تويت
كلام جميل: الدعوة للإسلام أم الدعوة لشخص أم الدعوة لحركة؟؟؟
من كتابات الدكتور رشدي خليل لهذا اليوم:
السلام عليكم ورحمة منه وبركات
جمعة مباركة عليكم وعلى جميع المسلمين
وأسعد الله صباحكم بكل خير. وجعله الله يوم فرج على المسلمين
خاطرة 10
الدعوة للإسلام أم الدعوة لشخص أم الدعوة لحركة؟؟؟
المسلمون عبر التاريخ كان الواحد يحمل فكرة لأخيه المسلم حنانا به وحرصا عليه
وعندما بدأ عصر الهبوط في الأمة وانتشرت الصوفية في بعض أنحاء الأمة, صارت الدعوة في ما بين المسلمين لهذا الشيخ أو ذاك
الأصل فينا كمسلمين أن ندعو الناس عامة والمسلمين خاصة لفكرة الإسلام وحضارة الإسلام ونظام الإسلام وثقافة الإسلام وحكم الإسلام. أن نحمل لهم فكرة دقيقة واضحة لا لبس فيها لا تحيد عن النص بل تنبع من معين النص الشرعي.
في عصر الهبوط تصبح الدعوة لهذا الشخ أو ذاك.
في عصر الهبوط تصبح الدعوة لهذه الحركة أو تلك
في عصر الهبوط الأمم لا تحمل أفكارا بل ولاءات لأشخاص وجماعات
حتى أصبحت الدعوة في زمننا هذا أشبه بالدعاية الإنتخابية
فإن رأيتم من يدعوا أو يمدح شيخا ما أو صاحب عمامة ما فاعلموا أن هذا الشخص لا يحمل من الإسلام إلا العبادات. ولا يرى الإسلام إلا من خلال شيخه وصاحب عمامة يثق به, وحركة يميل لها أو يتبعها
إن أمتنا أمة عريقة في تاريخها. فلم تكن هناك دعوة لرأي الشافعي أو رأي أبي حنيفة أو رأي أي عالم(حقيقي) مسلم. بل كان الحوار بالنص والغرض إزالة ضبابية الفهم عن عقول المسلمين. ورغم أننا نأخذ عباداتنا وأمر ديننا من علماء الأمة فإننا لا ندْعُ الناس لشخص العالم بل للفكرة بتوضيحها وبلورتها
وفي حملنا لفكرة الإسلام نحمل الفكرة ولا نحمل المديح والتغني بشيخنا أو صاحب عمامتنا أو حركة وجماعة نعجب بها وبأشخاصها
فالذي لا يحمل لنا إلا إبراز شخصية شيخ أو صاحب عمامة(مع احترامنا للشيخ وصاحب العمامة إن كان مخلصا) أو إبراز قوة الحركة وعظمة الحركة وروعة الجماعة وتفاني الجماعة
فإننا نعتقد أن أخانا هذا لا يعرف من الإسلام سوى سمت الشيخ وعمامة الشيخ وأمانة الشيخ وروعة الشيخ وذكاء الشيخ وعبقرية الشيخ وعظمة الشيخ, وكذلك بالنسبة للحركة والجماعة
إنه عصر الهبوط. وإنه ثمن العيش بمثل تلك العصور
نسأله تعالى أن يعيد للأمة وعيها على دينها ويزيل الغثاء من حياة أبناء الأمة
كما ونسأله أن يعجل بنصره لأمتنا وينتقم بحجم قدرته ممن سفك دماء المسلمين في سوريا والعراق