Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أم الزهراء المغربية التي جاهدت في الجزائر ضد فرنسا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أم الزهراء المغربية التي جاهدت في الجزائر ضد فرنسا



    أم الزهراء المغربية التي جاهدت في الجزائر ضد فرنسا

    ولدت "أم الزهراء" في قبيلة بني يزناسن المغربية بمدينة بركان شرق المغرب، مسلمة محافظة تحب دينها ووطنها، و عملت في قرية فلاحية جزائرية قرب الحدود، و خالطت القبايل في الجزائر.
    شاركت مع أخواتها الجزائريات في دعم المقاومة الجزائرية الشريفة ضد الاحتلال الفرنسي، و كانت تجاهد ضد جنود فرنسا.
    كانت تهيء يوميا الطعام و الشراب للمجاهدين، و تهيء أماكن سرية لا يعرفها الفرنسيون، لمساعدة الجنود على أحذ مؤنهم و ذخيرتهم و الإستمرار في القتال.
    كانت تخبيء بعض الذخائر من رصاص و مسدسات في سلة مليئة ببعض الخضروات و الأعشاب ، وتنقلها بالتعاون مع الجزائريين لمخابيء، من بينها بئر عميق تكوينه يمكن من إختباء المجاهدين، أثناء مجيء جنود لإحتلال في دوريات مستمرة و مفاجئة.
    كان الجنود يرتاحون، و يأخذون ذخيرتهم، و منهم من يتفق ابناءه الذين لم يراهم منذ أيام، و آخرون يصلون بشق الأنفس في وقت متأخر وهم مصابون بإصابات طفيفة، فيتم إسعافهم بإمكانات بسيطة.
    كان بعض المجاهدين الجزائريين يهرولون إلى بئر معدل بطريقة خاصة، و تحضير لهم "أم الزهراء" سلما تعده مسبقا للطواريء لكي ينزلون بسرعة و يختبؤون في نفق صغير في أحد جوانب البئر العميق. ثم تقوم برفع السلم و وضعه بعيدا، و تمسح أثر أقدامهم بمكنسة، و تهرول هي و زميلاتها في القرية لتغيير الأواني لكي لا يعرف الفرنسيون عدد الناس الذين كانوا جالسين للأكل !
    و يقمن بسرعة بتغطية البئر بحيث لا يظهر، فيتم تغطيته بلوح خشبي مسطح و يضعون عليه التبن، فغذا مر الفرنسيون لا يستطيعون إكتشاف البئر، و تقوم "أم الزهراء" بإلهائهم حتى لا يقتربوا أكثر من مكان البئر و تبعد الكلب كي لا ينفضح أمرهم !
    كان الأمر عسير و ليس باليسير، و كانت النساء يضعن الخمار الأبيض المسمى في الجزائر و المغرب " الحايك "، و كان يساعد النساء على إخفاء خوفهن و إرتباك بعضهن في كثير من المواقف الصعبة جدا.
    كان هناك تكاثف في الأيام الحالكة، بين أهل القرية الجزائريين و أيضا المغاربة الذين يعملون معهم، حيث كانوا يمررون الكثير من المساعدات العينية إلى قرى حدودية دون علم فرنسا. و إذا أكتشف الفرنسيون أحد المساعدين يتهمونه بالإرهاب و يقولون له أنه تواطأ مع الإرهابيين، فيتم تعذيبه و تهديد أبنائه ثم قتله.
    و كان الجزائريون يصبرون و فيه بسالة وقوة شخصية، لكن كانوا يحذرون و يتوجسون خيفة من " الحركيين" و منه الزواف الذين باعوا الجزائر لفرنسا، و كانوا العدو الأول.
    و للأسف مرة من المرات جاء طبيب بيطري قبائلي من الزواف العملاء لفرنسا، لتفقد بقر الضيعات، ووصل للضيعة التي فيها أم "الزهراء" و كان يدعي أنه رجل طيب يحب الجهاد و يكره الفرنسيين، رغم هذا كانت نساء و رجال القرية لا يثقون به، و يحسون على أنه يضمر شيئا سيئا.
    و عندما وصل للضيعة كان يطرح أسئلة كثيرة و كأنه من المخابرات، و للأسف دخل فجأة بدون إذن للضيعة و أخذ يحملق من الأبواب و النوافذ، فلاحظ أحد الشباب الجزائريين المجاهدين يسرع لإخفاء شيء ما، لقد كان يلقي بسرعة سلاحه، لكي لا يراه البيطري. أخذ البيطري حقيبته و إدعى على أنه يخرج من الضيعة و أنه أنهى عمله حيث كان عليه تفقد البقر و إعطائهم جرعة دواء غالية جدا...
    لكن إختبأ و أخذ يراقب تحرك الشباب، و بعد مدة قصيرة إكتشف سر البئر المخدوم، و لاحض "أم الزهراء" وهي تساعد المجاهدين على الخروج من البئر و الإسراع بإخفاء السلم، أما زميلتها فإتجهت لتعطي الإشارة للشاب لكي يسترجع أنفاسه و بندقيته ...
