هذه القصة كتبتها من أربعة سنوات تقريبا و لكنها ضاعت من ضمن ما ضاع حتى ذكرني بها صديقي الوحيد و لذا أنا أهديها إليه
إلى أخي بقية الزمن الصالح مع خالص محبتي و احترامي وتقديري لمساندته الدائمة لي
فيلوتوفيا
ــــــ صداع ــــــ
كل شيء يدور من حولي بسرعة مخيفة لا أستطيع التركيز , الرؤية غائمة جدا
آااااااااااااه
صداع فظيع . . . . . لا أستطيع التحمل أكثر
يا ألـــــــــــــــــــلــــــــه ساعدني
رأسي يكاد ينفجر
صوت أعرفه : حسين اصح , مالك ماذا بك ؟ !!!
أفتح عيني ببطء
تصطدم برأس غريب , أهب فزعا
: من أنت ؟! !؟! !؟
: أنا من !!!!!!!
: أنا محمد صاحبك يا عم الحاج , ما لك يا عم !؟ ؟ ؟ ؟
صحيح إنه يشبه محمد صديقي بعض الشيء ولكن رأسه يبدو غريبا جدا
إنه كبير جدا و معالمه غريبة كأنه رأس فيل بالغ متوسط العمر .. . . .
: أنت محمد ؟ ! !
و أسقط على الأرض غائبا عن الوعي
أفتح عيني لأرى صديقي بجواري يضع قطعا كبيرة من القطن المبلل بالماء البارد على رأسي
: حسين ماذا جرى لك ؟ !
لا أدري و الله يا محمد , أحس بصداع فظيع جدا و أحس برأسي ثقيلا بصورة غريبة
صحيح رأسك مختلف كثيرا
مختلف , ماذا تعني بـ ( مختلف )
لا . . . . لا أعني شيئا
منذ متى و أنا راقد هكذا ! ! ! !
لا أدري ما أقول لك أنت منذ شهر و أنت نائم لا تصحو إلا للحظات نادرة جدا , أنا خفت أن آخذك للمستشفى فيكتشفون أنك تخالف التعليمات و ترتكب المحرمات فشكلك مختلف جدا و لو قاموا بقياسك على ( نظام القالب ) فبكل تأكيد سيكشفون أنك مختلف جدا و سيعلمون أنك مخالف .
طيب شكرا يا محمد على تعبك معي .
لا يا رجل لا تقل هذا , نحن إخوة ,
المهم أنا مضطر للخروج الآن , سأذهب للعمل , سأحادثك تليفونيا من هناك .
شكرا لك و بارك الله فيك .
ــــــ المدينة ــــــ
عن أي شيء يتحدث محمد إنه غريب جدا اليوم رأسه الكبير و كلامه و عن أي محرمات يتكلم و ما هو ( نظام القالب ) هل تكون هذه الأشياء كلها حدثت و أنا نائم .
لا . . . . لا غير معقول .
آاااااااااااااااااااااااااه
رأسي يكاد ينفجر , لابد أن أذهب للطبيب الآن .
يا أللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله
صداع فظيع
استبدلت ثيابي بسرعة و أنا أتساقط من الألم .
نزلت درجات السلم بسرعة .
خرجت من باب المبنى بسرعة فاصطدمت بأحد المارة فاستدرت معتذرا
سامحني أرجوك يا سيـ . . . .
كدت أسقط من الصدمة إن رأسه رأس فيل تامة ليس كرأس محمد , هذا رأس فيل حقيقي متناسبة مع حجم جسده .
لاحظت الفزع الشديد على وجهه , فاستدرت هاربا و هو الأخر فر مذعورا مني .
لا أعتقد أن في شكلي ما يخيف فآخر مرة شاهدت نفسي في المرآة كنت أبدو جيدا بعض الشيء , ربما رأسي تنذر بصلع قادم ذات يوم و لكن ليس هناك في وجهي ( علامات مميزة ) ربما . . . . .
