
إن رأيت نفسك تصاغرت إليها الدنيا، أو دعتك إلى الزهادة فيها على حال تعذر من الدنيا عليك, فلا يغرنك ذلك في نفسك على تلك الحال، فإنها ليست بزهادة، ولكنها ضجر, واستخذاء (الاسترخاء أوالانقياد), وتغير نفس, عندما أعجزك من الدنيا, وغضب منك عليها مما التوى عليك منها (أي صعب عليك الوصول إليه).
ولو تممت (إمضيت) على رفضها, وأمسكت عن طلبها, أوشكت أن ترى من نفسك من الضجر والجزع أشد من ضجرك الأول بأضعاف، ولكن إذا دعتك نفسك إلى رفض الدنيا, وهي مقبلة عليك، فأسرع إلى إجابتها.
مصدر المصدر: مستشفى العقلاء من كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير
تعليق