    فإدعى و كأنه لم يرى شيئا ، و أن كل شيء على ما يرام، و ما إن وصل جنود الاحتلال لبيته، حتى بدأ يعطيهم المعلومات !
    عن مخزن السلاح و أسماء المعاونين للمجاهدين، و البئر ...
    هجم الفرنسيون في صباح الغط بكل قوة، و خربوا البيوت، وسجنوا كل عدد كبير من القرويين بما فيهم النساء و الأطفال .
    و بحثوا عن " أم الزهراء" و ما أن وقفت أمامهم ببرودة حتى ضربوها و سقطت أرضا، فهرول أطفالها لعناقها و بدؤوا بالبكاء، فقرر قائد الفرنسيين سجن الأطفال كل واحد معزول عن الآخر، و أشبعوا " أم الزهراء" بالضرب، ثم وبخوها لأنها ساعدت المجاهدين، و لأنها رفضت أن تعطيهم معلومات عن طرق تحرك المجاهدين، هددوها بقتل صديقتها الجزائرية بقربها وهي في عمر الزهور، و هددوا بقتل زوجها، سجنوها منفردة. ثم توجهوا بكل أسلحتهم لقتلا أكبر عدد من المجاهدين بمباغتتهم، و فجروا عددا من الآبار، بإلقاء القنابل فيها، و دمروا مخازن الحبوب و الخضر، و حرقوا ملابس السكان.
    ثم جمعوا بعض جثث الأبرياء العزل و ضعوهم في بيت مظلم و متسخ، و قرروا أن يضعوا وسط الجثث " أم الزهراء" ، رغم الهدوء و الإيمان لم تستطع " أم الزهراء" الصبر، و إنفجرت بالبكاء، و بعد أيام من الجوع و التعب وسط الجثث، بدا جسمها يرتجف، و أحست و كأنها أصبحت مجنونة... و أخذ الجندي الفرنسي يستمتع برؤيتها جالسة وسط الجثث و يحملق فيها عبر نافذة صغيرة، و عيناه تكاد تخرج من رأسه، و له إبتسامة خبيثة ماكرة حيث تتمدد شفتيه حتى أذنيه.
    ثم جاء البيطري الحركي الغادر، و سألوه عن مكان البئر السري، فأرشدهم إليه، فأزاحوا التبن، و الألواح الخشبية، و أضاؤوا البئر بإشعال نار في بعض الأعمدة الخشبية الملفوفة بالكتان المطلي بالزيت. فلاحظوا أن هناك مكان يختبيء فيه بعض المجاهدين، فأموره بالخروج، فرفض المجاهدون الإستسلام، وبعد طول إنتضار و كثرة التهديدات بإلقاء الأطفال في البئر و ذبح النساء ... قرر المجاهدون أن يقوموا بتفجير القنابل التي لديهم ، حيث فضلوا الإنتحار على أن يقعوا أسرى بأيدي الفرنسيين الإرهابيين.
    فاستشهدوا جميعا، و سمع دوي الإنفجار من طرف بعض أهل القرية، و حل صمت رهيب، وبعده بدأت النساء بالصراخ ! حيث تم جلب كل السجناء بما فيهم "الزهراء" ليرهبوهم أكثر، و كان أول من صرخ ضد الاحتلال "أم الزهراء" صرخة مدوية تبين إستنكارها للجريمة الشنعاء و لقسوة الاحتلال الفرنسي الغاشم.
    إستمر المجاهدون بقتال الفرنسيين، وفي حرب عصابات دوخت الفرنسيين، و إستمر كل السكان الجزائريين بما فيهم الجيران المغاربة بتدويخ العدو حتى الإرهاق، وحتى الرمق الأخير.
    و لم يكن بوسع الفرنسيين سجن كل الشعب ! فيضطرون لتحرير السجناء بدءا بالنساء و الأطفال، خاصة أن الجنود الفرنسيين لم يكونوا يستطيعوا التحكم في كل المناطق، و يضطرون للتجمع و التنقل جماعات مهددين قرية بعد أخرى !
    و في النهاية رحل المحتل، و كرم الجزائريون المغربية " أم الزهراء" بأن سلمت لها ضيعة لها و لأبنائها و أفراد عائلتها الذين بعضهم ولد بالجزائر.
    عادت إلى المغرب و إستقرت بمدينة وجدة، و إذا بها تتفاجأ بموقف مخزي من جنرالات الحرب في الجزائر، حيث طردوا كل المغاربة من الجزائر، و أخذت ممتلكاتهم. ففقدت كل ما كانت تملك في الجزائر رغم أن لديها أبناء هناك.
    و حزنت لهذا الموقف المخزي.
    توفيت بعد سنوات في بيت إبنتها " الزهراء" وهي مطمئنة القلب صابرة محتسبة قانتة لله عز وجل.


    هذه القصة حقيقية و المجاهدة " أم الزهراء" جدة أمي !

    المصدر
    http://wp.me/p4MLXp-1Dh
    لا للعلمانية، لا لحكم العسكر، لا للبلطجية، لا للإلحاد، و نعم للإسلام ...
    مدونتي فيها مقالات متنوعة
    www.acharknews.com
    قناتي تابعة لمدونة الشرق للأخبار و الثقافة
    youtube
    twitter
    google+
    قناتي الخاصة بدروس التكنولوجيا و التصميم
    youtube : super nabilion
    قناة أطلس الثقافية باللغة العربية
    أطلس
يعمل...
X