سرت بسرعة والرؤوس الفيلية تكثر حولي و العيون المحلقة بفزع أصبحت كثيرة لدرجة مقلقة .
هناك واجهة محل زجاجية قريبا سأذهب لأرى ما يفزعهم مني .
بخطوات متسارعة وصلت للواجهة وقت أنظر أنا كما أنا لا جديد ... . . .
لا لا إن رأسي أكبر قليلا مما أعرفها و لكن رؤوسهم أكبر بكثير فما المفزع فيّ .
الصدااااااااااااااااااااااااااااااااااع , لابد أن أصل للطبيب بأسرع ما يكون
المبنى هنا في الجوار , درت في بعض الشوارع حتى وصلت للمبنى هاهو ذا ,
رمقني حراس المبنى بنظرة حمقاء لم أهتم كثيرا , هذه الأفيال لم تعد تثيرني
نظرت للافتات في مدخل المبنى , شقة الطبيب في الدور السادس سأستقل المصعد , مرت بجواري أنثى ذات رائحة نفاذة .
اتجهت للمصعد و سبقتني هي إليه .
في المصعد نظرت إلي باستغراب ثم بازدراء لم أر مثله في الأفيال السابقة ,
إنها ليست جميلة لكن لديها شخصية جذابة و قوية على ما يبدو و مثيرة أيضا و لكن بكل أسف تبدو رأسها من أضخم الرؤوس التي رأيتها اليوم حتى الآن , أنثى فيل بالغة .
إلى أي دور يا سيدتي , بأدب و حزم
لم ترد علي و ضغطت الرقم سبعة من لوحة الأرقام ضغطت الرقم ست ( 6 )
و بسرعة وصل المصعد للدور السادس تحركت خارجا و لم ألتفت .
ــــــ دكتور فيلاني ــــــ
باب عيادة الطبيب مفتوح , اتجهت إليه , دخلت .
: السلام عليكم ورحمة الله
لم أسمع ردا
اتجهت للفيلة التي تجلس على مكتب في وضع مثير و مستفز .
: أريد أن ... . . .
: اجلس حتى يأتي دورك و سأناديك .
لا يوجد كثير من الأفيال هنا , فقط فيلان فزعان ينظران إليّ .
و موظفة الاستقبال الجميلة فعلا , فيلة قمة في الإثارة لكن بكل أسف رأسها أكبر من رأس أختها في المصعد , يبدو أن هناك علاقة بين الجمال و حجم الرأس .
خرج فجأة فيل فزع من حجرة الطبيب و خرج و هو ينظر إلي حتى كاد يصطدم بالباب من كثرة التفاته .
أشارت الجميلة إلى أحد الفيلين فمر مسرعا من أمامي و دخل حجرة الطبيب ,
مرت دقائق طويلة كدهر حتى خرج و مر مسرعا مثلما دخل و لم ينظر إلي .
أشارت الجميلة إلى الفيل الأخير .
دخل , نظرت إلى من أطراف عينيها ثم انصرفت إلى أوراق أمامها , استخرجت بطاقة صغيرة ,
: هل هناك دورة مياه هنا لو سمحتِ ؟
دون أن تنظر إليّ أشارت إلى باب في نهاية الحائط من خلفها .
قمت مسرعا ,
دورة مياه قذرة بموج بروائح فظيعة , غسلت يدي و وجهي بالماء لعلي أبرد حرارة هذه الآلام التي أعانيها
انتهيت بسرعة صوت الفيلة الجميلة يجيء إلي هنا تتحدث إلى أحد .
: نعم . . . نعم
: بعد قليل لم يعد هنا مرضى غيره
خرجت من دورة المياه
: ok ( أوكيييييه ) انتبهوا للموضوع
جلستُ و قبل أن أستقر في مكاني خرج الفيل الأخير من حجرة الطبيب أشارت إلي الجميلة باشمئزاز غريب لأدخل .
و أنا في طريقي للباب ومضت في ذهني فكرة مخيفة و سؤال ,
هل يا ترى الطبيب أيضا منهم ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
قررت بحزم شديد أن لا أنظر للطبيب .
