مقالة مهمة أنصح بقراءتها, أنقلها لكم لتعم الفائدة:
مأساة الطالب في بلاد المسلمين
سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات
السؤال الذي يجب أن يُطرَح قبل كل شيء:
لماذا يذهب تقريبا كل من ينهي المدرسة
في بلاد العرب إلى الجامعات؟؟؟
لماذا ظاهرة "وجوب" الحصول على شهادة جامعية؟؟؟
.
يعيش الطالب في بلادنا مأساة ومعاناة لا مثيل لها
فالوالدين يريدون من ابنهم أن يكون مهندسا
أو طبيبا أو صيدلانيا أومختصا في الحاسوب
.
لا يريدونه مكانيكي سيارات
ولا بائع خضار أو صانع فلافل
ولا صاحبة ماكنة خياطة تخيط الملابس
.
يريدونه أن يلبس بدلة وربطة عنق
لا يريدونه أن يعمل بيديه فلا تتسخان
.
كل ذلك يوضع على كتف الطالب المسكين
كل ذلك يوضع على صدره
كأنه حجارة بلال بن رباح رضوان الله عليه
.
فيذهب إلى الجامعة
ليس لأن هذه رغبته
وليس لأن طاقته هي في ذلك القطاع من الطاقة والإبداع
بل لأن الوالدين يريدان ذلك
ولأن العرف يفرض عليه ذلك
.
طبعا وفي غياب دولة الاسلام
تلك الدولة الراعية لكل تفصيلات الحياة
في غيابها يختلط الحابل بالنابل
.
فيذهب الطالب للجامعة
وتبدأ معاناته
.
سنوات الجامعة التي الأصل فيها أن تكون أفضل سنوات العمر
تصبح كابوس الطالب وكمّاشة الضغط على أحشائه
.
فبدل أن يذهب للجامعة لينمو في عقله وتفكيره
يذهب فيكون التدريس والمحاضرات ينبوع تأفف وضيق تنفس
.
يذهب بدل أن تنبعث فيه عملية التفكير بكل أبعادها
يذهب ليكون آلة حفظ وتسجيل للمعلومات ليس أكثر
يذهب لتنبعث منه كل آهات الملل والكمد والبؤس
.
إن عملية التفكير ليست عملية سهلة في الأمم الهابطة
فالذي يسود في الأمم الهابطة وعصور الأمم المظلمة
هو عملية التلقين لا التفكير
.
وحيث أن أمتنا اليوم تعيش أسوأ فترة من تاريخها
فإنك لا تميز في ما تعلق بالتفكير
بين الطالب والمدرس وعامل البناء وصانع الفلافل
لا تميز بين المتعلم وغير المتعلم
ولا يخرج عن ذلك إلا
من استطاع أن يقطع خيوط جاذبية السطحية وقوة تأثير التيار
.
والمعلومات عادة ثقيلة على النفس
والحفظ عادة قاتل للإبداع والتفكير
.
الطالب في مدارسنا وجامعاتنا قد نشأ على التلقين
نشأ على الحفظ
نشأ على" أكتب" وعلى كل حركات سعادين السيرك
نشأ وليس لديه محور تنبه
لذلك لِمَ يفكر؟ وفيم يفكر؟
(وهو ضحية في ذلك.)
.
الطالب عندنا في عالمنا العربي والاسلامي
ليس جزءاً من أمة بحيث يرى أن عليه مسؤولية
أن يعمل فيشارك في جعل أمته هي الأولى في العالم
.
هو يفكر في كرتونة(شهادة)
كي يأخذ وظيفة حكومية أو شركة والده
يفكر في شهادة كي يحسن وضعه المعيشي
.
هو لا يفكر في إنتاج القنبلة الذرية.
فتكون دولة الاسلام هي الدولة الأولى في العالم
.
ولا يفكر في اكتشاف طريقة لوضع الطاقة الشمسية في كبسولات
فتستغني الأمة إن نضب نفطها(وقد قرب زمن النضوب)
.
لذلك يكون يوم عيد عند الطالب
يوم ينهي دراسته مهما كان معدل تخرجه
يوم أن يرتاح من دخول قاعة المحاضرات
فيذهب إلى عالم لا يستمع فيه لأحد
بل هو اليوم المتحدث
سواء كان كفؤا أن يتحدث أم ليس كفؤا
.
