُ.؟
                  إنّي لأعيذك من قتلـــــي **** وأظنــــــك لا تتعمــــدهُ
                  بالله هب المشتـاق كرىً **** فلعلَّ خيــــالك يسعدهُ
                  ما ضرَّك لا داويــــت ضنى **** صبٍّ يدنيــــك وتبعــــدهُ
                  لم يبقِ هواك لــــــه رمقاً **** فليبـــكِ عليه عُـــــــوَّدُهُ
                  وغداً يقضــي أو بعد غـــدٍ **** هل من نظـــرٍ يتزودهُ ..؟
                  يا أهل الشوق لنـا شرقٌ **** بالـــــــدمع يفيض مورّدهٌ
                  ما أحلى الوصل وأعــــذبه **** لولا الأيــــــام تنكــــــدهُ
                  بالبيـن وبالــــهجران فيــــا **** لفؤادي كيف تجلُّــــــدهُ

                  وشكرك لكرم المطالعة

                  وفي أنتظار كرم المشاركة
                  اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنَا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِـمَا لا أعْلَمُ


                  ربي اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

                  تعليق


                  • يقـــال أن النعمان بن المنذر خرج ذات يوم تتبعه حاشيته حتى مروا على تلـــة فوقـف
                    عندها النعمان وصار يتأمل بالطبيعة من حوله... عندها تقدّم إليه رجل من الحاشيــــة
                    فقال ذلك الرجل : ترى يا مولاي لو ذبح أحدهم على سفح تلك التلة إلى أين سيسيل
                    دمه ؟ ففكر النعمان لبرهة ثم قال :
                    والله ما المذبــوح إلا أنت!!!! وسنرى إلى أين سيصل دمك فأمر به فذبح على رأس التلـة
                    فقال رجل من الحاشية : رب كلمة تقول لصاحبها دعني


                    وشكرا
                    اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنَا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِـمَا لا أعْلَمُ


                    ربي اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

                    تعليق


                    • حكمة عربية

                      ((صداقة زائفة شر من عداوة سافره))

                      وسئل ديوجانس عما ينبغي للرجل أن يتحفظ منه فقال: «حسد الأصدقاء ومكر الأعداء»

                      ولنا أن نرى في شعر بهاء الدين زهير بعض العظة في الصداقة والأصدقاء وتقلب الأحوال

                      رَأيتُـــكَ لا تَـــــــدومُ علـى وَدادٍ **** فتَصرِمُ حبــلَ خِدنٍ بعد خِدْنِ
                      تجــددُ صبـوة ً فـي كـــلّ يـــومٍ **** وتسكرُ سكــــرة ً منْ كلّ دنّ
                      أقولُ الحَقَّ ما لـكَ من صَديـــقٍ **** فلا تَعتُبْ عليّ وَلا تَلُمْنـــــي
                      وكنتُ أظُنّ أنّـــكَ لــــي حَبيـبٌ **** وَقد خَيّبتَ بالتّقبيـــــحِ ظَنّي
                      فما استحييتَ إذْ نظرتكَ عينـي **** وَلا خفَّضْتَ إذْ سمِعتَكَ أُذْني
                      لقد نقـــلَ الوشــــاة ُ إليـكَ زوراً **** ونــــالُوا منكَ قصْدَهُمُ ومِنّي
                      نصَحتك لوْ صَحوْتَ قبلتَ نُصْحي **** ولكنْ أنتَ في سكرِ التجني
                      ومَن سَمِعَ الغِنـــاءَ بغَيرِ قَلــــبٍ **** ولم يطربْ فلا يلـــمِ المغني

                      وقال أيضا :


                      رَأيتُكَ قد عَبرْتَ وَلم تُسلّـــمْ **** كأنّكَ قد عبرْتَ على خَرَابَــهْ
                      وكنتُ كسُورَة ِ الإخلاصِ لمّا ****عبرتَ وكنتَ أنتَ كذي جنابهْ
                      فكيفَ نسيتَ يــا مولايَ وداً **** عهدتُ النـاسَ تحسبهُ قرابهْ


                      ونشكر لكم كرم المطالعة
                      اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنَا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِـمَا لا أعْلَمُ


                      ربي اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

                      تعليق


                      • إن الشماتة من أخلاق الحاسدين , وقد نهى الله عز وجل منها وهي ليست من خلق العظماء
                        من الأنبياء والرسل والصالحين