دخلت مطأطئ الرأس
بصوت متحشرج غريب كأنه ردايو فسدت موجات استقباله أو كأن شخصا مصابا بالزكام يتكلم ,
: من هنا يا محترم تعالى هنا , اجلس على هذا الكرسي .
: هااااااااااااااااااااه , ماذا بك ؟
أعاني من صداع فظيع جدا يا دكتور و أحس رأسي حجمها غريب جدا و . . . .
: صحيح رأسك حجمها غريب جدا . . . . .
: أنت أكيد تمارس المحرمات , أليس كذلك ؟
: أي محرمات يا سيدي ؟
أنت تعرف أي محرمات بالتأكيد , و لو سمحت لا تقاطعني ثانية .
: دعني أكمل حديثي
: تشخيصي لحالتك هو , ارتكاب المحرمات , و التوقف عن الالتزام بتعاليم إدارة القالب المقدس .
: طيب أرجوك , ما هو العلاج ؟
: اكتب لي دواء أشتريه يكون سريع المفعول الصداع يقتلني .
: لا داعي لكتابة , الإدارة ستقوم باللازم
: و لكن ما علاقة الإدارة بي ؟
: طيب , على العموم يا سيد . . .
: سيد ؟! ! ! !
: حاول الالتزام بتعاليم الإدارة و انته عن المحرمات و ستكون ( زي الفل ) .
: تفضل
كانت ( تفضل ) هذه بلهجة زواحفية سامة .
مشيت نحو الباب و لكن قررت مخالفة أوامري الشخصية و التفت لأرى الطبيب
يا أللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله
إن رأسه رأس فيل عملاق و متوحش جدا له أنياب فيل كبير جدا
لكن ما أثار انتباهي يده , كانت تضغط أحد زرين على مكتبه .
كدت أصطدم بالباب ,
خرجت للجميلة لا تزال تتحدث في التليفون ,
: نحن انتهينا , الدور عليكم الآن .
ــــــ المطاردة ــــــ
خرجت من المبنى وجوه أفيال فزعة تجرى هنا و هناك , جو غريب ينذر بالخطر , أحد الأفيال العملاقة على الجانب الآخر يبدو أنه يكلمني و لكن ضجيج السيارات فظيع كمثل صداعي لا يسمح لي بمعرفة ما يقوله الفيل ,
: ماذا تريد ؟
ناوله فيل آخر عملاق مكبرا للصوت ,
: لا تتحرك من مكانك , أحسن لك
ما معنى هذا
آااااه
جريت بسرعة لم أتوقعها من نفسي نحو محطة المترو سأرجع للبيت و أختفى فيه .
أفيال عملاقة كثيرة تجري هنا و هناك تحاول اللحاق بي
أصطدم بأفيال مذعورة كثيرة
اصطدمت بفيل ضخم بصورة غريبة , يبدو كأنه رجل دين , سقطت على الأرض , قمت مسرعا
: أنا آااااسف هــــــــــــــه هـــــــــــه
و لم ألتفت لزمجرته الغاضبة و تمتماته الغريبة
اقتربت محطة المترو , خطوات قليلة و أقترب من سلم المترو
قفزت كعصفور فزع لعلي أطير الخطوات المتبقية في قفزة واحدة
ها هو السلم .
التفت لأرى المطاردين , لا يزالون بعيدين , التفت ,
اصطدمت بحائط , و لم أدر شيئا بعد ذلك
ــــ إدارة القالب المقدس ـــ
فتحت عيني و إحساسي بالصداع زاد حدة , بدأت الأنوار شيئا فشيئا تبدو لي و بدأت أكتشف ما حولي .
فيل متوسط الحجم و رأسه متوسطة الحجم أيضا ليست عملاقة و لكنها . . .
بصوت هادئ : لماذا تفعل هذا بنفسك ؟ ! !
: أنا لم أفعل شيئا ! !