وعالمنا العربي مثلا
لا يوجد في بلاد العرب مصانع تفرز الغث من السمين من المهندسين
ولا يوجد شركات تفرز المتقن من المدلس
فمصانعنا لا تحتاج إلى مهندسين إلا حاجة البِناء إلى طوبرجي
المهندسين عندنا يعملون إما باعة لأجهزة
وهذا لا يحتاج لإبداع علمي
.
وإما يعمل المهندس في بلادنا مع الدولة
وهنا هو ليس بحاجة لشيء سوى الواسطة
فلا يوجد ما تعمله أو تنتجه. ما عليك إلا إثبات الحضور والمغادرة
.
في الغرب قد تراود النفس طالبا ما أن يغش
وينجح ويأخذ شهادة الهندسة أو الطب بالغش
لكن المزاولة تفرز الأصيل من المستنسخ
.
في بلادنا
لا المستشفى يفرز
ولا الجامعة تفرز
ولا هياكل المصانع تفرز
ولا المدرسة تفرز
.
في ظل دولة الاسلام
يبدأ فرز الطلبة منذ السنوات الأولى للمدرسة
فمنهم من يوضع في اتجاه إحدى الحرف
ومنهم من يوضع في اتجاه أن يكون مدرسا
ومنهم من يوضع في اتجاه أن يكون أكاديميا
ومنهم ومنهم ومنهم
.
ومرة أخرى هذا العناء والمعاناة التي يمر بها الطالب
ليست ذنب الطالب
بل إن الواقع الذي تعيشه أمتنا
وغياب الاسلام من حياتنا كنظام يسوس ويرعى
جعل هذا الترهُّلَ والهبوط العام في جسد الأمة
جعل الطالب يعاني في أجمل أيام حياته
وما هو آت للطالب بعد التخرج لأدهى وأمر
وصدق رب العزة
"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"
نسأله تعالى أن يفرج كرب أمتنا
وييسر أمور أفراد المسلمين في ما اتصل بحياتهم
وأن يعجل في قيام دولة الاسلام
وأن ينصر كل من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا
-الدكتور رشدي خليل
مأساة الطالب في بلاد المسلمين
سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات
السؤال الذي يجب أن يُطرَح قبل كل شيء:
لماذا يذهب تقريبا كل من ينهي المدرسة
في بلاد العرب إلى الجامعات؟؟؟
لماذا ظاهرة "وجوب" الحصول على شهادة جامعية؟؟؟
.
يعيش الطالب في بلادنا مأساة ومعاناة لا مثيل لها
فالوالدين يريدون من ابنهم أن يكون مهندسا
أو طبيبا أو صيدلانيا أومختصا في الحاسوب
.
لا يريدونه مكانيكي سيارات
ولا بائع خضار أو صانع فلافل
ولا صاحبة ماكنة خياطة تخيط الملابس
.
يريدونه أن يلبس بدلة وربطة عنق
لا يريدونه أن يعمل بيديه فلا تتسخان
.
كل ذلك يوضع على كتف الطالب المسكين
كل ذلك يوضع على صدره
كأنه حجارة بلال بن رباح رضوان الله عليه
.
فيذهب إلى الجامعة
ليس لأن هذه رغبته
وليس لأن طاقته هي في ذلك القطاع من الطاقة والإبداع
بل لأن الوالدين يريدان ذلك
ولأن العرف يفرض عليه ذلك
.
طبعا وفي غياب دولة الاسلام
تلك الدولة الراعية لكل تفصيلات الحياة
في غيابها يختلط الحابل بالنابل
.
فيذهب الطالب للجامعة
وتبدأ معاناته
.
سنوات الجامعة التي الأصل فيها أن تكون أفضل سنوات العمر
تصبح كابوس الطالب وكمّاشة الضغط على أحشائه
.
فبدل أن يذهب للجامعة لينمو في عقله وتفكيره
يذهب فيكون التدريس والمحاضرات ينبوع تأفف وضيق تنفس
.
يذهب بدل أن تنبعث فيه عملية التفكير بكل أبعادها
يذهب ليكون آلة حفظ وتسجيل للمعلومات ليس أكثر
يذهب لتنبعث منه كل آهات الملل والكمد والبؤس
.
