بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتابع مع بعض انشاء الله
كانت الغرفة صغيرة نسبيا ويتوسطها طاولة من الخشب الثقيل جدا ومقاعد خشبية من كلا الجهتين ومغسلة صغيرة
وماهي الا دقائق حتى كنت أقف مرة أخرى أمام بعض رجال البوليس وأقتادوني الى غرفة غريبة , مثل تلك التي نراها في الافلام , واسعة نسبيا وليس بها الكثير مما يستحق الذكر , سوى انها محاطة من ثلاث جهات بزجاج مظلل او على الاصح مثل المرايا , كنت أجلس على كرسي وتم طرح بعض الاسئلة عليّ من أشخاص لم أستطع رؤيتهم , فقط كنت أسمع أصواتهم , بعد ذلك تم اقتيادي من جديد الى غرفة أخرى وهذه على ماأظن كانت غرفة تسجيل دخولي اليهم , قاموا بتعبئة بعض الاوراق , مثل تاريخ القاء القبض عليّ وتاريخ دخولي الى سجن التوقيف وتاريخ التحقيق معي وهكذا امور , بعد ذلك سألني أحد رجال البوليس , هل تريد شراء سجائر , فأجبته بنعم , وكنت احاول ان استغل ورقة العشرين مارك أحسن استغلال , فاشتريت التبغ بدل السجائر , وأعادوني مرة أخرى الى نفس الغرفة الاولى , ولكن هذه المرة كان في الغرفة اثنان اول الامر بدا لي وكأنهم عرب , لكن تبين لاحقا ان واحد منهم تركي والآخر ايراني , ثم أدخلوا علينا بعد ذلك شاب في العشرين من العمر وهذا كان المانيا , يقول ابن البلد , أقتادونا بعد ذلك الى ممر طويل ومن ثم صعدنا الدرج الى الطابق الاول وأدخلونا الى غرفة أخرى , كان في الغرفة تواليت مقرف بكل معنى الكلمة ومغسلة واربع أسرة , كل اثنين فوق بعض , وطاول صغيرة .
يقول ابن البلد لم نختلف على من سينام في الاعلى ومن في الاسفل , فالامور كانت تجري بيننا بكل هدوء , كنّا بمثابة أصدقاء رغم عدم معرفتنا لبعضنا البعض , يقول ابن البلد تربعت انا على السرير في الاعلى والشاب الالماني في الاسفل وفي مواجهتنا على الجهة الاخرى التركي والايراني , تحدثنا مع بعض بكل ود , كان الشاب الالماني على مايبدو متأثرا جدا بما حدث له , الغريب في الامر , ان تهمته كانت بعيدة كل البعد عن ما وجه لي وللتركي و للايراني , وعلمنا منه انه حصل على الكثير مما لم نحصل عليه , فلقد استطاع ان يكلم اهله وليس فقط ثلاث جمل واستطاع رؤية صديقته والكثير مما لم نحصل عليه نحن , كان المساء قد أتى وبعد ان انتهينا من تناول وجبة العشاء , فهنا يقدم ثلاث وجبات يوميا وليس فقط ايام العطل , صعد الالماني الى سريري في الاعلى وجلس بجانبي وأخذ يحدثني عن صديقته وكم هو يحبها , كنت انا مشغول بالرسم على الحائط وبكتابه الشعر , كنت قد أخذت من الالماني قلم , أستغربت انا كيف سمح له الاحتفاظ به, كنت أستمع اليه , ولكني توقفت عن الرسم عندما سألني سؤال , يقول ابن البلد , قال لي انت وكما ترى فانا وسيم واشقر وبنيتي ليست قوية , وانا خائف ان يتم الاعتداء عليّ في وقت الاستحمام , توقفت انا عن الرسم والتفت الى الثنين الآخرين وكانا على مايبدو قد سمعا سؤاله , وكان هذا الالماني لازال يعبر بوجهه عن استيائه , نظرت انا للآخرين وبعدها انطلقت منا ضحكات وقهقهات , حقيقة لم أستطع منع نفسي من كتمها , وهو ايضا ضحك معنا رغم انه لم يفهم لماذا قابلناه نحن بهذه الضحكات ,وطمأناه في النهاية أننا سنكون معه وأنه عليه أن يفكر فيما هو أهم .
كان الوقت قد أصبح متأخر وأستطعت أنا ان اسمع صوت بعض العرب وهم يتحدثون مع بعضهم في الغرف المجاورة .
في صباح اليوم التالي وفي الصباح الباكر جدا قدموا لنا طعام الفطور , يقول ابن البلد وقتها حدث موقف لن أنساه , فكان فنجان الشاي الخاص بي قد انسكب ولم يتبقى لي شئ لشربه مع الفطور , يقول أذكر كيف سكب كل واحد لي في فنجاني بعض الشاي من حصته حتى امتلأ فنجاني, موقف فعلا قليلا ماتشهده خارج الاسوار .
تعرفت على شاب مغربي كان في الغرفة أسفل غرفتي وحدث هذا عندما دار حوار حاد بينه وبين مسجون آخر في غرفة لم أستطع أن أحدد اين تقع , فلم أكن أملك سوى هذه النافذة الصغيرة وهي نافذتي على كل شئ , كنا قد اخترعنا طريقة مضحكة لتبادل الحاجيات مع بعضنا البعض , كنا قد قصصنا قطعة من كل غطاء سرير وربطناهم مع بعضهم البعض , وكلما اردت شيئا منه كنت أرمي هذا الحبل من النافذة فيربط لي الشئ به وأرفعه أنا واذا ما أراد هو شئ , كنت أفعل الشئ ذاته , تبادل الاشياء كان في الاغلب التبغ وورقات لف السجائر , فهذه هنا تعتبر من العملة النادرة , طبعا وكل ما صغر حجمه حتى يتسنى ادخاله من بين القضبان الحديدية.
بقيت مع الاربعة يومين وفي صباح اليوم الثالث وباكرا كالعادة , فتح الباب وأقتيد الايراني والالماني وبقيت انا والتركي وحدنا في الغرفة .
وفي صباح التالي فتح الباب مرة أخرى ولكن هذه المرة كنت انا والايراني من أقتيد ...............
يتبع.....................................
الجزء الثاني http://www.maxforums.net/showthread.php?t=36952
الجزء الثالثhttp://www.maxforums.net/showthread.php?t=37030
الجزء الرابع http://www.maxforums.net/showthread.php?t=37160
تعليق