
قِطٌّ نباتيٌّ !!
رزقنا الله تعالى منذ شهور بقِطٍّ عظيم الجِرم، قويّ البنيان، مهيب الشوارب ، حاد الأنياب ، شرس الأظافر ... لكنه نباتي!! لا يأكل ما يتاح له من لحوم أو أسماك أو أجبان أو حليب، لا يقترب منها ولا يتذوقها، ولا يروق له من الطعام إلا النباتات من خيار وبصل وفجل وكرنب وقنبيط وجرجير ومقدونس ويهيم أكثر ما يهيم بالبطيخ والشمَّام !!
مطاردة فأر:
رأيته مرة يطارد فأرا على سلم البيت فاستبشرت خيرا وقلت: لقد برئ قطنا من تهمة النباتية وهاهوذا يسترد طبيعة آبائه وأجداده النمورية وسيفترس هذا الفأر اللعين الذي ينغص علينا هو وعائلته حياتنا الهادئة.
تتبعته وقد حمل الفأر بين أسنانه برقة رقيقة، وحنوٍّ بالغ، ونزل به عدة درجات حتى ألجأه إلى مبتدأ السلم فحشره في ركن (زاوية) بين حائطين، وظل يتلاعب به ومعه، واستجاب الفأر متخوفا، ثم مترددا ، ثم متوجسا، ثم متأقلما، ثم متفاعلا ... مع صاحبه، انتظرت أن أرى دماءً تسيل، وصرخاتٍ تعلو، وأشلاءً تتمزق، وأضلاعا تختلط بأفخاذ، ودموعا تمتزج بدماء .. فلم أظفر – لنصف ساعة - بشيء من ذلك.
ثم فوجئت بالفأر يدنو من أُذُنَيْ قطِّنا المهيب وكأنه يستأذن في الانصراف، فاحتضنه القطُّ المهيب وقبَّله مودِّعا، في حرارةٍ ولا حرارة خطب فخامة الرئيس أو معالي الوزير الكذوب (وما أكثرهم) وكأنه يطلب منه تكرير الزيارة، وسرعان ما عاد إلى مطبخ المنزل يطلب خيارا وجزرا وبطيخا فقد جاع من طول النزال !!
أخذتُ أضحك بإحدى عينيَّ وأبكي بالأخرى، وأنا أرى أمامي رأي العين قطاًّ منزوع الأهمية، فاقدا لمبررات اقتنائه، يحمل اسما مهيبا له ضجيجه وضوضاؤه هو (الدولة و الحكومة و النظام وربما أنا أو أنت).!!! فلقبهم بما شئت.
فهم يقدمون لناما تسمح به جعبتهم من فضلات مزايا وهبات، شريطة أن يكونوا (الشعوب أو الحكام الدلاديل أو من يريدون له ذلك) مثل قطنا: نباتيين يقنعون بقليل من الطعام كالجزر والفجل والبصل والكرنب، ويمقتون الطيبات من اللحوم والأسماك .!! - See more at: http://wise-people.blogspot.com/2014...l#.VCFOsPmSy89
مستشفى العقلاء
تعليق