ضرب على المكتب بيده ,
: لا تكذب !ّ
: و الله أنا لا أكذب !!
: طيب , لماذا لا تلتزم بالأوامر ؟
: أي أوامر ؟ أنا ليس لدي علم بأي أوامر ! ! ! أنا لا أدري ما الذي فعلته و ما الذي . . .
: أنت تمارس الأمور المحرمة في قانون القالب المقدس , و لا تلتزم بالأوامر التي نص عليها
: يا سيدي أنا لا أدري عن أي محرمات تتحدث و لا ما هو القالب المقدس , و لا الأوامر .
: أتقولها هكذا بكل وقاحة ؟
: إنها الحقيقة .
, أرجوك يا سيدي ساعدني , الصداع يكاد يقتلني ,
أرجوك , أرجوك
و تساقطت دمعات غزيرة بسبب الآلام الرهيبة التي أعانيها .
: طيب . . . . . طيب يا ابني , اهدأ قليلا حتى أعود إليكَ .
خرج من الحجرة مسرعا
آاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
يا أللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله
يا ألللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله
أرجوك يا رب ساعدني , صداع قاتل يا ربـــــــــــــــــــــــــــي
دخل فجأة
: اسمع يا ابني , أنا كلمت السيد و شرحت له عنك وعن جهلك و استأذنته في أننا نعطيك فرصة ثانية
: نعم نعم أرجوك ساعدني لأتخلص من آلامي هذه .
: طيب ستنفذ ما أقوله لك بأي طريقة , ابذل أقصى طاقة لتفعل ما سأقوله لك .
: أرجوك أخبرني بالحل و أنا سأفني نفسي لأنفذه .
: طيب , هو الحل سهل بسيط جدا لو أردته بسيطا , كذلك من الممكن يكون صعبا جدا و عسيرا إذا أنت جعلته كذلك .
: أرجوك ما هو ؟
: ستنفذه ؟
أرجوك , سأنفذه بكل تأكيد
: الحل هو . . . .
: نعم ما هو ما هو ؟ ؟ ؟ ؟
اقترب مني و همس في أذني
: ( كبر دماغك )
إلى أخي بقية الزمن الصالح مع خالص محبتي و احترامي وتقديري لمساندته الدائمة لي
فيلوتوفيا
ــــــ صداع ــــــ
كل شيء يدور من حولي بسرعة مخيفة لا أستطيع التركيز , الرؤية غائمة جدا
آااااااااااااه
صداع فظيع . . . . . لا أستطيع التحمل أكثر
يا ألـــــــــــــــــــلــــــــه ساعدني
رأسي يكاد ينفجر
صوت أعرفه : حسين اصح , مالك ماذا بك ؟ !!!
أفتح عيني ببطء
تصطدم برأس غريب , أهب فزعا
: من أنت ؟! !؟! !؟
: أنا من !!!!!!!
: أنا محمد صاحبك يا عم الحاج , ما لك يا عم !؟ ؟ ؟ ؟
صحيح إنه يشبه محمد صديقي بعض الشيء ولكن رأسه يبدو غريبا جدا
إنه كبير جدا و معالمه غريبة كأنه رأس فيل بالغ متوسط العمر .. . . .
: أنت محمد ؟ ! !
و أسقط على الأرض غائبا عن الوعي
أفتح عيني لأرى صديقي بجواري يضع قطعا كبيرة من القطن المبلل بالماء البارد على رأسي
: حسين ماذا جرى لك ؟ !
لا أدري و الله يا محمد , أحس بصداع فظيع جدا و أحس برأسي ثقيلا بصورة غريبة
صحيح رأسك مختلف كثيرا
مختلف , ماذا تعني بـ ( مختلف )
لا . . . . لا أعني شيئا
منذ متى و أنا راقد هكذا ! ! ! !
لا أدري ما أقول لك أنت منذ شهر و أنت نائم لا تصحو إلا للحظات نادرة جدا , أنا خفت أن آخذك للمستشفى فيكتشفون أنك تخالف التعليمات و ترتكب المحرمات فشكلك مختلف جدا و لو قاموا بقياسك على ( نظام القالب ) فبكل تأكيد سيكشفون أنك مختلف جدا و سيعلمون أنك مخالف .
