بقلم دريو سيكورا .... ترجمة وإعداد: رامي اللولح
مقدمة
إن أكثر الناس اليوم يعتبرون أن أفكار الألعاب هي ليست أكثر من أفكار فقط. أعني، الأفكار هي فقط أفكار؟ هذا ليس بالضرورة صحيح. هذه السلسلة من المقالات الرئيسية الأربعة مع أجزائها المتعددة سوف تساعدك في كيفية الخروج بفكرة، وبعد ذلك النظر إليها من زوايا مختلفة، و من ثم تطويرها و إغنائها بدلاً من الحكم عليها بالموت السريع.
أصلاً، هذه المقالة كتبت لتدريبك على كيفية كتابة وثيقة تصميم لعبة Game Design Document بشكل جيد. وعند البدء بكتابة مسودة المقالة، أدركت بأنّ ما كنت أقوله كان فقط هو الجزء الأوسط من كامل عملية التصميم، وعندها لم أشأ حذف بداية ونهاية العملية. لذا إخترت بدلاً من ذلك إنجاز هذه السلسلة المؤلفة من أربعة أجزاء رئيسية.
إذن، لنبدء الحديث عن أفكارك، وكيفية تكييفها مع الرؤية الشاملة للعبتك - من وجهة نظر رأيك وحده.
الإلهام
هل سبق وقرأت عن ذلك الصديق - المارد الضخم؟ إنه ذلك المارد الذي يصطاد أحلامك بواسطة شبكة ومن ثم يضعها في زجاجة. إنه يستطيع أن يخلط ويقارن بين الأحلام وذلك للخروج بأي نوع من الأحلام القابل للتخيل. يخرج هذا المارد بعد ذلك في أعماق الليل، وبأنبوبة نفخ طويلة ومن خلال نافذة غرفة النوم، يرمي بتلك الأحلام إلى الأطفال وهم نائمين. بعض الأحلام تكون لطيفة والأخرى تكون كوابيس مروّعة.
أفكار الألعاب لا تختلف كثيراً عن الأحلام. إن أفكار الألعاب تحيط بك طوال الوقت. أيضاً مثل الأحلام، بعضها يكون رائعاً، والبعض الآخر يكون كوابيس (إقرأ هذه السلسلة بحرص، و ستتفادى الكوابيس). للإمساك بفكرة بواحدة، خذ شبكتك الخيالية وابدأ بالبحث. أين؟ حسناً، الأفكار يمكنها أن تخرج تقريباً من أيّ شئ، مجلة، فلم، برنامج تلفزيوني، كتاب، شيء ما حدث في حياتك، شيئ ما كنت تريد أن تفعله، وهكذا.
الطريقة الأسهل للخروج بفكرة هي أن لا تقوم بالتفكير فيها. إجعل ذهنك صافياً عندما تتجوّل في الشارع، أنظر إلى الأشياء، فكر فيها. لا تبدأ بالتساؤل، هل هذه الفكرة سوف تصنع لعبة جيدة أم لا؟ سوف يؤدي هذا إلى إستثمار سماتك العقلية التحليلية فقط، وليس إلى سماتك العقلية الخيالية. إن محاولة تحليل فكرة قد فكرت بها سوف يؤدي ذلك حقاً إلى نسبة عالية من فناء تلك الفكرة (هذه النتيجة ليست إحصائية). بدلاً من ذلك، عندما ترى شيئاً تعتقد بأنه يمكن أن يمثل فكرة للعبة جيدة، فإنه يجب عليك أن تصيح بأعلى صوتك، بأن تلك الفكرة سوف تصنع لعبة مثيرة جداً! إذا كانت ردة الفعل هذه غير مقصودة، فهي بالتأكيد أول علامة جيدة. الآن وبسرعة تمسك بفكرتك تلك جيداً. وبما أن فكرتك الآن محتجزة، فإنك قد تحاول البحث عن أفكار أخرى أيضاً. وإن لم يكن الأمر كذلك، فلننتقل إلى القسم التالي.
إحتضان الفكرة
مالذي ينبغي فعله الآن؟ لديك فكرة الآن .... صحيح؟ دعنا نعود الآن إلى البيت ونبدأ بنقلها على الورق؟ الآن مرة أخرى سوف تستدعي قسمك التحليلي. بكلمة أخرى، يجب عليك ألا تفكّر فيما إذا كانت هذه الفكرة سيئة أو أنها لن تعمل أبداً. الفكرة الأصلية هي الآن في مخيلتك، وعليك أن تخرجها نهائياً من رأسك. فكّر بكلّ الإحتمالات؛ بالكثير من الميزّات - حتى وإن كانت تبدو مستحيلة. بعدها قم بتدوين كل ذلك على الورق على شكل قائمة. لكن وبعد تدوين فكرتك، قم بالمضي قدمأ بدون التفكير في الفكرة مرة أخرى. سوف يساعدك هذا في تفصيل أفكارك وهذا سيؤدّي إلى نتيجة أكثر تنوّعاً.
