ديوان : بعد أن تسكن الريح
للشاعر: د. سعد بن عطية الغامدي
لا يأس
فالدنيا تدور
ما انتاب دورتها فتور
يوم يحل كزائر عرضاً يزور
ويطل يوم آخر
ويغيب في فلك العبور
إن ضقت في يوم وضاق بك المكان
سيغيب في فلك الزمان
ويجيء عند الفجر غد
ويطل يوم آخر!
<LI>*************
لا يأس
فالأحزان يجهضها الصباح
وتذيبها شمس الضحى
فتطير أشلاء توزعها الرياح
ويطل في أعقابها فرح جديد
<LI>*************
لا يأس
إن اليأس موت
والموت خاتمة المطاف
والموت قبل الموعد المحتوم ذل وانهزام
لا يعشق القمر الغروب وإن تزاحمت النجوم
لا تعرف الشمس الهروب وإن تراكمت الغيوم
قد يعتري لمعانها بعض الشحوب
لكنه السفر الطويل..
ولربما عانت نت الشوق القديم إلى مواصلة الرحيل
لتطل من أفق بعيد..
لتعود في يوم جديد
وتظل يلثمها الأفق
في كل يوم مرتين..!
<LI>************
لا يأس
فالنخلة الشماء
كانت بذرة تحت التراب
والموجة الرعناء
كانت قطرة فوق السحاب
والحرف...والكلمات
كانت نقطة قبل الكتاب
وبشارة بولادة إنسان
يسبقها انتحاب
والماء..
في الصحراء..أو في البحر...
ماء
لكنه ليس السراب
تبقى على الدنيا الحقيقة
رغم أيام تدور
<LI>*************
لا يأس
فالفجر يولد رغم أشباح الظلام
والشمس تشرق رغم إطباق القتام
ومواكب الآلام يزهقها بصيص من رجاء
لتطل -مثل الصبح- قافلة الحنين إلى الضياء
في موكب الأيام..في فلك الصفاء
وتعود مثل الصيف ينشر دافئاَ
ماكان غيبه الشتاء...
<LI>*************
لا يأس
فالريح لا تهوى سوى قمم الجبال
والطير لا ترقى سوى الشجر الطوال
والورد لا يزدان إلا فوق أطراف التلال
لا فجر... يمكن أن يطل بغير ليل
لا عمر... يمكن أن يطيب بغير حزن
الحزن نافذة على نعم الحياة
فهو السكون
وهو ائتلاق الفجر - رغم الليل- يوشك أن يفيق...
وهو انطلاق في رحاب النفس...
في الذات العميق..
وهو انعتاق..
من وطأة الرغبات ، والوهم السحيق
لكن نجم الحزن يأفل
إذ يحل اليأس...
فاليأس انتهاء...
فاليأس انتهاء... فاليأس انتهاء...
تعليق