آلاء" للكرتون: أعطوني إمكانات "والت ديزني"!
2007-01-07 13:17:10
"أسامة خليفة"، المدير العام لشركة "آلاء" للإنتاج الفني للطفل المسلم، واحد من رواد صناعة أفلام الرسوم المتحركة العربية الذين حملوا على عاتقهم عبء تقديم ما يلائم الطفل المسلم، وبذل الكثير من الجهد مع فريق عمل كبير، يصل الليل بالنهار للحفاظ على الموروث الثقافي الإسلامي العربي حيا في وجدان أطفالنا. رحلةٌ في ذلك كانت طويلة، بدأها صاحبها وواصل المسير. كان في الميدان وحده، ثم برزت العديد من الشركات التي أرادت أن تلحق برائد أفلام الرسوم المتحركة "أسامة خليفة" وشركته.
قال عن طموحاته وتحدياته لكبريات الشركات العالمية: "نحن لا نزال في بداية المسيرة، ولنا طموح عال جدا، أن نقف في تنافس شديد مع الشركات العالمية. وبعد 16 عامًا وصلنا إلى عدة قَناعات، منها: أننا لن نستطيع أن ندخل في هذا التنافس إلا إذا توفرت عدة أمور؛ فهناك سؤال يُطرح عليَّ دائمًا: لماذا لا يكون الإنتاج على غرار الشركات العالمية أمثال "ديزني" و"وارنر"؟ وجوابي دومًا محدد ومختصر جدا: أعطني إمكانات "ديزني"؛ أُعطِكَ إنتاجًا موازيًا لها.
الأمر جد مكلف
وعن تكلفة إنتاج فيلم واحد قال "خليفة": أولا، من حيث الأرقام؛ فتكلفة الفيلم في ديزني تصل إلى "مائة مليون دولار" بينما تكلفة إنتاج الفيلم لدينا لا تتجاوز مليون دولار!! ولك أن تنظر إلى الفرق الكبير بيننا وبينهم.
النقطة الثانية: هناك فارق كبير في الخبرة؛ فهم يعملون منذ وقت طويل منذ أوائل القرن الماضي، بينما خبرتُنا لا تتجاوز عقدًا ونصف العقد.
ويتابع: أما نحن، فنقوم بصنع الخبرات في شركتنا، وإذا أردنا كتابة سيناريو؛ فلا نجد -مع الأسف- في العالم الإسلامي من يكتب سيناريو للرسوم المتحركة بحرفية كما هو موجود في الشركات العالمية، وهذا يُصعّب المشوار علينا كثيرًا. وعندما بدأنا -على سبيل المثال- في كتابة سيناريو فيلم يتحدث عن قضية من قضايا المسلمين استغرقت كتابتُه 3 سنوات!!.
الأدعياء كثيرون
وحول ادعاء بعض الشركات الريادةَ في مجال إنتاج فيلم الطفل قال: كثير من الشركات العربية حين تبدأ الإنتاج تعلن أنها قامت بأول عمل كارتوني في العالم العربي، وهذا ينافي الحقيقة. لقد سبقنا الآخرين! ومع ذلك لكل واحد أن يدّعي ما يشاء، ولكن الواقع أننا أنتجنا "جزيرة النور" في عام 1988، وهو فيلم مقتبس من قصة "حي بن يقظان"، وقدمنا العمل بجودة عالية وحرفية متميزة. وتوالى بعدها إنتاج كثير له قيمته.
في عالمنا العربي لم يكن هناك إنتاج مقنع إلا في شركة "آلاء". وحتى قبل تأسيس "آلاء" أنتج أسامة خليفة "جزيرة النور"، وأحدث الفيلم ضجة، وأُعجب الكثير بالأداء والإتقان، رغم أن الغالبية لم يكونوا مقتنعين بقدرته على إنتاج فيلم للأطفال! ويقول هو: "كان أولادي هم الحافز وأصحاب الرأي، وفي بعض الأفلام كان أولادي هم الذين وضعوا النهاية التي تقنع الصغار، وكانت النهايات التي يقترحونها أفضل من النهاية في السيناريو الأصلي!".