                        ولعلنا نجد في هذين البيتين عظة

                        إذا ما الدهر جَرَّ على أناسٍ **** كَلاَ كِلَه أَنَــــاخَ بآخــرينـــــــــا

                        فقل للشامتين بِنَا أَفيقــوا **** سَيَلْقَى الشامتون كما لقينا


                        وشكرا
                        اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنَا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِـمَا لا أعْلَمُ


                        ربي اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

                        تعليق


                        • قد نجد الكثير في مجالسنا يحكمون على الناس والأشخاص ولا يتحرون قول العدل فيهم
                          وقد وضع الإسلام قواعد أخلاقية مهمة للحكم على الناس
                          فنجد من يتكلم بغير علم ولا يمتلك خلفية واسعة أو كافية حتى يتجرأ في الحكم
                          ولا يدرك انه وقع في الظلم وسيحاسبه الله عليه

                          قال تعالى : "وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا"[الإسراء:13]،

                          فا الله عز وجل يطالبنا بالعدل بدءً بالنفس وبالأقربين

                          قال تعالى : { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } الأنعام : 152]

                          بل يطالبنا بالعدل أبعد من ذلك

                          يقول تعالى : { يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىۤ أَلاَّ تَعْدِلُواْ
                          ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }


                          فيا مطلق اللسان بالأقوال أتقي الله فيما تقول وفيما تحكم


                          ولعل في هذه الأبيات عظة


                          عن العدل لا تعدل فأنت المعـــدل **** وإنَّ قيامَ الفضـــلِ بالحـــــرّ أجمـــــلُ
                          فلــو عامــــل الله العبـــادَ عدلــــــه **** لأهلكهــــم والله من ذاك أفضــــــــل
                          يجودُ ويثري بالــــجميــل عليهـــــمُ **** وليس له عما اقتضى الجودُ مَعــدِلُ
                          تبــاركَ جـــــلَّ اللهُ فــــي ملكــــوته **** كمــالاً وإن الله في الملـــك أكمـــل
                          فإن الذي في الملك صورة عينــــه **** وفي ملكـــوت الله جــــزؤ مفصـــــل
                          وليس لهذا اللفظِ عند اصطلاحنــــا **** مبـــالغة فــــانظر علـى مـا أعـــــوِّل
                          إذا كنتَ في قومٍ تعرف بـــــلحنهــم **** وحيـــنئـــذ يجمــــلُ بــــه ويفصــــل
                          إذا كنتَ في قومٍ تكلم بلـــــحنهـــم **** لتفهمهم لا تلجىء الشخصَ يسأل
                          لو أنَّ الذي بالـــــعجز يُعرف قــــدرُه **** لكنت كريم الوقتِ يسدي ويفضــــل
                          وكانت لك العليا وكنت لك الــــمدى **** وأنتَ بها العالــــــي وما ثم أسفــلُ
                          ومن أين جاءتْ ليت شعري ففرِّعــوا **** كلامي الذي قد قلت فيه وفصِّلـــوا
                          علمتُ به قلت أودعتُه في مقالتـــي **** وجملـــة أمري أنني لستُ أجهـــل
                          لأنــــي به قلت الــــذي جئتكــــم به **** ومن كان قول الحق قل كيف يجهل
                          أنـــا كلمـــاتُ الله فالقـــــولُ قولنـــــا **** لأني مجمـــــوعٌ وغيـــــري مفصّـــل
                          كعيسى الذي يحيى وينشىء طائراً **** فيحيى بــــإذنِ الله والحقُّ فيصـــــل
                          فمن كـــــان مثلي فليقلْ مثلَ قولنا **** وإلا فـــإن الصمتَ بالعبد أجمــــــــل


                          وشكر الله لكم كرم المطالعة
                          اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنَا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِـمَا لا أعْلَمُ


                          ربي اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

                          تعليق


                          • جزاك الله خيراً أخي منبر الخير على نقل فراقية ابن زيدون .. قصيدة تنبض برقة المشاعر وقافيتها من أحب القوافي إلى نفسي ..

                            اسمح لي أن أنقل قصيدة أخرى معروفة بالفراقية وهي لابن زريق البغدادي ..