طيب شكرا يا محمد على تعبك معي .
لا يا رجل لا تقل هذا , نحن إخوة ,
المهم أنا مضطر للخروج الآن , سأذهب للعمل , سأحادثك تليفونيا من هناك .
شكرا لك و بارك الله فيك .
ــــــ المدينة ــــــ
عن أي شيء يتحدث محمد إنه غريب جدا اليوم رأسه الكبير و كلامه و عن أي محرمات يتكلم و ما هو ( نظام القالب ) هل تكون هذه الأشياء كلها حدثت و أنا نائم .
لا . . . . لا غير معقول .
آاااااااااااااااااااااااااه
رأسي يكاد ينفجر , لابد أن أذهب للطبيب الآن .
يا أللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله
صداع فظيع
استبدلت ثيابي بسرعة و أنا أتساقط من الألم .
نزلت درجات السلم بسرعة .
خرجت من باب المبنى بسرعة فاصطدمت بأحد المارة فاستدرت معتذرا
سامحني أرجوك يا سيـ . . . .
كدت أسقط من الصدمة إن رأسه رأس فيل تامة ليس كرأس محمد , هذا رأس فيل حقيقي متناسبة مع حجم جسده .
لاحظت الفزع الشديد على وجهه , فاستدرت هاربا و هو الأخر فر مذعورا مني .
لا أعتقد أن في شكلي ما يخيف فآخر مرة شاهدت نفسي في المرآة كنت أبدو جيدا بعض الشيء , ربما رأسي تنذر بصلع قادم ذات يوم و لكن ليس هناك في وجهي ( علامات مميزة ) ربما . . . . .
سرت بسرعة والرؤوس الفيلية تكثر حولي و العيون المحلقة بفزع أصبحت كثيرة لدرجة مقلقة .
هناك واجهة محل زجاجية قريبا سأذهب لأرى ما يفزعهم مني .
بخطوات متسارعة وصلت للواجهة وقت أنظر أنا كما أنا لا جديد ... . . .
لا لا إن رأسي أكبر قليلا مما أعرفها و لكن رؤوسهم أكبر بكثير فما المفزع فيّ .
الصدااااااااااااااااااااااااااااااااااع , لابد أن أصل للطبيب بأسرع ما يكون
المبنى هنا في الجوار , درت في بعض الشوارع حتى وصلت للمبنى هاهو ذا ,
رمقني حراس المبنى بنظرة حمقاء لم أهتم كثيرا , هذه الأفيال لم تعد تثيرني
نظرت للافتات في مدخل المبنى , شقة الطبيب في الدور السادس سأستقل المصعد , مرت بجواري أنثى ذات رائحة نفاذة .
اتجهت للمصعد و سبقتني هي إليه .
في المصعد نظرت إلي باستغراب ثم بازدراء لم أر مثله في الأفيال السابقة ,
إنها ليست جميلة لكن لديها شخصية جذابة و قوية على ما يبدو و مثيرة أيضا و لكن بكل أسف تبدو رأسها من أضخم الرؤوس التي رأيتها اليوم حتى الآن , أنثى فيل بالغة .
إلى أي دور يا سيدتي , بأدب و حزم
لم ترد علي و ضغطت الرقم سبعة من لوحة الأرقام ضغطت الرقم ست ( 6 )
و بسرعة وصل المصعد للدور السادس تحركت خارجا و لم ألتفت .
ــــــ دكتور فيلاني ــــــ
باب عيادة الطبيب مفتوح , اتجهت إليه , دخلت .
: السلام عليكم ورحمة الله
لم أسمع ردا
اتجهت للفيلة التي تجلس على مكتب في وضع مثير و مستفز .
: أريد أن ... . . .
: اجلس حتى يأتي دورك و سأناديك .
