قصيدة (يـــا ذا الهِلال )
لشاعر السوداني عبدالله محمد عمر البنا
يَــــا ذا الهِلالَ، عَنِ الدُّنيَـــا أَوِ الــــــدِّينِ **** حَدِّثْ، فإنَّ حَدِيثــــاً مِنكَ يَشفِينِي
طَلَعتَ كــــالنُّونِ لاَ تَنْفَـــــــــكُّ في صِغَرٍ **** طِفلاً، وَإنَّكَ قـــدْ شَاهَدتَ ذَا النُّونِ
سَايَرْتَ نُوحـــــاً وَلَمْ تَركَـــــــبْ سَفِينَتَهُ **** وَأنتَ أَنتَ فتًى فِي عَصرِ زبلِيـــــنِ
حدِّثْ عنِ الأَعصُرِ الأُولَـــــى لِتُضحِكَنِــي **** فــــــإنَّ أَخبَـــارَ هذا العَصرِ تُبكِينِي
خبِّــــــــــــر مُلُوكــــــاً ذَوِي عِــــــزٍّ وأُبَّهَةٍ **** أنَّ المُلُوكَ وإنْ عزُّوا إِلـــــــى هُونِ
وَارمُقْ بِطَرْفـــــكَ مِن بَغــــــدادَ دَاثِــــرَها **** وَاندُبْ بِها كُلَّ مَاضِي العَزمِ مَيمُونِ
سَلْهَـــــا تُخبِّرْكَ كَـــــم ضمَّتْ مَقــــابرُها **** مِن ذِي حِفَــــاظٍ وَبذلٍ غَيرِ مَمنُونِ
سَلْهَـــــا عنِ المَسجـــــدِ المَعمُورِ جَانِبُهُ **** بِالعِلـــمِ وَالخَيــــرِ وَالآدَابِ وَالدِّينِ؟
وَسَــــلْ زُبَيـــدَةَ عَن قَصـــــرٍ تبـــــــــــوَّأَهُ **** بَعدَ الأَمينِ حُسَامُ الشَّهمِ مَأمُونِ؟
سَلْهَا عنِ الجَيشِ جَيشِ اللهِ: أَينَ مَضَى؟ **** وَكيفَ جُرِّدَ مِن مــــاضٍ وَمَسنُونِ؟
أَخلَـــــــى مَنَـــابِرَهَا مَن فِي مَقَــابِــــرِها **** مِن كُـــــلِّ مُتَّضِحِ الآثَـــــارِ مَدفُونِ
وَقَبْلَهَا ابْــــكِ دِمَشقاً، إنَّهـــا فُجـــــــــعَتْ **** بِسادَةٍ عَمَرُوا الدُّنيَــــــــا أَساطِينِ
وَسَلْ مُعــــاوِيَةً عَن شَــــاتِمِيهِ، فَكَـــــــمْ **** عَفَـــــا وَأعطَـى بِرَأيٍ غَيرِ مَرْصُونِ
يَأْسُو جُــــرُوحَ مَقــــالٍ لَيسَ يُـــــــــــؤْلِمُهُ **** بِالمَالِ، وَالمالُ مِن أَجدَى القَرَابِينِ
هِيَ السِّياسَةُ تَأليــــفٌ وَبَـــــــــــذلُ نَدًى **** وَالرِّفقُ وَاللِّينُ،كُلُّ المَجدِ في اللِّينِ
هِيِ التي حُكمُهَـــــا بَينَ القُلُــــــــــوبِ لَهُ **** عَلَى رِقَــابِ الوَرَى أَمْضَى القَوَانِينِ
وَعَهدَ طَيْبَــــةَ فــــاذكُرْ فِيهِ كـــــلَّ فتًــــى **** جَمِّ الرَّمـــــــــادِ مِنَ الشُّمِّ العَرَانِينِ
واذكُــــــرْ لَيَـــــاليَ لِلفــــــارُوقِ أَرَّقَـــــــــهُ **** فِيهَا التُّقَــــى وَحَنَـــانٌ بِالمَسَاكينِ
وكَـــمْ تفَجَّـــــرَ فيهـــــا المُصطَفَى كَرَمــــاً **** عَطْفاً وَرِفقاً بِبَـــــادِي الفَقرِ مَحزُونِ
