Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسيـر سـورة الفاتحـة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسيـر سـورة الفاتحـة



    تفسيـر سـورة الفاتحـة

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


    الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

    "الْحَمْدُ لِلَّهِ" هو الثناء على الله بصفات الكمال, وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل, فله الحمد الكامل, بجميع الوجوه. "رَبِّ الْعَالَمِينَ" الرب, هو المربي جميع العالمين. وهم من سوى الله, بخلقه إياهم, وإعداده لهم الآلات, وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة, التي لو فقدوها, لم يكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة, فمنه تعالى. وتربيته تعالى لخلقه. نوعان: عامة وخاصة. فالعامة: هي خلقه للمخلوقين, رزقهم, وهدايتهم لما فيه مصالحهم, التي فيها بقاؤهم في الدنيا.

    والخاصة: تربيته لأوليائه, فيربيهم بالإيمان, ويوفقهم له, ويكملهم, ويدفع عنهم الصوارف, والعوائق الحائلة بينهم وبينه. وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير, والعصمة من كل شر. ولعل هذا المعنى, هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب. فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة. فدل قوله "رَبِّ الْعَالَمِينَ" على انفراده بالخلق والتدبير, والنعم, وكمال غناه. وتمام فقر العالمين إليه, بكل وجه واعتبار.

    "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ "

    "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" المالك: هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أن يأمر وينهى, ويثيب ويعاقب, ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات, وأصناف الملك ليوم الدين, وهو يوم القيامة, يوم يدان الناس فيه بأعمالهم, خيرها وشرها, لأن في ذلك اليوم, يظهر للخلق تمام الظهور, كمال ملكه وعدله وحكمته, وانقطاع أملاك الخلائق. حتى إنه يستوي في ذلك اليوم, الملوك والرعايا والعبيد والأحرار. كلهم مذعنون لعظمته, خاضعون لعزته, منتظرون لمجازاته, راجون ثوابه, خائفون من عقابه, فلذلك خصه بالذكر, وإلا, فهو المالك ليوم الدين وغيرة من الأيام.

    "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"

    وقوله "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" أي: نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة. لأن تقديم المعمول يفيد الحصر, وهو إثبات الحكم للمذكور, ونفيه عما عداه. فكأنه يقول: نعبدك, ولا نعبد غيرك, ونستعين بك, ولا نستعين بغيرك. وتقديم العبادة على الاستعانة, من باب تقديم العام على الخاص, واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده. و "العبادة" اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأعمال, والأقوال الظاهرة والباطنة. و "الاستعانة" هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع, ودفع المضار, مع الثقة به في تحصيل ذلك. والقيام بعبادة الله والاستعانة بهما هو الوسيلة للسعادة الأبدية, والنجاة من جميع الشرور. فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما. وإنما تكون العبادة عبادة, إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله. فبهذين الأمرين تكون عبادة. وذكر "الاستعانة" بعد "العبادة" مع دخولها فيها, لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى. فإنه إن لم يعنه الله, لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر, واجتناب النواهي.

    "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"

    ثم قال تعالى: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" أي: دلنا وأرشدنا, ووفقنا إلى الصراط المستقيم, وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله, وإلى جنته, وهو معرفة الحق والعمل به, فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط. فالهداية إلى الصراط, لزوم دين الإسلام, وترك ما سواه من الأديان. والهداية في الصراط, تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا. فهذا الدعاء, من أجمع الأدعية, وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته, لضرورته إلى ذلك.

    "صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ"

    وهذا الصراط المستقيم هو "صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ" من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. "غَيْرِ" صراط "الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ" الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. و "لَا" صراط "الضَّالِّينَ" الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم. فهذه السورة, على إيجازها, قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن.

    فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية يؤخذ من قوله "رَبِّ الْعَالَمِينَ". وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة, يؤخذ من لفظ "اللَّهِ" ومن قوله "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ". وتوحيد الأسماء والصفات, وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى, التي أثبتها لنفسه, وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه, وقد دل على ذلك لفظ "الْحَمْدُ" كما تقدم. وتضمنت إثبات النبوة في قوله "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة. وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" وأن الجزاء يكون بالعدل, لأن الدين معناة الجزاء بالعدل. وتضمنت إثبات القدر, وأن العبد فاعل حقيقة, خلافا للقدرية والجبرية. بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع والضلال في قوله " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ " لأنه معرفة الحق والعمل به. وكل مبتدع وضال فهو مخالف لذلك. وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى, عبادة, واستعانة في قوله: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ". فالحمد لله رب العالمين.
    سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم
    لا اله الا الله محمد رسول الله


  • #2
    بارك الله فيك أخي ..

    وهذه السورة حوت على مجمل معاني القرآن من الإيمان والتوحيد والجزاء واليوم الآخر ... وقد سميت بأم الكتاب وأم الشيء مرجعه وسميت أيضا " السبع المثاني " وسميت بالفاتحه ..

    وفيها قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي بما معناه :

    قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين , فإذا قال العبد : ألحمد لله رب العالمين , قال الله سبحانه وتعالى : حمدني عبدي .. وإذا قال الرحمن الرحيم .. قال أثنى علي عبدي .. ,إذا قال مالك يوم الدين .. قال الله سبحانه : جدني عبدي .. وإذا قال اهدنا الصراط المستقيم قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل : فإذا قال : صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين .. قال الله تبارك وتعالى : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ..

    وهذه السورة لا تصح الصلاة بدونها لانها ركن في الصلاة ... ولذا يجب على الداخلين في الإسلام أن يتعلموها بسرعة لكي يقرؤوها في الصلاة ...

    جعلنا الله من مقيمي الصلاة .. اللهم تقبل منا وتجاوز عنا وتب علينا إنك على كل شيء قدير


    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

    تعليق


    • #3
      الأخ وازع : جزاك الله خير على الأضافة.

      تعديل بسيط على خطا مطبعي يجب تصليحة وهو في ((إذا قال مالك يوم الدين .. قال الله سبحانه : جدني عبدي)) قصدك مجدني عبدي وليس جدني عبدي.
      سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم
      لا اله الا الله محمد رسول الله

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم

        جزيت خيراً على التفسير و جزيت خيراً أخي وازع على الاضافة ،

        إذا قرأت سورة الفاتحة مستشعراً لآياتها و معانيها ثم دعوت ، كانت دعوة مجابة بإذن الله . كما ان قرائتها سبع مرات شافية بإذن الله .
        و الحمد لله رب العالمين
        اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها
        و أجرنا من خزي الدنيا و عذاب الآخرة
        .

        الجنة لا خطر ( مثيل ) لها ، هي و رب الكعبة
        نور يتلألأ
        و ريحانة تهتز
        و قصر مشيد ...




        تعليق


        • #5
          الملكة : وانتي كذلك.
          سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم
          لا اله الا الله محمد رسول الله

          تعليق

          يعمل...
          X