كالعادة, كلما رأيت كلاما مفيدا, أنقله لكم لتعم الفائدة, لعل جيل المستقبل يكون أكثر ذكاءا وأفصح منا ... إليكم اخر كتابات الدكتور رشدي خليل... بصراحة كلام من ذهب :


التنويم الغناطيسي

التنويم المغناطيسي هي حالة يوضع فيها الدماغ بحيث لا يقوى على التفكير ولا يستطيع أن يرد طلبا لمن وضعه في هذه الحال. فإن طلب منه الْمُنَوِّمْ أن يلقي بنفسه من على رأس جبل فَعَلْ, وإن طلب منه أن يسرق فعل, وإن طلب منه أن يسب دينه فعلْ, وإن طلب منه أن يعتقد أنه سعدان قنع واعتقد, وإن طلب منه أن ينسلخ من جلده فعل. وإن قال له أن الظلم حسن آمن بذلك.
والذي يقوم بعملية التنويم المغناطيسي هذه يجب أن يتصف بصفات متميزة من البراعة والتدليس والهيمنة على الضحية
وهذا التنويم نوعان

النوع الأول

وهو التنويم المغناطيسي الحقيقي الذي يدخل الدماغ فيها حالة سبات تام وهو الذي نراه في الوثائق المصورة وفي الأفلام. وهو ليس بالخطير وصعب أن تضع الإنسان في هذه المساحة

النوع الثاني

وهو التنويم الذي يحصل للشعوب والجماعات وكثير من الأديان
والذي يقوم بعملية التنويم تلك هم شخصيات متميزة قامت بعملها على مرحلتين

المرحلة الأولى

هي مرحلة أخذ الثقة من العوام
وفي هذه المرحلة يقوم المنوِّم بكل ما يمكنه من أخذ ثقة العوام من كلام جميل ومواقف مستحسنة, وخطابات موسيقية, وسَمْتٍ متميز حسب الديانة أو الجماعة وأتباعها

المرحلة الثانية

هي مرحلة التنويم. فهو بعد أن أوصل أتباعة إلى الثقة التامة بعدها يستطيع أن يقول ما يريد
ويدلس الذي يريد ويخفي الذي يريد, ويفصح عن الذي يريد
والعوام هنا لن تجد منها حراكا إلا في المساحة التي حددها المنوِّمْ. ولا تجد منها إلا السمع والطاعة للمُنوِّمْ
لذلك من يتابع مثلا رجال الدين الشيعة يرى ذلك جليا. ففي إحدى حلقات التنويم المغناطيسي( تأبين الحسين رض الله عنه) يقول رجل الدين للآلاف من أتباعه
الذي سيحاسب العباد يوم القيامة هو الإمام علي
فالأصل حينها (لو لم يكونوا في حالة النوم المغناطيسي) أن يضجوا ويقولوا الذي يحاسب الخلق هو من خلق الخلق
لكن لأنهم نيام مغناطيسيا, ضجت الآلاف بصوت هادر
اللهم صل على محمد وآل محمد
جيمي زواجرت ذلك القس الذي ناقش أحمد ديدات رحمه الله.
بعد نقاشه بفترة ليست بالطويلة, كشف الإعلام الغربي ارتكابه للزنا وفضح أمره
فخرج على أتباعه في ملعب كرة قدم أمريكية. وكنت أتابع ذلك نقلا حيا
فقال لأتباعه
إن داوود(عليه السلام ومعاذ الله أن يفعل ما قاله جيمي) قد زنا. فطلب منه الأب(الله) أن يعلن ذلك قائلا" يا داوود فعلتَ ما فعلتَه في السر, وأنا أريد أن اعلنه على الملأ"
فصاح المنَوَّمين مغناطيسيا
هلالويا
جماعة في أمريكا أسسها رجل دين أمريكي. يؤمنوا بأشياء كثيرة. لكن عندما حاولت السلطات الأمريكية أن تدخل عليهم مبانيهم في مزراع كبيرة. وجدوا أن الكل قد انتحر لأن زعيم الجماعة طلب منهم ذلك
لذلك تنبه الغرب لأهمية التنويم المغناطيسي في إسكار الشعوب وإخدارها عن طريق إيجاد حركات منوِّمة لأتباعها في عالمنا الإسلامي
ولولا أن كتاب الله قد تكفل الله بحفظه, لوصل التنويم إلى مساحات لا يعلمها إلا الله
إن العقل إن كان غير نشط, ولا يستخدمه صاحبه إلا في ما اتصل بلقمة العيش
فإن هذا العقل يخمل ويذوي ثم لا يعود قادرا على التفكير كي يميز صاحبه بين الغث والسمين
لذلك كانت آيات استخدام العقل في التفكير والتميز منثورة في كتاب الله
أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ ۚ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّـهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
في معركة بدر
عندما وضع رسول الله الجيش بطريقته. فجاء الخباب بن المنذر رضوان الله عليه
يا رسول الله أهو منزل أنزلكه الله فليس لنا أن نتقدم عنه أو نتأخر؟ أم هي الحرب والخدعة والمكيدة؟
فالخباب يسأل" هل الأمر حكم شرعي أم أنه من أمور شؤون الدنيا كالرياضيات والكيمياء والفلاحة؟
فلما أخبره الرسول عليه السلام أن الأمر ليس حكما شرعيا أشار الخباب على رسول الله بغير ذلك. ونزل رسول الله عليه السلام على رأي الخباب
في زمن الفاروق
كادوا أن يجلدوا امرأة ولدت في الشهر السادس على أنه الزنا. فجاء علي رضوان الله عليه وقال والله لو حاججتكم بالقرآن لحجتكم. وحسب لهم الأمر. فأخذ عمر رضوان الله عليه باعتراض علي رضوان الله عليه
كم من الفقهاء الفحول في تاريخنا عارضه أحد تلاميذه فعدل عن رأيه وأخذ برأي تلميذه
أما اليوم
فإن قال أمير الجماعة أمرا حتى لو خالف حكما شرعيا معروف من الدين بالضرورة يقال له سمعا وطاعة
لم يعترض أتباع مصطفى السباعي رحمه الله عندما ألف كتابه(زمن سوق الشيوعية) اشتراكية الإسلام
واليوم يقول مئات مصطفى السباعي "ديمقراطية الإسلام" ولا يعترض الأتباع
والسبب هو حالة التنويم المغناطيسي التي يعيشها العوام من الأتباع
يجب أن ندرك الفرق
بين مخالفة الحكم الشرعي وبين استحلال حرام الحكم الشرعي
فشرب الخمرة حرام. أما استحلالها كفر . وقصة شارب الخمرة في البصرة مع عمر بن الخطاب رضوان الله عليه مشهورة
الربا حرام. أما استحلال الربا فكفر
كلنا يرتكب من الآثام الكثير. لكن لا يجوز لأحدنا أن يفند أن إثمه هذا ومخالفته لدين الله هي من الإسلام

فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
نسأله تعالى أن يأخذ بيد أمتنا ويصلح شبابها وعلمائها
وأن يشهدنا عز هذه الأمة فيشفي صدور قوم مؤمنين
كما ونسأله أن يعجل في فرجه عن المسلمين في سوريا. وينتقم من كل من خذل المسلمين في سوريا وهو قادر على نصرتهم وأن ينتقم من عدو المسلمين في سوريا
وما ذلك على الله بعزيز