إنِّــــي بَكَيتُ عَلــــى مَـــــاضٍ تكَفَّــــل لِل **** مَجدِ الأَثِيلِ بِفَخــــــــــرٍ غَيرِ مَمْنُونِ
أحِبَّتِــــــــي، ودُعَــــــاءُ الحُــــــــبِّ مَرْحَمَةٌ **** لا يَحْزُنَنَّكُـــــمُ بالنُّصــــــــحِ تَلقِينِي
فَرُبَّ قَـــــولٍ غَلِيــــــظِ اللَّفظِ بَاطِنُــــــــــــهُ **** رُحْمَــــى وَلِينٌ بفَظِّ الــــرُّوحِ مَقرُونِ
تَرضَــــونَ بِالـــــدُّونِ وَالعَلْيــــــاءُ تُقْسَمُ، لا **** تَدِينُ يَوماً لِراضِـــــي النَّفسِ بِالدُّونِ
وَالمَجدُ يَنأَى فَـــــلا تَدنُــــــو مَرَاكِبُــــــــــهُ **** مِنَ الجَبَـــــانِ، وَلا يَنْقـــــــادُ بِالهُونِ
تَفَـــــرُّقٌ وَتَــــــوانٍ وَاتِّبـــــــاعُ هــــــــــوًى **** إنَّ الهَــــوَى لَهَـــــــــوانٌ غَيرُ مَأمُونِ
وَالحَــــــادِثَاتُ تُرِيكــــــمْ غَيــــــرَ آلِيَــــــــةٍ **** أنَّ التَّقاطُـــــعَ مِن شَأنِ المَجَـــانينِ
فَـــــــــلا اعتِبَــــارَ، وَلا رُقْبَــــى لِنَــــازِلـــةٍ **** وَلا احتِيَاطَ وَلا رُحمَــــى لِمَغْبُــــــونِ
بُلِيتُمُ، وبَلاَيــــــــا الدَّهــــــــرِ إنْ نَـــــــزَلتْ **** فَالصَّبرُ يَكشِفُ مِنها كـــــــلَّ مَدفُونِ
بأُمَّةٍ جَهِلَـــــتْ طُرْقَ العَـــــــلاءِ، فَلَــــــــمْ **** تَسْبِقْ لِغَــــــايَةِ مَعقُولٍ وَمَخْـــــزُونِ
فَلِلمَـــــدَارسِ هِجـــــــــرَانٌ وَسُخــــــــرِيَةٌ **** وَفِي المَتَــــــــاجرِ ضَعْفٌ غَيرُ مَوزُونِ
وَلِلمَفَــــــاسدِ إسْــــــــرَاعٌ وَتَلـــــــــــــبِيَةٌ **** وَلا التِفَـــــــــــاتَ لِمَفرُوضٍ وَمَسنُونِ
والنَّــــــاسُ في القَطــــــرِ أَشْيَــــاءٌ مُلَفَّفَةٌ **** فَــــــــإنْ تَكَشَّفْ فَعَنْ ضَعفٍ وَتَوهِينِ
فَمِــــن غَنِـــــيٍّ فَقِيــــــــــــــرٍ مِن مُرُوءَتِهِ **** ومِـــــــن قوِيٍّ بِضَعفِ النَّفسِ مَرهُونِ
ومِن طَلِيــــــقٍ حَبِيسِ الــــــــرَّأيِ مُنقَبِضٍ **** فَاعجَبْ لِمُنطَلِقٍ في الأَرضِ مَسجُونِ
وَآخَــــرٌ هُوَ طَـــــوعُ البَطنِ، يَبـــــــــرُزُ فِي **** زِيِّ المُلُـــــوكِ وَأخْــــــــــلاقِ البَرَاذِينِ
وَهيكَــــلٍ تَبِعَتهُ النـــــاسُ عنْ سَــــــــرَفٍ **** كـــــالسَّامِرِيِّ بِـــــــــلا عَقلٍ وَلا دِينِ
يَحتَــــــالُ بالــــــدِّينِ لِلدُّنيَـــــا فَيَجمَعُهَـــا **** سُحْتــــاً، وَتُورِدُهُ في قَـــــــاعِ سِجِّينِ