                            فبعد أن أتعبه الفقر والحاجة عزم على السفر إلى الأندلس، لعله ينال بعض المال من أمرائها، ولكن زوجته التي يحبها اعترضت على سفره وفراقه، وحاولت أن تصبره وتمنيه بالفرج لعله يتراجع، لكنه لم يصغ لها، فسافر من بغداد إلى بلاد الأندلس، وعند وصوله بعد هذه الرحلة الطويلة والشاقة لم يجد مبتغاه، فمات قهراً وأسفاً على حاله وفراق زوجته التي كانت تنصحه بعدم الذهاب.

                            وهذه قصته وقصيدته كما تروى في كتب الأدب:

                            قيل إن رجلاً من أهل بغداد قصد أبا عبد الرحمن الأندلسي وتقرب إليه بنسبه، فأراد أبو عبد الرحمن أن يبلوه ويختبره، فأعطاه شيئا نزراً، فقال البغدادي: إنا لله وإنا إليه راجعون! سلكت البراري والبحار والمهامة والقفار إلى هذا الرجل فأعطاني هذا العطاء النزر؟ فانكسرت إليه نفسه واعتل فمات.

                            وشغل عنه الأندلسي أياماً، ثم سأل عنه فخرجوا يطلبونه، فانتهوا إلى الخان الذي كان فيه وسألوا الخانية عنه، فقالت: إنه كان في هذا البيت، ومذ أمس لم أره، فصعدوا فدفعوا الباب، فإذا بالرجل ميتاً، وعند رأسه رقعة فيها مكتوب:


