
من أجمل ما كتب الدكتور رشدي خليل لحد الان (بنظري) , أنصح الجميع بلا استثناء أن يقرأ .... وأسأل الله أن تعم الفائدة :
سلام من الله عليكم جميعا ورحمة منه وبركات
وأسعد الله صباحكم بكل خير
وجعله الله يوم خير وبركة عليكم وعلى جميع المسلمين
دردشات 42
ما هو المطلوب من العالِم المسلم؟
نعني بالعالم المجتهد القادر على استنباط الحكم الشرعي من أدلته الشرعية وينزلها على الواقع
أما الْمُلِمّْ بالأحكام الشرعية التي استنبطها العلماء فهؤلاء ليسوا أكثر من قرص مدمج
يحوي ملف الأحكام الشرعية
والأحكام الشرعية
إما
أن تتحدث عن علاقة المسلم بخالقه كالصلاة والوضوء والحج والزكاة وأمور النية ومشاهد من يوم القيامة كالسراط والحساب وعذاب القبر والتسبيح وذكر الله وغير ذلك من الأمور
وإما
أن تتحدث عن علاقة المسلم بغيره من الناس مسلمين وغير مسلمين. كالكسب الحلال وضوابط الشركات في الإسلام وحق الجار على الجار وضوابط البيع الشرعي والإجارة الشرعية
وعيش المسلم في غير بلاد المسلمين, والقصاص وغير ذلك
وإما
أن تتحدث عن علاقة الأمة بالحاكم وعلاقة الأمة بالأمم الأخرى والأحكام الشرعية المرتبطة بالجهاد والأحكام الشرعية المرتبطة بالأزمات الدولية والأحكام الشرعية المرتبطة بكيفية التعامل مع العدو الذي ينتهك أعراض المسلمين ويسفك دماء المسلمين والأحكام الشرعية المرتبطة بالأزمات الإقتصادية التي تمر بالأمة, وما إلى ذلك
إذن ما هي مهمة العالم المسلم أو الفقيه المسلم؟
للعالم المسلم مهمة رئيسةٌ واحدة
وهي أن يبين الحكم الشرعي في ما يجري في حياة المسلمين أفرادا وأمة أو في ما يجري من أحداث بين الأمة والحاكم أو في ما يجري من أحداث بين الأمة وأعدائها
والأمة والحمد لله تعرف في مجموعها علاقتها بربها في ما يخص الصنف الأول من العبادات
فإن كنتُ لا أعرف نصاب زكاة الإبل فلأني لا أملك إبلا ولا أحتاج المعرفة آنذاك
وإن كنت لا أعرف أحكام التيمم, فلأني أعيش تحت الثلج وبجانبه, أو نهر جار أو على شاطي بحر. لكنني كمسلم أعرف الصلاة والصيام وزكاة النقد. وحتى عندما يذهب أحدنا للعمرة ولأول مرة ما أكثر الكتيبات التي تتحدث عن تفاصيل مناسكها وأدعيتها
وحتى لو لم أعرف بعض مفردات الأحكام الشرعية المرتبطة مثلا بزكاة الشعير أو التمر أو أحكام صلاة الإستسقاء أو أحكام العدة أو أحكام الطلاق, فكتاب سيد سابق رحمه الله" فقه السيرة" فيه كل ما يلزمني من ذلك ووفق ما قاله المجتهدون الأربعة وتلاميذهم.