أحِبَّتي، هـــــيَ نَفْسٌ هَــــــاجَ هائِجُهـــــا **** مِنَ الشُّجُونِ، فَلَـــــــمْ تَبخَلْ بِمَكنُونِ
هَزَزْتُ مِنكُــــمْ سُيُوفــــــاً في مَضَارِبِهـــــا **** عَــــونُ الصَّرِيخِ وَإِرهَــــــابُ المَطَاعِينِ
إنَّ الحَيَـــــاةَ لَمِضمَــــــارٌ، إذَا ازْدَحَمــــــتْ **** بِها الرِّجــــــــالُ تُرَدِّي كُـــــــل َّمَفتُونِ
لهَـــــــا وَسائــــــلُ إنْ شُدَّتْ أَوَاصِرُهـــــــا **** تَبَيَّنَ المَجــــدُ فِيهَـــــــا أيَّ تَبْييـــــنِ
تَوَاضـــــعٌ وتــــــــــأَنٍّ واتِّبَــــــاعُ نُهًــــــــى **** وَالصَّبرُ وَالحَزمُ أَزكَــــــى فِي المَوازِينِ
فَــــــأَحسِنُوا، إنَّما الإحْسَـــــــــانُ وَاسِطَةٌ **** لِلعامِلِيـــــنَ بهِ مِن كُــــــــــلِّ تَمكِينِ
ثُـــــمَّ انشُرُوا مِن شَريـــــفِ العِلـــمِ أَنفَعَهُ **** فإنَّمـــــــا هُوَ مَبنَــــى كُلِّ تَمـــــدِينِ
العِلـــــــمُ زَينٌ، وَبِالأَخـــــلاقِ رِفْعَتُــــــــــهُ **** إِنْ قَــــــارَنَتهُ بَــــــدا فِي خَيـــرِ تَزيِينِ
إنَّ الخَـــــلائقَ إنْ طَـــــــابتْ مَنَابتُهَـــــــــا **** كانَتْ لِكَسبِ المَعَالِــــــــي كَالبَرَاهِينِ
وشكرا لكرم المطالعة
لشاعر السوداني عبدالله محمد عمر البنا
يَــــا ذا الهِلالَ، عَنِ الدُّنيَـــا أَوِ الــــــدِّينِ **** حَدِّثْ، فإنَّ حَدِيثــــاً مِنكَ يَشفِينِي
طَلَعتَ كــــالنُّونِ لاَ تَنْفَـــــــــكُّ في صِغَرٍ **** طِفلاً، وَإنَّكَ قـــدْ شَاهَدتَ ذَا النُّونِ
سَايَرْتَ نُوحـــــاً وَلَمْ تَركَـــــــبْ سَفِينَتَهُ **** وَأنتَ أَنتَ فتًى فِي عَصرِ زبلِيـــــنِ
حدِّثْ عنِ الأَعصُرِ الأُولَـــــى لِتُضحِكَنِــي **** فــــــإنَّ أَخبَـــارَ هذا العَصرِ تُبكِينِي
خبِّــــــــــــر مُلُوكــــــاً ذَوِي عِــــــزٍّ وأُبَّهَةٍ **** أنَّ المُلُوكَ وإنْ عزُّوا إِلـــــــى هُونِ
وَارمُقْ بِطَرْفـــــكَ مِن بَغــــــدادَ دَاثِــــرَها **** وَاندُبْ بِها كُلَّ مَاضِي العَزمِ مَيمُونِ
سَلْهَـــــا تُخبِّرْكَ كَـــــم ضمَّتْ مَقــــابرُها **** مِن ذِي حِفَــــاظٍ وَبذلٍ غَيرِ مَمنُونِ
سَلْهَـــــا عنِ المَسجـــــدِ المَعمُورِ جَانِبُهُ **** بِالعِلـــمِ وَالخَيــــرِ وَالآدَابِ وَالدِّينِ؟
وَسَــــلْ زُبَيـــدَةَ عَن قَصـــــرٍ تبـــــــــــوَّأَهُ **** بَعدَ الأَمينِ حُسَامُ الشَّهمِ مَأمُونِ؟