ويتمنى "خليفة" ألا يكون هذا المجال مقصورًا على مؤسسة "آلاء"، بل يريد أن تدخل فيه شركات كبرى غيرها، وأن تكون الحافز والمنافس الشريف نحو الأفضل، كما حدث في سوريا، حيث أنتجت شركة "النجم" فيلم "الجرة"، وكان هذا مُمهدًا لوجود تعاون؛ فقد غيرت شركة "النجم" معطيات الإنتاج لدى "آلاء" بسبب تواجد الجديد على الساحة، لتقديم العمل المتميز للطفل المسلم، وتحالفت الشركتان لإنتاج فيلم مشترك متميز، بل اندمجت الشركتان!.
فضاءات أخرى
وحول دعم القنوات العربية للإنتاج الذي تقوم به "آلاء"؛ قال "خليفة": "لقد قامت بعض القنوات الفضائية ببث بعض أفلامنا، ولكن غالبية هذه القنوات لا تزال تعتبر "آلاء" من الشركات التي تقوم بمجرد الدبلجة للرسوم المتحركة الأجنبية، ويتعاملون معنا على هذا الأساس؛ فلا يقدرون الجهد الذي نبذله ولا الإنفاق الذي ننفقه، في حين أن شركة "آلاء" أنتجت حتى الآن 14 فيلمًا من أفلام الرسوم المتحركة، جميعُها ناطق باللغة العربية، وتروي حقبا مختلفة من التاريخ العربي الإسلامي، وتعكس ثقافتنا الإسلامية بروح منفتحة ومتسامحة. لقد قامت "آلاء" بمحاولة شاقة لتوفير البديل الملائم للطفل المسلم عن تلك الأفلام الأجنبية التي تعلم العنف وتتجاهل القيم الإسلامية.
وعن التواجد في ميادين أخرى مصاحبة لإنتاج أفلام الرسوم المتحركة ذكر "خليفة" أنه يريد ألا يكون الأمر مقصورًا على أفلام الرسوم المتحركة، ويريد أن يقدم برنامجًا لدعم ثقافة الطفل بكافة أنواعها حتى لُعب الأطفال، وألعاب الكمبيوتر، والقصة المقروءة...
ويشير إلى أنهم بدءوا الإنتاج المطبوع منذ فترة طويلة، متمثلاً في مجلة "فراس" الموجهة للطفل، وهي تصدر في السعودية، ولها موقع على الإنترنت. كما ستصدر خلال الأيام القليلة القادمة منتجات مطبوعة موجهة للطفل، مثل سلسلة "حدثتني السيرة".
وأردف "خليفة": "أريد من لديهم الوعي بالرؤية المستقبلية، مَن لديه بُعد النظر لإدراك أن الطفل هو كل المستقبل. فأنا لا أنظر للمشروع الآن نظرة ربحية، ربما من يأتون بعدنا يجدون الثمرة إن شاء الله... لا بد أن ننظر للمشروع نظرة إستراتيجية، أي أن نجعل له هوية وشخصية نقول بها للعالم: نحن هنا، لنا هويتنا وذاتنا".
بداية جديدة
يذكر "خليفة" أن آخر فيلم تم إنتاجه وطرحه في الأسواق كان في عام 2000م. وبعدها لم تتوقف الشركة؛ ففي السنوات الخمس أو الست الماضية كانت كل الجهود مكرسة لإنتاج فيلم واحد عن القضية الفلسطينية، يصفه "خليفة" بكل تأكيد بأنه بداية جديدة.
ويردف: "السبب في تأخر هذا الفيلم هو حرصنا الشديد على الاهتمام بتفاصيل العمل وكتابة سيناريو ناجح؛ فكثير من مشاكل الشركات العربية بما فيها شركة "آلاء" تتلخص في أن 30% من أسباب عدم نجاح العمل تكون متعلقة بالسيناريو. وهذا الفيلم كُتب له أكثر من ستة سيناريوهات كلها رفضت.
وأخيرًا قمنا ببادرة لم نفعلها مسبقًا، وهي ورشة عمل في دبي، اجتمع فيها عدد من المهتمين بالطفل ومنهم كُتاب مهتمون بالقضية التي نقوم بالإعداد لها، واجتمعنا لثلاثة أيام متوالية وأعطينا رؤيتنا في هذا العمل. واخترنا كاتبًا للسيناريو، ثم أخذنا فترة لتوزيع شخصيات السيناريو التي وصلت إلى 85 شخصية، ولك أن تتخيل كيف نستطيع تحريك هذه الشخصيات جميعًا! إنه مجهود كبير! هذا بالإضافة إلى أجواء مختلفة تمتد من سنة 1948 إلى 2002، إنها حقبة كاملة زاخرة بقضايا مختلفة وأزياء وشخصيات تختلف بطول الفترة.
