- الخاتمة -
بنفس مشتعلة ، تعجلت ( نشوى ) السائق ، حتى توقفت السيارة أخيرا أمام المطار ..و في سرعة نقدته أجره ، و هرعت نحو الداخل ..
حتى تعالى إلى أسماعها ذلك الصوت ..
و رفعت رأسها ، لترى تلك الطائرة ، التي انطلقت إلى السماء ..و بعينين دامعتين ، ثبتت أنظارها على تلك الطائرة ، بينما تصغر و تصغر ، حتى صارت نقطة صغيرة ، ما لبثت أن تلاشت و راء الأفق ..
عندها فاضت عيناها بالدموع ..
و لأول مرة أحست ( نشوى ) بالضعف ..
و ارتجفت ساقاها ..
و بكل حزنها و دموعها و مشاعرها و كيانها و قلبها ، صرخت بصوتها الملتاع في مرارة :
- كلا ، يا ( مجدي ) ، لا تذهب و تتركني وحيدة ، عد إليّ ، عد إليّ يا ( مجدي ) ، فأنا أحبكَ .. أحبكَ ..
عندها لم تقو ساقاها على حملها لأكثر من ذلك ، فسقطت و هي تردد في أسى :
- أحبكَ ..
عندها شعرت بذراعين قويتين تتلقفانها ، و تعاوناها على النهوض ، و بصوت هادئ من خلفها يقول :
- أحقا ما تقولين ؟
و استدارت نحو صاحب الصوت ..
و اتسعت عيناها دهشة ..
فقد كان هو ..
( مجدي ) ..
و بصعوبة ، استطاعت أن تنطق في ذهول ، من بين دموعها الساخنة :
- ( مجدي ) .. و لكنكَ .. و لكنكَ ...
قاطعها في رقة ، و هو يعاونها على النهوض :
- لقد تأخرت طائرتي عن موعدها بساعة كاملة .
ثم ابتسم لها ، و هو يتأمل بحب عينيها الجميلتين المبللتين بالدموع ، قائلا بصوته الهادئ الرقيق :
- و لكت يبدو أن هذا لن يعنيني كثيرا ، فأنا لن أترككِ بعد الآن .
ثم مد كفه إليها ، ليحيط بها أناملها الصغيرة ..
و سار بها إلى الخارج ..
و خفق قلبه في سعادة ، عندما رأى دموعها ، التي سالت من عينيها في غزارة ، و هي تتأمله في حب ..
فقد كان من الواضح أنها دموع فرح حقيقية ..
و قد كان من الواضح أنها قد حسمت الاختيار ..
اختيار الحياة .. والحب ..
( تمت بحمد الله سبحانه و تعالى )
محمد رشاد عبد الحكيم مصطفى
بورسعيد
الأربعاء 20\9\2000 م
بورسعيد
الأربعاء 20\9\2000 م
تعليق