سَلْهَا عنِ الجَيشِ جَيشِ اللهِ: أَينَ مَضَى؟ **** وَكيفَ جُرِّدَ مِن مــــاضٍ وَمَسنُونِ؟
أَخلَـــــــى مَنَـــابِرَهَا مَن فِي مَقَــابِــــرِها **** مِن كُـــــلِّ مُتَّضِحِ الآثَـــــارِ مَدفُونِ
وَقَبْلَهَا ابْــــكِ دِمَشقاً، إنَّهـــا فُجـــــــــعَتْ **** بِسادَةٍ عَمَرُوا الدُّنيَــــــــا أَساطِينِ
وَسَلْ مُعــــاوِيَةً عَن شَــــاتِمِيهِ، فَكَـــــــمْ **** عَفَـــــا وَأعطَـى بِرَأيٍ غَيرِ مَرْصُونِ
يَأْسُو جُــــرُوحَ مَقــــالٍ لَيسَ يُـــــــــــؤْلِمُهُ **** بِالمَالِ، وَالمالُ مِن أَجدَى القَرَابِينِ
هِيَ السِّياسَةُ تَأليــــفٌ وَبَـــــــــــذلُ نَدًى **** وَالرِّفقُ وَاللِّينُ،كُلُّ المَجدِ في اللِّينِ
هِيِ التي حُكمُهَـــــا بَينَ القُلُــــــــــوبِ لَهُ **** عَلَى رِقَــابِ الوَرَى أَمْضَى القَوَانِينِ
وَعَهدَ طَيْبَــــةَ فــــاذكُرْ فِيهِ كـــــلَّ فتًــــى **** جَمِّ الرَّمـــــــــادِ مِنَ الشُّمِّ العَرَانِينِ
واذكُــــــرْ لَيَـــــاليَ لِلفــــــارُوقِ أَرَّقَـــــــــهُ **** فِيهَا التُّقَــــى وَحَنَـــانٌ بِالمَسَاكينِ
وكَـــمْ تفَجَّـــــرَ فيهـــــا المُصطَفَى كَرَمــــاً **** عَطْفاً وَرِفقاً بِبَـــــادِي الفَقرِ مَحزُونِ
إنِّــــي بَكَيتُ عَلــــى مَـــــاضٍ تكَفَّــــل لِل **** مَجدِ الأَثِيلِ بِفَخــــــــــرٍ غَيرِ مَمْنُونِ
أحِبَّتِــــــــي، ودُعَــــــاءُ الحُــــــــبِّ مَرْحَمَةٌ **** لا يَحْزُنَنَّكُـــــمُ بالنُّصــــــــحِ تَلقِينِي
فَرُبَّ قَـــــولٍ غَلِيــــــظِ اللَّفظِ بَاطِنُــــــــــــهُ **** رُحْمَــــى وَلِينٌ بفَظِّ الــــرُّوحِ مَقرُونِ
تَرضَــــونَ بِالـــــدُّونِ وَالعَلْيــــــاءُ تُقْسَمُ، لا **** تَدِينُ يَوماً لِراضِـــــي النَّفسِ بِالدُّونِ
وَالمَجدُ يَنأَى فَـــــلا تَدنُــــــو مَرَاكِبُــــــــــهُ **** مِنَ الجَبَـــــانِ، وَلا يَنْقـــــــادُ بِالهُونِ
تَفَـــــرُّقٌ وَتَــــــوانٍ وَاتِّبـــــــاعُ هــــــــــوًى **** إنَّ الهَــــوَى لَهَـــــــــوانٌ غَيرُ مَأمُونِ
وَالحَــــــادِثَاتُ تُرِيكــــــمْ غَيــــــرَ آلِيَــــــــةٍ **** أنَّ التَّقاطُـــــعَ مِن شَأنِ المَجَـــانينِ
فَـــــــــلا اعتِبَــــارَ، وَلا رُقْبَــــى لِنَــــازِلـــةٍ **** وَلا احتِيَاطَ وَلا رُحمَــــى لِمَغْبُــــــونِ
بُلِيتُمُ، وبَلاَيــــــــا الدَّهــــــــرِ إنْ نَـــــــزَلتْ **** فَالصَّبرُ يَكشِفُ مِنها كـــــــلَّ مَدفُونِ