التحالف مع الشركات الأخرى
كان تأسيس شركة عربية لإنتاج أفلام الرسوم المتحركة يُسعد "أسامة خليفة"؛ لأنه كان يبحث عن منافس لإيمانه بأن عملاً بدون منافسة لن يصل إلى درجة الإبداع. لذا كان -عند تأسيس شركة في أي دولة عربية- يسافر خصيصًا ليقدم التهنئة لأصحابها بنفسه مهما كان مكانها. ولديه قائمة بهذه الشركات، وللأسف الكثير منها انتهى ولم يعد له وجود، والشركة الوحيدة التي ما زالت العلاقة مستمرة بها حتى هذا اليوم وهي شركة "النجم" السورية.
ويقول "خليفة": هذا الفيلم الذي ننتجه الآن ستقوم شركة "النجم" بتنفيذ أجزاء منه، وهذا يؤكد أننا نحتاج إلى التحالفات مع غيرنا، حتى نصل بالمشاهد المستهدف -وهو الطفل المسلم العربي- إلى أحسن جودة وأحسن عمل.
ويضيف قائلاً: "الفيلم الآن في طور الإعداد النهائي، ولم نعلن عنه رسميًا، وقد وصلنا فيه إلى المراحل النهائية، وخلال 3 أشهر من الآن ينتهي الفيلم. وكنتُ صرّحت قبل سنتين أننا بنينا هذا الفيلم بناء سينمائيا، وسنساهم في المهرجانات والمشاركات؛ لأن النوعية التي ننتجها نوعية راقية جدًا، وبإذن الله تكون نقطة مهمة في تحوّل شركة "آلاء" إلى نوع جديد من الإنتاج لم نطرقه مسبقًا".
وعن مشكلة التسويق لإنتاج "آلاء" يقول: "نحاول التغلب على مشكلة التسويق، ولكن مع الأسف يتعرض الإنتاج للسرقة. ونحاول تأمين وسائل الحماية التقنية والقانونية لملاحقة عمليات القرصنة؛ فمن الممكن أن يكون التوزيع جيدا ولكن تفاجأ أن نسخا كثيرة تم تقليدها".
جهود دولة "آلاء"
جهد "آلاء" كان يجب أن تقوم به دولة! وهذا ما كنا نتمناه؛ فالحكومات في العالم تدعم هذه الصناعة بنسب تصل إلى 70% من تكلفة الإنتاج، وتتيح دعمًا فنيًا آخر، أما نحن فلا يوجد لنا ذلك إلا من قبل المقتنعين بالفكرة.
ويؤكد على وجود تحديات فيقول: "قبلت التحدي، وأدركت مدى صعوبة الخطوة التي اتخذتها وسأواصل العمل ما استطعت، لا أؤيد الرفض لكل ما يقدّم، صحيح أن الفضائيات فتحت الأبواب بلا حدود ولا تقنين، ولكن أنادي بأن نكون أحياء نتحرك ونوجد البدائل، أمامنا الإمكانات المالية والفنية، ولكن أين الشركات التي لديها الاستعداد للقيام بتبعات الإنتاج؟ لا بد من النظر إلى العمل كنوع من التحدي، كيف أستطيع إبراز حضارتي، سواء من خلال الفيلم التاريخي أو الاجتماعي أو الكوميدي؟.
نريد أن نقول للعالم إن هناك عربًا ومسلمين لديهم حضارة وقيمة. لا بد أن يكون هناك إنتاج يمثلني، مصر مثلاً لديها حضارات متعددة، أكثرُ من أبرزَها هم الغربيون ومن وجهة نظرهم مع الأسف. لا بد أن ينتبه المسلمون وأصحاب القرار لهذا الأمر؛ فالعمل الصعب يحتاج إلى تضافر الجهود. نحمد الله أننا دخلنا هذا المجال في ريادة غير مسبوقة، وأنادي بوجود مستثمرين في هذا المجال، وألا يكتفي العاملون بموقع المتفرج.
