الكلام للدكتور رشدي خليل من على صفحته في الفيسبوك:
كيف تحصل إساة الفهم لفكرة مكتوبة؟
عندما يطرح أحدٌ فكرةً ما فإن الذي يقرأها يكون أحد الأصناف الأربعة:
-واعي مخلص يبحث عن الحق وعن محور الفكرة بعيدا عن هوامشها
-حاسدٌ يبحث عن أي خلل في لوحة الفكرة سواء كان الحاسد مسلما أو غير مسلم
-وثالث يقرأها لا يهمه صحة الفكرة ولا صحة نقيضها
-ورابعٌ يثق بصاحب الفكرة يصدقه حتى ولو خالفت قوانين الكون أو أسس حضارته
والتيار العام في أمتنا هو من النوع الثالث
فعلى المثال الأول ما أكثر الحوادث في تاريخنا على ذلك
الرسول عليه السلام في معركة بدر بعد أن دعا الله وأنهى الخطة قال للجيش المسلم
قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض. لم يجادل أفراد الجيش في ذلك فقد عرفوا محور الدعوة. حتى قال العمير بن الحمام رضوان الله عليه والذي استشهد في تلك المعركة
" والله لكأني أنظر إليها يا رسول الله"
وسيدنا أبا بكر رضوان الله عليه عندما منع الأعراب الزكاة, قرر قتالهم. فاقترح عمر أن يتمهل
فقال أبو بكر" والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه"
ففهم عمر أن الأمر حكم شرعي فكانت حروب الردة بقيادة سيف الله المسلول
والمجوسي أبو لؤلؤة عندما قال لعمر رضي الله عنه" سأصنع لك خنجرا تتحدث عنه الأجيال"
فهم عمر الفكرة من هذا القول" يهددني الفتى" ولم يذهب إلى طول الخنجر أم قصره. هل هو من النحاس أو الحديد؟ بل رأى الفكرة في اللوحة
النوع الثاني وهو الحاسد فليقرأ أحدنا ما كان يحصل مع أتباع الأئمة المجتهدين رضوان الله عليهم في عصر الدعة والرخاء سيجد أحدنا العجب العجاب في تقصدهم لألفاظ هي في هامش الفكرة وليس في محورها
وقد حاول كفار قريش واليهود وعبر التاريخ الشيعة أن لا يصغوا للفكرة الأساسية
فمثلا الآية
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
فالآية تتحدث عن علم الله وإحاطته بكل شيء
لكن النصارى يقولوا( وقد شهدت مثل تلك النقاشات لهم) ترفضوا ثالث ثلاثة ثم تقولوا رابع ثلاثة وخامس أربعة؟
وقد رأيت حبرا من أحبار الشيعة يجادل في الفكرة نفسها
لكن الأنكى هو أن يكون هذا بين المسلمين أنفسهم
ولقد شهدت جدالات بين الشباب المسلم يكاد المرء لا يصدقها وهو نتيجة طبيعية أن صار الولاء للجماعة والحركة بدل أن يكون الولاء لهذا الدين. والأصل هو أن الحركة أو الجماعة ليست سوى الماعون الذي يضع الواحد طاقته مع طاقة من يثق بذلك الماعون لنصرة هذا الدين
لذلك حذرنا الله من ذلك أن يكون اختلافنا في الولاء فيكون العداء يملأ القلوب
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
وفي الختام, أود أن ألفت النظر أن إساءة الفهم غير الإختلاف في الفهم. أن أفهم تماما ما تقول لكني لا آخذ برأيك إذ حجتك أو فكرتك غير مقنعة أو مبلورة أو تناقض نصا شرعيا هو غير إساءة الفهم لما تقول. الأصل أن لا يسيء أحدنا فهم فكرة يطرحها أخيه. والأصل أن لا نختلف في الأفكار لكننا يجوز أن نختلف في فهم النصوص الشرعية. فإن كان خلافنا في غير ذلك كان كل واحد منا يقف في مساحة مختلفة عن مساحة الآخر
نسأله السداد في الرأي وأن يكون الله ورسوله ودينه هو محور تنبهنا ومركز ولائنا
