أوهام الكهف والجنس والسوق والمسرح .
اوهام الكهف :
والمقصود بالكهف البيئه التى ينشأ فيها الفرد . وهذه الأوهام تتمثل فى تأثير البيئة والثقافة على عقل ألأنسان . فاذا نشأ الفرد فى مجتمع يرى على سبيل المثال الزنى او الشذوذ لاعيب فيهم يقبل هذا دون ان يعمل عقله . فيطبع الفرد الأشياء بالحسن والقبح ويؤمن ويكفر بحسب رؤية المجتمع الذى يعيش فيه او يرى الأشياء بعين المجتمع وليس بعقله .
أحيانا يقال لشخص معلومة جديدة غريبة عن بيئته التى عاش فيها او الأفكار التى نشأ فيها فيسرع فى رفضها دون التحقق والتعمق واعمال العقل فيها او يسوق الأدله الواهية التى قدمها له كهفه الذى يعيش فيه ليريح عقله .
و تكون هذه الاوهام فى القضايا السياسية والدينية والأقتصادية والفكرية والاخلاقية .......
فعلى سبيل المثال ( وبغض النظر عن من هو الصواب والخطأ فى هذه الأفكار ) فى القضايا السياسية نجد ان انور السادات مثلا لدى معظم او اكثرية المصريين هو بطل وزعيم عربى حرر سيناء ونجده لدى دول عربية ولدى كثير من شعبها خائن وعميل ولم يحرر سيناء بل ان سيناء محتلة حتى الآن . ونجد ان سبب ايمان الكثير من هؤلاء وهؤلاء ليس التفكير والتعقل ورؤية الأمور من كل جوانبها . انما هم كونوا هذه الأفكار بسبب البيئه التى عاشو فيها .
فعندما سألت احد الأخوة العرب غير المصريين ذات مرة لماذا تقولون عن انور السادات انه خائن للعرب كان رده انه تعلم ذلك فى كتبه المدرسية وقال له اساتذته ذلك . وان جده وابوه الذين عاشوا الاحداث قالوا ذلك .
وكذلك نجد فى مصر المسلسلات والافلام والكتب المدرسيةتظهر السادات على انه بطل وزعيم الحرب والسلام .
فكلا الفريقين لم يفكر بعقله بل ترك البيئة التى يعيش فيها هى التى تفكر له . والأمثله فى ذلك تطول و نجد ان كثير من هذه القضايا يؤمن بها اصحابهم دون تفكير عميق ومعرفة وفهم رؤية الآخر كما هى . فنجدهم لم يتجنبوا اوهام ( الكهف ) وباقى الاوهام من تفكيرهم .
ولذلك يجب على الفرد ان يعمل عقله الذى منحه الله اياه ولا يتأثر بمثل هذه الأوهم حتى يكون اختياره اقرب الى الصحة وإلا لا يكون هناك فرق بينه وبين البهيمة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا .
اوهام الجنس او القبيلة :
وهى سرعة التعميم والقفظ الى الاحكام الكلية . وذلك بسبب سيطرة فكرة معينة على الذهن والرغبه فى اثباتها رغم عن انف الحقيقة . وذلك لمجرد ان هذه الفكرة مقتنع بها الشخص . وبسبب ذلك يختار من الوقائع ما يؤيدها ويغض البصر عما ينفيها . ولذلك يجب ان يكون الأنسان محايدا حين يقرأ رأى لا يؤمن به ويحاول ان يخلع هذا الوهم وهو يطلع على ألأفكار التى تبدوا لديه سيئه وكذلك لا يتسرع بتصديق الآراء التى فى نفسه صادقة .
لذا فيجب ان يحيد الرفض المسبق او القبول المسبق للأفكار وان يعمل عقله .
يقول الله ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ))
أوهام السوق:
وتعد أوهام السوق التي تحدث عنها بيكون من أكثر أنواع الأوهام خطورة.
فقد شبه عملية تبادل الأفكار في المجتمع بعملية التبادل التجاري بالسوق. فأي فرد يعيش في مجتمع ما سيتبادل مع الآخرين الأفكار السائدة فيه من خلال اللغة، التي تعتبر وسيلة التعبير عن الأفكار، وأداة توصيلها للآخرين، أي أن اللغة لا تنقل ألفاظًا فقط، بل أفكار يمكن أن تتشكّل العقول بناء عليها.