وحول أزمة النص يذكر مدير شركة "آلاء" أن أزمته شِقّان: أولاً الفكرة، وثانيًا السيناريو، فبالنسبة للأفكار هناك الكثير من المبدعين في العالم العربي. ولدى الشركة ملفات كثيرة فيها أفكار جميلة غاية في البراعة، ولكن العقبة في كتابة هذه الفكرة وتحويلها إلى سيناريو. ويضيف: "كتّاب السيناريو في أفلام الكرتون قلة؛ فكاتب سيناريو الكرتون ليس كاتبًا قصصيًا، ولكنه كاتب يتمتع بخيال واسع؛ لأنه كاتب يطوف بالخيال في آفاق عالية ويتتبع أدق التفاصيل، والرسام حين يقوم برسم القصة ويجد عجزًا في السيناريو عن تصوير التفاصيل لا يستطيع إبراز الشخصية رسمًا.
حصاد التجربة
وعن حصاد التجربة يقول خليفة: بعد مسيرة 16 سنة في إنتاج أفلام الرسوم المتحركة مرت علينا أيام سعيدة جدا حين نقدم عملا يلائم عقلية أبنائنا، ومرت أيام بائسة جدًا -إن صح التعبير- حينما تواجهنا الصعوبات، أحيانا نقف في مرحلة ما ونشعر أن الأبواب قد أغلقت، ونقرر أننا سنتوقف، ولكن يأتي الفرج من الله فنواصل.
نأمل من الله أن يفهم القادرون ما نريد، ويوجهوا بعض الإنفاق للإنتاج للطفل المسلم بدلا من إنفاق الملايين في أعمال لم تصنّع ولم تُنتج أصلاً من أجلنا، وبالتالي فهي لا تلائم بيئتنا ومعتقدنا وتقاليدنا. ولعلنا ندرك سر فشل التربية في الكثير من بيوتنا؛ فالشاب الذي تربّى على الإعلام الغربي وما يقدمه ينشأ بلا قيم، لا يُرضي دينه ولا والديه.
لو كان لدينا شركات عدة للإنتاج لاستطعنا تكوين أو تأسيس قناة تقدم مواد إعلامية للطفل تلائمنا؛ لأن الكثير يقومون بدبلجة الأعمال الغربية.
منقوووول الموضوع قديم
2007-01-07 13:17:10
"أسامة خليفة"، المدير العام لشركة "آلاء" للإنتاج الفني للطفل المسلم، واحد من رواد صناعة أفلام الرسوم المتحركة العربية الذين حملوا على عاتقهم عبء تقديم ما يلائم الطفل المسلم، وبذل الكثير من الجهد مع فريق عمل كبير، يصل الليل بالنهار للحفاظ على الموروث الثقافي الإسلامي العربي حيا في وجدان أطفالنا. رحلةٌ في ذلك كانت طويلة، بدأها صاحبها وواصل المسير. كان في الميدان وحده، ثم برزت العديد من الشركات التي أرادت أن تلحق برائد أفلام الرسوم المتحركة "أسامة خليفة" وشركته.
قال عن طموحاته وتحدياته لكبريات الشركات العالمية: "نحن لا نزال في بداية المسيرة، ولنا طموح عال جدا، أن نقف في تنافس شديد مع الشركات العالمية. وبعد 16 عامًا وصلنا إلى عدة قَناعات، منها: أننا لن نستطيع أن ندخل في هذا التنافس إلا إذا توفرت عدة أمور؛ فهناك سؤال يُطرح عليَّ دائمًا: لماذا لا يكون الإنتاج على غرار الشركات العالمية أمثال "ديزني" و"وارنر"؟ وجوابي دومًا محدد ومختصر جدا: أعطني إمكانات "ديزني"؛ أُعطِكَ إنتاجًا موازيًا لها.
الأمر جد مكلف
وعن تكلفة إنتاج فيلم واحد قال "خليفة": أولا، من حيث الأرقام؛ فتكلفة الفيلم في ديزني تصل إلى "مائة مليون دولار" بينما تكلفة إنتاج الفيلم لدينا لا تتجاوز مليون دولار!! ولك أن تنظر إلى الفرق الكبير بيننا وبينهم.
النقطة الثانية: هناك فارق كبير في الخبرة؛ فهم يعملون منذ وقت طويل منذ أوائل القرن الماضي، بينما خبرتُنا لا تتجاوز عقدًا ونصف العقد.