لا يوجد كثير من الأفيال هنا , فقط فيلان فزعان ينظران إليّ .
و موظفة الاستقبال الجميلة فعلا , فيلة قمة في الإثارة لكن بكل أسف رأسها أكبر من رأس أختها في المصعد , يبدو أن هناك علاقة بين الجمال و حجم الرأس .
خرج فجأة فيل فزع من حجرة الطبيب و خرج و هو ينظر إلي حتى كاد يصطدم بالباب من كثرة التفاته .
أشارت الجميلة إلى أحد الفيلين فمر مسرعا من أمامي و دخل حجرة الطبيب ,
مرت دقائق طويلة كدهر حتى خرج و مر مسرعا مثلما دخل و لم ينظر إلي .
أشارت الجميلة إلى الفيل الأخير .
دخل , نظرت إلى من أطراف عينيها ثم انصرفت إلى أوراق أمامها , استخرجت بطاقة صغيرة ,
: هل هناك دورة مياه هنا لو سمحتِ ؟
دون أن تنظر إليّ أشارت إلى باب في نهاية الحائط من خلفها .
قمت مسرعا ,
دورة مياه قذرة بموج بروائح فظيعة , غسلت يدي و وجهي بالماء لعلي أبرد حرارة هذه الآلام التي أعانيها
انتهيت بسرعة صوت الفيلة الجميلة يجيء إلي هنا تتحدث إلى أحد .
: نعم . . . نعم
: بعد قليل لم يعد هنا مرضى غيره
خرجت من دورة المياه
: ok ( أوكيييييه ) انتبهوا للموضوع
جلستُ و قبل أن أستقر في مكاني خرج الفيل الأخير من حجرة الطبيب أشارت إلي الجميلة باشمئزاز غريب لأدخل .
و أنا في طريقي للباب ومضت في ذهني فكرة مخيفة و سؤال ,
هل يا ترى الطبيب أيضا منهم ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
قررت بحزم شديد أن لا أنظر للطبيب .
دخلت مطأطئ الرأس
بصوت متحشرج غريب كأنه ردايو فسدت موجات استقباله أو كأن شخصا مصابا بالزكام يتكلم ,
: من هنا يا محترم تعالى هنا , اجلس على هذا الكرسي .
: هااااااااااااااااااااه , ماذا بك ؟
أعاني من صداع فظيع جدا يا دكتور و أحس رأسي حجمها غريب جدا و . . . .
: صحيح رأسك حجمها غريب جدا . . . . .
: أنت أكيد تمارس المحرمات , أليس كذلك ؟
: أي محرمات يا سيدي ؟
أنت تعرف أي محرمات بالتأكيد , و لو سمحت لا تقاطعني ثانية .
: دعني أكمل حديثي
: تشخيصي لحالتك هو , ارتكاب المحرمات , و التوقف عن الالتزام بتعاليم إدارة القالب المقدس .
: طيب أرجوك , ما هو العلاج ؟
: اكتب لي دواء أشتريه يكون سريع المفعول الصداع يقتلني .
: لا داعي لكتابة , الإدارة ستقوم باللازم
: و لكن ما علاقة الإدارة بي ؟
: طيب , على العموم يا سيد . . .
: سيد ؟! ! ! !
: حاول الالتزام بتعاليم الإدارة و انته عن المحرمات و ستكون ( زي الفل ) .
: تفضل
كانت ( تفضل ) هذه بلهجة زواحفية سامة .
مشيت نحو الباب و لكن قررت مخالفة أوامري الشخصية و التفت لأرى الطبيب
يا أللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله
إن رأسه رأس فيل عملاق و متوحش جدا له أنياب فيل كبير جدا
لكن ما أثار انتباهي يده , كانت تضغط أحد زرين على مكتبه .
كدت أصطدم بالباب ,
خرجت للجميلة لا تزال تتحدث في التليفون ,
: نحن انتهينا , الدور عليكم الآن .