بأُمَّةٍ جَهِلَـــــتْ طُرْقَ العَـــــــلاءِ، فَلَــــــــمْ **** تَسْبِقْ لِغَــــــايَةِ مَعقُولٍ وَمَخْـــــزُونِ
فَلِلمَـــــدَارسِ هِجـــــــــرَانٌ وَسُخــــــــرِيَةٌ **** وَفِي المَتَــــــــاجرِ ضَعْفٌ غَيرُ مَوزُونِ
وَلِلمَفَــــــاسدِ إسْــــــــرَاعٌ وَتَلـــــــــــــبِيَةٌ **** وَلا التِفَـــــــــــاتَ لِمَفرُوضٍ وَمَسنُونِ
والنَّــــــاسُ في القَطــــــرِ أَشْيَــــاءٌ مُلَفَّفَةٌ **** فَــــــــإنْ تَكَشَّفْ فَعَنْ ضَعفٍ وَتَوهِينِ
فَمِــــن غَنِـــــيٍّ فَقِيــــــــــــــرٍ مِن مُرُوءَتِهِ **** ومِـــــــن قوِيٍّ بِضَعفِ النَّفسِ مَرهُونِ
ومِن طَلِيــــــقٍ حَبِيسِ الــــــــرَّأيِ مُنقَبِضٍ **** فَاعجَبْ لِمُنطَلِقٍ في الأَرضِ مَسجُونِ
وَآخَــــرٌ هُوَ طَـــــوعُ البَطنِ، يَبـــــــــرُزُ فِي **** زِيِّ المُلُـــــوكِ وَأخْــــــــــلاقِ البَرَاذِينِ
وَهيكَــــلٍ تَبِعَتهُ النـــــاسُ عنْ سَــــــــرَفٍ **** كـــــالسَّامِرِيِّ بِـــــــــلا عَقلٍ وَلا دِينِ
يَحتَــــــالُ بالــــــدِّينِ لِلدُّنيَـــــا فَيَجمَعُهَـــا **** سُحْتــــاً، وَتُورِدُهُ في قَـــــــاعِ سِجِّينِ
أحِبَّتي، هـــــيَ نَفْسٌ هَــــــاجَ هائِجُهـــــا **** مِنَ الشُّجُونِ، فَلَـــــــمْ تَبخَلْ بِمَكنُونِ
هَزَزْتُ مِنكُــــمْ سُيُوفــــــاً في مَضَارِبِهـــــا **** عَــــونُ الصَّرِيخِ وَإِرهَــــــابُ المَطَاعِينِ
إنَّ الحَيَـــــاةَ لَمِضمَــــــارٌ، إذَا ازْدَحَمــــــتْ **** بِها الرِّجــــــــالُ تُرَدِّي كُـــــــل َّمَفتُونِ
لهَـــــــا وَسائــــــلُ إنْ شُدَّتْ أَوَاصِرُهـــــــا **** تَبَيَّنَ المَجــــدُ فِيهَـــــــا أيَّ تَبْييـــــنِ
تَوَاضـــــعٌ وتــــــــــأَنٍّ واتِّبَــــــاعُ نُهًــــــــى **** وَالصَّبرُ وَالحَزمُ أَزكَــــــى فِي المَوازِينِ
فَــــــأَحسِنُوا، إنَّما الإحْسَـــــــــانُ وَاسِطَةٌ **** لِلعامِلِيـــــنَ بهِ مِن كُــــــــــلِّ تَمكِينِ
ثُـــــمَّ انشُرُوا مِن شَريـــــفِ العِلـــمِ أَنفَعَهُ **** فإنَّمـــــــا هُوَ مَبنَــــى كُلِّ تَمـــــدِينِ
العِلـــــــمُ زَينٌ، وَبِالأَخـــــلاقِ رِفْعَتُــــــــــهُ **** إِنْ قَــــــارَنَتهُ بَــــــدا فِي خَيـــرِ تَزيِينِ
إنَّ الخَـــــلائقَ إنْ طَـــــــابتْ مَنَابتُهَـــــــــا **** كانَتْ لِكَسبِ المَعَالِــــــــي كَالبَرَاهِينِ
وشكرا لكرم المطالعة
تعليق