ويتابع: أما نحن، فنقوم بصنع الخبرات في شركتنا، وإذا أردنا كتابة سيناريو؛ فلا نجد -مع الأسف- في العالم الإسلامي من يكتب سيناريو للرسوم المتحركة بحرفية كما هو موجود في الشركات العالمية، وهذا يُصعّب المشوار علينا كثيرًا. وعندما بدأنا -على سبيل المثال- في كتابة سيناريو فيلم يتحدث عن قضية من قضايا المسلمين استغرقت كتابتُه 3 سنوات!!.
الأدعياء كثيرون
وحول ادعاء بعض الشركات الريادةَ في مجال إنتاج فيلم الطفل قال: كثير من الشركات العربية حين تبدأ الإنتاج تعلن أنها قامت بأول عمل كارتوني في العالم العربي، وهذا ينافي الحقيقة. لقد سبقنا الآخرين! ومع ذلك لكل واحد أن يدّعي ما يشاء، ولكن الواقع أننا أنتجنا "جزيرة النور" في عام 1988، وهو فيلم مقتبس من قصة "حي بن يقظان"، وقدمنا العمل بجودة عالية وحرفية متميزة. وتوالى بعدها إنتاج كثير له قيمته.
في عالمنا العربي لم يكن هناك إنتاج مقنع إلا في شركة "آلاء". وحتى قبل تأسيس "آلاء" أنتج أسامة خليفة "جزيرة النور"، وأحدث الفيلم ضجة، وأُعجب الكثير بالأداء والإتقان، رغم أن الغالبية لم يكونوا مقتنعين بقدرته على إنتاج فيلم للأطفال! ويقول هو: "كان أولادي هم الحافز وأصحاب الرأي، وفي بعض الأفلام كان أولادي هم الذين وضعوا النهاية التي تقنع الصغار، وكانت النهايات التي يقترحونها أفضل من النهاية في السيناريو الأصلي!".
ويتمنى "خليفة" ألا يكون هذا المجال مقصورًا على مؤسسة "آلاء"، بل يريد أن تدخل فيه شركات كبرى غيرها، وأن تكون الحافز والمنافس الشريف نحو الأفضل، كما حدث في سوريا، حيث أنتجت شركة "النجم" فيلم "الجرة"، وكان هذا مُمهدًا لوجود تعاون؛ فقد غيرت شركة "النجم" معطيات الإنتاج لدى "آلاء" بسبب تواجد الجديد على الساحة، لتقديم العمل المتميز للطفل المسلم، وتحالفت الشركتان لإنتاج فيلم مشترك متميز، بل اندمجت الشركتان!.
فضاءات أخرى
وحول دعم القنوات العربية للإنتاج الذي تقوم به "آلاء"؛ قال "خليفة": "لقد قامت بعض القنوات الفضائية ببث بعض أفلامنا، ولكن غالبية هذه القنوات لا تزال تعتبر "آلاء" من الشركات التي تقوم بمجرد الدبلجة للرسوم المتحركة الأجنبية، ويتعاملون معنا على هذا الأساس؛ فلا يقدرون الجهد الذي نبذله ولا الإنفاق الذي ننفقه، في حين أن شركة "آلاء" أنتجت حتى الآن 14 فيلمًا من أفلام الرسوم المتحركة، جميعُها ناطق باللغة العربية، وتروي حقبا مختلفة من التاريخ العربي الإسلامي، وتعكس ثقافتنا الإسلامية بروح منفتحة ومتسامحة. لقد قامت "آلاء" بمحاولة شاقة لتوفير البديل الملائم للطفل المسلم عن تلك الأفلام الأجنبية التي تعلم العنف وتتجاهل القيم الإسلامية.
وعن التواجد في ميادين أخرى مصاحبة لإنتاج أفلام الرسوم المتحركة ذكر "خليفة" أنه يريد ألا يكون الأمر مقصورًا على أفلام الرسوم المتحركة، ويريد أن يقدم برنامجًا لدعم ثقافة الطفل بكافة أنواعها حتى لُعب الأطفال، وألعاب الكمبيوتر، والقصة المقروءة...
ويشير إلى أنهم بدءوا الإنتاج المطبوع منذ فترة طويلة، متمثلاً في مجلة "فراس" الموجهة للطفل، وهي تصدر في السعودية، ولها موقع على الإنترنت. كما ستصدر خلال الأيام القليلة القادمة منتجات مطبوعة موجهة للطفل، مثل سلسلة "حدثتني السيرة".