وإذا كانت اللغة السائدة مليئه بالكثير من الأفكار غير الواقعية، فسيكون خطرها الفكري كبيرًا على طريقة تفكير العامة. فهناك الكثير من الألفاظ شائعة الاستعمال إما تعبر عن موضوعات وهمية أو تفتقر إلى الدقة والتحديد، ولا تخضع في الوقت نفسه للنقد أو التحليل نتيجة لطابعها غير المحدد .
ومن هذه الألفاظ على سبيل المثال ( الأرهاب ) فنجد ان الغرب يطلقوا على المدافعين عن حقوقهم بالأساليب الشرعية ارهابيين وذلك لأنهم ضد مصالحهم السياسية . ويطلقوا على من ينطبق عليهم المعنى الحقيقى للأرهاب لفظ ابرياء . وهذا كله بسبب عدم معرفة المعنى الحقيقى للألفاظ ومعرفه ما تشير اليه .
ونجد هذا ايضا فى مجتمعنا العربى فنجد مسميات لجماعات اسلامية او مذاهب اوتيارات تستخدم اسماء وتطلق الفاظ لتوهم انهم يتحلون بما تشير اليه هذه الألفاظ . او يصبح اسم جماعة او مذهب او تيار منبوذ لمجرد ان الشخص سمع من حوله يتناولون هذه الاسماء بشكل سيئ او يجعلوا اللفظ يحمل معانى سيئه غير الحقيقية .
لذا فيجب على الشخص ان يعرف معانى الألفاظ ودلالتها بشكل اعمق وادق حتى يحكم حكم صحيح .
أوهام المسرح:
وهى الناتجة عن تأثير المفكرين القدامى على عقل الأنسان او المفكرين اصحاب النفوذ الفكرى فى المجتمع . فعندما يذكر الأسم يقبل القول دون اعمال للعقل لمجرد ان الأسم رنان . فيصبح العقل كخشبه المسرح ويعرض عليها المفكرون القدامى او اصحاب النفوذ الفكرى (سواء فى الحاضر او السابق ) رؤاهم المنفصلة عن الواقع او المناقدة للحقيقة . وبالتالى نجد المشاهدين يأسرهم اعجابهم بالممثل فينسى الواقع ومشكلاته وينسى التفكير العقلانى ويعيش مع الممثل يتألم لماسيه ويفرح لفرحه . ونجد هذا فى عالمنا العربى بشكل واضح خاصا فى القضايا الأسلاميه . فكنت اقرأ ذات مره رأى شيخ اسلامى مشهور فى الشيخ الشعراوى ورأيته يقدح فى عقيدته فوجدت احد التعليقات تقول (" مستحيل ان يقول الشيخ فلان عن الشعراوى هذا ولكنه اذا قال فقد صدق" ) فهذا يدل على التصديق الأعمى لمجرد سماع اسم الشخص .
وكنت انتقد مرة احد المشاهير ممن انشأوا احد التيارات الأسلاميه فى منتدى من المنتديات فألغى هذا النقد بدعوى انه يعد ( تشكيكا فى دعوى الشيخ فلان ) . فاصبح مجرد انتقاد فعل سياسى لشيخ او حتى أفعال غير منطقيه لشيخ مشهور محرم . فيصبح الأسم مقدس ولا يمكن الأقتراب منه .
فهذه الأوهام تجعل كتب واسماء القداما او المحدَثين من اصحاب النفوذ الفكرى فى المجتمع مقدسة لا يجوز القدح فيها او نقدها بالمنطق والعقل او الدين .
وفى النهاية لكى يؤدى العقل الذى يميز الأنسان عن باقى المخلوقات دوره بشكل افضل يجب تجنب هذه الأوهام . ولكى تصبح امة من الأمم انضج يجب ان تصبح عقليتها علميه وليست عقلية خرافية .
يقول الله ( ( ولقد ذرأنا لجنهم كثيراً من الجن والإنس، لهم قلوب لايفقهون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم آذان
لايسمعون بها، أولئك كالأنعام، بل هم أضل أولئك هم الغافلون ))
شكرا .
mkms
فى العصور الوسطى كان الغرب يعيش فى جهل وعقم علمي حتى ظهر الفيلسوف فرانسيس بيكون الذى نشأ معه العلم الحديث ، ورأى بيكون ان العقل حتى يستطيع ان يعمل ويصل الى الحقيقة بشكل صحيح سواء فى العلوم الطبيعية او الأنسانية يجب ان يتجنب اربع اوهام اساسية هى اوهام الكهف والجنس والسوق والمسرح .
