عقيدة النصارى في الله عز وجل
قبل أن تبدأ التحاور مع المسيحي في تفنيد عقيدة ألوهية المسيح التي يؤمن بها ، لابد لك أولاً من مقدمة منطقية تقبلانها معاً ، فمثلاً:
قل له : " ألست معي على أن الكثيرين وقعوا في أخطاء جسام لأنهم أيقنوا أن ما ورثوه من عقائد ومقدسات هو قمة الصواب ولا يقبل مجرد النظر فيه ، وإن كان ظاهره البطلان والفساد كعبادة الأصنام والحيوانات ، وأنهم بسبب هذه القناعات ظلوا على ما هم عليه فحرموا نعمة الحق إلى يومنا هذا "(63)
الجواب الطبيعي لهذا السؤال هو بلى!
فقل له : إذاً دعنا نبحث عن الحق معاً بالأدلة والبراهين ، كما قال تعالى:
فإن وافقك على ذلك فاشكره، وادعُ الله عز وجل أن يهديكما معاً سبل الرشاد ويلهمكما الحق ويرزقكم اتباعه ، ثم وجه له السؤال التالي :
ما عقيدتك في عيسى u ؟ سيجيبك قائلاً : هو الله أو سيقول ابن الله أو سيقول : هو أحد الآلهة الثلاثة ( الله + عيسى + روح القدس) والتي تكون في مجموعها ..الله !!
هذه مجموع عقائدهم في عيسى u .
فقل له : وكيف جعلتم بشراً مثلنا إلهاً ما هي أدلتكم ؟؟
قد يستشهد لك بأول جملة في إنجيل يوحنا والتي نصها كالتالي: " في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله" (66)
فهذا النص هو الركيزة الأولى التي يستند إليها النصارى في تشكيل العقيدة النصرانية في الله.
إذن في هذا النص الذي يصعب فهمه وتصور أن الله سبحانه وتعالى كان "كلمة " !!
وإذا كان الله "كلمة" فمن الذي ألقى وتلفظ بهذه الكلمة التي صارت الله!!.
إذا كانت الكلمة هي الله ،ومتى ألقيت هذه الكلمة ، وإذا ألقيت في البدء كما تقولون فمتى هذا البدء !؟
إن الله أزلي ودائم لا بداية له ، ولا يجوز أن نقول عنه أنه كان في البدء ؛ لأن الله أزلي لا بداية له ولا نهاية ، والله جل جلاله لا يكون البتة "كلمة" من الكلمات ، ولا الكلمة تكون البتة "الله" أو إلهاً " (67)هذا من ناحية ، ثم من ناحية أخرى حسب النص أن الكلمة هي الله ، فكم إله هناك؟! إذاً على الأقل اثنين (68) الله الذي كانت عنده الكلمة، ثم الكلمة التي أصبحت الله؛ وبالتعويض يتضح ذلك :
" في البدء كان الله( الكلمة ) والله (الكلمة) كان عند الله وكان الله(الكلمة) الله ".(69)
نلاحظ عدم وضوح هذا النص، فهل هناك نص صريح لعيسى يقول فيه أنا الله أنا ربكم أنا إلهكم أو قال اعبدوني؟!! الجواب : كلا .. لا يوجد أي نص على لسان عيسى uيدّعي فيه الألوهية أو يطلب من الناس أن يعبدوه ، بل إن هناك نصوصاً في العهد القديم والعهد الجديد أيضاً تؤكد أن المسيح ليس إلهاً.
المطلب الأول :نصوص من الكتاب المقدس تنفي ألوهية المسيح
أولا: ً نصوص في العهد القديم
التوراة)

1)جاء في سفر التثنية : " اسمع يا إسرائيل ، الرب إلهنا رب واحد" (70)
2)وفي سفر التثنية أيضاً : " الرب هو الإله وليس آخر سواه"(71)
3)وفي سفر أشعيا : " هكذا يقول الرب .. أنا الأول والآخر ولا إله غيري"(72) فالله سبحانه وتعالى يعلن عن نفسه أنه هو الأول والآخر.
4)وفي سفر أشعيا أيضاً : " أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض"(73)
5)وقال داوود : "يا رب لا إله غيرك"(74)
6)وقال النبي نحميا : " أنت هو الرب وحدك" (75)
7)وفي سفر الملوك الأول : "ليعلم كل شعوب الأرض ، أن الرب هو الله وليس آخر"(76)
وينفي سبحانه أن يكون مثله احد:
1)ففي سفر التثنية : " ليس مثل الله "(77)
2)يقول أيوب u في سفره : "لأنه ليس إنسان مثلي " (78)
3)ويقول داوود u : " يا الله من مثلك "(79)
ثانياً : نصوص في العهد الجديد
الإنجيل ) تدل على التوحيد:

1)أعظم الوصايا وأول الكل .
سأل عيسى رجل عن أي الوصايا هي أعظم وأول الكل ،فأجاب :
" إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد .... فقال له الكاتب : جيداً يا معلم بالحق قلت لأنه الله واحد وليس أخر سواه"(80) فهو رب جميع الناس ورب عيسى u ؛ لأن عيسى u قال ربنا ، وعلى هذا فإن عيسى u ليس رباً ؛لأن الرب لا يكون له رب آخر ،و إلا لكان للرب الآخر رب ولهذا الرب الآخر رب آخر ..،وهكذا سلسلة في الأرباب لا تنتهي ، وهذا غير معقول.
2)ويقول عيسى u في خطابه للتلاميذ : " وإني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم "(81) فالمسيح u كالتلاميذ فالله أبوه وأبوهم مجازاً وهو إلهه وإلههم ، فهم مساوون له ، أم هم أيضاً آلهة؟!
3)ويقول عيسى u : " إلهي لقد أتممت العمل الذي أعطيتني لأعمله ، وهو أن يعرفوك أنك أنت الإله الحقيقي وحدك ،والذي أرسلته رسولك يسوع المسيح"(82)
4)ويقول عيسى u أيضاً : " والمجد الذي من الإله الواحد لستم تقبلونه"(83) فالنص يؤكد وحدانية الله بجلاء.
5)وهذا نص آخر لعيسى u يقول فيه :" ولا تدعوا لكم أباً على الأرض ،لأن أباكم واحد الذي في السماوات ،ولا تدعوه معلمين ؛لأن معلمكم واحد المسيح"(84) فعيسى u يحذر قومه من أنه لا يوجد إله على الأرض بل الله في السماء ،فلا وثنية بل وحدانية فالله واحد في السماوات وعيسى ليس إلا معلماً في الأرض وليس إلهاً ولا ابن إله كما تدّعي الكنائس.
تعليق