وأردف "خليفة": "أريد من لديهم الوعي بالرؤية المستقبلية، مَن لديه بُعد النظر لإدراك أن الطفل هو كل المستقبل. فأنا لا أنظر للمشروع الآن نظرة ربحية، ربما من يأتون بعدنا يجدون الثمرة إن شاء الله... لا بد أن ننظر للمشروع نظرة إستراتيجية، أي أن نجعل له هوية وشخصية نقول بها للعالم: نحن هنا، لنا هويتنا وذاتنا".
بداية جديدة
يذكر "خليفة" أن آخر فيلم تم إنتاجه وطرحه في الأسواق كان في عام 2000م. وبعدها لم تتوقف الشركة؛ ففي السنوات الخمس أو الست الماضية كانت كل الجهود مكرسة لإنتاج فيلم واحد عن القضية الفلسطينية، يصفه "خليفة" بكل تأكيد بأنه بداية جديدة.
ويردف: "السبب في تأخر هذا الفيلم هو حرصنا الشديد على الاهتمام بتفاصيل العمل وكتابة سيناريو ناجح؛ فكثير من مشاكل الشركات العربية بما فيها شركة "آلاء" تتلخص في أن 30% من أسباب عدم نجاح العمل تكون متعلقة بالسيناريو. وهذا الفيلم كُتب له أكثر من ستة سيناريوهات كلها رفضت.
وأخيرًا قمنا ببادرة لم نفعلها مسبقًا، وهي ورشة عمل في دبي، اجتمع فيها عدد من المهتمين بالطفل ومنهم كُتاب مهتمون بالقضية التي نقوم بالإعداد لها، واجتمعنا لثلاثة أيام متوالية وأعطينا رؤيتنا في هذا العمل. واخترنا كاتبًا للسيناريو، ثم أخذنا فترة لتوزيع شخصيات السيناريو التي وصلت إلى 85 شخصية، ولك أن تتخيل كيف نستطيع تحريك هذه الشخصيات جميعًا! إنه مجهود كبير! هذا بالإضافة إلى أجواء مختلفة تمتد من سنة 1948 إلى 2002، إنها حقبة كاملة زاخرة بقضايا مختلفة وأزياء وشخصيات تختلف بطول الفترة.
التحالف مع الشركات الأخرى
كان تأسيس شركة عربية لإنتاج أفلام الرسوم المتحركة يُسعد "أسامة خليفة"؛ لأنه كان يبحث عن منافس لإيمانه بأن عملاً بدون منافسة لن يصل إلى درجة الإبداع. لذا كان -عند تأسيس شركة في أي دولة عربية- يسافر خصيصًا ليقدم التهنئة لأصحابها بنفسه مهما كان مكانها. ولديه قائمة بهذه الشركات، وللأسف الكثير منها انتهى ولم يعد له وجود، والشركة الوحيدة التي ما زالت العلاقة مستمرة بها حتى هذا اليوم وهي شركة "النجم" السورية.
ويقول "خليفة": هذا الفيلم الذي ننتجه الآن ستقوم شركة "النجم" بتنفيذ أجزاء منه، وهذا يؤكد أننا نحتاج إلى التحالفات مع غيرنا، حتى نصل بالمشاهد المستهدف -وهو الطفل المسلم العربي- إلى أحسن جودة وأحسن عمل.
ويضيف قائلاً: "الفيلم الآن في طور الإعداد النهائي، ولم نعلن عنه رسميًا، وقد وصلنا فيه إلى المراحل النهائية، وخلال 3 أشهر من الآن ينتهي الفيلم. وكنتُ صرّحت قبل سنتين أننا بنينا هذا الفيلم بناء سينمائيا، وسنساهم في المهرجانات والمشاركات؛ لأن النوعية التي ننتجها نوعية راقية جدًا، وبإذن الله تكون نقطة مهمة في تحوّل شركة "آلاء" إلى نوع جديد من الإنتاج لم نطرقه مسبقًا".
وعن مشكلة التسويق لإنتاج "آلاء" يقول: "نحاول التغلب على مشكلة التسويق، ولكن مع الأسف يتعرض الإنتاج للسرقة. ونحاول تأمين وسائل الحماية التقنية والقانونية لملاحقة عمليات القرصنة؛ فمن الممكن أن يكون التوزيع جيدا ولكن تفاجأ أن نسخا كثيرة تم تقليدها".