                            لا تَعْذِليهِ، فإنّ العَـــــذلَ يولِعُـــــــهُ ... قد قلتِ حقّاً، ولكن ليس يسمعُــــهُ
                            جاوَزْتِ في نُصْحِهِ حـــدّاً أضرّ بِــــهِ ... من حيثُ قَدّرْتِ أن النصْــحَ ينفعـــهُ
                            فَاستعملي الرِفق في تأنيبِــهِ بدلاً ... مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
                            قد كان مضطلِعاً بالخطْبِ يحمِلُــــهُ ... فضُيّقَتْ بخطـوب البَينِ أضلُعــــــــهُ
                            يَكفِيهِ مِن لَوعَـةِ التَشتيتِ أَنَّ لَـــهُ ... مِنَ النَّــوى كُــلَّ يَــومٍ ما يُروعُــــــهُ
                            ما آبَ مِن سفــــرٍ إلا وأزْعَجَـــــــهُ ... عزْمٌ إلى سَفَــرٍ بالرُّغْمِ يُزْمِعُـــــــــهُ
                            كَأنّمــــا هُوَ في حــلٍّ وَمُرْتَحَـــــــلٍ ... مُوَكَّــــــــلٌ بِفَضَــــاءِ اللهِ يَذرعــــــهُ
                            تأبــى المطامـــعُ إلا أن تُجَشّمـــهُ ... للـــرزق كــدّاً وكم ممـــن يودعُــــهُ
                            وَمـــا مُجاهَدَةُ الإِنـــسانِ تَوصِلُــــهُ ... رزقـــاً ولادَعَــــةُ الإِنســـــانِ تَقطَعُهُ
                            قَـــد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلـــقِ رزقَهُــمُ ... لَـــم يَخلُق اللَهُ مِن خَلـــقٍ يُضَيِّعُــهُ
                            لَكِنَّهُــم كُلِّفُـــوا حِرصاً فلَستَ تَرى ... مُستَرزِقـــاً وَسِـوى الغاياتِ تُقنعُــــهُ
                            وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاق قَد قُسِمَت ... بَغِيٌ، أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُـهُ
                            وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه ... إِرثاً وَيَمنَعُــــهُ مِن حَيثِ يُطمِعُـــهُ
                            أستَوْدعُ الله، في بغداد، لي قمــراً ... بالكَــــرْخِ من فَلَكِ الأزْرَارِ مَطلعُـــــهُ
                            وكم تَشَفّــــعَ بي أن لا أُفَارِقَــــــهُ ... وللضّـــرُوراتِ حــــــــالٌ لا تُشَفِّعُــــهُ
                            وكم تَشبّثَ بي يوْمَ الرّحيل ضُحىً ... وأدمُعــــي مُسْتَهِــــلاّتٌ وأدمُعُـــــهُ
                            لا أَكُـــذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَــرقٌ ... عَنّـــــي بِفُرقَتِـــــهِ لَكِــــن أَرَقِّعُــــهُ
                            إِنّي أَوَسِّـــعُ عُــذري فِي جنايَتِـــهِ ... بِالبينِ عِنـــهُ وَجُــــرمي لا يُوَسِّعُــهُ
                            أُعْطيتُ ملكاً فلمْ أُحسِن سياستَهُ ... وكلُّ مَن لا يسُـــوسُ المُلكَ يُخلعُــهُ
                            ومَن غدا لابســــاً ثوْبَ النّعيمِ بِـــلا ... شكــــرٍ عليه، فعنــــهُ اللهُ ينْزِعُــــهُ
                            اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِــهِ ... كَأســاً أَجَـــرَّعُ مِنهـــا مــا أَجَرّعُــــهُ
                            كَم قائِلٍ لِي ذُقتَ البَينَ قُلـتُ لَــــهُ ... الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَســـتُ أَدفَعُــــهُ
                            أَلا أَقمـــتَ فَكــــانَ الرُشدُ أَجمَعــهُ ... لَو أَنَّنِي يَـــومَ بانَ الرُشــدُ أتبَعُــــهُ
                            إِنّــــي لَأَقطَــــعُ أيّامِــي وَأنفقُهـــا ... بِحَســـرَةٍ مِنــهُ في قَلبِـــي تُقَطِّعُهُ
                            بِمَـــن إِذا هَجَـــعَ النُــوّامُ بِتُّ لَــــهُ ... بِلَوعَــــةٍ مِنـــهُ لَيلي لَستُ أَهجَعُهُ
                            لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَـــع وَكَــــذا ... لا يَطمَئِـــنُّ لَـــهُ مُذ بِنــتُ مَضجَعُــهُ
                            ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُني ... بِــــهِ وَلا أَنَّ بِــي الأَيّـــامُ تَفجعُـــــهُ
                            حَتّى جَــــرى البَينُ فِيمــا بَينَنا بِيَدٍ ... عَســــراءَ تَمنَعُنِي حَظّــي وَتَمنَعُـــهُ
                            قَد كُنتُ مِن رَيبِ دهرِي جازِعاً فَرِقاً ... فَلَــم أَوقَّ الَّـــذي قَد كُنتُ أَجزَعُــــهُ
                            بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَسـت ... آثـــارُهُ وَعَفَــــت مُذ بِنـــــتُ أَربُعُـــهُ
                            هَــل الزَمـــانُ مَعِيــدٌ فِيكَ لَذَّتنــــا ... أَم اللَيالِـــي الَّتي أَمضَتــــهُ تُرجِعُــهُ
                            فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبحتَ مَنزلَــهُ ... وَجـــــادَ غَيــــثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُـهُ
                            مَن عِنــــدَهُ لِي عَهــدٌ لا يُضيّعُـــهُ ... كَمــــا لَـــهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُـــــهُ
                            وَمَن يُصَـــدِّعُ قَلبـــي ذِكـــرُهُ وَإِذا ... جَـــرى عَلى قَلبِــــهِ ذِكري يُصَدِّعُــهُ
                            لَأَصبِــــرَنَّ على دهرٍ لا يُمَتِّعُنِـــي ... بِـــهِ وَلا بِــيَ فِــــي حــــالٍ يُمَتِّعُـــهُ
                            عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقبٌ فَرَجـــاً ... فَأَضيَقُ الأَمـــرِ إِن فَكَّـــرتَ أَوسَعُــــهُ
                            عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا ... جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ
                            وَإِن تغـــلَّ أَحَــــدَاً مِنّــــا مَنيَّتُــــهُ ... فَمــــا الَّذي بِقَضـــاءِ اللَهِ يَصنَعُــــهُ

                            فلما وقف أبو عبد الرحمن على هذه الأبيات بكى حتى اخضلّت لحيته، وقال: وددت أن هذا الرجل حي وأشاطره نصف ملكي. وكان في رقعة الرجل: منزلي ببغداد في الموضع المعروف بكذا، والقوم يعرفون بكذا، فحمل إليهم خمسة آلاف دينار وعرفهم موت الرجل.
                            EVERY SAINT HAS A PAST, EVERY SINNER HAS A FUTURE


                            تعليق


                            • الله يجزيك خير أخي حسام ويبارك في عطاءك
                              ذكر قصة هذه القصيدة العذبة الألفاظ الثرية العظات

                              وحق له البكاء أبا عبد الرحمن الأندلسي ولعل في أقدار الله أنشغالة عنه

                              حتى تكون هذه الأبيات عظة لمن بعده ..رحم الله رزيق البغدادي رحمة واسعة

                              جزيل الشكر
                              اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنَا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِـمَا لا أعْلَمُ