ونسأله الفرج لهذه الأمة
كيف تحصل إساة الفهم لفكرة مكتوبة؟
عندما يطرح أحدٌ فكرةً ما فإن الذي يقرأها يكون أحد الأصناف الأربعة:
-واعي مخلص يبحث عن الحق وعن محور الفكرة بعيدا عن هوامشها
-حاسدٌ يبحث عن أي خلل في لوحة الفكرة سواء كان الحاسد مسلما أو غير مسلم
-وثالث يقرأها لا يهمه صحة الفكرة ولا صحة نقيضها
-ورابعٌ يثق بصاحب الفكرة يصدقه حتى ولو خالفت قوانين الكون أو أسس حضارته
والتيار العام في أمتنا هو من النوع الثالث
فعلى المثال الأول ما أكثر الحوادث في تاريخنا على ذلك
الرسول عليه السلام في معركة بدر بعد أن دعا الله وأنهى الخطة قال للجيش المسلم
قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض. لم يجادل أفراد الجيش في ذلك فقد عرفوا محور الدعوة. حتى قال العمير بن الحمام رضوان الله عليه والذي استشهد في تلك المعركة
" والله لكأني أنظر إليها يا رسول الله"
وسيدنا أبا بكر رضوان الله عليه عندما منع الأعراب الزكاة, قرر قتالهم. فاقترح عمر أن يتمهل
فقال أبو بكر" والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه"
ففهم عمر أن الأمر حكم شرعي فكانت حروب الردة بقيادة سيف الله المسلول
والمجوسي أبو لؤلؤة عندما قال لعمر رضي الله عنه" سأصنع لك خنجرا تتحدث عنه الأجيال"
فهم عمر الفكرة من هذا القول" يهددني الفتى" ولم يذهب إلى طول الخنجر أم قصره. هل هو من النحاس أو الحديد؟ بل رأى الفكرة في اللوحة
النوع الثاني وهو الحاسد فليقرأ أحدنا ما كان يحصل مع أتباع الأئمة المجتهدين رضوان الله عليهم في عصر الدعة والرخاء سيجد أحدنا العجب العجاب في تقصدهم لألفاظ هي في هامش الفكرة وليس في محورها
وقد حاول كفار قريش واليهود وعبر التاريخ الشيعة أن لا يصغوا للفكرة الأساسية
فمثلا الآية
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
فالآية تتحدث عن علم الله وإحاطته بكل شيء
لكن النصارى يقولوا( وقد شهدت مثل تلك النقاشات لهم) ترفضوا ثالث ثلاثة ثم تقولوا رابع ثلاثة وخامس أربعة؟
وقد رأيت حبرا من أحبار الشيعة يجادل في الفكرة نفسها
لكن الأنكى هو أن يكون هذا بين المسلمين أنفسهم
ولقد شهدت جدالات بين الشباب المسلم يكاد المرء لا يصدقها وهو نتيجة طبيعية أن صار الولاء للجماعة والحركة بدل أن يكون الولاء لهذا الدين. والأصل هو أن الحركة أو الجماعة ليست سوى الماعون الذي يضع الواحد طاقته مع طاقة من يثق بذلك الماعون لنصرة هذا الدين
لذلك حذرنا الله من ذلك أن يكون اختلافنا في الولاء فيكون العداء يملأ القلوب
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
وفي الختام, أود أن ألفت النظر أن إساءة الفهم غير الإختلاف في الفهم. أن أفهم تماما ما تقول لكني لا آخذ برأيك إذ حجتك أو فكرتك غير مقنعة أو مبلورة أو تناقض نصا شرعيا هو غير إساءة الفهم لما تقول. الأصل أن لا يسيء أحدنا فهم فكرة يطرحها أخيه. والأصل أن لا نختلف في الأفكار لكننا يجوز أن نختلف في فهم النصوص الشرعية. فإن كان خلافنا في غير ذلك كان كل واحد منا يقف في مساحة مختلفة عن مساحة الآخر
نسأله السداد في الرأي وأن يكون الله ورسوله ودينه هو محور تنبهنا ومركز ولائنا
ونسأله الفرج لهذه الأمة
تعليق