جهود دولة "آلاء"
جهد "آلاء" كان يجب أن تقوم به دولة! وهذا ما كنا نتمناه؛ فالحكومات في العالم تدعم هذه الصناعة بنسب تصل إلى 70% من تكلفة الإنتاج، وتتيح دعمًا فنيًا آخر، أما نحن فلا يوجد لنا ذلك إلا من قبل المقتنعين بالفكرة.
ويؤكد على وجود تحديات فيقول: "قبلت التحدي، وأدركت مدى صعوبة الخطوة التي اتخذتها وسأواصل العمل ما استطعت، لا أؤيد الرفض لكل ما يقدّم، صحيح أن الفضائيات فتحت الأبواب بلا حدود ولا تقنين، ولكن أنادي بأن نكون أحياء نتحرك ونوجد البدائل، أمامنا الإمكانات المالية والفنية، ولكن أين الشركات التي لديها الاستعداد للقيام بتبعات الإنتاج؟ لا بد من النظر إلى العمل كنوع من التحدي، كيف أستطيع إبراز حضارتي، سواء من خلال الفيلم التاريخي أو الاجتماعي أو الكوميدي؟.
نريد أن نقول للعالم إن هناك عربًا ومسلمين لديهم حضارة وقيمة. لا بد أن يكون هناك إنتاج يمثلني، مصر مثلاً لديها حضارات متعددة، أكثرُ من أبرزَها هم الغربيون ومن وجهة نظرهم مع الأسف. لا بد أن ينتبه المسلمون وأصحاب القرار لهذا الأمر؛ فالعمل الصعب يحتاج إلى تضافر الجهود. نحمد الله أننا دخلنا هذا المجال في ريادة غير مسبوقة، وأنادي بوجود مستثمرين في هذا المجال، وألا يكتفي العاملون بموقع المتفرج.
وحول أزمة النص يذكر مدير شركة "آلاء" أن أزمته شِقّان: أولاً الفكرة، وثانيًا السيناريو، فبالنسبة للأفكار هناك الكثير من المبدعين في العالم العربي. ولدى الشركة ملفات كثيرة فيها أفكار جميلة غاية في البراعة، ولكن العقبة في كتابة هذه الفكرة وتحويلها إلى سيناريو. ويضيف: "كتّاب السيناريو في أفلام الكرتون قلة؛ فكاتب سيناريو الكرتون ليس كاتبًا قصصيًا، ولكنه كاتب يتمتع بخيال واسع؛ لأنه كاتب يطوف بالخيال في آفاق عالية ويتتبع أدق التفاصيل، والرسام حين يقوم برسم القصة ويجد عجزًا في السيناريو عن تصوير التفاصيل لا يستطيع إبراز الشخصية رسمًا.
حصاد التجربة
وعن حصاد التجربة يقول خليفة: بعد مسيرة 16 سنة في إنتاج أفلام الرسوم المتحركة مرت علينا أيام سعيدة جدا حين نقدم عملا يلائم عقلية أبنائنا، ومرت أيام بائسة جدًا -إن صح التعبير- حينما تواجهنا الصعوبات، أحيانا نقف في مرحلة ما ونشعر أن الأبواب قد أغلقت، ونقرر أننا سنتوقف، ولكن يأتي الفرج من الله فنواصل.
نأمل من الله أن يفهم القادرون ما نريد، ويوجهوا بعض الإنفاق للإنتاج للطفل المسلم بدلا من إنفاق الملايين في أعمال لم تصنّع ولم تُنتج أصلاً من أجلنا، وبالتالي فهي لا تلائم بيئتنا ومعتقدنا وتقاليدنا. ولعلنا ندرك سر فشل التربية في الكثير من بيوتنا؛ فالشاب الذي تربّى على الإعلام الغربي وما يقدمه ينشأ بلا قيم، لا يُرضي دينه ولا والديه.
لو كان لدينا شركات عدة للإنتاج لاستطعنا تكوين أو تأسيس قناة تقدم مواد إعلامية للطفل تلائمنا؛ لأن الكثير يقومون بدبلجة الأعمال الغربية.
منقوووول الموضوع قديم
تعليق