العالم أو الفقيه
الذي يتحدث للناس عن التيمم أو طول السراط أو عن هول الوقوف بين يدي رب العزة والخروج من القبر في الوقت الذي فيه الشيعة في سوريا والعراق يذبحوا المسلمين نساء وأطفالا وشيوخا ويدكّوا مآذن مساجدنا هناك ويهتكوا أعراضنا هناك, هذا العالم أو الفقيه لن نثق به, وهو ممن يعملوا على تنويمنا مغناطيسيا
وسوف نقف جميعا بين يدي رب العزة ونخاصمه أمام الله يوم القيامة
لا نريد منه أن يسب أو يشتم
لا نريد منه أن يلعن الشيعة ويخوفهم من يوم القيامة
كل ما نريده منه هو أن يخبرنا بأمر الله في واجب الأمة والحاكم تجاه ذلك
عندما غزى الصليبيون العراق,
لا نريد حينها من العالم أو الفقيه أن يقاتل أو يلعن أو يسب
بل نريد منه أن يبين للأمة ما هو حكم الله وأمر الله للأمة حيال ذلك
عندما قام اليهود بمذبحتهم للمسلمين في غزة
لا نريد حينها من العالم أو الفقيه أن يقاتل أو يلعن أو يسب أو يتوعد
كل ما هو مطلوب منه أمام الله هو أن يخبر الأمة بأمر الله وحكم الله للأمة حيال ذلك
سنخاصم يوم القيامة كل فقيه أخفى حكم الله عن الأمة وهو يعلمه
سنخاصم كل فقيه يوم القيامة تحدث للأمة بما لا ينفع الأمة ولا يؤثر على عدوّها
نحن لا نريد من الفقهاء اليوم
أن يلعنوا بشار بل أن يخبرونا ما هو واجب الأمة نحو جرائمه وجرائم أتباع دينه في سوريا
نحن لا نريد من الفقهاء اليوم
أن يتحدثوا عن تهدئة الناس أو إخراج الناس في أرض الكنانة, بل نريدهم أن يبينوا لنا حكم الله في الأمر, هل حكم العسكر في أرض الكنانة مثلا هو حكم بما أنزل الله أم أنه غير ذلك؟
نعم. قد يرد تساؤل كبير
قد يخافوا من بطش الحاكم هذا أو ذاك إن أبانوا للأمة حكم الله في الأحداث؟
في هذه الحالة
هم ليسوا علماء. (إنما يخشى الله من عباده العلماء)
هم ليسوا قدوة(لا تُقْيةَ لقدوة)
لكن نعم يمكن أن يضعف الفقيه فيجبن. حينها
عليه بالصمت( فليقل خيرا أو فليصمت)
ولا يجوز له أن يقف بجانب الظالم سواء كفتوى صريحة لصالح الظالم كما فعل البوطي في سوريا
أو أن يتكفل بتضليل التيار العام كما فعل بعض الفقهاء في أرض الكنانة حيال حكم العسكر
العالم المسلم هو محط أنظار الأمة
فكلمته ليست ككلمة الإنسان العادي
علماء الأمة الأصل فيهم أن يكونوا مصابيح الهدى
لا أن يكونوا أدوات تخدير وتنويم للأمة
فلا يجوز أن يتحدث العالم المسلم عن وحدانية الله(والتي هي ألف باء المسلم) وعن فضل أذكار الليل والمغول وأتباعهم يعيثوا فسادا في بغداد وحمص وإدلب وأرض غرب النهر
لا يجوز للعالم المسلم أن يتحدث عن لغة النملة التي سمعها سيدنا سليمان ولا يقول حكم الله في قتل المسلم وسفك دمه على أرض الكنانة في مناسبات عدة. وليس المقصود حرمة ذلك بل موقف الأمة الشرعي حيال المسؤول عن ذلك
دم المسلم أشد حرمة عند الله من بيته الحرام,
اقرأوا مواقف علمائنا في تاريخنا سواء مع الحاكم أو عندما كان يغزوا بلاد المسلمين غازٍ
اقرأوا مواقف حطيط الزيات مع الحجاج
اقرأوا مواقف سعيد بن المسيب مع الحجاج
اقرأو مواقف العز بن عبد السلام مع ولاة أرض الكنانة حينها
اقرأوا مواقف محمد بن المبارك مع والي أرض الكنانة حينها
اقرأوا مواقف أبو يوسف صاحب كتاب الخراج مع هارون الرشيد
اقرأوا مواقف شيخ الإسلام زمن التتار
اقرأوا مواقف طاووس اليماني من عبد الملك بن مروان
اقرأوا موقف الفضل بن عياض من هارون الرشيد
رضي الله عن علمائنا جميعا
فرج الله عن أمتنا وأعادها إلى مساحة العزة ومساحة الوعي
ونسأله تعالى أن يعجل بنصره للمسلمين في سوريا