هذه الفترة من الإحتضان يجب أن تستغرق بضعة أيام، حتى بضعة أسابيع إن لم تكن في عجلة من أمرك. الآن يجب أن تمنح بعضاُ من وقتك لتخيل اللعبة في عقلك. ومرة أخرى، لا تكتب أو ترسم أو تخطّط أيّ شئ على الورقة. فإن قمت بهذا، فسوف تقوّي تلك الحقيقة في رأسك وسيكون من صعب جداً تغييرها فيما بعد. (ولاحاجة الآن للتعرض مرة أخرى إلى جانبك التحليلي، لأنك قد سمعت بما فيه الكفاية حول ذلك).
كما هو منصوص في الفقرة أعلاه، بضعة أيام أو أسابيع - وليس هناك فترة زمنية محددة. إذا كنت نباتياً، فقد تكون قادراً على تطوير تلك الفكرة إلى شّيء أكثر صلابة في عقلك خلال بضعة أيام. الآخرون قد يحتاجون مدة أطول. أيضاً، إن تحديد فيما إذا كانت فكرتك تلك قد أصبحت جاهزة بما فيه الكفاية لكتابتها على الورق هو أمر من الصعب جداً تحديده. أنا شخصياً أفضل التفكير في الموضوع حتى أصل إلى مرحلة تصوّره في عقلي بدون أي جهد مطلق. وأنا لا أعني هنا فقط تصور بضعة شاشات من اللعبة، ولكن كامل اللعبة: كيف ستبدو الرسوم، القوائم، الشخصيات، العربات، المراحل، كيف سيبدو كل ذلك، الخ. بالتأكيد، تبدو وكأنها أشياء كثيرة ينبغي التفكير بشأنها، ولهذا السبب أنت ربما تحتاج إلى بضعة أسابيع أخرى.
الآن الفكرة مستقرة وراسخة جيداً في عقلك، وحان الوقت لجعلها شبه رسمية.
يتبع .... في الجزء الثاني والأخير من المقالة الأولى ....
والباب مفتوح للمناقشة .... !!!!!
مقدمة
إن أكثر الناس اليوم يعتبرون أن أفكار الألعاب هي ليست أكثر من أفكار فقط. أعني، الأفكار هي فقط أفكار؟ هذا ليس بالضرورة صحيح. هذه السلسلة من المقالات الرئيسية الأربعة مع أجزائها المتعددة سوف تساعدك في كيفية الخروج بفكرة، وبعد ذلك النظر إليها من زوايا مختلفة، و من ثم تطويرها و إغنائها بدلاً من الحكم عليها بالموت السريع.
أصلاً، هذه المقالة كتبت لتدريبك على كيفية كتابة وثيقة تصميم لعبة Game Design Document بشكل جيد. وعند البدء بكتابة مسودة المقالة، أدركت بأنّ ما كنت أقوله كان فقط هو الجزء الأوسط من كامل عملية التصميم، وعندها لم أشأ حذف بداية ونهاية العملية. لذا إخترت بدلاً من ذلك إنجاز هذه السلسلة المؤلفة من أربعة أجزاء رئيسية.
إذن، لنبدء الحديث عن أفكارك، وكيفية تكييفها مع الرؤية الشاملة للعبتك - من وجهة نظر رأيك وحده.
الإلهام
هل سبق وقرأت عن ذلك الصديق - المارد الضخم؟ إنه ذلك المارد الذي يصطاد أحلامك بواسطة شبكة ومن ثم يضعها في زجاجة. إنه يستطيع أن يخلط ويقارن بين الأحلام وذلك للخروج بأي نوع من الأحلام القابل للتخيل. يخرج هذا المارد بعد ذلك في أعماق الليل، وبأنبوبة نفخ طويلة ومن خلال نافذة غرفة النوم، يرمي بتلك الأحلام إلى الأطفال وهم نائمين. بعض الأحلام تكون لطيفة والأخرى تكون كوابيس مروّعة.
أفكار الألعاب لا تختلف كثيراً عن الأحلام. إن أفكار الألعاب تحيط بك طوال الوقت. أيضاً مثل الأحلام، بعضها يكون رائعاً، والبعض الآخر يكون كوابيس (إقرأ هذه السلسلة بحرص، و ستتفادى الكوابيس). للإمساك بفكرة بواحدة، خذ شبكتك الخيالية وابدأ بالبحث. أين؟ حسناً، الأفكار يمكنها أن تخرج تقريباً من أيّ شئ، مجلة، فلم، برنامج تلفزيوني، كتاب، شيء ما حدث في حياتك، شيئ ما كنت تريد أن تفعله، وهكذا.