ــــــ المطاردة ــــــ
خرجت من المبنى وجوه أفيال فزعة تجرى هنا و هناك , جو غريب ينذر بالخطر , أحد الأفيال العملاقة على الجانب الآخر يبدو أنه يكلمني و لكن ضجيج السيارات فظيع كمثل صداعي لا يسمح لي بمعرفة ما يقوله الفيل ,
: ماذا تريد ؟
ناوله فيل آخر عملاق مكبرا للصوت ,
: لا تتحرك من مكانك , أحسن لك
ما معنى هذا
آااااه
جريت بسرعة لم أتوقعها من نفسي نحو محطة المترو سأرجع للبيت و أختفى فيه .
أفيال عملاقة كثيرة تجري هنا و هناك تحاول اللحاق بي
أصطدم بأفيال مذعورة كثيرة
اصطدمت بفيل ضخم بصورة غريبة , يبدو كأنه رجل دين , سقطت على الأرض , قمت مسرعا
: أنا آااااسف هــــــــــــــه هـــــــــــه
و لم ألتفت لزمجرته الغاضبة و تمتماته الغريبة
اقتربت محطة المترو , خطوات قليلة و أقترب من سلم المترو
قفزت كعصفور فزع لعلي أطير الخطوات المتبقية في قفزة واحدة
ها هو السلم .
التفت لأرى المطاردين , لا يزالون بعيدين , التفت ,
اصطدمت بحائط , و لم أدر شيئا بعد ذلك
ــــ إدارة القالب المقدس ـــ
فتحت عيني و إحساسي بالصداع زاد حدة , بدأت الأنوار شيئا فشيئا تبدو لي و بدأت أكتشف ما حولي .
فيل متوسط الحجم و رأسه متوسطة الحجم أيضا ليست عملاقة و لكنها . . .
بصوت هادئ : لماذا تفعل هذا بنفسك ؟ ! !
: أنا لم أفعل شيئا ! !
ضرب على المكتب بيده ,
: لا تكذب !ّ
: و الله أنا لا أكذب !!
: طيب , لماذا لا تلتزم بالأوامر ؟
: أي أوامر ؟ أنا ليس لدي علم بأي أوامر ! ! ! أنا لا أدري ما الذي فعلته و ما الذي . . .
: أنت تمارس الأمور المحرمة في قانون القالب المقدس , و لا تلتزم بالأوامر التي نص عليها
: يا سيدي أنا لا أدري عن أي محرمات تتحدث و لا ما هو القالب المقدس , و لا الأوامر .
: أتقولها هكذا بكل وقاحة ؟
: إنها الحقيقة .
, أرجوك يا سيدي ساعدني , الصداع يكاد يقتلني ,
أرجوك , أرجوك
و تساقطت دمعات غزيرة بسبب الآلام الرهيبة التي أعانيها .
: طيب . . . . . طيب يا ابني , اهدأ قليلا حتى أعود إليكَ .
خرج من الحجرة مسرعا
آاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
يا أللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله
يا ألللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله
أرجوك يا رب ساعدني , صداع قاتل يا ربـــــــــــــــــــــــــــي
دخل فجأة
: اسمع يا ابني , أنا كلمت السيد و شرحت له عنك وعن جهلك و استأذنته في أننا نعطيك فرصة ثانية
: نعم نعم أرجوك ساعدني لأتخلص من آلامي هذه .
: طيب ستنفذ ما أقوله لك بأي طريقة , ابذل أقصى طاقة لتفعل ما سأقوله لك .
: أرجوك أخبرني بالحل و أنا سأفني نفسي لأنفذه .
: طيب , هو الحل سهل بسيط جدا لو أردته بسيطا , كذلك من الممكن يكون صعبا جدا و عسيرا إذا أنت جعلته كذلك .
: أرجوك ما هو ؟
: ستنفذه ؟
أرجوك , سأنفذه بكل تأكيد
: الحل هو . . . .
: نعم ما هو ما هو ؟ ؟ ؟ ؟
اقترب مني و همس في أذني
: ( كبر دماغك )
تعليق