إن عملية التفكير ليست عملية سهلة في الأمم الهابطة
فالذي يسود في الأمم الهابطة وعصور الأمم المظلمة
هو عملية التلقين لا التفكير
.
وحيث أن أمتنا اليوم تعيش أسوأ فترة من تاريخها
فإنك لا تميز في ما تعلق بالتفكير
بين الطالب والمدرس وعامل البناء وصانع الفلافل
لا تميز بين المتعلم وغير المتعلم
ولا يخرج عن ذلك إلا
من استطاع أن يقطع خيوط جاذبية السطحية وقوة تأثير التيار
.
والمعلومات عادة ثقيلة على النفس
والحفظ عادة قاتل للإبداع والتفكير
.
الطالب في مدارسنا وجامعاتنا قد نشأ على التلقين
نشأ على الحفظ
نشأ على" أكتب" وعلى كل حركات سعادين السيرك
نشأ وليس لديه محور تنبه
لذلك لِمَ يفكر؟ وفيم يفكر؟
(وهو ضحية في ذلك.)
.
الطالب عندنا في عالمنا العربي والاسلامي
ليس جزءاً من أمة بحيث يرى أن عليه مسؤولية
أن يعمل فيشارك في جعل أمته هي الأولى في العالم
.
هو يفكر في كرتونة(شهادة)
كي يأخذ وظيفة حكومية أو شركة والده
يفكر في شهادة كي يحسن وضعه المعيشي
.
هو لا يفكر في إنتاج القنبلة الذرية.
فتكون دولة الاسلام هي الدولة الأولى في العالم
.
ولا يفكر في اكتشاف طريقة لوضع الطاقة الشمسية في كبسولات
فتستغني الأمة إن نضب نفطها(وقد قرب زمن النضوب)
.
لذلك يكون يوم عيد عند الطالب
يوم ينهي دراسته مهما كان معدل تخرجه
يوم أن يرتاح من دخول قاعة المحاضرات
فيذهب إلى عالم لا يستمع فيه لأحد
بل هو اليوم المتحدث
سواء كان كفؤا أن يتحدث أم ليس كفؤا
.
وعالمنا العربي مثلا
لا يوجد في بلاد العرب مصانع تفرز الغث من السمين من المهندسين
ولا يوجد شركات تفرز المتقن من المدلس
فمصانعنا لا تحتاج إلى مهندسين إلا حاجة البِناء إلى طوبرجي
المهندسين عندنا يعملون إما باعة لأجهزة
وهذا لا يحتاج لإبداع علمي
.
وإما يعمل المهندس في بلادنا مع الدولة
وهنا هو ليس بحاجة لشيء سوى الواسطة
فلا يوجد ما تعمله أو تنتجه. ما عليك إلا إثبات الحضور والمغادرة
.
في الغرب قد تراود النفس طالبا ما أن يغش
وينجح ويأخذ شهادة الهندسة أو الطب بالغش
لكن المزاولة تفرز الأصيل من المستنسخ
.
في بلادنا
لا المستشفى يفرز
ولا الجامعة تفرز
ولا هياكل المصانع تفرز
ولا المدرسة تفرز
.
في ظل دولة الاسلام
يبدأ فرز الطلبة منذ السنوات الأولى للمدرسة
فمنهم من يوضع في اتجاه إحدى الحرف
ومنهم من يوضع في اتجاه أن يكون مدرسا
ومنهم من يوضع في اتجاه أن يكون أكاديميا
ومنهم ومنهم ومنهم
.
ومرة أخرى هذا العناء والمعاناة التي يمر بها الطالب
ليست ذنب الطالب
بل إن الواقع الذي تعيشه أمتنا
وغياب الاسلام من حياتنا كنظام يسوس ويرعى
جعل هذا الترهُّلَ والهبوط العام في جسد الأمة
جعل الطالب يعاني في أجمل أيام حياته
وما هو آت للطالب بعد التخرج لأدهى وأمر
وصدق رب العزة
"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"
نسأله تعالى أن يفرج كرب أمتنا
وييسر أمور أفراد المسلمين في ما اتصل بحياتهم
وأن يعجل في قيام دولة الاسلام
وأن ينصر كل من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا
-الدكتور رشدي خليل
تعليق