دمعة الأحداق

سفينةُ الجَفْنِ في الأحداقِ سائمةٌ

فالدمعُ من عينِها قد أغرقَ الحَدَقا
.
والرمشُ من حزنِهِ تاهَتْ فَتائِلُهُ
فكُلُّ الذي في عيشِهِ غرِقا
.
شآم عُذراً فإنّا قدْ تقاسَمَنا
عدوُّ دينٍ صليبي شيعي قد طَبَقا
.
كذا الخيانةُ حولَ الشامِ مرتَعُها
في غوطةِ الخيرِ عَلُّوشٌ فقد لَصِقا
.
بغدادُ عُذْراً إذا جاءَتكِ رائحةٌ
من جيفةِ الكفرِ من طهرانَ قد نَطَقا
.
هارونُ عذراً فما عادَ الخراجُ لنا
ما عاد غيمٌ يُغطِّي السقفَ والأُفُقا
.
نحن الخراج ونحن الريعُ في زمنٍ
غابت سلافُ فذُقْنا الذُّلَّ والرَّهَقا
.
يا قدسُ عُذْرا إذا طالَ المقامُ بهِمْ
الكلُّ يدري ولكن قلَّ من نَطَقا
.
حولَ الرقابِ حبالُ الموتِ مُسْدَلَةٌ
علَّ اليهودي بأرض القدسِ مُنْطَلِقا
.
يا ويحَ نفسي بُغاثُ الخَلْقِ في سَكَرٍ
قد لَوَّثوا مسجداً قلبي له عَشِقا
.
يا سيِّدَ الخَلْقِ أضحى الكلُّ في كَمَدٍ
أضحى الجميعُ بهذا العيش مُخْتَنِقا
.
يا قدس لا تحزني يا خيرَ صابرةٍ
فالحزنُ للبعدِ في الوِجدانِ قد عَلِقا
.
غابتْ سلافُ فغابتْ كل لافِتَةٍ
ضاعَ اليراعُ أَضَعْنا الحِبرَ والورَقا
.
يا قدسُ يا شامُ يا بغدادُ يا كبدي
لقد وُعِدْنا وقدْ قال الذي صَدَقا
.
سلافُ سوفَ تعودي وِفْقَ مَنْهَجِهِ
سَتشرقُ الشمس ُ يا بغدادُ قد صدَقا
.
ستشرقُ الشمسُ فوق الشامِ كاملةً
وجيشُ أحمدَ فوقَ النَّهرِ قدْ سبَقا
.
والقدسُ مثل عروسِ الكونِ باسمةٌ
لفظُ الجلالةِ فوقَ القدسِ مُنْطَلِقا
.
يا ليت عطر ورود النصر يغمرنا
من قَبْلِ لحدٍ ونشهد وعْدَ من صَدَقا
.
سندخلُ القدسَ فالدَّيانُ أوعَدَنا
فتحاً جديداً فهذا قولُ من صَدَقا
.


-الدكتور رشدي خليل