وهى بأختصار :
اوهام الكهف :
والمقصود بالكهف البيئه التى ينشأ فيها الفرد . وهذه الأوهام تتمثل فى تأثير البيئة والثقافة على عقل ألأنسان . فاذا نشأ الفرد فى مجتمع يرى على سبيل المثال الزنى او الشذوذ لاعيب فيهم يقبل هذا دون ان يعمل عقله . فيطبع الفرد الأشياء بالحسن والقبح ويؤمن ويكفر بحسب رؤية المجتمع الذى يعيش فيه او يرى الأشياء بعين المجتمع وليس بعقله .
أحيانا يقال لشخص معلومة جديدة غريبة عن بيئته التى عاش فيها او الأفكار التى نشأ فيها فيسرع فى رفضها دون التحقق والتعمق واعمال العقل فيها او يسوق الأدله الواهية التى قدمها له كهفه الذى يعيش فيه ليريح عقله .
و تكون هذه الاوهام فى القضايا السياسية والدينية والأقتصادية والفكرية والاخلاقية .......
فعلى سبيل المثال ( وبغض النظر عن من هو الصواب والخطأ فى هذه الأفكار ) فى القضايا السياسية نجد ان انور السادات مثلا لدى معظم او اكثرية المصريين هو بطل وزعيم عربى حرر سيناء ونجده لدى دول عربية ولدى كثير من شعبها خائن وعميل ولم يحرر سيناء بل ان سيناء محتلة حتى الآن . ونجد ان سبب ايمان الكثير من هؤلاء وهؤلاء ليس التفكير والتعقل ورؤية الأمور من كل جوانبها . انما هم كونوا هذه الأفكار بسبب البيئه التى عاشو فيها .
فعندما سألت احد الأخوة العرب غير المصريين ذات مرة لماذا تقولون عن انور السادات انه خائن للعرب كان رده انه تعلم ذلك فى كتبه المدرسية وقال له اساتذته ذلك . وان جده وابوه الذين عاشوا الاحداث قالوا ذلك .
وكذلك نجد فى مصر المسلسلات والافلام والكتب المدرسيةتظهر السادات على انه بطل وزعيم الحرب والسلام .
فكلا الفريقين لم يفكر بعقله بل ترك البيئة التى يعيش فيها هى التى تفكر له . والأمثله فى ذلك تطول و نجد ان كثير من هذه القضايا يؤمن بها اصحابهم دون تفكير عميق ومعرفة وفهم رؤية الآخر كما هى . فنجدهم لم يتجنبوا اوهام ( الكهف ) وباقى الاوهام من تفكيرهم .
ولذلك يجب على الفرد ان يعمل عقله الذى منحه الله اياه ولا يتأثر بمثل هذه الأوهم حتى يكون اختياره اقرب الى الصحة وإلا لا يكون هناك فرق بينه وبين البهيمة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا .
اوهام الجنس او القبيلة :
وهى سرعة التعميم والقفظ الى الاحكام الكلية . وذلك بسبب سيطرة فكرة معينة على الذهن والرغبه فى اثباتها رغم عن انف الحقيقة . وذلك لمجرد ان هذه الفكرة مقتنع بها الشخص . وبسبب ذلك يختار من الوقائع ما يؤيدها ويغض البصر عما ينفيها . ولذلك يجب ان يكون الأنسان محايدا حين يقرأ رأى لا يؤمن به ويحاول ان يخلع هذا الوهم وهو يطلع على ألأفكار التى تبدوا لديه سيئه وكذلك لا يتسرع بتصديق الآراء التى فى نفسه صادقة .
لذا فيجب ان يحيد الرفض المسبق او القبول المسبق للأفكار وان يعمل عقله .
يقول الله ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ))
أوهام السوق:
وتعد أوهام السوق التي تحدث عنها بيكون من أكثر أنواع الأوهام خطورة.