الطريقة الأسهل للخروج بفكرة هي أن لا تقوم بالتفكير فيها. إجعل ذهنك صافياً عندما تتجوّل في الشارع، أنظر إلى الأشياء، فكر فيها. لا تبدأ بالتساؤل، هل هذه الفكرة سوف تصنع لعبة جيدة أم لا؟ سوف يؤدي هذا إلى إستثمار سماتك العقلية التحليلية فقط، وليس إلى سماتك العقلية الخيالية. إن محاولة تحليل فكرة قد فكرت بها سوف يؤدي ذلك حقاً إلى نسبة عالية من فناء تلك الفكرة (هذه النتيجة ليست إحصائية). بدلاً من ذلك، عندما ترى شيئاً تعتقد بأنه يمكن أن يمثل فكرة للعبة جيدة، فإنه يجب عليك أن تصيح بأعلى صوتك، بأن تلك الفكرة سوف تصنع لعبة مثيرة جداً! إذا كانت ردة الفعل هذه غير مقصودة، فهي بالتأكيد أول علامة جيدة. الآن وبسرعة تمسك بفكرتك تلك جيداً. وبما أن فكرتك الآن محتجزة، فإنك قد تحاول البحث عن أفكار أخرى أيضاً. وإن لم يكن الأمر كذلك، فلننتقل إلى القسم التالي.
إحتضان الفكرة
مالذي ينبغي فعله الآن؟ لديك فكرة الآن .... صحيح؟ دعنا نعود الآن إلى البيت ونبدأ بنقلها على الورق؟ الآن مرة أخرى سوف تستدعي قسمك التحليلي. بكلمة أخرى، يجب عليك ألا تفكّر فيما إذا كانت هذه الفكرة سيئة أو أنها لن تعمل أبداً. الفكرة الأصلية هي الآن في مخيلتك، وعليك أن تخرجها نهائياً من رأسك. فكّر بكلّ الإحتمالات؛ بالكثير من الميزّات - حتى وإن كانت تبدو مستحيلة. بعدها قم بتدوين كل ذلك على الورق على شكل قائمة. لكن وبعد تدوين فكرتك، قم بالمضي قدمأ بدون التفكير في الفكرة مرة أخرى. سوف يساعدك هذا في تفصيل أفكارك وهذا سيؤدّي إلى نتيجة أكثر تنوّعاً.
هذه الفترة من الإحتضان يجب أن تستغرق بضعة أيام، حتى بضعة أسابيع إن لم تكن في عجلة من أمرك. الآن يجب أن تمنح بعضاُ من وقتك لتخيل اللعبة في عقلك. ومرة أخرى، لا تكتب أو ترسم أو تخطّط أيّ شئ على الورقة. فإن قمت بهذا، فسوف تقوّي تلك الحقيقة في رأسك وسيكون من صعب جداً تغييرها فيما بعد. (ولاحاجة الآن للتعرض مرة أخرى إلى جانبك التحليلي، لأنك قد سمعت بما فيه الكفاية حول ذلك).
كما هو منصوص في الفقرة أعلاه، بضعة أيام أو أسابيع - وليس هناك فترة زمنية محددة. إذا كنت نباتياً، فقد تكون قادراً على تطوير تلك الفكرة إلى شّيء أكثر صلابة في عقلك خلال بضعة أيام. الآخرون قد يحتاجون مدة أطول. أيضاً، إن تحديد فيما إذا كانت فكرتك تلك قد أصبحت جاهزة بما فيه الكفاية لكتابتها على الورق هو أمر من الصعب جداً تحديده. أنا شخصياً أفضل التفكير في الموضوع حتى أصل إلى مرحلة تصوّره في عقلي بدون أي جهد مطلق. وأنا لا أعني هنا فقط تصور بضعة شاشات من اللعبة، ولكن كامل اللعبة: كيف ستبدو الرسوم، القوائم، الشخصيات، العربات، المراحل، كيف سيبدو كل ذلك، الخ. بالتأكيد، تبدو وكأنها أشياء كثيرة ينبغي التفكير بشأنها، ولهذا السبب أنت ربما تحتاج إلى بضعة أسابيع أخرى.
الآن الفكرة مستقرة وراسخة جيداً في عقلك، وحان الوقت لجعلها شبه رسمية.
يتبع .... في الجزء الثاني والأخير من المقالة الأولى ....
والباب مفتوح للمناقشة .... !!!!!
تعليق