                              ربي اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

                              تعليق


                              • ونذكر قصة قصيدة (علو في الحياة وفي المماتي) لعلها تنافس جمال قصة قصيدة ابن زريق البغدادي

                                أطعم أبي طاهر ابن بقية، وزير عز الدولة، المساكين والفقراء، وأكرم العلماء، فحنق عليه
                                عضد الدولة بعد ذلك، واحتال عليه، حتى قتله بطرحه للفيلة وصلبه سنة 238 هـ، وعمره
                                نيف وخمسون سنة رحمه الله وكان جوادا كريما ذا مروءة محبوبا من الناس. فلما ارتفع على
                                الخشبة مصلوباً، وقفت الأمة كلها بوقوفه، فطافت به قلوب المحبين.


                                نامت بغداد على أصوات البكاء ، فترجل أبو الحسن الأنبا ري الشاعر عن فرسه شعرا وتقدم
                                إلى خشبه الصلب شعرا ، وسلم على الجثمان شعرا ، ورثاه بـهذه القصيدة التي هي من
                                أعظم المراثي على الإطلاق في تاريخ الشعر العربي ومن لم يحفظها ففي تذوقه للشعر نظر
                                كما قيل ولم يسمع بمثلها في مصلوب حتى أن من صلبة الخليفة عضد الدولة ( تمنى )أنها
                                قيلت فيه وهو المصلوب

                                ثم أصبحت خشبة ابن بقية بعد مسرحاً، تلقى عليه قصائد المادحين، وخطب المثنين، وقد
                                خلد أبو الحسن الأنبا ري الموقف خير تمثيل وسرت أبيات القصيدة أمثالا وأصبحت
                                (علو في الحياة وفي الممات) على كل لسان فمع الأبيات:



                                علو في الحياة وفي الممــــات **** لحقٌ أنت إحدى المعجــــزات

                                كأن الناس حولك حين قامـــــوا **** وفود نَداك أيـــــــام الصـــــلات

                                كـــــــــأنك قائم فيهم خطيبـــــا **** وكلهم قيـــــــــــامٌ للصـــــلاة

                                مددت يديك نحوهـــــم احتفــــاءً **** كمدهمـــا إليهــم بالهبــــات

                                ولما ضـــــاق بطن الأرض عن أن **** يضم عــلاك من بعد الوفـــاة

                                أصــــــاروا الجو قبرك واستعاضوا **** عن الأكفان ثوب السافيــات

                                لعظمك في النفوس تبيت ترعى **** بحـراسٍ وحفــــــاظ ثقــــــات

                                وتوقـــــــد حولك النيــــران ليـــلا **** كذلـك كنت أيــــام الحيـــــاة

                                ركبت مطيــــــةً من قَبْــــلُ زيـــدٌ **** علاها في السنين الماضيات

                                وتـلـك قضيـــة فيهــــــا أنــــــاسٌ **** تبـــــاعد عنك تعييــــر العداة

                                ولم أر قبل جذعك قط جذعـــــــا **** تمكن من عنــــاق المكرمات

                                أسأت إلى النوائب فاستثـــــارت **** فــــأنت قتيل ثـــأر النائبـــات

                                وصيـــر دهـرك الإحســـان فيــــه **** إلينـــا من عظيــم السيئــات

                                وكنت لمعشر سعــــدا فلمـــــــا **** مضيت تفرقـــــوا بالمنحسات

                                غليـــل بــــاطن لك في فـــؤادي **** يخفف بالدمـــــوع الجاريـــــات

                                ولو أنــــي قــــدرت على قيــــام **** بفرضك و الحقوق الواجبـــــات

                                ملأت الأرض من نظـــــم القوافي **** وبحت بها خــــلاف النائحـــات

                                ولكنـــي أصبـــر عنــــــك نفسي **** مخــــــافة أن أعد من الجنـاة

                                ومـــــالك تربة فأقـــــــول تسقـى **** لأنك نصب هطل الهاطــــلات

                                عليك تحيـــــــــــــة الرحمن تترى **** برحمـــــات غواد رائحــــــــات


                                جزيل الشكر لكرم المطالعة
                                اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنَا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِـمَا لا أعْلَمُ


                                ربي اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

                                تعليق

                                يعمل...
                                X