فقد شبه عملية تبادل الأفكار في المجتمع بعملية التبادل التجاري بالسوق. فأي فرد يعيش في مجتمع ما سيتبادل مع الآخرين الأفكار السائدة فيه من خلال اللغة، التي تعتبر وسيلة التعبير عن الأفكار، وأداة توصيلها للآخرين، أي أن اللغة لا تنقل ألفاظًا فقط، بل أفكار يمكن أن تتشكّل العقول بناء عليها.
وإذا كانت اللغة السائدة مليئه بالكثير من الأفكار غير الواقعية، فسيكون خطرها الفكري كبيرًا على طريقة تفكير العامة. فهناك الكثير من الألفاظ شائعة الاستعمال إما تعبر عن موضوعات وهمية أو تفتقر إلى الدقة والتحديد، ولا تخضع في الوقت نفسه للنقد أو التحليل نتيجة لطابعها غير المحدد .
ومن هذه الألفاظ على سبيل المثال ( الأرهاب ) فنجد ان الغرب يطلقوا على المدافعين عن حقوقهم بالأساليب الشرعية ارهابيين وذلك لأنهم ضد مصالحهم السياسية . ويطلقوا على من ينطبق عليهم المعنى الحقيقى للأرهاب لفظ ابرياء . وهذا كله بسبب عدم معرفة المعنى الحقيقى للألفاظ ومعرفه ما تشير اليه .
ونجد هذا ايضا فى مجتمعنا العربى فنجد مسميات لجماعات اسلامية او مذاهب اوتيارات تستخدم اسماء وتطلق الفاظ لتوهم انهم يتحلون بما تشير اليه هذه الألفاظ . او يصبح اسم جماعة او مذهب او تيار منبوذ لمجرد ان الشخص سمع من حوله يتناولون هذه الاسماء بشكل سيئ او يجعلوا اللفظ يحمل معانى سيئه غير الحقيقية .
لذا فيجب على الشخص ان يعرف معانى الألفاظ ودلالتها بشكل اعمق وادق حتى يحكم حكم صحيح .
أوهام المسرح:
وهى الناتجة عن تأثير المفكرين القدامى على عقل الأنسان او المفكرين اصحاب النفوذ الفكرى فى المجتمع . فعندما يذكر الأسم يقبل القول دون اعمال للعقل لمجرد ان الأسم رنان . فيصبح العقل كخشبه المسرح ويعرض عليها المفكرون القدامى او اصحاب النفوذ الفكرى (سواء فى الحاضر او السابق ) رؤاهم المنفصلة عن الواقع او المناقدة للحقيقة . وبالتالى نجد المشاهدين يأسرهم اعجابهم بالممثل فينسى الواقع ومشكلاته وينسى التفكير العقلانى ويعيش مع الممثل يتألم لماسيه ويفرح لفرحه . ونجد هذا فى عالمنا العربى بشكل واضح خاصا فى القضايا الأسلاميه . فكنت اقرأ ذات مره رأى شيخ اسلامى مشهور فى الشيخ الشعراوى ورأيته يقدح فى عقيدته فوجدت احد التعليقات تقول (" مستحيل ان يقول الشيخ فلان عن الشعراوى هذا ولكنه اذا قال فقد صدق" ) فهذا يدل على التصديق الأعمى لمجرد سماع اسم الشخص .
وكنت انتقد مرة احد المشاهير ممن انشأوا احد التيارات الأسلاميه فى منتدى من المنتديات فألغى هذا النقد بدعوى انه يعد ( تشكيكا فى دعوى الشيخ فلان ) . فاصبح مجرد انتقاد فعل سياسى لشيخ او حتى أفعال غير منطقيه لشيخ مشهور محرم . فيصبح الأسم مقدس ولا يمكن الأقتراب منه .
فهذه الأوهام تجعل كتب واسماء القداما او المحدَثين من اصحاب النفوذ الفكرى فى المجتمع مقدسة لا يجوز القدح فيها او نقدها بالمنطق والعقل او الدين .
وفى النهاية لكى يؤدى العقل الذى يميز الأنسان عن باقى المخلوقات دوره بشكل افضل يجب تجنب هذه الأوهام . ولكى تصبح امة من الأمم انضج يجب ان تصبح عقليتها علميه وليست عقلية خرافية .
يقول الله ( ( ولقد ذرأنا لجنهم كثيراً من الجن والإنس، لهم قلوب لايفقهون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم آذان
لايسمعون بها، أولئك كالأنعام، بل هم أضل أولئك هم الغافلون ))
شكرا .
mkms
تعليق